- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

المتحدث الرسمي للحكومة الصينية عبر تويتر: فيروس كورونا بدأ في أمريكا

التصنيفات: شرق آسيا, الصين, أخبار عاجلة, حجب, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية
[1]

صورة مقتبسة من موقع ستاند نيوز.

للإطلاع على التغطية الخاصة للأصوات العالمية عن التأثير العالمي لفيروس كورونا المستجد.  [2]

في يوم الجمعة الموافق 13 من شهر مارس/آذار، قام المتحدث الرسمي لوزارة الصين الخارجية “تشاو ليجيان” بنشر تغريدةٍ [3] على موقع توتير يقوم فيها باتهام الجيش الأمريكي بإرسال فيروس كورونا المستجد إلى الصين. إلا أن ذلك التعليق قد تم تصعيده عبر الإنترنت إلى “نظرية مؤامرة” [4] جالت مواقع التواصل الإجتماعي بشكل واسع بل وقام بترديدها عددٌ من الدبلوماسيين الصينين.

بدأت فرضية اتهام الولايات المتحدة بنشر فيروس كورونا المستجد في الصين تجول مواقع التواصل الإجتماعي في أواخر فبراير/شباط، بعد أن نشرت منصة “ChinaXiv” وثيقة بعنوان “ فك شفرة تطور وانتقال الفيروس المسبب للإلتهاب الرئوي كورنا المستجد باستخدام الجينوم الكامل [5]“، وهي منصة لتقديم الوثائق إلى أكاديمية العلوم الصينية، في الواحد والعشرين من شهر فبراير/شباط. تشير الوثيقة إلى أن الجينوم الموجود في الولايات المتحدة (H35)، وغوانغدونغ (H13)، يشكلان الأجيال الأولى للبروتينات المكونة لفيروس كورونا، والذي قام البعض بتفسره على أن الولايات المتحدة هي المصدر لفيروس كورونا المستجد. وبحلول اليوم التالي كانت تلك النظرية قد نُشِرت على شبكة جلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي الصيني، وتم التقاطها من قِبل برنامج تلفزيوني تايواني. وسرعان ما انتشرت النظرية أيضًا على “ويشات” و”ويبو”.

ومع ذلك فقد أشار مركز “FactCheck” التايواني إلى أن تلك الوثيقة لم تخضع بعد لمراجعة النظراء. وقام المركز أيضًا بمقابلة [6] مع بعض الخبراء وأفاد بأن منهجية “شبكات الربط الوسطى” المذكورة في الوثيقة لا يمكنها أن تعكس مدى تعقيد التحول الجيني، ولا يمكن الإستناد عليها لتحديد ” الأجيال الأولى والمتطورة”. كما أفادت [7] دراسةٌ سابقةٌ أن تلك الطريقة “غير مقبولةٍ من الناحية النظرية كدليل على التطور”. مما يجعل جينيوم الخفاش (bat-RaTG13) كمصدر للأجيال الأولى لفيروس الكرورنا المستجد موضع شكوكٍ.

ونظرا لأن ذلك الوباء قد اتخذ مسارات مختلفة إلى عديد البلدان، فلابد أن جينوم فيروس كورونا قد تعرض لحدوث تحولاتٍ لم تُرى منذ بدء تسلسله في الصين [8]. عند قراءة المقالات الإخبارية التي تناقش طبيعة الفيروس في البلدان الأخرى، فسر بعض مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي ذلك الأمر بأنه لا علاقة للصين بتفشي كورونا في سائر البلدان.

وكان أحد التقارير الأجنبية التي جالت مواقع التواصل الإجتماعي في الصين يعود أصلها إلى اليابان. حيث أزعمت [9] محطة تلفزيون يابانية في أحد التقارير الإخبارية أن بعض الأمريكين الذين ماتوا جراء إصابتهم بالأنفلونزا منذ شهر سبتمبر/أيلول 2019، ربما كانوا قد أصيبوا بعدوى فيروس كورونا دون علم. وتم استخدام ذلك التقرير الإخباري الياباني جنباً إلى جنبٍ مع وثيقة “ChinaXiv” لتدعيم عدد من نظريات المؤامرة الأخرى، كتلك التي تزعم أن مندوبي الولايات المتحدة قاموا بإحضار الفيروس إلى مدينة ووهان أثناء الدورة العالمية للألعاب العسكرية في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وقد اكتسب ذلك النوع من نظريات المؤامرة مزيداً من الانتباه بعد أن قام التليفزيون المركزي الصيني ببث [10] مؤتمر صحفي في السابع والعشرين من شهر فبراير/شباط أوضح فيه طبيب الرئة الدكتور تشونغ نانشان أنه “بالرغم من ظهور كوفيد-19 في الصين، إلا أنه لا يؤكد أن ذلك الفيروس يعود منشأه للصين”.

وسرعان ما تعرض ذلك الإدعاء بأن الفيروس قد أتى من خارج لتوبيخاتٍ من قبل عالم الأوبئة الصيني تشانغ ون هونغ، مؤكدا [11] أن تسلسل ذلك الجينوم يشير إلى أن نسخة الفيروس التي شوهدت في شنغهاي قد نشأت بالفعل في مدينة ووهان، غير أنه تم حجب ذلك الحوار.

وفي تلك الأثناء أُعيد تجميع بيان تشونغ من قِبل العديد من وسائل التواصل الاجتماعي والتي قامت أيضا باستخدام معلومات من “مصادر إعلامية أجنبية” لكي تدعم ادعاءها بأن فيروس كورونا يعود أصله إلى الولايات المتحدة. وانتشرت أحد القصص عبر الهواتف من خلال العنواين الإخبارية لتطبيق “UC” والتي كانت بعنوان ” تم تأكيد نتائج البحث، ولا علاقة للصين بفيروس كورونا المتفشي في إيطاليا. كلمات تشونغ نانشان على حق [12]“. وقد نقلت القصة مقالا عن “O-Lian [13]“، وهي وكالة أنباء مسجلة في إيطاليا تعود إلى شركة استثمارية في مقاطعة تشجيانغ في الصين، والذي أفاد بأن وزير الصحة الإيطالي ماسيمو غالي أعلن أن تسلسل جينوم فيروس كورونا في إيطاليا لا يعود في الأصل إلى الصين.

ولا عجب من انتشار ذلك النوع من المعلومات المضللة على مواقع التواصل الإجتماعي. بعد أن قام تشان ليجيان المتحدث الرسمي للوزارة الخارجية الصينية -وهو غني عن التعريف [14]- برفع نظرية المؤامرة إلى مستوى جديد من خلال تغريدته التى نُشِرت في الثالث عشر من مارس/آذار.

1-2 اعترف روبرت ريدفيلد مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأن نتائج فحص الأميريكيين الذين ماتوا على ما يبدو بسبب الإنفلونزا قد ثبتت إيجابيتهم لفيروس كورونا [15] عند تشخيصهم عقب الوفاة، وذلك أثناء حضور لجنة الرقابة بمجلس النواب في يوم الأربعاء.

2-2 تم القبض على مركز مكافحة الأمراض على الفور. متى بدأ ظهور أول مريض حامل للفايروس في الولايات المتحدة؟ وكم عدد الحالات المصابة؟ وما هي أسماء المستشفيات؟ من الواضح أن الجيش الأمريكي هو من أحضر ذلك الوباء ألى مدينة ووهان. تحلوا بالشفافية! أفصحوا عن بياناتكم! الولايات المتحدة تدين لنا بتفسير!

لم تتمكن الصين حتى الآن من تحديد أول حامل للفيروس لها، غير أن صحيفة “South China Morning Post” أفادت بتقرير أن بيانات الحكومة الصينية [20] قامت بتتبع أول حالة لتعود إلى مريض يبلغ من العمر 55 عاماً في السابع عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني. وأيضاً أظهرت دراسة بحثية نُشِرت في شهر يناير/كانون الثاني 2020 أن عددأَ من الحالات التي ظهرت في أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول لا علاقة لها بأسواق الأغذية الطازجة في مدينة ووهان [21] والتي تم اعتباراها على نطاق واسع بأنها مصدر تفشي الفيروس.

وفي أوئل شهر فبراير/شباط أشارات شائعات وادعاءات غير مثبتةٍ عبر “ويشات” و”ويبو” إلى أن تفشي الفيروس ربما يكون ناجما عن “تسرب معملي [22]” حيث أن معهد ووهان لعلم دراسة الفيروسات كان بمثابة مركزا رئيسياً لدراسة الفيروسات، من بينها “الإيبولا”، و”ميرز”، و”سارس”، كما يشارك أيضا في اختبارات تُجرى على الحيوانات. وقد تمت معارضة افتراضية التسرب المعلمي، لتُفسح المجال لتلك الافتراضية الجديدة بشأن الولايات المتحدة والتي تروج لها وسائل الإعلام التابعة للحزب الشيوعي الصيني بالإضافة إلى عددٍ من التغريدات التي نُشرت من قبل المتحدثين الرسميين للحكومة الصينية على “تويتر”.

وكما هو متوقع فقد اثارت كلمات تشاو عدداً كبيراً من التعليقات الساخطة:

شكراً لكم جزيلا لما تطلقون عليه اسم حكومة لكذبها على العالم ونشر ذلك المرض. ماذا كنا سنفعل بدون الصينين الأثرياء إذا لم يتناولوا لحوم الكائنات المهددة بالإنقراض، ويستنفذوا أعداد الحيوانات البرية مع تعريض حياة البشرية للخطر؟

وبطريقة ساخرة:

ولكن هناك من يقوم بتأييد تشاو:

يجب على أمريكا أن تعترف بالحقيقة للعالم أجمع.

وفي تقرير عن الحادث، [27] قامت صحيفة “جلوبال تايمز” بوضع ذلك الحدث ضمن إطار الحرب الإعلامية الأمريكية ضد الصين.