تايوان تستنكر سؤالاً صحفياً عن عضويتها في منظمة الصحة العالمية

عفواً لا أستطيع سماعكي

لقطة شاشة من حساب إذاعة وتلفزيون هونغ كونغ على يوتيوب

اتهم مكتب التجارة والتنمية الاقتصادية لحكومة تايوان في بيان له في 2 نيسان/أبريل 2020 إذاعة وتلفزيون هونغ كونغ (RTHK) بخرق سياسة الصين الواحدة. وأشار البيان بأصابع الاتهام للبرنامج الإخباري “النبض” The Pulse الذي أصرت فيه الصِحفية إيفون تونغ، على تعليق من مساعد الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، بروس أيلوارد، حول استجابة تايوان لانتشار فيروس كورونا وحال عضويتها في منظمة الصحة العالمية.

كان حضور تايوان لاجتماعات المنظمة بصفة مراقب حتى عام 2013، عندما مارست الصين ضغوطًا دبلوماسية لتهميش تايوان، حيث قرر الرئيس الصيني شي جين بينغ فرض سياسة العزلة التامة على تايوان بعد فوز تساي إنغ وين من الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد لاستقلال تايوان في الانتخابات الرئاسية.

مقطع ارتباك مسؤول المنظمة الصحة العالمية انتشر كالنار في الهشيم

كان سؤال البرنامج، في مقابلة تلفزيونية بُثت على الهواء في 28 آذار/مارس، يسلط الضوء على الإجراءات العالمية المتخذة لاحتواء انتشار الوباء، حيث بدى أيلوارد وكأنه يحاول تجنب الرد على أسئلة تتعلق بتايوان. سألته الصحفية عما إذا كانت منظمة الصحة العالمية تدرس إمكانية السماح لتايوان بالإنضمام إليها، فقال إنه لا يسمعها ثم بدى أنه قطع الاتصال فجأة. وعندما اتصلت الصحفية به مرة أخرى وسألته عن رأيه حول مدى استجابة تايوان لانتشار الفيروس فقال أنه قد أبدى رأيه حول الصين من قبل وأنهى المقابلة.

على الرغم من تنبيه تايوان لمنظمة الصحة العالمية باحتمال العدوى بين البشر منذ نهاية ديسمبر/تشرين الأول من عام 2019، إلا أن الاجتماع الاستثنائي للمنظمة الذي جرى في 22 يناير/كانون الأول لم يناقش سياسة العزل التي تحد من انتشار الفيروس. واستطاعت تايوان مع كل ذلك من التفوق على العديد من الدول في إيقاف انتشار الفيروس.

وقد اعتبر كثيرون رد فعل أيلوارد بمثابة دلالة على دعم منظمة الصحة العالمية للموقف الصيني الذي لا يعترف بتايوان كدولة مستقلة، حيث جرى تداول مقطع الفيديو بكثرة على شبكات التواصل الإجتماعي واتهام  منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع الصين في التقليل من خطورة الوباء.

لدى سؤال بروس أيلوارد المسؤول في منظمة الصحة العالمية في مقابلته على قناة تلفزيون وراديو هونغ كونغ عن تايوان، تظاهر بروس بأنه لم يسمع السؤال، وعندما سألته الصحفية ثانيةً أنهى المكالمة. لكم هي فاسدة منظمة الصحة العالمية.

فيما عبرت الصين عن استيائها إزاء الحادثة، واتهم تلفزيون الصين الحكومي (CCTV)، الصحفية بسوء النية في تعليق نُشرعلى موقعه الإلكتروني.

الإعلام الناقل للحقيقة مستهدف

لم يختلف موقف حكومة تايوان عن نظيرتها الصينية بل تطابق معه، فاتهمت هونغ كونغ برنامج “النبض” بانتهاك سياسة الصين واحدة وانحراف قناة تلفزيون وراديو هونغ كونغ عن أهدافها و مهمتها المحددة في ميثاقها كقناة عامة. أما القناة فقد رفضت على لسان متحدثها انتقاد الحكومة التايوانية بالتأكيد على أن موضوع حلقة البرنامج كان حول ردود الأفعال العالمية إزاء الوباء وبأن الحديث عن تايوان هو جزء من البرنامج بكل بساطة. كما وضحت القناة أن الصحفية قد أشارت إلى تايوان كمكان لا كدولة، ولذلك فهي لم تنتهك أياً من مبدأ “بلد واحدة ونظامين” أو ميثاق القناة. وقد فسر اتحاد العاملين في البرنامج تصريح الحكومة التايوانية على رغبتها باستهداف الإعلام الذي ينقل الحقيقة داعين الشعب للدفاع عن استقلالية أخبارها. ويرى عضو من الفريق الاستشاري لبرنامج القناة يدعى فيرمي ونغ  بأن تصريح هونغ كونغ جاء بضغط من بييجنغ حسب قوله:

When you look at the interview done by the Pulse reporter, it is about the coronavirus issue, it is about health. I don't really understand why when a reporter is asking something relating to health, she or he has to remember there is ‘One Country, Two Systems’ … in line with the government or China. I believe the government statement may come after some kind of pressure from the Foreign Ministry or the Chinese Communist Party, I don't know. But I think the statement is the biggest nonsense.

عندما تشاهد المقابلة في برنامج “النبض” تجد أنها عن فيروس كورونا والصحة. لا أفهم لماذا عندما تسأل الصحفية عن شيء متعلق بالصحة فعليها أن تتذكر سياسة بلد واحد ونظامين…. وبما يتطابق مع الحكومة أو الصين. أعتقد أن التصريح الحكومي هو ربما جاء بضغط من وزارة الخارجية الصينية والحزب الشيوعي، ذلك التصريح هو أكبر هراء.

في عام 2004 وبعد أن أخفقت الصين في تمرير حزمة من قوانين الأمن المندرجة تحت المادة 23 من القانون الأساسي، فبدأت في تشديد قبضتها على وسائل الإعلام التايوانية. ومنذ ذلك الحين يعاني تلفزيون هونغ كونغ من الضغط السياسي لإخفاقها في التناغم مع السياسة الحكومية. ففي السنوات الأخيرة تعرضت عدة برامج متعلقة بالشؤون العامة لضغط هائل من الرقابة  ومنها برنامج  “Headliner” الإخباري الساخر وبرنامج “City Forum” الشعبي الأسبوعي.

ضغط مباشر من شرطة هونغ كونغ:

من الضغوط التي حدثت مؤخرًا عند اندلاع موجة الاحتجاجات المناهضة للصين في شهر آب/أغسطس عام 2019 ضد قرار تبادل تسليم المجرمين بين الصين وتايوان، بحث صحفيين من قناة تلفزيون هونغ كونغ في إخفاق شرطة هونغ كونغ في حماية المواطنين من هجوم غوغائي في 21 يوليو/تموز في يوين لونغ. استثار التحقيق أنصار الصين، فنظموا عدة احتجاجات في شهر آب أمام مبنى قناة تلفزيون هونغ كونغ متهمين القناة بالتحيز. كما قدم مأمور الشرطة غريس تانغ شكوى إلى هيئة الاتصالات ضد برنامج “Headliner” في قناة تلفزيون وراديو هونغ كونغ متهماً القائمين على البرنامج بتقويض عمل الشرطة وخرق القانون والنظام.

وفي مارس/آذار 2020 وفي إطار متابعة طلب من أكثر شركة بث مهيمنة تجاريًا TVB، حاولت هيئة المواصلات الحد من نفوذ تلفزيون وراديو هونغ كونغ برفع متطلبات الترخيص لدى TVB والتي كانت سابقاً تتطلب بثاً أسبوعياً إلزامياًُ يصل لثلاث ساعات من برامج تلفزيون وراديو هونغ كونغ. وفي الوقت نفسه اقترح  يوجين تشان رئيس مجلس إدارة تلفزيون وراديو هونغ كونغ إنشاء فريق عمل من ثلاثة أعضاء للنظر في الشكاوى حول برامج القناة، الخطوة التي انتقدها موظفي القناة كثيراً واعتبروها تدخلاً مباشراً في العمليات اليومية للمحطة. تحويل القناة إلى مجرد بوق كهدف للحكومة الصينية أصبح واضحاً في الشعار الذي رفعه المحتجون المؤيدون للصين أمام مبنى القناة وهو “يجب على قناة تلفزيون وراديو هونغ كونغ أن تمثل الحكومة”، والآن تتزايد الضغوط من الحكومة التايوانية.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.