- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

انتشار رهاب الأجانب المرتبط بفيروس كورونا في وسط وشرق أوروبا

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, البوسنة والهرسك, روسيا البيضاء, كرواتيا, مقدونيا الشمالية, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, صحة, علاقات دولية, كوفيد19
[1]

قامت السلطات المقدونية بتركيب ماسح ضوئي للحمى في مطار سكوبي لفحص الركاب القادمين من وجهات آسيوية بحثًا عن أعراض الإصابة بالفيروس. الصورة من جلوبال فويسز

لمزيد من التغطية الحصرية تأثيرات فيروس كورونا على العالم تابعونا على صفحة جلوبال فويسز باللغة العربية [2]

تسببت المعلومات المضللة المنتشرة على نطاق واسع والمرتبطة بتفشي كوفيد-19 [3]، الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية في مقاطعة هوبي، في جنون الريبة، مما أدى إلى الإساءة والعنصرية تجاه الشعوب الآسيوية في شرق ووسط أوروبا.

في البلقان، على سبيل المثال، تم نشر المعلومات المضللة من خلال الروابط المضللة، بوابات الشبكة المختلفة [4]، في العديد من مواقع الشبكة تدعي أن الفيروس قد وصل للمنطقة رغم أنه لم يكن قد تم الإبلاغ عن أي إصابة هناك.

فشل الإعلام في خلق الهلع في كرواتيا

يزور العديد من الصينيين والأسيويين منطقة البلقان للسياحة، إما كجزء من رحلات أوروبية بالحافلة، أو من خلال الرحلات البحرية والتي تتضمن رحلات الحافلات بين الموانئ؛ فإن وصلت سفينة الرحلة البحرية إلى دوبروفينك في كرواتيا مثلًا، فعلى الركاب أن يأخذوا رحلة تتضمن مدنًا مثل مونتينجرو في كرواتيا، كوسوفا وشمال مقدونيا في ألبانيا، وأخيرًا اليونان حيث سينضمون مجددًا إلى السفينة في تيسلانوكي.

اختارت بعض وسائل الإعلام تتبع حركة الحافلات التي تحمل السياح الصينيين [5] المسافرين من إيطاليا عبر سلوفانيا ثم إلى كرواتيا والبوسنة بطريقة الأخبار المثيرة، حيث تتبعوهم من لحظة عبورهم الحدود مرورًا بإجراءات الأمان المتبعة في كل مدينة على الطريق.

تضمنت القصص بعض النواحي الإنسانية أحيانًا، فكان أحدها عن حالة الحصار [6] على الحدود الكرواتية، بعد أن وصلت الحافلات التي تقل السياح الصينيين، حيث وصف التقرير كيف كانت فتاتان من شنغهاي، “تبكيان وتعتذران للركاب الآخرين غير-الصينين بسبب التأخر الحاصل.”

[7]

لقطة شاشة لنتائج بحث الصور من غوغل [8] باستخدام الكلمات “ليست من الصين”

انتشرت صورة لسياح من تايوان وهم يتجولون في مدينة سيبانك حاملين لافتات مكتوب عليها “Nismo iz Kine” [8] (نحن لسنا من الصين)، انتشرت الصور على نطاق واسع بعد أن تم نشرها على صفحة فيسبوك  Dnevna doza prosječnog Dalmatinca [9]. اعُتبرت هذه الصور، لمسة من اللطف ضمن الوضع القاتم الذي تنشره وسائل الإعلام داخل المنطقة وخارجها [10].

قامت الصحيفة الكرواتية Večernji بنشرمقابلة مع اكسيتاجين تشين لي [11]، مالكة خمس مطاعم صينية/ آسيوية في زاجراب، تقول فيها، رغم أن الناس أكثر حذرا، إلا أنها لم تلاحظ انخفاضًا في عدد الزبائن- حيث يعتمد مطعمها على الموارد المحلية، ويقوم باستيراد المواد الخاصة من دول أوروبية أخرى.

إهانات واعتذارات في شمال مقدونيا

شهد شمال مقدونيا في السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد السياح الآسيويين [12]، الوصول إلى بلد يعد أرضًا خصبة للمعلومات المضللة. قامت أحدى الصحف المحلية بنشر خبرٍ سخيف [13]ٍ منسوب إلى طبيب بلغاري قوله، أن شرب الكحول قد يشفي من المرض.

في 29 من شهر يناير/كانون الثاني من عام 2020، قام أحد سكان مدينة سكوبا بنشر فيديو لنفسه وهو يزعج مجموعة من السياح الآسيويين المرعوبين في مركز العاصمة، يُظهر مقطع الفيديو مجموعة مكونة من رجلين وثلاثة نساء يحاولون بصبر تجاهل الإهانات التي يوجهها الرجل لهم، أغضب الفيديو السكان المحليين في بلد متنوع الأعراق [14] ولديه حساسية عالية للعنصرية. شارك مستخدمو الإنترنت المقطع المصور على تويتر [15] و فيسبوك [16] كدليل على ارتكاب انتهاكات.

في البداية، كان الافتراض أن الضحايا هم من السياح، إلا أن الصحيفة المحلية اليومية، Sloboden Pečat [17], كشفت أنهم أعضاء في منظمة دينية من كوريا الجنوبية واسم المنظمة الثقافة السماوية، السلام العالمي واستعادة الضوء (HWPL [18]). أخبرت المجموعة الإعلام في وقت لاحق SDK.mk [19] أن الحدث كان منفردًا، وأنه تم الترحيب بحرارة بهم من قبل أهالي مقدونيا في السنوات الأربعة الماضية التي أقاموا فيها ورشات عمل في المدارس عن السلام والتسامح.

اعتذر [20] عمدة سكوبا بيتري زيلجيروف عن هجمات رهاب الأجانب (إكزينوفوبيا)، ووالتي قال “أنها جلبت العار للمدينة وللبلاد” وأضاف أنها “تعارض بشكل كامل القيم الأساسية لسكوبا مدينة التضامن، العالمية والتكاتف”،  كما أنه أصدر الرئيس المؤقت أوليفر سباسوفسكي اعتذارًا عامًا [21] عن خطاب الكراهية، وطالب بتحرك سريع من وزارة الداخلية.

علق [22] الصحفيديرهان موتوف، المقيم في في سكوبي على الموضوع تحت عنوان “لا تخاف، فيروس كورونا يخاف أن يصاب منك”

Лек за корона вирусот сигурно ќе се најде, но за идиотизмот, глупоста, просталукот, малограѓанството, несолидарноста, за говорот на омраза, расизмот… лек тешко дека ќе се најде.

Среде Скопје да навредиш група на граѓани кои ти заличија на Кинези само затоа што на ТВ, интернет, Фејсбук виде дека некаде во Кина досега стотици се починати, а илјадници заразени од смртоносната болест, и наместо да има жал и сочувство, ти да ги навредиш и опсуеш, навистина треба да си опериран од чувства.

سيتم اكتشاف علاج لفيروس كورونا، لكن سيكون من الصعب إيجاد علاج للبلاهة، والغباء، والبرجوازية، وضعف التضامن، وخطاب الكراهية، والعنصرية. ينبغي أن يكون الشخص فاقدًا للتعاطف حتى يتمكن من إهانة مجموعة من المواطنين الذين يبدون من الصين، فقط لأنه رأى على الهاتف، على الانترنت، أو فيسبوك أنه في مكان ما في الصين، مئات الأشخاص ماتوا، وأصابت العدوى الآلاف. بدلًا من إظهار التعاطف والأسى يقوم بالإهانة والشتم.

غير مسموح لمن يبدو شكلهم من الصين من ركوب سيارات الأجرة في منسك

في بلاروسيا، حيث يوجد جالية صينية كبيرة بسبب التقارب السياسي بين مينسك وبكين، أظهرت حالة حدثت مؤخرًا كيف يمكن رهاب الأجانب المرتبط بكورونا أن يؤثر على عدد كبير من المواطنين. في 11 شباط/فبراير، قامت نورسولتان المقيمة الكازاخية بطلب سيارة أجرة. عندما وصلت السيارة، رفض السائق فتح الباب وقاد سيارته بعيدًا. تواصلت نورسولتان مع السائق لتفهم ما الذي حدث، وقد شاركت لقطات الشاشة من محادثتها [23] مع السائق المحلي:

Nursultan: Why did you leave? lol

Driver: You looked Chinese

Nursultan: This is what the lack of information does to people!

Driver: I don't see the why I should risk my life for 3 roubles. Good luck. Haha!

نورسلطان: لماذا غادرت؟ السائق: بدوت لي من الصين. نورسلطان: هذا ما يفعله الجهل بالمعلومات بالبشر! السائق: لا أرى مبررًا لتعريض حياتي للخطر فقط من أجل 3 روبل. حظًا موفقًا. ههه

تواصلت نور سلطان لاحقًا مع شركة سيارات الأجرة، قامت الشركة بالاعتذار وأخبروها أنهم لن يتعاملوا مرة أخرى مع السائق.

 التمييز من قبل المجموعات الآسيوية الأخرى في جمهورية تشيك

في جمهورية تشيك حيث تعتبر وطنًا لجالية كبيرة تنتمي إلى العرق الفيتنامي [24]، فقد سبب مطعمًا آسيويًا ردة فعل ساخطة حين وضع لافتة على الباب الأمامي تقول: حرصًا على الصحة العامة، لن يستقبل المطعم بشكل مؤقت الزبائن من الصين.

[25]

نشرت صفحة فيسبوك براغ جيزر هذه الصورة مع تعليق: “ذعر كورونا فيروس في تشيكوسلوفاكيا: مطعم في فينوهرادي، براغ، يرفض قبول الصينيين”. الصورة مستخدمة بإذن.

تم نشر صورة الإعلان على صفحة فيسبوك the Prague Geezer [26] ثم تمت مشاركتها [27] مئات المرات.

أجبر الغضب الجماهيري المطعم على إزالة الإعلان، كما أجبرهم على الاعتذار [28] على صفحتهم على فيسبوك، ولوم “عدم المعرفة حول المرض” والتعبير عن الندم “عدم الصياغة المناسبة سببت ضررًا أكبر من الفائدة”.

التمييز بناء على العرق هو جريمة جنائية [29] في جمهورية تشيك، ولكن في هذه الحالة لم يتم إخبار الشرطة.

التعبير عن رهاب الأجانب الإكزينوفوبيا كان أكثر شيوعًا في أوروبا الغربية [30]، والتي تعتبر وجهة شائعة للمسافرين العالميين. إيطاليا على سبيل المثال، وطن لما يقارب 300 ألف شخص من أصول صينية، وصل عدد السياح الصينيين في عام 2018 حوالي خمسة ملايين سائح للبلاد. ولكن إيطاليا تتعامل مع العنصرية بطريقة تجعلها تستحق المحاكاة في باقي المنطقة.