لم تكد أزمة إيبولا في الكونغو تنتهي حتى بدأ فيروس كورونا بالانتشار

قدمت اليونيسف المئات من خزانات الغسيل اليدوي مثل الخزان الذي يستخدمه هنا وزير الصحة العامة الوطني، الدكتور فيليكس كابانج نومبي، في جمهورية الكونغو الديمقراطية. صورةدومينيك ووليمبي من فليكر

تمت كتابة هذا المقال من قبل الضيف المساهم إسدراس تسونغو، صحفي ومراسل من الكونغو ومقيم في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشرقية.

لمزيد من التغطية الحصرية حول تأثيرات فيروس كورونا على العالم تابعونا على صفحة جلوبال فويسز باللغة العربية

أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية بشكل رسمي القضاء على مرض الإيبولا. أعلنت منظمة الصحة العالمية في يوم الخميس، الثالث من مارس/آذار 2020، أنه تم تسريح آخر مريض من المركز العلاجي في مدينة (بيني) شمال كيفو، جمهورية كونغو الديمقراطية الشرقية، وأنه بصحةٍ جيدة.

هذه ليست فقط نهاية الوباء وإنما يعد هذا نصرًا: حيث كانت تعد مدينة بيني مركز وباء إيبولا في جمهوية الكونغو.

في الوقت الذي أعلنت فيه الكونغو نهاية وباء إيبولا، واجهت أول حالة مصابة بفيروس كوفيد-19 في 8 مارس/آذار 2020، وتم تأكيد الحالة من قبل منظمة الصحة العالمية في 10 مارس/آذار.

تم الإعلان عن أول حالة في العاصمة كنشاسا، المريض من الكونغو عمره 52 عامًا، عائدًا من فرنسا، لم يظهر أي أعراض فور وصوله، أُخذ إلى عيادة في بلدية نجيلي، حسب ما أعلنته وزارة الصحة، مضيفةً إلى أن الخدمات الصحية تعمل على تقصي والتعرف على كل الأفراد الذين تواصلوا معه منذ 8 مارس/ آذار 2020.

حتى تاريخ 22 مارس/آذار، هناك 23 حالة مؤكدة على الأقل في جمهورية الكونغو، حسب منظمة الصحة العالمية، مع حالة وفاةٍ واحدةٍ بسبب الفيروس.

أكد المعهد الوطني لبحوث الطب الحيوي وجود خمس حالات ليلة أمس، جميعهم من الجنسية الكونغية وجميعهم تحت رعاية فرق العناية، كما أكد أن أول حالة وفاة بسبب الفيروس حدثت بالأمس.

منعت الكونغو التجمعات الكبيرة، أمرت المدارس والجامعات بالإغلاق لمدة أربعة أسابيع كما أغلقت حدودها مع راوندا، تم اتخاذ كافة الإجراءات لمنع انتشار الفيروس،  كما علقت الحكومة كافة الرحلات الدولية من الدول التي لديها عدد كبير من الإصابات بفيروس كوفيد-19.

قال موري كيتا، منسق منظمة الصحة العالمية الذي يعمل في المناطق المتأثرة بفايروس إيبولا، أن المفتاح الأساسي في احتواء أي مرض معدي هو أن نكون في حالة تأهب مستمرة، وأشار إلى أهمية التطعيم حتى يمتنع الناس عن الإصابة بالفيروس.

تسبب فايروس إيبولا بقتل أكثر من 2000 شخصٍ، في مقاطعة شمال كيفو، كان هنالك 3400 حالة، وشفاء 1169 منذ 1 آب/ أغسطس 2018.

اتخذ نزانزو كارلي كاسيفيتا، حاكم شمال كيفو، إجراءات حاسمة لمحاربة الإيبولا في منطقته. قال كاسيفيتا لجلوبال فويسز:

As governor, I organized support marches so that the population of North Kivu can adopt the best attitudes to fight against Ebola and I managed to mobilize the population, I am happy to announce that there are now more than 21 days without cases of Ebola virus.

قمت بتنظيم مسيرات دعم بصفتي المحافظ، حتى يتمكن سكان شمال كيفو من تبني أفضل المواقف للمحاربة ضد إيبولا كما قمت بتعبئة السكان، أنا سعيد بإعلان عدم وجود فيروس إيبولا لأكثر من 21 يوم.

في 17 تموز/ يوليو 2019، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن وباء إيبولا هو أزمة طوارئ تهدد الصحة العامة وتحظى باهتمام دولي، مما ساعد بسرعة على تعبئة مزيد من الموارد والدعم لمكافحة إيبولا في ثلاث مقاطعات في شرق جمهورية الكونغو: شمال كيفو، جنوب كيفو وأوتوري.

أخبر جان-جاك موييمبي، السكرتير التقني للاستجابة في جمهورية الكونغو، جلوبال فويسز من خلال حديث هاتفي أنه منذ 2 آذار/ مارس 2020، فقد تم شفاء والإفراج عن آخر مصاب بالإيبولا من مركز العلاج.

مع ذلك، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لتأكيد استئصال المرض نحن بحاجة إلى 42 يومًا من آخر حالة، مما يعني 12 نيسان/إبريل 2020.

قال موييمبي أن السكان الذين انتصروا على الإيبولا قادرين أيضًا على تجنب فيروس كورونا باستخدام الدروس المستفادة من تفشي إيبولا سابقًا.

مواجهة فيروس كورونا في جمهورية الكونغو الديمقراطية

يعد فيروس كورونا أنباء سيئة للمنطقة التي عانت بشدة من إيبولا. مع ذلك، فإنه هنالك العديد من القواسم المشتركة بين المرضين المعديين، رغم أن إيبولا كان أشد عدوى من كوفيد-19.

حسب ما قاله موييمبي، فإن معظم الكونغيين واعيين ومستعدين لفيروس كوفيد-19 بعد معايشتهم لوباء إيبولا. سيستخدم العاملون الصحيون إجراءات مشابهة من حيث تتبع التواصل، التباعد الجسدي والاجتماعي لمحاربة فيروس كورونا.

قال موييمبي لجلوبال فويسز: “كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية البلد الأفريقي الحادي عشر المتضرر من كوفيد-19، إلا أنه يجب الحفاظ على نفس الإجراءات الوقائية في هذه المرحلة من الفيروس الجديد”

أوضح موييمبي أن مجلس الوزراء قرر مؤخرًا بعزل أي شخص قادم من فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إيران والصين، حتى “في حال غياب أي أعراض حرارة، سعال، برد، صداع، التعب الشديد” لمدة 14 يومًا في المنزل، وستتم متابعته من قبل الفريق الطبي لمدة 14 يوم،  مع مراعاة المعلومات الصحية التي تم أخذها من المسافرين.

بالإضافة إلى ذلك أخبر موييمبي جلوبال فويسز أن أي شخص “يُظهر أعراض فيروس كورونا فور وصوله، وتم اعتباره حالة محتملة، فإنه سيتم نقله إلى مكان الحجر الصحي، حيث تتم معالجته من قبل وزارة الصحة.”

في هذه الأثناء، قال خبراء في منظمة الصحة العالمية أنهم يخططون لإجراء دراسة تحت مسمى (تضامن) على غرار دراسة إيبولا في 2018، لاختبار أدوية تستخدم لعلاج فيروسات أخرى.

الدراسة ستحتاج لتسجيل آلاف المرضى، إلا أن ذلك قد يكون صعبًا نسبة لفعالية الحكومة في إدارة التعاون مع منظمة الصحة العالمية. إلا أن النتائج قد تنقذ حياة العديدين.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.