كوفيد-19 يضفي مزيد من الغموض حول مستقبل العمالة الوافدة في الهند

A highway in Karnataka, India. Image via Pxfuel.com. Used under a Creative Commons Zero - CC0 license.

الطريق السريع في كارناتاكا، الهند. صورة من بيكفيول. الصورة مستخدمة بموجب ترخيص المشاع الإبداعي النسبة صفر (المجال العام)

للمزيد من التغطية الحصرية حول تأثيرات فيروس كورونا على العالم تابعونا على صفحة جلوبال فويسز باللغة العربية

هناك صمت غريب يخيم على شوارع دلهي، عاصمة الهند التي لا تهدأ في الظروف العادية – يلفها الصمت في ظل الحظر. توقفت التجارة منذ 24 مارس/آذار، وتوقف العمل في مواقع البناء، وأغلقت المجتمعات السكانية أبوابها في وجه الجميع، عدا قاطنيها.

جر فيروس كوفيد-19 الدولة إلى طريق مسدود، خالقًا حالة من الضبابية حول مستقبل الفئة المهمشة بالفعل العمالة الوافدة من المحليين وعائلاتهم.

تستجلب العديد من القطاعات هذه العمالة الوافدة من الأقاليم للعمل في مواقع البناء، والمصانع، والتجارة، والنقل، وقطاع الخدمات، كما يعمل البعض في الحرف المحلية مثل عمال الصيانة، والباعة المتجولون، وعادة ما ينتهي بهم المطاف إلى العمل في الاقتصاد الغير رسمي، والحصول على 2 دولاريوميًا عندما يبتسم لهم الحظ.

بعد تفشي كوفيد-19 زادت حالتهم سوءًا، مشردين وجائعين، أجُبِر العديد منهم على البحث عن ملاذ في معسكرات الإغاثة الحكومية، – تحوي كيرالا – إلى حد كبير- العدد الأكبر من هذه المعسكرات ( 15،541 من 22،567 معسكر في جميع أنحاء الهند)، تأتي بعدها أتار برديش (2230)، ماهاراشترا (1135)، وتاميل نادو (175). وبخلاف المخيمات القائمة، أصدرت الحكومة أوامر بإنشاء معسكرات إغاثة إضافية لمنع النزوح الجماعي للعمال الوافدين من المدن إلى القرى. ومع ذلك، فإن المخيمات والملاجئ الحكومية ليست إلا حلول مؤقتة لمواجهة الأزمة.

في مقابلة مع جلوبال فويسز، قالت آرتي، التي تعيش في أحدى المجتمعات السكانية في دلهي، أن شيلا، خادمتها التي تبلغ 45 عامًا وهي وافدة من كولكاتا، اتصلت بها مرتين لمعرفة ما إذا كان يمكنها استئناف العمل. لسوء الحظ، لم يعد يُسمح للعاملين المنزليين بدخول المجمع السكني.

اقرأ المزيد:

بسبب وباء كوفيد-19، الحجر الصحي في الهند يُجبر السكان الضعفاء على الفرار بأنفسهم

تتكرر قصة شيلا في عديد من قصص العمالة الوافدة من القرى، الذين ييلغ عددهم 45 مليون عامل، متناثرين في كل أرجاء الهند. يعيشون حياة صعبة وشاقة بلا عمل وبلا خيار العودة مجددًا إلى قراهم حيث عائلاتهم. تعتبر ولاية اتر برديش، الولاية الوحيدة التي دبرت نقل العمال الوافدين من العاصمة دلهي إلى مواطنهم الأصلية. مع ذلك قإن الخوف من نقل هؤلاء العائدين العدوى إلى مجتمعاتهم قاد الحكومة المركزية إلى اتخاذ موقفًا أكثر صرامة فيما يتعلق بإتاحة السفر بين الولايات، مما جعل قطاع كبير منهم عالقين في أماكن متعددة في الهند. ورفع جاجدييش س. شوكار، المدير الأسبق للمعهد الإداري الهندي في أحمد آباد، دعوة قضائية عامة من أجل السماح للعمال للعودة إلى مواطنهم.

سمحت حكومة ولاية أتار برديش بإرسال 300 باص إلى مدينة كوتا كوتا لنقل طلاب الولاية في كوتا إلى أماكنهم في ظل الحجر الصحي. وفي غوجارات سُمح بعودة 800 حاج عالق في هاردوار إلى جوج أثناء العزل كذلك. لكن العمال الوافدين .المحرومين من العمل والمال والطعام ممنوعون من العودة إلى قراهم

كشفت الحكومة الهندية اللثام عن خطة لدفع عجلة الاقتصاد بقيمة 23 مليار دولار أمريكي، تغطي حوالي 800 مليون شخص خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. تتضمن الخطة حزمة الإجراءات الاقتصادية  لتوفير 5 كيلو غرام من القمح أو الأرز شهريًا لكل مواطن مع اسطوانة غاز شهريًا للعائلات الفقيرة، وبعض الإعانة النقدية؛ ومع ذلك، فمن المحتمل ألا يندرج تحت هذه الخطة العديد من العمال الوافدين الذين يعيشون بعيدًا عن عناوينهم المسجلة.

بالإضافة إلى ذلك، ربما يتم استبعاد أكثر من 100 مليون شخص من التسجيل في نظام التوزيع العام (PDS) لعدم إجراء تحديثات على أعداد الأشخاص المؤهلين للحصول على الحبوب الغذائية المدعومة على مستوي الدولة حتى تعكس الزيادة السكانية. بموجب قانون الأمن الغذائي الوطني (NFSA)، لا تزال الحصص المخصصة لكل ولاية تعتمد على إحصائيات تعداد 2011.

تسبب الحجر الصحي في أزمة خطيرة بالنسبة لحال العمال الوافدين من القرى. أعلنت الحكومة عن حزمة من الإجراءات لمساعدتهم، لكن حتى الآن لم يشعر الجميع بأثر هذه الإجراءات بسبب الخلل في التنفيذ.

وانتقد الدبلوماسي نيتا لال استجابة الحكومة للأزمة وأوضح سبب عودة العديد من هؤلاء العمال إلى قراهم:

Social distancing doesn’t work without social security. And as state governments and urban municipal bodies have evidently failed to take care of them, going back to their villages, even on foot, is their only option.

التباعد الاجتماعي لا يجدي نفعًا دون التأمين الاجتماعي لحياة هؤلاء. وبما أن حكومات الولايات والهيئات المحلية الحضرية فشلت بشكل ذريع في الاعتناء بهم، فإن العودة إلى قراهم، حتى سيرًا على الأقدام، هو خيارهم الوحيد.

بسبب عدم وجود خيار آخر، شق عدد كبير من العمال وعائلاتهم مسافات كبيرة للوصول إلى مواطنهم. وكشف النزوح الجماعي للعمال من دلهي ومومباي، وهما ولايتان تستقبلان العدد الأكبر من العمال عن خوف واضح يكتنف العمال الوافدين وعائلاتهم.

استغرق الأمر سبعة أيام ليقطع مسافة  1700 كم على دراجته، أي ما يقارب من 242 كم في اليوم. قال ” كان لدى يقين من أنني سألتقي أشباح”. “لم أر واحدًا”.

كشفت بيانات مركز رصد الاقتصاد الهندي (CMIE) عن ارتفاع كبير في البطالة – من 8.4% في 22 مارس/آذار إلى 23.4% في 5 أبريل/نيسان.

على الرغم من عدم القدرة على التيقن من تأثير الوباء الحالي على الاقتصاد الهندي، فإن التكهنات الراهنة تشير إلى عالم يبدو فيه مستقبل العمالة الوافدة أكثر قتامة يومًا بعد يوم.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.