- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

العثور على صحفي من البلوش ميتًا في السويد

التصنيفات: جنوب آسيا, باكستان, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, أدفوكس
[1]

ساجد حسين، 39 عام، صحفي بارز من بلوشستان. لقطة شاشة من موقع يوتيوب بواسطة بلوشستان تايمز.

أكدت الشرطة السويدية على وفاة الصحفي البلوشي، ساجد حسين بعد العثور على جثته في نهرٍ خارج مدينة أوبسالا في 24 أبريل/نيسان. قالت [2] الشرطة أن التحقيقات الأولية لم توضح وجود “أي جريمة قتل” وأنهم سيواصلون التحقيقات، كما توقعوا المزيد من نتائج تشريح الجثة، إلا أن نشطاء البلوش [3] والباكستان يشيرون بأصابع الاتهام إلى أجهزة المخابرات الباكستانية.

أخبار مُحزنة

أعلنت الشرطة السويدية وفاة حسين الذي يبلغ من العمر 39 عام، بعد اختفائه [4] في 2 مارس/ آذار من السويد حيث يعيش في منفاه الإختياري. وجدت الشرطة جثته [5] في 23 أبريل/نيسان وتمكنت مؤخرًا من مطابقة بصمات أصابعه، مؤكدين وفاته لعائلته وزملائه يوم الجمعة الموافق 1 مايو/أيّار 2020.

عُثر على جثة صديق الجامعة والزميل الصحفي ساجد حسين اليوم بالسويد. أشارك هنا بعضًا من أعماله الصحفية المتفجرة (من بين عدة أعمال أخرى) نُشرت في الأخبار عن بلوشستان والتي ورطته في المتاعب.

قبيل وفاته، كان حسين محررًا لصحيفة بلوشستان تايمز، [9] وهي موقع إخباري على شبكة الإنترنت حُجبت حديثًا في باكستان. حسب تقارير الجماعات الحقوقية، تحجب [10] الحكومة الباكستانية بانتظام المواقع الإلكترونية والمعلومات الصادرة من بلوشستان.

غرّدت صحيفة بلوشستان تايمز لقطة شاشة، إعلان خبر وفاة محررها:

لقطات شاشة من الأخبار المُحزنة لأولئلك الذين لايمكنهم الوصول إلى موقعنا من باكستان. العثور على ساجد حسين ميتًا.

نشر جبران بشمام [13]، رئيس مكتب رويترز بباكستان والذي عمل مع ساجد سابقًا، تغريدة صورة قديمة لساجد من حفل زفافه في بلوشستان.

ساجد صديقي. ليس هكذا…

كما غرّد ماما قدير [16] الناشط البارز في مجال حقوق الإنسان من بلوشستان، الذي سار على قدمية 2000 كيلومتر في عام 2014، من كويتا إلى العاصمة إسلام أباد، ضد الاختفاء القسري في المنطقة:

أخبار مُحزنة لنا جميعًا، ساجد حسين، الصحفي المعروف ورئيس تحرير بلوشستان تايمز لم يعد بيننا. عُثر على جثته في نهر في أوبسالا، السويد. خلفت وفاته المأساوية فراغًا في مجتمع البلوش، سيستغرق أعوام حتى يمتلئ مجددًا.

ماذا حدث لحسين؟

حسين صحفي شاب ولامع من بلوشستان [20]، منطقة النزاع في باكستان، التي شهدت أكثر من 6 حركات تمرد [21] منذ عام 1947. تحارب الحركة الوطنية البلوشية [22] لأجل الحقوق الثقافية والاقتصادية وقدر أكبر من الاستقلال الذاتي السياسي منذ عشرات السنوات، بما في ذلك “الانفصال التام وإقامة دولة البلوشستان المستقلة”. خضعت [23] الأصوات المعارضة والمثقفين الشباب إلى الاختفاء القسري، والتعذيب، وحتى للقتل، في حين يُجبر أخرون على النفي. منذ عام 2010، ظهرت آثار تعذيب على جثث مئات “المفقودين [24] “من البلوشستان، وفقًا لتقرير لجنة حقوق الإنسان في باكستان. في عام 2013 وحده، عُثر على 116 جثة في جميع أنحاء المقاطعة، منها 87 جثة تعرفت عليها عائلاتها [25] التي تتهم أجهزة الأمن الباكستانية باختطاف أحبائهم.

غادر حسين باكستان عام 2012 بعد أن قام مجهولون بسرقة حاسوبه المحمول وملاحظاته، كانت طريقة عمل وكالة الاستخبارات، انتقل إلى دولة عُمان، ثم إلى الإمارات العربية المتحدة ومن هناك إلى أوغندا خوفًا على سلامته قبل التقدم بطلب الحصول على اللجوء في السويد عام 2017. كان من المتوقع انضمام زوجته وطفليه إليه وجمع شملهم هذا الصيف.

انتقل إلى أوبسالا من ستوكهولم لبدء فصل جديد من حياته. شوهد آخر مرة عندما كان يستقل القطار من ستوكهولم متوجهًا إلى أوبسالا في 2 مارس/آذار.

عند اختفاء الصحفي، وجهت منظمة مراسلون بلا حدود [26] أصابع اتهام اختفائه إلى وكالة الاستخبارات سيئة السمعة في البلاد. قال إريك هالكجير، رئيس القسم السويدي في منظمة مراسلون بلا حدود، في تصريح [27] بتاريخ 30 مارس/آذار، “بالنظر إلى  الهجمات الأخيرة والمضايقات ضد صحفي باكستاني آخر في أوروبا، لا يمكننا تجاهل احتمال أن اختفائه مرتبط بعمله”.

يروي [28] شقيقه واصف خليل رحيله، “عندما غادر، شعرنا بالارتياح لأنه في أمان”، ولكن لم يكن ذلك واقعًا.

استهداف المعارضين في المنفى

على الرغم أن ما حدث لحسين يعتبر لغزًا غامضًا، إلا أن النشطاء البلوش والباكستانيون يوجّهون أصابع الاتهام إلى الجيش، المتهم سابقًا باستهداف المعارضين في الخارج.

قال طه صدّيقي [29]، صحفي باكستاني في المنفى ومؤسس موقع safenewsrooms.org [30]:

In the past, the Pakistan army has suggested killing dissidents abroad and it seems like they are now putting that plan in action. This is following the Saudi, Chinese, Turkish and Russian playbook. They have been doing this in the West against their dissidents. I hope the Swedish police can solve this but hostile intel agencies usually work without leaving traces. As an exiled journalist myself, I have been advised by Western law enforcement agencies too to stay vigilant in France.

اقترح الجيش الباكستاني قتل المعارضين الذين يعيشون بالخارج فيما مضى، يبدو أنه وضع هذه الخطة موضع التنفيذ الآن. يتبع ذلك قواعد اللعبة التي تمارسها السعودية، والصين، وتركيا، وروسيا. يفعلون ذلك في الغرب ضد المعارضين. آمل أن تتمكن الشرطة السويدية من حل ذلك اللغز، ولكن عادةً ما تعمل وكالات الاستخبارات المُعادية دون ترك آثار. بصفتي صحفي منفي، وجهت وكالات إنفاذ القانون الغربية نصيحة بأن أتوخى الحذر في فرنسا.

نجا صدّيقي بأعجوبة من الاختطاف عام 2018 [31] في باكستان. أُلقى اللوم على وكالة الاستخبارت [32] الباكستانية بتهمة اختطافه. غادر البلد على الفور بعد ذلك الهجوم، لتبلغه الشرطة الفرنسية بحجم المخاطر التي تهدد حياته في فرنسا.

في الشهور الأخيرة، ادّعى العديد من النشطاء والمدونون الباكستانيون الذين يعيشون في أوروبا أنهم مستهدفين لمعارضتهم انتهاكات حقوق الإنسان في باكستان.

يفيد تقرير مراسلون بلا حدود [33] في فبراير/شباط، بوقوع هجوم على وقّاص جوريا، المدون الباكستاني المقيم في روتردام، المُختطف والمعُذب عندما كان في باكستان من ثلاث أعوام. هدده شخصين يُعتقد أنهم عملاء للمخابرات الباكستانية.

ظهرت مقابلة قديمة للرئيس السابق والجنرال برويز مشرّف على تويتر، ذكر فيها قتل الأصوات المعارضة الذين يعيشون في المنفى، وأُجريت المقابلة في عام 2017 بدبي [34]، حيث كان يعيش مشرّف منذ عام 2014 لتلقي العلاج الطبي [35]. في ديسمبر/كانون الأول عام 2019، أصبح مشرّف أول جنرال في الجيش في باكستان يُحكم عليه بالإعدام بعد إعلان المحكمة الخاصة خيانته بتهمة تعليق الدستور في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007 [36] عندما كان رئيسًا،  وبالرغم من ذلك، لا يزال يحتفظ بالدعم داخل الحكومة والجيش الباكستانيين الحاليين. أبطلت [37] محكمة لاهور العليا حكم إعدامه في يناير/كانون الثاني عام 2020.

أشار الطبيب الله نزار بلوش، [38] مؤسس منظمة الطلاب البلوش، إلى المرجع وفيديو المقابلة:

إن وفاة ساجد حسين خسارة كبيرة لشعب البلوش والصحافة. ينبغي على الشرطة السويدية اقتفاء أثر كافة الأدلة وراء اختفائه لمدة شهرين ونتيجة وفاته المفاجئة. يجب تضمين كلمات مشرّف وتحليلها في التحقيق.

كتب مالك سراج أكبر، صحفي من بلوشستان ولاجئ في الولايات المتحدة الأمريكية، نعي صادق [42] وسلّط الضوء على محنة طالبي اللجوء:

Sajid’s case has drawn attention to another critical issue: asylum-seekers’ relationship with their home countries. People apply for political asylum not because they hate their country or have committed a crime there. They depart because their government failed to protect them, and they face persecution based on their race, religion, nationality, membership in a particular social group or political opinion

وجّهت حالة ساجد الأنظار إلى قضايا سياسية أخرى: علاقة طالبي اللجوء ببلدانهم. الأشخاص الذين يقدمون طلب الحصول على اللجوء السياسي، ليس لأنهم يكرهون بلدهم أو ارتكابهم جرائم فيها. إنهم يغادرون بسبب فشل حكومتهم في حمايتهم وتعرضهم للاضطهاد القائم على أساس العرق، والدين، والجنسية، وانتمائهم إلى فئة اجتماعية أو رأي سياسي معين.

تراجعت باكستان ثلاث مراتب في مؤشر حرية الصحافة في العالم لعام 2020 [43] من منظمة مراسلون بلا حدود لتصل إلى المرتبة 145 من أصل 180 دولة. حسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود، يبقى الإعلام “تحت سيطرة المؤسسة العسكرية”،  كما زاد تأثير الجيش على حرية التعبير والصحافة بشكل ملحوظ منذ أن أصبح عمران خان رئيسًا للوزراء في يوليو/تمّوز عام 2018.