- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

لم تترك الحرب في أفغانستان طوق نجاة للأطفال حديثي الولادة داخل جناح التوليد

التصنيفات: آسيا الوسطى والقوقاز, أفغانستان, الأعراق والأجناس, النساء والنوع, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن
[1]

القوات الأفعانية في حراسة الموقع الذي شهد الهجوم على الأطفال الحديثي الولادة وأمهاتهم في العاصمة كابول، أفغانستان 12 مايو/أيار. حقوق الصورة لإيزابيل ميهرداد. استخدمت بإذن

فتحت أفغانستان عينيها صباح الثاني عشر من مايو/أيار على هجومين إرهابييين، حيث بلغت الحرب المتواصلة مرحلة جديدة من الوحشية، في هذا المرة لم ينج حتى الأطفال المولودون حديثًا ولا أمهاتهم!

 جناح التوليد يواجه هجومًا في العاصمة كابول

ذلك النهار، انقض ثلاثة مسلحون على جناح الولادة الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في “دشت برچی”، الحي الغربي بكابول. تمكنت جلوبال فويسز من التحدث مع العديد من شهود العيان عن الحادث، من ضمنهم عائلة ثريا ابراهيمي، ثريا (31 سنة) كانت حامل، فأخّذت إلى العيادة  في الساعة 11 يوم الحادي عشر من مايو/أيار، حيث وضعت طفلها في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، وأثناء انتظار العائلة عودتها أبلغهم أحد الجيران بتعرض العيادة لهجوم مسلح.

هرعت العائلة إلى العيادة، حيث دخل المسلحون المبني وشرعوا في قتل الأطفال الرضع، بعضهم لم يتنس له حتى رؤية أمهاتهم. قُتلت [2] ثريا الأم أثناء الهجوم لكن قُدَِر لطفلها الحياة.

تمكن المسلحون من دخول المبنى دون إحداث بلبلة حيث كان الحراس عزلأً، وقال حبيب الله اميري، شاهد العيان في حديثه إلى جلوبال فويسز: “لم يستغرق الأمر كله سوى 30 دقيقة قبل أن تحضر الشرطة إلى مسرح الجريمة، لقد مارس المسلحون القتل لمدة 30 دقيقة دون أية مقاومة!

وفقًا [3] لأقوال الصحفية أنيسة شهيد، فقد قام العديد من الأطباء والمرضى بالهرب لمعرفتهم المسبقة بأماكن الحجرات الآمنة في العيادة، إلا أن كل من الأطفال الرضع، والنساء الحوامل، والنساء الأخريات المريضات لم يستطعن الاحتماء من الرصاص؛ قُتلت ثلاث نساء وطفل واحد في الرواق، في حين قتلت سبعة من النساء وهن راقدات على سرائرهن، وسقطت امرأتين من طابق غرفة الجراحة، كانت واحدة منهما تحمل رضيعها بين ذراعيها، كما تم حرق ممرضة.

كتبت وحيدة مختارة، من العاملات بالعيادة على صحفتها على موقع فيسبوك [4]: “لماذا لم نستطع أخذ كل هؤلاء الأمهات إلى الحجرات الآمنة، حزني عليهم سيقتلني”. وضعت واحدة من النساء اللواتي أُحضِرن إلى حجرة آمنة طفلها، بينما كان المسلحون يقتلون الناس بالخارج.

تبادل المسلحون إطلاق النيران مع قوات الأمن الأفغاني لأربع ساعات مخلفين مئات من الناس خارج العيادة ينهشهم القلق على مصير أحبائهم العالقين بالداخل، قدمت وزارة الصحة الأفعانية تقرير [5] مفاده أنه تم قتل 24 امرأة وطفل حديثي الولادة أثناء الهجوم.

 حتى الأموات لا يسلمون من الهجمات مع تصاعد العنف

في مكان آخر في ولاية ننكرهار الشرقية في أفعانستان، قام انتحاري بالتسلل بين 500 شخص [6] ممن حضروا جنازة قائد شرطة محلي، الشيخ اكرم.  دعا الإمام المصلين الاصطفاف لإقامة الصلاة، وفي اللحظة التي بدأ فيها الصلاة، مزق انفجار حشد المصلين وراح ضحيته 30 قتيلًا و70 جريح.

أوضح شاهد العيان، نعيم جان نعيم في حواره مع نيويورك تايمز: “كانت جثة الشيخ أكرم قريبة من موقع الانفجار، وتم التمثيل بجثته بعد وفاته.”

 اتفاقية طالبان والولايات المتحدة تحت النقد

حدثت هذه الهجمات بالتوازي مع عملية إرساء السلام الهشة التي ضمت طالبان والولايات المتحدة، وقد قام فيها الطرفان بالتوقيع على اتفاقية في 29 من فبراير/شباط آملين بوضع حد سريعٍ لهذه الحرب، كان من المتوقع أن تعمل هذه الاتفاقية [7] على تقليل أعمال العنف في الدولة والدعوة إلى حوار مشترك بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

مع ذلك واجهت هذه الاتفاقية عقبة كبرى بشأن مسألة إطلاق سراح 5000 طالباني من السجن، حيث رفضت الحكومة الأفغانية إطلاق سراح هذا العدد؛ في النهاية، أطلقوا سراح عددٍ صغيرٍ منهم.

رغم المناشدات العالمية الإنسانية لوقف إطلاق النار، عمدت طالبان إلى شن حربٍ في الأماكن الريفية، قامت الحكومة الأفغانية بإلقاء اللوم [8] على حركة طالبان بصدد الهجمات على مستشفى كابول والتفجير الانتحاري في ننكرهار، وأمر [8] الرئيس الأفغاني أشرف غني الآن القوات الأفغانية بالتخلي عن حالة الدفاع المستنفر واستناف الهجوم على طالبان.

في المقابل، واستجابة لما قاله الرئيس، قالت [8] حركة طالبان في بيان أن الحكومة قد انحرفت عن مسارها بشأن محادثات السلام وأنحت اللائمة على الحكومة بشأن الهجمات على المستشفى، وقالت طالبان أنهم على استعداد لخوض حرب ضد الحكومة.

هجمات متكررة على الشيعة في هزارة

تساءلت  ديبروه ليونز، رئيسة البعثة الدبلوماسية للأمم المتحدة في أفغانستان:

من يهاجم الأطفال الرضع وأمهاتهم؟ من يمكنه أن يقترف هذا؟ الأكثر براءة من الأبرياء؟ طفل رضيع؟ لماذا؟ ليس للوحشية أتباع يؤمنون بالإنسانية

تحملت الدولة الإسلامية [6] مسؤولية التفجير الانتحاري في ننكرهار، لكن لم تتحمل أي جماعة مسؤولية إطلاق النار على الأمهات والأطفال حديثي الولادة في حي دشت برچی‎ بكابول. السواد الأعظم ممن يعيشون في هذه المنطقة هم من قبيلة الهزارة الشيعية، وهو مجتمع مستهدف من قبل هجمات حادة على المدنيين منذ عام 2015.

تضمنت الهجمات السابقة ضد المجتمع الشيعي تفجيرات انتحارية داخل مسجد، ومركز تعليمي، واستاد رياضي، وصالة زواج؛ وأودى كلًا من هذه الهجمات بحياة العشرات من المدنيين الذين تجمعوا بغرض الاحتفال، أو الحداد، أو التعلم.

هذه الحادثة تجاوزت حالة الألم إلى الفجيعة، كما قال أميري، أحد السكان المحليين في حواره مع جلوبال فويسز:

“إنهم يذبحون مراهقينا في المراكز التعليمية، ويقتلوننا في صالات الزواج؛ لم يتركوا أي مسجد في أمان، وهذه المرة يهاجمون المشفى. إننا أكثر الناس يأسًا على وجه الأرض، لقد تقطعت بنا سبل السماء والأرض.”