فشل إيران في احتواء أزمة كوفيد-19 بسبب الخلافات في السياسة الداخلية

https://www.facebook.com/watch/?ref=search&v=201767627771130&external_log_id=3f4a00b2-9d6e-45f4-8597-dd736cfe3a65&q=%DA%A9%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%20%D8%AF%D8%B1%20%D8%A7%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D9%86

لمزيد من التغطية الحصرية  حول تأثير فيروس كورونا على العالم، تابعونا على جلوبال فويسز.

منعت الخلافات السياسية الداخلية السلطات في إيران من الاستجابة بشكل مناسب للجائحة منذ بداية انتشار كوفيد-19 في شباط/فبراير 2020. نتيجة لذلك، أصبحت إيران واحدة من أكثر الدول تضررًا؛ حتى 10 نيسان/ إبريل أُصيب أكثر من 66 ألف إيراني وتوفي أكثر من 4000، في دولة  يزيد تعداد سكانها عن 80 مليون نسمة.

حكومة تقع في تناقضاتها

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في 1 نيسان/ إبريل أن البلاد على الطريق الصحيح في معركتها ضد كوفيد-19، حيث قال بعد أن شكر الإيرانيين العاملين في المجال الصحي أن “الحالات في انخفاض في معظم الولايات” في إيران.

لكن وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكى،لم أرسل رسالة مختلفة في جلسة البرلمان في 7 نيسان/ إبريل، مصرحًا أن إيران لازالت تدير الجائحة، ولم تحتوِي انتشار كوفيد-19،  كما حذر من عدم وجوب كون المنحنى الإحصائي مصدرًا “للكبرياء والإهمال”.

لاقت مخاوف وزير الصحة الإيراني صدىً في البرلمان في اليوم ذاته، فقد تم النقاش حول ما إن كان يجب فرض حظرًا على مستوى البلاد أم لا، حيث طالب بعض الأعضاء فرض الحظر. ناقش عبد الكريم حسين زاده، عضو برلمان من طهران، أن فرض الحظر ضروري لحماية أرواح العاملين في مجال الصحة والمواطنين العاديين.

يشير مستخدم الانترنت هذا إلى أن الحكومة الإيرانية ترسل رسائل مختلطة:

“حسين روحاني: هناك انخفاض في الحالات المصابة في إيران. وفقًا لوزير الصحة، فإن الإحصاءات التي تظهر عدد الأشخاص المصابين في ازدياد. إذن على أحدهم أن يفسر الفرق بين اتجاه الصعود والهبوط”

رغم ذلك، طلب الرئيس روحاني في 11 نيسان/ إبريل من جميع الإيرانيين الذين يعملون في أعمال منخفضة الخطورة أن يعودوا إلى أماكن عملهم، مضيفًا إلى أن البلاد تجاوزت ذروة الجائحة.

ثقل الدين في السياسة الإيرانية

منذ تولى الزعماء الدينيين السلطة في الثورة الإيرانية 1979، أصبحت الحياة السياسية في إيران في أيدي كبار رجال الدين، بما في ذلك القرارات المهمة على أعلى المستويات. يتم تسليم دور رئيس الدولة إلى القائد الأعلى للثورة الإسلامية، وهو منصب يشغله حاليًا علي خامئني.

ينتشر الفيروس بسرعة داخل إيران، مؤثرًا حتى على القيادة العليا للبلاد. أصيب أعضاء من البرلمان الإيراني، بما في ذلك مستشار الرئيس روحاني، ومسؤولون في وزارة الصحة، وعلماء دين، مع وجود بعض الوفيات. تم اختبار العديد من المسؤولين رغم عدم ظهور أعراض عليهم، بينما لا يتم إجراء الاختبار للناس العاديين إلا في حال أظهروا الأعراض.

قال أحد الأطباء، اشترط عدم التصريح عن هويته “هذا الاختبار مجاني لمن يظهرون الأعراض” وتابع “أعتقد أنه من غير الأخلاقي إجراء الاختبار للمسؤولين بدون وجود أعراض، مع محدودية مجموعة الاختبارات التي نمتلكها، المرضى يحتاجون للمزيد من الاختبارات.”

أمر خامئني حرس الثورة، وهو الفرع المسؤول عن حماية النظام السياسي الإيراني في الجيش، بأن يقودوا المعركة مع كوفيد-19. ساهم ذلك في إظهار بعض الخلافات؛ فبينما أراد اللواء محمد باقري، القائد العام للقوات المسلحة المشتركة، أن يعلن الحظر، رفضت الحكومة القيام بذلك.

كتب الصحفي بهزاد بور صالح في مقالة ل بي بي سي”إن الحكومة الإيرانية لا تريد فرض ضغوط إضافية على المجتمع، مع وجود الكثير من الضغط على إيران.”، “إلى جانب ذلك، تتطلب المدن التي تُوضع تحت الحجر والحد من السفر أن تكون هنالك سلسلة مخططة للقيادة، وهو ما تفتقد له الحكومة الإيرانية.”

يشارك مستخدم الانترنت هذا مقطعًا مصورًا للأشخاص الذين يرتدون بدلات منع الإصابة في المشافي:

هذا مدى سوء الوضع في مشفى بانا!! المشفى يفتقد إلى معدات الوقاية، القفازات وحتى أكياس الجثث. العار والكراهية لرجال الدين، أين يذهب الدعم العالمي؟ المساعدات الفرنسية تم إرسالها مباشرة إلى لبنان! هذا يعني أن اللبنانين أكثر أهمية من الإيرانيين الأكراد. يريد النظام القضاء على الأكراد، هذه حقيقة واضحة.

جاء إعلان إيران عن أول حالة متأخرًا نوعًا ما، في 20 شباط/ فبراير في مدينة قُم، الموقع المقدس لغالبية المسلمين الشيعة. إذا ما أخذنا فترة الحضانة التي لا تقل عن أسبوعين في عين الاعتبار، فإن إصابة الأشخاص الذين توفوا في شباط/ فبراير، كانت قد حصلت في أواخر كانون الثاني/ يناير.  يقدم هذا الصحفي شهادته:

خاطب وزير الصحة الإيراني أعضاء البرلمان الإيراني: أبلغت مجلس الوزراء في 19 شباط/ فبراير أنه لدينا مرضى لديهم أعراض كوفيد-19 في مدينة قم. طُلب مني أن لا أنشر الخبر للعلن إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية. (والتي تمت بعد يومين. تشير العديد من الأدلة أنهم كانوا يعلمون قبل 19 شباط/ فبراير بأسابيع.

أصر روحاني في البداية على إنكار الجائحة، على الرغم من وضوح مآل الأمور السيء. قال في خطاب وطني متلفز في 25 شباط/ فبراير أن الجائحة “ما هي ما إلا مؤامرة من العدو لفرض الإغلاق الكامل للبلاد من خلال نشر الخوف من كوفيد-19″ مضيفًا أنه “يجب قبول الحالات المشتبه بها في المشافي، لكن يجب على البقية الآخرين الاستمرار بالذهاب إلى العمل”.

في نهاية المطاف، تحولت مدينة قُم إلى بؤرة الجائحة في البلاد. أعلنت الحكومة إغلاق الأضرحة في 13 آذار/ مارس، تقريبًا بعد شهر من انتشار الفيروس، وقد تم وصف القرار من قبل المتشددين أنه “اتباع أعمى للتعليمات المعادية للدين من قبل منظمة الصحة العالمية”.

مع عدم فرض حظر السفر، تابع العديد من الإيرانيين السفر، كما تابع الزائرون من الدول المجاورة العودة إلى بلادهم، حاملين الفيروس معهم،  وقد تم إرجاع ظهور الفيروس في العديد من الدول، مثل أفغانستان، العراق، كندا، لبنان ودول الخليج إلى إيران.

من الجلي ضعف التنسيق، أشار كيانوش سنجرى، المتحث باسم وزارة الصحة، إلى ذلك عبر تويتر.  في 23 آذار/ مارس تجمعت حشود كبيرة مخالفين كل بروتوكولات الصحة العامة، وذلك للحداد على وفاة قائدٍ من الحرس الثوري الإيراني:

من المحتمل أنه هناك إجراءات جديدة للجنازة لفرض القيود على التجمعات. هذه الصورة تتكلم عن نفسها. كل ما نستطيع القيام به هو البكاء. لا تعليق

تقف السياسة الخارجية في وجه المساعدات الدولية

ظهرت اشتباكات في الرأي بين القوى المسلحة والحكومة فيما يتعلق بموضوع المساعدات الأجنبية. طلب وزير الخارجية، جواد ظريف للمرة الأولى منذ ستة عقود مساعدات من صندوق النقد الدولي. واجه الطلب الفيتو الأميركي تحت “ضغطها الأعلى”.

عرضت الولايات المتحدة المساعدات بشكل مباشر على إيران، لكن طهران رفضت قبولها. كتب خامئني في تغريدة “أنت متهم بخلق فيروس كورونا، لا أعلم إن كان هذا صحيحًا، ولكن هل يستطيع شخص حكيم أن يثق بكم  بوجود مثل هذا الادعاء؟ من الممكن إعطاءنا أدوية طبية تنشر الفيروس أو تسبب بقاءه.”

أوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومة، علي ربيعى، السياسة الرسمية فيما يتعلق بالمساعدات الأجنبية عبر تويتر:

بالنسبة لجميع الدول والمنظمات الدولية التي عرضت تقديم مساعدات لإيران في مواجهتها مع كوفيد-19،

فإن سياستنا بشأن المساعدة الإنسانية من الدول والمؤسسات الأجنبية هي أن أي مؤسسة ستقرر ما تريده من المساعدة.

قال سفير إيران إلى فرنسا، إبراهيم قاسمي، أن منظمة المساعدة الدولية، ومقرها باريس، أطباء بلا حدود استأجرت طائرة لإرسال مجموعة من العاملين لمساعدة إيران في محاربة الوباء وإنشاء مشفى مؤقت في أصفهان.

رغم ذلك تم رفض دخول أطباء بلا حدود في آخر لحظة. نشر موقع بصيرة، موقع جديد تعود مليكته إلى القوات المسلحة الإيرانية، قصة تدعي بها أنها أطباء بلا حدود قادمة لاختبار أعراض كوفيد-19 على المرضى الإيرانيين، وتصميم فيروس جديد أو دواء يمكن له أن يصيب الحمض النووي الخاص بالإيرانين فقط بالعدوى.

عوضًا عن ذلك، زعم إسلاميون إيرانيون متشددون أنهم على استعداد لمساعدة الأوروبيين، حيث جهز مجموعة من الشباب المنخرطين في القوات المسلحة مجموعة رعاية لمساعدة “الأميركيون الفقراء”. قال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة، كيناوش جاهينبور، إن البلاد ليست في وضع يسمح لها بمساعدة دول أخرى”.

ليس هنالك حاجة لمساعدة الأميركيين الفقراء. قدّم القفازات، أرسل قناع الوجه لهؤلاء الأعزاء االمعرضين لخطر الإصابة بالعدوى”.

في الوقت الذي تتصارع به القوى المختلفة داخل إيران حول السياسات، لازال الناس العاديون يصابون بالمرض ويموتون بسبب كوفيد-19.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.