احتجاج اليمين المتطرف الإسباني بالرغم من الحظر نتيجة فيروس كوفيد-19

حشد نظمه حزب فوكس، الصورة بتاريخ 30.6.2018 من موقع فليكر/ إسبانيا.

تزامنًا مع التخفيف التدريجي للتقييدات المفروضة بسبب فيروس كورونا في إسبانيا، احتشدت ست آلاف سيارة في وسط مدريد للمطالبة باستقالة الرئيس، بيدرو سانشيز، ووزرائه.

مجلجلين بهتافات مثل “الحرية” و” الاستقالة” و”ارحل يا سانشيز الآن”، رافعين أعلام إسبانيا ومرتدين الكمامات، خرج المحتجون بسبب رفضهم لتعامل الحكومة مع الجائحة، فطالبوا بعودة الحريات الفردية وإعادة فتح الاقتصاد للحيلولة دون تحول إسبانيا إلى دولة من دول “العالم الثالث”.

استخدم المواطنون مركباتهم أثناء المظاهرة التي دعى إليها حزب فوكس اليميني المتطرف، للتأكد من التزامهم بمسافات السلامة الإلزامية المحددة خلال الجائحة، ولكن خرق كثير منهم تلك الإجراءات بخروجهم من السيارات.

فاز حزب فوكس في آخر انتخابات عامة أجريت في 10 من نوفمبر/تشرين الثاني 2019 باثنين وخمسين مقعدًا، وبذلك أصبح ثالث أكبر حزب ممثلًا في البرلمان الإسباني. في ظل تنامي الحزب، انصبت عليه اتهامات باستخدام القومية، والعنصرية، والخطابات المعادية للمرأة للدفع بتوصيل رسائلهم السياسية؛ تضمنت بعض الإجراءات التي تألفت في بيانهم الانتخابي عام 2019 حظر الأحزاب السياسية التي “تسعى إلى دمار الوحدة الإقليمية للوطن”، و”ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، واستبعاد المهاجرين من الحصول على النظام الصحي الوطني”، وغلق المساجد، وإلغاء قانون العنف الجسدي، وحظر الإجهاض، وإنشاء وزارة للأسر لحماية “الأسرة الطبيعية”.

تجمعت المظاهرات حتى وصلت إلى المناطق المركزية في مدريد حيث يعيش أنصار فوكس الأكثر ثراءً؛ ففي ميدان كولون تم تجهيز حافلة متحولة، واستقلها قادة فوكس منهم قائد الحزب سانتياجو أباسكال.

مظاهرة في حافلة فوكس، تعيش إسبانيا.

تم تخفيف إجراءات الحظر في 11 مايو/أيار في العاصمة التي تضررت ضررًا كبيرًا وفتحت الأعمال الصغيرة جزئيًا بموجب إجراءات سلامة حازمة. بالرغم من ذلك فإن المدينة ما زالت مقتصرة على طريقة الفتح البطيء، وتسببت مظاهرة فوكس في إحداث جدل نتيجة الخطر الذي تسببته به الحشود، والتلوث الذي أصدرته آلاف السيارات، والجو المحيط الصادر من الحزب، ومناداة أباسكال جميع الإسبان “للنزول إلى الشوارع” في ظل الجائحة المستمرة، وكذلك التوتر الحاصل بسبب هجوم بعض المتظاهرين على صحافي من جريدة لا راثون، والتحرش بصحفيين آخرين من أر تي في إي.

“شواذ، شيوعيون”

هذا ما لاقاه الصحافي من أر تي في إي، فمنذ زمن ليس ببعيد رأينا صورًا مشابهة بأعلام أخرى وضربنا أكفف على أكفف.

هؤلاء الذين يدعوون الحرية ولا يمارسونها يريدون فقط فرض نموذجهم على المجتمع.

حق الاحتجاج منصوص عليه في الدستور، لكن الجدال يحتد في موقف استثنائي الذي وضع فيه العالم أكمله، ففي الوقت الذي يكتب فيه ذلك الخبر، سجلت إسبانيا 287.740 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19 و27.133 حالة وفاة.

يعتبر هذا الاحتجاج الاكبر بين مجموعو من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بدأت في 14 مايو/أيار في سلامنكا، منطقة سكنية صغيرة صوت سكانها بأكثر من 70% لصالح الأحزاب اليمينية والأحزاب المحافظة في آخر انتخابات عامة، ومنذ ذلك الحين يخرج عدد من المواطنين إلى الشوارع كل يوم في التاسعة صباحًا أو يقفون في شرفاتهم للطرق على الأواني مطالبين باستقالة قادة الحكومة- مشعلين الوضع السياسي المتوتر أصلًا.

منذ تأدية بيدرو سانشيز اليمين لتولي منصب الرئاسة في 7 يناير/كانون الثاني 2020، بدأ بتأليف حكومة ائتلافية بقيادة الحزب اليساري أونيداس بوديموس، نتيجة لذلك بدأت الأحزاب اليمينية بتشديد خطابها المناهض للحكومة. على نطاق الشبكات الاجتماعية يسمي أقصى اليمين الحكومة وأعضائها بمسميات ” الانقلابيين” و”غير الشرعيين” و كذلك بمسمى “البلطجية“.

لكن رد كثير من الأشخاص على تويتر على احتجاج فوكس، ولا سيما بانتقادهم لاستغلال الحزب العلم الإسباني الذي وصفه الكثيرون بأنه استخدام غير مناسب للرمز الوطني من أجل كسب مصالح الحزب. كما تصاعدت تلك الشكوى ضد الحزب خلال انتخابات 2015 عندما تضمنت الدعاية الانتخابية للحزب العلم الوطني.

استغلال المحتجين التابعين لفوكس للعلم الإسباني بدلاً من استخدام علمهم الأخضر الذي يخصهم أمر مخزي، فبذلك يجعل كثير من الإسبان غير المناصرين لفوكس يرون العلم الإسباني كرمز فصيلي للجناح اليميني (“تأثير أزور”)

وعلى الجانب الآخر تلقى المحتجون دعمًا من أشخاص أخرى معروفة مثل حارس المرمى السابق في الفريق الوطني الإسباني بيبي رينا.

أوه حسنًا،  ما يبدو هو خروج عامة الناس في الشارع ، هل يمثل ذلك حقًا؟

لكن أشارت الأصوات الناقدة إلى التناقض بين معارضة فوكس لمظاهرة نسائية كبرى أجريت في 8 مارس/آذار وما بين عقدهم الآن لحدث مشابه لذلك الحدث.

وجه فوكس في الثامن من مارس/آذار معاكس لوجه فوكس الآن

فيما يلي عدد من التويتات لآراء عدد من أعضاء الكونجرس من الأحزاب السياسية  وهي ماس بايس، وأونيداس بوديموس، وحزب إيسكييرا ربابليكانا على التوالي:

“الوطن” هو محط اهتمامنا، فلا يتعلق الأمر بهذا الشكل المتمثل في عدم تضامن هؤلاء الشباب.

مظاهرة السيارات بقيادة فوكس أغلقت الطريق على الإسعاف. هل يمكن التعبير بطريقة اكثر مسؤولية من ذلك؟

كذلك الفاشية تعد فيروسًا

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.