- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

حديث مع برايان هيب من جامايكا، الفائز بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة لعام 2020

التصنيفات: الكاريبي, جامايكا, آداب, الهجرة والنزوح, تعليم, صحافة المواطن, فنون وثقافة
[1]

لقطة شاشة للقصة القصيرة “مافوتو Mafootoo” لكاتبها برايان هيب، كما تظهر على موقع مجلة “غرانتا Granta”.

يعترف برايان هيب، وهو معلم متقاعد ورئيس سابق لمركز فيليب شيرلوك للفنون الإبداعية [2] في جامعة الهند الغربية UWI التابع لجامعة مونا في كينغستون بجامايكا، بأنه “مندهش وفخور للغاية” لفوزه بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة لعام 2020 عن منطقة الكاريبي [3].

تروي قصته الفائزة [1] “مافوتو” قصة “إفادون”، المهاجرة الجامايكية من أصول المارون [4] التي تعيش في المملكة المتحدة، والتي تعكس حياتها غير المرضية مع زوجها الذي يُحتضر في المستشفى. تم اختيار العمل مب بين من أكثر من 5 آلاف عمل، ونُشرت في مجلة غرانتا [5]، وتُمنح الجائزة لخمسة فائزين إقليميين كل عام، من أفريقيا، وآسيا، وكندا، وأوروبا، ومنطقة الكاريبي، ومنطقة المحيط الهادئ.

عمل هيب في المسرح والتعليم في جامايكا [6] لأكثر من أربعين عامًا، وهو مدرس متخرج من شمال إنجلترا، كما علم في كلية تدريب المعلمين في سانت جوزيف، وكان مديراً للدراسات في مدرسة التمثيل في جامايكا (كلية إدنا مانلي [7] للفنون البصرية والفنون المسرحية). عمل مديرًا فنيًا للمسرحين الجامعّين، الذين حصل إنتاجهم من الدراما الكاريبية وغيرها من الدراما الكلاسيكية على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز الممثل الشاب [8] للمعهد الدولي للمسرح السنوي في جامايكا.

تحدثنا مؤخرًا عبر البريد الإلكتروني حول سرد القصص، سواء في المسرح أو في الصفحات المكتوبة. في هذا القسم، وهو الجزء الأول من سلسلة من جزأين، نتحدث عن بعض الفوارق الدقيقة في قصته الفائزة وتجربة المهاجرين الجامايكيين في المملكة المتحدة.

برايان س. هيب، الفائز الإقليمي عن منطقة الكاريبي بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة لعام 2020. صورة لطيفة لهيب، التقطت مع الاذن بالنشر.

إيما لويس: أشاد رئيس الحُكام، ني أييكوي باركس بالفائزين الإقليميين الخمسة بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة “لقفزاتهم الأفقية واستخدامهم للغة والصوت والتخريب ــ وجرأتهم التامة.” كم هي قفزة جريئة تلك التي قمت بها لكتابة هذه القصة؟”

Brian Heap (BH): I suppose it does take a certain amount of artistic courage to try to find more innovative ways of shaping the form of a story, and even in presenting different kinds of content and language. A friend who read ‘Mafootoo’ told me that the protagonist, Evadne, is essentially Jamaican but ‘unusual’ and I was grateful for that observation. As a writer, you don’t want to be reinforcing stereotypes in your work. But also I didn’t want to have to spend more time than was necessary explaining Maroon culture to readers. However, I’m not totally convinced that the greatest courage lies in the writing process so much as in making it available for others to read. You can never easily predict just how your readers are going to respond to your work, especially if it might be considered ‘unusual.’

برايان هيب: أعتقد أنها تتطلب قدرًا معينًا من الجرأة الفنية في محاولة إيجاد طرق أكثر ابتكارًا لصقل نموذج القصة، وحتى في تقديم أنواع مختلفة من المحتوى واللغة. أخبرني أحد أصدقائي الذين قرأوا قصة “مافوتو” أن البطلة “إيفادون” جامايكية حتى النخاع، ولكنها “غير عادية” وكنت ممتنًا لهذه الملاحظة. ككاتب، لا تريد أن تُظهر القوالب النمطية في عملك، ولكن أيضاً لم أكن أريد أن أمضي وقتاً أطول من اللازم في شرح ثقافة المارون للقراء، بيد أنني لا أقنع تماماً بأن الجرأة الأكبر تكمن في عملية الكتابة بقدر ما تكمن في جعلها متاحة للآخرين ليقرأونها. لا يمكنك التنبؤ بسهولة بردة فعل القراء على عملك، خاصة إذا كان من الممكن اعتباره ‘غير عادي’.

إيما لويس: أشرت إلى صلة بين ثقافة المارون والإسلام، والتي يبدو أن إفادون تُظهرها. هل بحثت في هذا الموضوع من أجل القصة؟

BH: I worked with [Jamaican cultural historian, anthropologist and musicologist] Dr. Olive Lewin for many years. She did a lot of research [9] into Maroon culture and was herself initiated as an Honorary Maroon. I heard the use of the Muslim greeting among the Maroon elders myself during our many field trips, then later discovered that UWI historian Dr. Sultana Afroz had written [10] about Islamic retentions among Africans transplanted to Jamaica. Her work was apparently considered controversial and she eventually returned [11] to her home in Bangladesh. But for the purpose of the story, it is something I heard first-hand.

برايان هيب: عملت مع [المؤرخة الثقافية الجامايكيية، وعالمة الإنسان وعالمة الموسيقى] الدكتورة أوليف لوين لسنوات عديدة، وقد قامت بالكثير من الأبحاث [9] حول ثقافة المارون، وبدأت هي نفسها كمارون فخرية. سمعت كبار السن المارون يستخدمون تحية الإسلام فيما بينهم بنفسي أثناء رحلاتنا الميدانية العديدة، ثم اكتشفت فيما بعد أن مؤرخ جامعة ويست إنديز الدكتور سلطانة أفروز كتبت [10] عن العادات الإسلامية الباقية بين الأفارقة الذين نُقِلوا إلى جامايكا. يبدو أن عملها كان مثيراً للجدل وعادت [11] في نهاية المطاف إلى منزلها في بنغلاديش. ولكن من أجل القصة، فقد استمعت إليه مباشرة بنفسي.

[12]

عرض عن تاريخ المارون الإسلامي في جامايكا. صورة لكنت ماكليو على فليكر، التقطت في مهرجان المارون في أكومبونج، في كوكبيت كنتري، جامايكا، 6 كانون الثاني/ يناير 2013. استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي النسبة الثانية.

إيما لويس: المافوتو هو نبات الكرمة الاستوائية (عشب الحلم الافريقي) [13] ويستعمله المارون [14] في كلّ شيء من إعداد الأفخاخ حتى تجهيز الأثاث، واستُخدم في القصة كرمز. يبدو أن الأنابيب البلاستيكية الموصولة بزوج إيفادون في المستشفى قد عُقدت عليه كالكروم. لا أعرف ما إذا كنت سأشعر بالأسف تجاه هيوبرت، أو أن صبري سينفذ مثل إيفادون. ما شعورك أنت؟

BH: I keep pointing to the fact that Evadne has stuck by this man for fifty years and she’s put up with his impracticality for all that time. There is a great deal of love and affection there. However, her chance to return to nature and the hills of Jamaica is clearly the result of her kindness to others and the fact that she is the steady one in the partnership.

We don’t hear much about her career in England but it is made clear that she had one, plus she cooks and cleans and pays the bills. She is the responsible one. One gets the impression, on the other hand, that Hubert is a self-centred individual, constantly following schemes that don’t result in much, has little time for holidays, and ends up with the ‘stroke he worked for’. His ‘Mafootoo’ of the life-support machine evokes a stark separation from the natural world of the cacoon vine.

برايان هيب: أشير دائمًا إلى حقيقة أن إيفادون ظلت ملازمة لهذا الرجل خمسين عامًا، وبقيت مستمرة مع كونه شخص غير عملي طيلة تلك السنوات. يوجد الكثير من الود والحب هنا، ومع ذلك، فإن فرصتها للعودة إلى الطبيعة وتلال جامايكا هي نتيجة لطفها مع الآخرين وكونها هي التي لا تكل في الشراكة. لا نسمع الكثير عن حياتها المهنية في إنجلترا ولكن من الواضح أنها كانت تعمل هناك، بالإضافة إلى أنها تطهو وتنظف وتسدد الفواتير. فهي المسؤولة. من ناحية أخرى، قد يكوّن المرء انطباعًا بأن هيوبرت فرد أناني، يتبع باستمرار مخططات لا تسفر عن الكثير، ولا يملك إلا القليل من الوقت للإجازات، وينتهي إلى “الطريق الذي عمل من أجله.” إن قصته “مافوتو” عن آلة دعم الحياة تصور بطريقة نابضة بالحياة فصلاً صارخاً عن البيئة الطبيعية للكرمة الاستوائية.

إيما لويس: هل ترى “مافوتو” كقصة نموذجية للمهاجرين تحكي عن الصراع والتغلب عليه، أم أنها قصة استسلام وخسارة؟ كيف تطورت تجربة المهاجرين الجامايكيين في انكلترا، وهل كنت تعتمد على أي من تجاربك الشخصية في الكتابة؟

BH: I’m not sure what a typical immigrant tale is. People from the Caribbean have migrated all over the place. During the 19th century, Jamaicans even went to the Gold Rush in the Yukon Territory. Mary Seacole [15] first travelled to England when she was just 16 years old. I think every immigrant story is different and we still haven’t told enough of them.

Some involve spouses, sons and daughters who left and were never heard from again. Some migration stories involve entire families broken apart, and second families being established in the host country. Casualties of migration include abandoned children, aged parents and lost loves.

I did see some of that for myself growing up in England — the psychological scars left by separation, as well as the sometimes hostile environment of the assimilation process. The Windrush scandals have thrown a lot of that into sharp relief. I think the experience of Jamaican immigrants in England has evolved, because their children now have sufficient confidence to challenge history by pulling down the statues of the very people who enslaved their ancestors!

برايان هيب: لست متأكداً من ماهية حكاية المهاجرين النموذجية. لقد هاجر الناس من منطقة الكاريبي إلى كل مكان. وأثناء القرن التاسع عشر، ذهب الجامايكيون إلى حمى البحث عن الذهب في إقليم يوكون. في المرة الأولى التي سافرت بها ماري سيكول [15] إلى إنجلترا كانت تبلغ من العمر 16 سنة فقط. أعتقد أن لكل مهاجر قصة مختلفة، ولا نعرف عنها الكثير. بعضهم ورّط زوجاته وأبناءه وبناتهه الذين غادروا ولم يسمعوا عنهم شيئًا بعدها. وبعض قصص الهجرة تشمل عائلات محطمة بالكامل، ويؤسس أخرين عائلات في البلد المضيف. ومن بين ضحايا الهجرة أطفال مهملون، وآباء مسنون، وحب مفقود. لقد رأيت القليل من ذلك بنفسي وهو يزداد في إنجلترا ـ الندوب النفسية التي خلفها الانفصال، فضلاً عن البيئة العدائية أحياناً لعملية الاستيعاب. ولقد أدت فضائح ويندرش إلى تخفيف هذه الفضائح إلى حد كبير. أعتقد أن تجربة المهاجرين الجامايكيين في إنجلترا قد تطورت، لأن أطفالهم أصبح لديهم الآن الثقة الكافية لتحدي التاريخ بتهشيم تماثيل نفس الأشخاص الذين استعبدوا أسلافهم.

إيما لويس: هل هناك المزيد من القصص التي ستحكي عن الجامايكيين في إنجلترا – والإنكليز في جامايكا؟ أو ربما “جانبي المحيط الأطلسي،” وهو ما كانت تفكر فيه إيفادون؟

BH: Oh, absolutely. Jamaica is so rich in stories that it surprises me that in popular culture we keep going back to the same old narratives of sex and violence in very stereotypical ways. I worked with [Jamaican cultural historian, anthropologist and musicologist] Olive Lewin [16] and the Jamaica Memory Bank [17] for many years and some of the stories our older informants told were absolute treasures. It’s so important for us to delve into the inner life of Jamaican subjects, and also to realise that a great deal of Jamaican knowledge and tradition resides among the citizens of the Jamaican diaspora, as it does in the case of Evadne.

برايان هيب: نعم، بالتأكيد. إن جامايكا غنية بقصص تدهشني، فنحن في الثقافة الشعبية نعود إلى نفس الروايات القديمة عن الجنس والعنف بأساليب نمطية للغاية. عملت مع [المؤرخ الثقافي الجامايكي، وعالم الإنسان الموسيقى] أوليف لوين [16] وبنك جامايكا للذاكرة [18] لسنوات عديدة وبعض القصص التي وصفها لنا رواة كبار السن بالكنوز المطلقة. من الأهمية بمكان أن نخوض في الحياة الداخلية للرعايا الجامايكية، وأن ندرك أيضًا أن قدرًا عظيمًا من المعرفة والتقاليد الجامايكية يقيم بين مواطني الجالية الجامايكية، كما هي حال إيفادون.

اقرأ القسم الثاني من الحديث هنا [19].