موجة من الاعتقالات تلاحق النسويات المكسيكيات

سوزانا بريتو وكلوديا هيرنانديز وكينيا هيرنانديز. المونتاج: الأصوات العالميّة، لصور من IM-Defensoras ولقطة شاشة لفيديو من Milenio.

إنّ الأزمة الصّحية الطّارئة التي تسببت بها جائحة كوفيد-19 لم تمنع تعرّض الناشطين المكسيكيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصّحفيين، لحالات من التّهديد والعنف؛ إذ شهد بعضهم في  شهر يونيو/ حزيران الماضي حالات من الاِعتداء، والتّهديد بالقتل، وحتى الاِعتقال بتهمٍ ملفّقة محتملة.

في الثّامن من يونيو/ حزيران، اعتقلت الشرطة المحليّة سوزانا بريتو تيرازاس، المحاميةَ والنّاشطة في الدفاع عن حقوق العمّال في المصانع في مدينة ماتاموروس في شمال المكسيك، بتهمة ”التّحريض على الشّغب، والتّهديدات، والاِعتداءات على العمّال في القطاع العام“.  ساهمت سوزانا بريتو تيرازاس في إنشاء حركة عمّالية تسمّى Movimiento 20/32 (الحركة 20/32)، وفي مطلع 2019 بدأت هذه الحركة إضرابًا مع آلاف العمال للمطالبة بزيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل.

تعتبر العديد من المنظّمات في المكسيك مثل نقابات المهنيّين والمدافعين عن حقوق الإنسان هذه المحامية سجينة سياسية، تتمّ معاقبتها لكشفها عن الفساد والمخالفات في الشّركات الوطنية. أمّا حاليًا، لاتزال بريتو تيرازاس في السّجن في انتظار توضيحٍ لوضعها القانوني.

قبل يومين من اعتقالها، أي في السّادس من يونيو/ حزيران، اعتقلت الشرطة في ولاية مكسيكو الناشطة النّسوية، كينيا هيراندز، بعد توقيفها واِحتجازها برفقة ثلاثة قاصرين، كانو مسافرين معها في سيّارتها.

قالت منظّمة Zapata Vive التي تنتمي إليها هيرناندز،  “أنّها ومرافقيها الثّلاث أخرجوا من السّيارة بالقوة، اُحتجزت تحت التهديد بالقتل وتعرّض رفاقها للضرب، وصادرو جميع ممتلكاتهم دون إخبارهم بسبب الاِعتقال” .  تم سجن كينيا هيرنانديز، ولكن تم إطلاق سراحها بعد خمسة أيام من السجن لحضور الإجراءات المتّخذة ضدها تحت الإفراج المشروط. قالت كينيا في بيانها الذي بثته على الإنترنت:

Ni siquiera pudieron montarme el delito (…) Cuando me detuvieron después de una manifestación no me dijeron el porqué.

”لم يتمكّنو حتّى من تلفيق تهمة لي (…) عندما اعتقلوني بعد المظاهرة لم يخبروني بالسّبب“.

مباشر: بيان حول الإفراج والوضع القانوني لـ#كينياهيرناندز

في اليوم السّابق، الخامس من يونيو/ حزيران، اِعتقل أعوان شرطة سان لويس بوتوسي كلوديا هيرناندز، النّاشطة في الدّفاع عن حقوق الإنسان أثناء مشاركتها في مظاهرة للاِحتجاج عن قتل جيوفاني لوبيز اللاّقانوني. كان لوبيز عاملاً شابًا، وقد فقد حياته بعد أن اِعتقلته الشرطة بحجّة مزعومة ”عدم ارتدائه قناعًا واقيا أثناء خروجه من منزله“.

بحسب بيان من مبادرة أمريكا الوسطى للمدافعات عن حقوق الإنسان، حضرت كلوديا المظاهرة لإجراء المراقبة والوساطة خلال المسيرة. بعد إلقاء القبض عليها، احتجزت بمعزل عن العالم الخارجي، وتم الإفراج عنها، على غرار كينيا هيرنانديز، لكنّها تحت فترة الاِختبار للإفراج المشروط.

# تنبيه النّشطاء، المكسيك/ النّاشطة كلوديا هيرنانديز احتجزت وعذّبت وجرّمت بطريقة غير قانونية في سان لويس بوتوسي لمشاركتها في الاحتجاج على مقتل جيوفاني لوبيز.
للمزيد من المعلومات: https://t.co/PWWsMw93mg pic.twitter.com/b2My8YLzhF

خلال شهر يونيو/ حزيران، طالت التّهديدات والتّخويفات المنظّمات على غرار الأشخاص الذين سبق ذكرهم؛ في 15 يونيو/ حزيران، وجد أعضاء المنظمة النّسوية كونسورسيو أوكساكا (Consorcio Oaxaca)، والتّي تدافع عن حقوق النّساء والمساواة بين الجنسين، عند باب المبنى،  كيسًا أسودا به قطع من اللّحم (رأس حيوان على ما يبدو) مع رسالة تهديد وكراهيّة للنّساء. كما في الحالات السّابقة، تم توجّيه أصابع الاِتّهام إلى الجهات الحكوميّة.

بحسب المنظمة، فقد تعرّضت للعديد من حوادث التّهديد والتّخويف منذ أن شنوا حملة للمطالبة بإنصاف ضحايا القتل من النّساء في ولاية أواكساكا.

في هذه الحالة، نبّهت لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان الحكومة المكسيكية على توضيح الحوادث ضد كونسورسيو أواكساكا (Consorcio Oaxaca). دفع ذلك لاِتّخاذ تدابير وقائية للمنظمة وكذلك لسوليداد جاركوين، وهي صحفية نسوية وعضوة في كونسورسيو أواكساكا وأم ماريا ديل سول، ضحية قتل. تلقّت جاركوين تهديدات لسنوات أثناء مطالبتها بالعدالة لقتل ابنتها.

يلاحظ #CIDH  أن consorciooaxaca ربط فعل التخويف بنضالهم من أجل العدالة في قتل MaríadelSolJarquín#  في جوشيتان، أوكساكان في 2018، والذي ورّط مسؤولي ولاية  أوكساكان. #المرأة #حقوق-الإنسان

يحث #CIDH #المكسيك على توضيح الحقائق، مع الأخذ في الاعتبار عمل المناصرة الذي تقوم به consorciooaxaca واتّخاذ التدابير اللازمة لحماية المنظمة من التهديدات وخاصة سوليداد جاركين وعائلتها. #حقوق-الإنسان

في 2019، احتلّت المكسيك المركز الرّابع في دول أمريكا اللاتينية في قتل نشطاء حقوق الإنسان بعد كولومبيا، والهندوراس، والبرازيل، بعدد 23 جريمة قتل. وصلت هذه الجرائم إلى الذروة في 2006 في إطار الحرب العسكرية والمدعومة من الولايات المتحدة على المخدرات. في 29 يونيو/ حزيران، نبّه خبير من الأمم المتّحدة المكسيك على ضمان حماية المدافعات عن حقوق الإنسان.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.