- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

حديث مع برايان هيب من جامايكا، الفائز الإقليمي الكاريبي بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة لعام 2020 (الجزء الثاني)

التصنيفات: الكاريبي, جامايكا, آداب, الهجرة والنزوح, تعليم, صحافة المواطن, فنون وثقافة
[1]

برايان س. هيب، الفائز الإقليمي عن منطقة الكاريبي بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة لعام 2020. لقطة شاشة مأخوذة من فيديو يوتيوب للكتّاب الذين وصلوا إلى نهائيات الكومنولث “القائمة القصيرة #CWprize 2020″

هذا القسم الثاني من المقابلة. اقرأ القسم الأول هنا [2].

في مقطع فيديو لكتّاب الكومنولث [3] الذي سجله بعد أن علم أن قصته “مافوتو” أُدرجت ضمن قائمة “جائزة الكومنولث للقصة القصيرة” لعام 2020، قال برايان هيب عن حكاية القصص بأنها “أعظم إنجاز للبشر.”

كمعلم متقاعد ورئيس سابق في مركز فيليب شيرلوك للفنون الإبداعية [4] في جامعة جزر الهند الغربية UWI مونا Mona في كينغستون بجامايكا، كان لهيب علاقة وثيقة مع سرد القصص معظم حياته: يرويهم بنفسه، ويتعلم عن قصص الآخرين، ويكون أمينًا فاضلًا لهذه الحكايات.

أصدر خمس عشرة من المسرحيات الجامايكية السنوية الصامتة، وكتب العديد [5] من الكتب [6] وأوراق المؤتمرات والمقالات، كما منح الميدالية الفضية للموسغراف [7] من معهد جامايكا في عام 2002.

بعد اختياره كالفائز الإقليمي عن منطقة الكاريبي بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة لعام 2020، تحدثنا معه عبر البريد الإلكتروني حول قصته [8] “مافوتو”، وعن سرد القصص بالعموم، وما يعنيه الفوز بالنسبة له.

برايان س. هيب، الفائز الإقليمي عن منطقة الكاريبي بجائزة الكومنولث للقصة القصيرة لعام 2020. صورة لطيفة هيب، يستخدم مع الإذن بالنشر.

إيما لويس: أنت معروف جدًا كنجم ساطع في الدراما الجامايكية. هل هذه مغامرتك الأولى في كتابة النثر؟

BH: I did do some prose writing many years ago, but I seem to remember that it wasn’t very well received at the time, or so I felt. I sort of convinced myself that I was better at drama and that I should stick to that particular genre. Plus, I was really fortunate to have the University of the West Indies supporting me in getting productions onto the stage. Otherwise, I think drama would have been an overwhelming challenge.

برايان هيب: لقد كتبت فعلاً نثرًا قليلًا منذ سنوات عديدة، ولكنه لم يلقَ قبولًا جيدًا في ذلك الوقت، أو هذا ما شعرت به. أنا على يقين من أنني كنت أفضل في مجال الدراما وأنه لابد وأن أتمسك بهذا النوع تحديدًا. بالإضافة إلى ذلك، كنت محظوظاً حقاً لأن تدعمني جامعة جزر الهند الغربية في الإنتاج المسرحي. وإلا، فأظن أن الدراما كانت تحديًا هائلاً.

إيما لويس: ما الاختلافات بين سرد الحكاية بالمقارنة مع الدراما أو القصة القصيرة؟

BH: The difference is really between ‘showing’ and ‘telling.’ In drama, I get to work with wonderful shapeshifters called actors who bring the characters to life on stage in all their many dimensions. Good actors will take you into the deep psychological recesses of a character and show that to the audience.

The audience can see the relationships between characters unfold in time and space in front of them and respond accordingly. The audience is ‘reading’ a complex semiotic field of spoken word, gesture, body language, lighting, silence, movement, proxemics and stillness. Largely because of the development of film and television, modern audiences have become very sophisticated and adept at interpreting nuances in the dramatic performance.

Telling a story via the symbolic process of writing it down depends even more heavily on the skills of your audience for its interpretation. I often say that being able to read doesn’t necessarily make somebody a reader. A lot of functionally literate people don’t have the patience to get through a story, much less a novel. Yet, other people will get totally lost in reading a book. I laughed at one comment about ‘Mafootoo’ where the reader said she devoured it ‘in one gulp.’

برايان هيب: يكمن الفرق بين ‘العرض المسرحي’ و ‘السرد’. في الدراما، أعمل مع متحولين يُسمَون الممثلين الذين يحيون الشخصيات بكل أبعادها على خشبة المسرح. يأخذك الممثلون الماهرون إلى الخبايا النفسية لشخصية ما ويظهرونها للجمهور. 

يمكن للجمهور رؤية العلاقات بين الشخصيات ظاهرة للعيان في الوقت والمساحة أمامهم، والاستجابة وفقًا لذلك. إن الجمهور يطّلع على حقل سيميائي معقد من الكلمة المنطوقة، والإيماءات، ولغة الجسد، والإضاءة، والصمت، والحركة، والمهاترات، والسكون. بسبب تطور الأفلام والتلفزيون إلى حد كبير، أصبح الجمهور الحديث شديد التعقيد والبراعة في تفسير الفوارق الدقيقة في الأداء المسرحي.

 إنَّ سرد قصة من خلال العملية الرمزية لكتابة القصة يتوقف على مهارات جمهورك في تفسيرها. كثيراً ما أقول إن قدرة شخص ما على القراءة لا تجعل منه قارئاً بالضرورة. إن الكثير من المتعلمين، من خلال الوظيفة، لا يصبرون على إنهاء قراءة قصة، ناهيك عن رواية. ولكن هناك أشخاص آخرون ينسون أنفسهم تماماً عند قراءة كتاب. ضحكت من أحد التعليقات على “مافوتو” حيث قالت القارئة أنها ‘التهمتها بجرعة واحدة.’

إيما لويس: إيفادون، بطلة قصتك، إمرأة تتحدث بجديّة، دون لف ولا دوران. هل سبق أن التقيت إيفادون في الحياة الواقعية؟

BH: I have met several no-nonsense women like Evadne; not all of them were Jamaican, though many were. I’m sure the same is true for you. Many readers of the story have commented that they know Evadne well, so I’m really encouraged by that kind of response.

برايان هيب: التقيت بالعديد من النساء الجديّات أمثال إيفادون؛ ولم يكنّ جميعهنّ من جامايكا، رغم أن الكثيرات كنّ كذلك. أنا متأكد من أن الأمر ذاته ينطبق عليكِ. علّق العديد من القراء على هذه القصة قائلين إنهم يعرفون إيفادون تمام المعرفة، لذا فأنا أشعر بالتشجيع حقًا من ذاك النوع من ردود الفعل.

إيما لويس: ما هي مشاريعك المستقبلية؟

BH: There may be a theatre festival later in the year, but it will probably have to go virtual since it is unlikely that theatres will reopen any time soon, due to COVID-19. I am working on a couple of other short stories which are slowly coming together. I think I’m going to have to pick up the pace if I want to put together a collection!

برايان هيب: قد يكون هناك مهرجان مسرح في وقت لاحق من العام، ولكن من المحتمل أن يصبح افتراضيًا لأنه من غير المحتمل أن تفتح المسارح أبوابها في الوقت القريب، بسبب كوفيد-19. أنا أعمل على قصتين قصيرتين قادمتين معًا. أعتقد أنه سيكون لزامًا عليّ أن أرفع الوتيرة إذا أردت أن أقدم مجموعة كاملة.

إيما لويس: ما هي أهمية الطرافة في سرد القصص؟

BH: The Jamaican practice of ‘tekkin’ serious t’ing, mek joke’ [taking serious things and making jokes of them] is both inspired and inspiring — so, at what should be a tragic moment in the story, a phrase like ‘plug him out’ makes you want to laugh, all the more so because it is given an earnestly straight-faced delivery.

Jamaican language tends to have that effect because it is designed to subvert the English language. I love its frequent juxtaposition of archaic English words and African expressions and syntax, which can be used to sometimes devastating effect. That is not to say that Jamaican language cannot be tender or poetic, which it obviously can, but its wry comic impact can enrich a story immensely. A little humour can lighten the writer’s hand.

برايان هيب: إن العادة الجامايكية في تحويل الأمور الجديّة إلى دعابات، مُلهِمة ومُلهَمة في آن واحد — لذا، ففي لحظة مأساوية في القصة، تجعلك عبارة مثل “انزعه/اقلعه” تضحك، خاصة وأن الأمر برمته كان مقدمًا بوجه متجهم وجاد.

تميل اللغة الجامايكية إلى تحقيق هذا الأثر لأنها مصممة لتخريب اللغة الإنجليزية. أحب تكرارها في الجمع بين الكلمات الإنجليزية القديمة والعبارات الأفريقية وبناء الجملة، والتي يمكن استخدامها في بعض الأحيان لأثر مدمر. وهذا لا يعني أن اللغة الجامايكية لا يمكن أن تكون عذبة أو شعرية، وهو ما تستطيعه بطبيعة الحال، ولكن تأثيره الهزلي المضحك من الممكن أن يثري القصة إلى حد كبير. فالقليل من الفكاهة تنير عقل الكاتب.

إيما لويس: ماذا يعنيك الفوز؟

BH: Making it to the shortlist of 20 writers from a field of 5,107 entries was already more than I could have imagined. To have actually won the Caribbean Regional Award left me in total shock. Winning the overall award would probably be, in the words of Rex Nettleford [9], “Gilding the anthurium.”

برايان هيب: وصولي إلى صفوة العشرين من الكتّاب من أصل 5107 مشتركًا كان بالفعل أكثر مما كنت أتخيله. لقد سبب لي الفوز بالجائزة الإقليمية عن منطقة الكاريبي صدمة كبيرة، ولعل الفوز بالجائزة النهائية كان على حد تعبير ريكس نيتلفورد [9] “يُذهِّب نبتة الأنثوريوم”.