- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

يستخدم القوميون في شمال مقدونيا عمليات إغلاق الحدود لنشر الفوضى وعدم الثقة في البلاد

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, أوروبا الغربية, ألبانيا, اليونان, مقدونيا الشمالية, الإعلام والصحافة, سياحة وسفر, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية, كوارث, كوفيد19
[1]

لقطة شاشة من فيديو البث المباشر [2] الذي قدمه رئيس الوزراء الألباني إيدي راما والذي أسيء تفسيره في شمال مقدونيا.

تسند هذه القصة إلى تقارير شريك المحتوى للأصوات العالمية Meta.mk News Agency [3]، وهو مشروع تابع لمؤسسة التحول. يمكنكم متابعة التغطية الحصرية للأصوات العالمية حول التأثير العالمي لكوفيد 19 [4].

هل رحّب رئيس وزراء ألبانيا بالزوار ذوي العرق الألباني الأصيل من جيران البلقان في بلده الذي أعيد افتتاحه مؤخرًا؟ هل منعت اليونان حقًا المسافرين من أجزاء من شمال مقدونيا، حيث يعيش عدد كبير من السكان من أصل ألباني وروماني؟

الجواب على هذين السؤالين هو “لا.”

لكن وسط عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا في شمال مقدونيا التي ما زالت مغلقة، تم استخدام المواسم السياحية [5] الجارية في البلدان المجاورة للتلاعب بالرأي العام بالتضليل لتضخيم ما يعرف بالقومية السامة.

تم تأكيد كذب هذه الادعاءات المغلوطة، المنتشرة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، من خلال نظام التحقق من الحقائق [6] الذي أجراه التفكير النقدي المدعوم من الاتحاد الأوروبي للمواطنين Mediawise، والمعروف أيضًا باسم مشروع Crithink.

بحلول ذلك الوقت، كان الضرر قد تم بالفعل، مع وجود التضليل الذي ساعد على إثارة غضب المواطنين المقدونيين الذين كانوا منزعجين بالفعل بسبب زيادة حالات كوفيد-19 في أواخر مايو/أيار [7] والنصف الأول من يونيو/حزيران [8].

كما استخدم دعاة القومية قرار الحكومة المقدونية بإبقاء الحدود مغلقة في الجانب الشمالي من مقدونيا خلال تلك الفترة كذريعة لتقديم الحزب الحاكم على أنه غير كفوء وخاضع.

تأتي هذه الجهود عادة على حساب الأقليات في الدولة متعددة الأعراق.

ما الذي قاله رئيس الوزراء الألباني بالفعل

في 24 مايو/أيار، قام رئيس الوزراء الألباني بعمل بث مباشر على فيسبوك [2]للإعلان عن فتح حدود البلاد في 1 يونيو/حزيران. خلال الفيديو، خاطب أيضًا الألبان العرقيين من الدول المجاورة، ونصح بالحذر واليقظة بشأن كوفيد-19.

قال إن الحدود ستفتح، لكنه أشار إلى أن الشواطئ ستظل مغلقة لبعض الوقت، وحذر الزائرين المؤقتين من “الموجة الثانية” المحتملة للوباء.

Starting from Monday, June 1, we will open the land borders with the neighbors. For all Albanians, no matter whether they posses passports of Albania, or of Kosovo, North Macedonia or Montenegro, we will continue to call upon all of you without pause, without exception, to be watchful. On June 1, the borders will open, but not the beaches.

ابتداءً من يوم الاثنين 1 يونيو/حزيران، سنفتح الحدود البرية مع الجيران. وبالنسبة لجميع الألبان، بغض النظر عما إذا كانوا يملكون جوازات سفر لألبانيا، أو لكوسوفو، أو مقدونيا الشمالية، أو الجبل الأسود، سنستمر في دعوتكم جميعًا دون توقف، دون استثناء وبحذر. في الأول من يونيو/حزيران ستفتح الحدود، ولكن ليس الشواطئ.

بدأت بعض وسائل الإعلام المقدونية اللغة تنشر ترجمة خاطئة [9] للبيان عبر الحدود في جمهورية مقدونيا الشمالية (RNM)، مما أدى إلى فضيحة فورية. قيل في تفسيرهم [10]:

Почнувајќи од понеделник, 1 јуни, ќе ги отвориме копнените граници со соседите, односно за Албанците кои живеат во Косово, Македонија и Црна Гора, но граѓаните ги повикуваме да бидат внимателни, вака албанскиот претседател Еди Рама.

“اعتبارًا من يوم الاثنين 1 يونيو/حزيران، سنفتح الحدود البرية مع الجيران، وبالتحديد للألبان العرقيين الذين يعيشون في كوسوفو أو مقدونيا الشمالية أو الجبل الأسود، ولكننا سنستمر في دعوتكم جميعًا إلى أن تكونوا متيقظين”. قال الرئيس الألباني (إنه رئيس الوزراء وليس الرئيس). إيدي راما.

سرعان ما دقت الشخصيات العامة الألبانية في شمال مقدونيا، ثنائية اللغة حيث اللغتين الألبانية والمقدونية، ناقوس الخطر من أن بعض وسائل الإعلام والسياسيين “يتيهون في الترجمة”.

أشار [11] الصحفي بتريت ساراسيني إلى أن الترجمة الخاطئة قد غيرت موضع علامات الترقيم، مما جعل الأجزاء المتعلقة بالألبان جزءًا من الجملة السابقة.

على الرغم من ذلك، أصدر الحزب السياسي المعارض VMRO-DPMNE على الفور بيانًا [12] يسيء تفسير راما ويدعي أنه دعا “فقط الألبان العرقيين” من الدول المجاورة إلى الشواطئ المحلية، باستثناء المجموعات العرقية الأخرى.

حاول القوميون المقدونيون أن يلفوا البيان باعتباره “دليلاً” على التخلف والشوفينية بين الألبان ، وأيضاً “هزيمة جديدة” و “صفعة على الوجه” لحكومة حركة المقاومة الوطنية.

انتقد [13] أحد كبار ممثلي VMRO-DPMNE، النائب إيليا ديموفسكي، “الجنون ينبع مباشرة من القرن التاسع عشر” و “التمييز على أساس عرقي ضد مواطني جمهورية مقدونيا”.

رد وزير الخارجية المقدوني نيكولا ديميتروف [14] والحكومة [15] بسرعة بأنهم لم يتلقوا أي معلومات من هذا القبيل من نظرائهم في ألبانيا.

ملصق يعرض لقطات من عدة مقالات بالأخبار المزيفة عن اليونان ومقدونيا الشمالية مع تحذير باللون الأحمر “التضليل!”. الصورة بواسطة CriThink.mk، مستخدمة بإذن.

بعد عدة أيام، جاء دور اليونان، حيث نشرت العديد من وسائل الإعلام اليمينية في شمال مقدونيا معلومات خاطئة حول نظام الحدود السياحية الشعبية. [16]

باستخدام وثيقة تم التقاطها بالصور يُزعم أنها من وزارة الخارجية اليونانية “كدليل”، فقد زعموا أن اليونان ستحظر دخول المواطنين المقدونيين من البلديات حيث تكون أجزاء كبيرة من السكان مسلمين (معظمهم في مجتمعات الألبان ومجتمعات روما العرقية الأصل، مما يعني أن هذه المجموعات هي المسؤولة عن انتشار الفيروس التاجي الجديد).

نفت وزارة الخارجية المقدونية هذا الادعاء في منشور على فيس بوك [17]، واصفة إياه بأنه “أخبار كاذبة”.

عند تكذيب الإدعاء [18]، أشارت CriThink إلى أنه من غير المحتمل للغاية أن تُصدر اليونان قيود السفر هذه المتعلقة فقط بالمواطنين الذين يعيشون في أقاليم معينة، لأن ذلك سيكون انتهاكًا لإتفاقية ETIAS [19]  بين شمال مقدونيا والاتحاد الأوروبي.

قامت بعض وسائل الإعلام المعنية بإزالة هذه المقالات ، ولكن دون إصدار التراجع أو الاعتذار لقرائها.

يُنظر إلى العطلات الشاطئية الأجنبية على أنها فئة متوسطة في دول البلقان غير الساحلية. القيود التي تمنع هذا الحق، مثل عمليات الإغلاق ذات الصلة بـ كوفيد 19، كانت لا تحظى بشعبية كبيرة. حيث استخدمت القوى الشعبوية في المنطقة، ولا سيما الحزب الصربي الحاكم،  أحلام الشاطئ لأغراض سياسية [20].

وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية [21] التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز حتى 25 يونيو/حزيران، وثقت ألبانيا 2114 حالة كوفيد 19، مع 47 حالة وفاة، بينما أدرجت مقدونيا الشمالية 5445 حالة مع 259 حالة وفاة. وأبلغت اليونان عن إصابة 3103 شخص و190 حالة وفاة حتى الآن.