القبض على طلاب في بلوشستان- الباكستان للمطالبة بوسائل الاتصال بشبكة الإنترنت

Kids in Baluchistan. Image via Flickr bu Beluchistan. CC BY-SA 2.0.

أطفال في بلوشستان. صورة بواسطة موقع فليكر من بلوشستان. مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي النسبة الثانية

بدأ الطلاب في أنحاء باكستان بالاحتجاج ضد الفصول المُقررة عبر الإنترنت، والتي نظمتها الكليات والجامعات عقب حظر كوفيد-19. ليس مسألة عدم رغبتهم في التعليم، إنما الأمر في عدم قدرتهم على الاتصال: لا تملك العديد من المناطق في باكستان خدمة إنترنت كافية، وأغلب الطلاب لا يمكنهم تحمل تكلفة شراء أجهزة تُسهل عليهم التعلم عن طريق الإنترنت.

اتسمت المظاهرات في كل أنحاء البلاد يوم 23 يونيو/حزيران برفع شعارات تدعو للعدالة والمطالبة بإنترنت مجاني للجميع. مع ذلك تم التعامل مع عدد من الطلاب -العديد منهم طالبات- في كويتا، بلوشيستان، بالعنف البدني والضرب بالهراوة من قِبل الشرطة، واعتقالهم وجرهم إلى عربات الشرطة:

صورة رقم 1: طلاب من بلوشستان يتسلقون جبلاً ليلتقطوا إشارات شبكة الإنترنت لحضور الدرس.

صورة رقم 2: اعتقال طلاب في “كويتا” لمطالبتهم إنهاء دروس الإنترنت وتوفير خدمة الإنترنت.

أهلًا بكم في “نايا” باكستان!

زيادة الجائحة للفوراق الاجتماعية

قامت لجنة التعليم العالي بمطالبة المؤسسات التعليمية لتحويل التعليم إلى دروسٍ عبر الإنترنت منذ من 1 يونيو/حزيران، نتيجةً لانتشار فيروس كوفيد-19. مع إغلاق المدارس والكليات في أنحاء البلاد، أُجبِر الطلاب للانتقال من بيوت الشباب إلى منازلهم، والتي تقع قي مناطق نائية حيث اتصال الانترنت 3G/4G غيرمتاح.

جعل الافتقار للاتصال بالإنترنت الطلاب يخرجون للاحتجاج بأعدادٍ كثيرة في كل مقاطعة، يجوبون رافضين بدء دروس الإنترنت:

“صفر” هو ما تم إنجازه على ما يُسمى “دروس عبر الإنترنت” في باكستان. وكأن كما أن المدرسة كلها إذْ فجأةً تريد دروساً “أون لاين”، برغم درايتهم بنظام الانترنت في المنطقة…

يجب أن يحصل كل الطلاب على فرص متساوية ليحصلوا على مقابل ما يتكلفونه في التعليم. لا يمكن لهذه الدروس أن تقدم هذا في سياق ما يحدث في باكستان. لايستطيع الطلاب الفقراء تحمل تكلفة الإنترنت وأي وسائل لتسهيل عملية التعليم عبر الإنترنت.

مع كل هذا، تحدث الاعتقالات في بلوشستان فقط، حيث أثارت انتهاكات حقوق الانسان قلق في المجتمع الدولي. تعرض الآلاف من الناس للاختفاء القسري لعدة سنوات، وبات قدرهم مجهولًا. لكن أصبحت الأخبار حيوية على وسائل التواصل الاجتماعي، مع انتشار الوسم  #ReleaseAllStudents، حيث نتج عن انتشار الأخبار إدانة تلك الحوادث في كل أنحاء البلاد.

عاجل: اعتقال حوالي 70 طالبًا في “كويتا” لتظاهرهم ضد دروس الإنترنت. من ضمن المُعتقلين، مُنظم لجنة العمل الطلابي “مزمل خان”، وعضوين في منظمة بلوتش الطلابية. استخدمت الشرطة القسوة في التعامل مع الطلاب.

أوضحت “ماهرانج بالوتش” الطالبة في كلية الطب، لديها نشاطات تخص سياسات الطلبة، في فيديوهات نشرتها عند قبض الشرطة عليها:

تم اعتقالي وطلاب آخرين مسالمين. كنا نحتج على دروس الإنترنت، وقامت الشرطة بضرب واعتقال الطلبة والطالبات. لم تغير هذه الدولة البربرية تصرفاتها تجاه هذا الشعب المُضَّطهد.

اتُّهم الطلاب بتنظيم احتشادات أثناء الحظر، حسب تقارير الشرطة، حيث يسمح قانون الاجراءات الجنائية الباكستاني قسم رقم 144 بمنع التجمعات بشكل كلي بسبب كوفيد-19.

صَّرح المتحدث الرسمي لحكومة بلوشستان “ليكات شهواني” قائلاً: “احتُجز الطلاب مؤقتاً لسلامتهم الشخصية من كوفيد-19 وسيُطلق صراحهم قريباً“. بينما غرّد رئيس الوزراء البلوشستاني “جام كمال خان” على موقع تويتر بأن الحكومة لم توجه أمر للشرطة بإلقاء القبض على الطلاب ويجب إطلاق سراحهم في الحال. بالفعل، تم إعفاء كل الطلبة بعد ذلك.

كما أدانت منظمة العفو الدولية في جنوب آسيا تلك الاعتقالات. بنفس الوقت، أثار “أختار منغال” عضو بالحزب القومي البلوشستاني قضية دروس الانترنت في الجمعية الوطنية في بلوشستان، لسبب عدم وجود خدمة 3G أو 4G بالمقاطعة.

لا توجد خدمة إنترنت تناسب الدروس على الإنترنت

يُعتبرالحصول على الانترنت حقًا أساسيًا — ولكن وفقاً للاحصاءات الرقمية على موقع (داتاريبورتال)، يوجد 76،38 مليون مستخدم إنترنت في باكستان، مع العلم أن تعداد الدولة، حتى يناير/كانون الثاني 2020، كان 212 مليون نسمة.

في حقيقة الأمر، لا تُتاح خدمات الجيل الثالث والرابع في العديد من أجزاء باكستان، بما فيها المناطق القبلية، حيث لا يستطيع الجميع تحمل تكلفة أجهزة كبيوتر محمول أو هواتف ذكية. حتى أنه يوجد تفرقة بين الجنسين: مقارنة بالرجال، عددٌ قليلٌ من النساء تملكن الوصول للإنترنت.

غرَّدت “نجات دعد” التي تُدير مؤسسة الحقوق الرقمية عن أهمية الإنترنت للجميع:

أيمكنك تسلق جبلاً للوصول إلى تغطية شبكة إنترنت؟ بعض الطلاب في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية يقومون بهذا يوميًا لحضور الدروس على الإنترنت. ربما، من واجب وزارة تكنولوجيا المعلومات صب تركيزها على تزويد الخدمة خلال فترة الجائحة بدلاً من أن تسِن قوانين جديدة؟

في ثاني أسبوع من شهر يونيو/حزيران، نظّم الطلاب حملة على الإنترنت في كل أنحاء باكستان تحت شعار الوسم #OnlineJaloos (أي مسيرة على الإنترنت). خُصِّصت منصة مفتوحة تسمى Voicepk.net لتسلط الضوء على مسائل حقوق الإنسان في باكستان، أطلقت المنصة هذا الوسم محاوِلةً أن توضح ما يمر به الطلاب من تحديات لحضور دروس الإنترنت– بما فيها  تحدي تسلق الجبال فقط لالتقاط شبكة.

كما انضم الطلاب الذين يعيشون بالمناطق القبلية في باكستان لجذب انتباه الحكومة في هذه المسألة:

بمناسبة حملة #OnlineJaloos، يقول “أميرعلي” من مقاطعة “تشينيوت” أنه لا يُمكنه الاستفادة من التعليم عبر الإنترنت لأنه لا يمتلك جهاز كمبيوتر محمول ولا أي وسيلة اتصال بالإنترنت في منزله، وأنه يطالب @Shafqat_Mahmood بسياسة تعليم شامل.

يقول “حارس شينواري” من مقاطعة “خيبر” بعدم تطوير خدمات الإنترنت في منطقته منذ يونيو/حزيران 2016، على الرغم من الوعود والتصريحات التي قدمها @IMMahmoodKhan. ما زالوا مُجبَرين على أخذ دروسهم عبر الإنترنت وهو شيء مستحيل بالنسبة لهم.

في يوم 16 يونيو/حزيران، أقام الطلاب في إسلام أباد احتجاجات أمام مكتب لجنة التعليم العالي مُعبّرين عن قلقهم حول إغلاق المؤسسات التعليمية وما نتج عنه تحويل التعليم إلى دروسٍ واختباراتٍ عبر الإنترنت.

عقد المسؤولون بلجنة التعليم العالي مؤتمر مع ممثلي الطلاب بمقرهم الرئيسي، وأكدوا أن اللجنة تنظر في مخاوفهم، ومع ذلك، ذكر فردٌ من الحاضرين للمؤتمر بأن المسؤولين باللجنة أكدوا للطلاب بأن مشاكلهم سوف تُحل، إلا أنه أصر أن الاختبارات لا يُمكن أن تؤجَّل.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.