- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

العمل على جعل اللغة السواحيلية أكثر انتشارًا من خلال الهوية واللغة والإنترنت

التصنيفات: جنوب الصحراء الكُبرى - أفريقيا, أوغندا, تنزانيا, جنوب أفريقيا, رواندا, كينيا, أصالة, الأعراق والأجناس, النشاط الرقمي, صحافة المواطن, فنون وثقافة, لغات, رايزنج فويسز

تلتصق جذور الأشجار بجدار يعود إلى القرن الخامس عشر في جزيرة كلوة كيسيواني في تنزانيا. أدرجت منظمة اليونيسكو آثار السلطنة السواحلية القوية على قائمة التراث العالمي عام 1981. التقط هذه الصورة ديفيد ستانلي في الأول من كانون الثاني عام 2017، استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي النسبة الثانية.

ملاحظة المحرر: تمت كتابة هذا المقال الشخصي بعد حملة تويتر [1] التي نظمتها جلوبال فويسز  جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا و رايزنج فويسز حيث يشارك نشطاء من جنسيات مختلفة وجهات نظرهم  حول تقاطع الحقوق الرقمية واللغات الأفريقية كجزء من مشروع  “مصفوفة الهوية” تنظيم منصة التهديدات عبر الإنترنت للتعبير في أفريقيا”.

وفق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، للتنوع اللغوي والثقافي [2] أهمية استراتيجية للناس في جميع أنحاء العالم لتعزيز وحدة وتماسك المجتمعات.

دفع هذا التنوع اللغوي والثقافي المؤتمر العام لليونسكو لإعلان اليوم الدولي للغة الأم (IMD [3]) في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1999 ليتم الاحتفال به في 21 شباط/فبراير من كل عام، وكدعم لليوم العالمي للغة أعلنت الأمم المتحدة السنة الدولية للغات السكان الأصليين (IYIL 2019 [4]) للفت الانتباه إلى تعرض اللغات الأصلية إلى الخطر في العالم.

يبلغ عدد اللغات المحكية اليوم في العالم سبعة آلاف ومئة لغة [5]، 28 بالمئة منها في قارة إفريقيا لوحدها؛ لكن تسيطر اللغة الإنكليزية على عالم الإنترت في المنطقة. خلال العشرين سنة الماضية، كانت سيطرة اللغة الإنكليزية على 80 بالمئة من محتوى الإنترنت في العالم، [6] ومع ذلك يعتقد حاليًا أن المحتوى الإنجليزي على الإنترنت تقلص [7] إلى ما بين 51 و 55 بالمائة.

هل يمكننا القول أن المزيد من الناس يتوقون إلى الإنترنت بلغاتهم المحلية؟ الواقع يقول أن 17 مليون شخص حول العالم ليس لديهم سبب للاتصال بالإنترنت.

بالتالي، السؤال الأكثر أهمية هو: هل يمكن أن يكون هذا الانخفاض الحاد مؤشر على تفضيل الناس للغاتهم الأصلية على الإنترنت بدل اللغة الإنجليزية؟ آخذين بعين الاعتبار أن أقل من 15 بالمائة من سكان العالم [10] يتحدثون الإنجليزية كلغتهم الأولى؟

بدء انتشار اللغة السواحيلية

تعتبر اللغة السواحيلية إحدى اللغات الرسمية [11] في الاتحاد الإفريقي ألى جانب اللغة الإنكليزية والبرتغالية والفرنسية والأسبانية والعربية كما تُعد اللغة السواحيلية لغة مشتركة للدول الأعضاء في مجتمع شرق إفريقيا.

وافق المجلس التشريعي الأدنى في جمهورية رواندا العضو في اتحاد شرق إفريقيا على جعل اللغة السواحيلية لغة رسمية [12] في عام 2017 بالإضافة إلى اللغة الكينيرواندية والفرنسية والإنكليزية، كما سيتم استخدامها أيضًا في المعاملات الإدارية وسوف تدمج [13] اللغة السواحيلية في المناهج الدراسية في جمهورية رواندا.

وافقت الحكومة الأوغندية على إنشاء [14] المجلس السواحيلي الوطني في أيلول/سبتمبر عام 2019. تنص المادة 6(2) من دستور أوغندا [15] كون اللغة السواحيلية اللغة الرسمية الثانية في البلاد وستسخدم ضمن شروط يحددها البرلمان بموجب القانون.

في عام 2018 أضافت جمهورية جنوب أفريقيا، التي تعتد باستخدامها إحدى عشر لغة رسمية، اللغة السواحيلية كمادة اختيارية [16] في مناهجها الدراسية وبدأت بتطبيقها عام 2020. اعتمدت [17] مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية اللغة السواحيلية كلغة رسمية رابعة عام 2019.

انتشار اللغة السواحيلية على الإنترنت

كاريبو نيروبي التقطت هذه الصورة بواسظة راتشل ستوهرم Rachel Strohm [18]. أيلول/سبتمبر 2019. استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي النسبة الثانية.

على الرغم من أن اللغة السواحيلية هي اللغة الأفريقية الأكثر انتشارًا، مع ما يقارب [19] من 150 مليون متحدث، معظمهم في شرق أفريقيا ومنطقة البحيرات الكبرى وجنوب الصومال وبعض أجزاء من الجنوب الأفريقي، إلا أن تداولها على الإنترنت ضعيف.

في مقال رأي [20] لصحيفة الأمة الكينية الأسبوعية صرح المحاضر في جامعة الإعلام متعدد الوسائط  جون والبينغو أن غياب التنوع اللغوي والثقافي ينتج مجتمعات بأفكار محدودة في العالم.

تنبأ والبينغو بانتهاء معظم ثقافات الشعوب الأصلية لاستخدامها اللغة الإنكليزية للقيام بالأعمال. قال بإمكانية تغيير هذا الواقع المحزن إذا كافحت الشعوب للاحتفاظ بهويتها على الإنترنت أو خارجه.

انضمو إلى شريكنا المؤسس في تغريدة المحادثات حول الهوية والحقوق الرقمية في أفريقيا التي تبدأ غدًا

إلا أنه لا يزال هناك بعض الأمل إذ أن بعض المنظمات تعمل في الطليعة لتعزيز وتطوير اللغة السواحلية على الإنترنت.

مؤسسة الإنترنت الخاصة للأسماء والأرقام

تنسق آيكان [24] وهي منظمة عالمية تضم العديد من المشاركين نظام أسماء نطاقات الإنترنت وعناوين بروتوكول الإنترنت وأرقام النظام المستقل أنشأت أسماء نطاقات دولية  [25]تمكن الأشخاص من استخدام أسماء النطاقات باللغات والنصوص المحلية.

يتم تشكيلها بشكل ملائم باستخدام أحرف من نصوص مختلفة كالعربية والصينية والسيريالية يتم بعد ذلك تشفيرها بواسطة معيار يونيكود [26] واستخدامها على  النحو المسموح به من قبل بروتوكولات IDN [27] ومجموعة من المعايير التي حددها مجلس هندسة نظم الإنترنت (IBA) ومجموعاته الفرعية مثل فرق عمل هندسة الإنترنت (IETF) وفرقة عمل أبحاث الإنترنت (IRTF)

المجموعة التوجيهية للقبول العالمي (UASG [28])

المجموعة التوجيهية للقبول العالمي (UASG) عبارة عن فريق مجتمعي من القادة الصناعيين والتي تدعمها آيكان التي تحضر مجتمعات الإنترنت لمليار مستخدم مستقبلي للإنترنت ويتم إنجازه بواسطة عملية تدعى القبول العالمي (UA) بحيث تضمن أن تعالج تطبيقات وأنظمة الإنترنت جميع نطاقات المستوى الأعلى والإيميلات المبنية على هذه المجالات بطريقة متسقة بما في ذلك النصوص المكتوبة بغير اللغة اللاتينية والتي تحتوي على أكثر من ثلاث أحرف طويلة.

أيكون ويكي

توفر هذه المنظمة غير الربحية الموقع المجتمعي المطورويكي (wiki)  بخصوص آيكان (ICANN) وإدارة الإنترنت وقد تعاونت بمرور الوقت مع المنظمات والمؤسسات التعليمية والأفراد في كينيا وتنزانيا وقد مكّن هذا سكان شرق إفريقيا من بناء وترجمة وإضافة موارد ويكي وفقا لرؤيتهم ولغتهم ومنظورهم.

هذه المبادرة السواحيلية [29] التي كنت جزءًا منها شخصيًا عملت على سد فجوة المعلومات حول قضايا إدارة الإنترنت بشكل كبير من خلال توطين محتوى آيكان ويكي (ICANNWiki) لتعزيز المشاركة المحلية في المجتمعات المستهدفة.

مخبر التوطين  [30]

يعد مخبر التوطين مجتمع عالمي يضم عدد من المتطوعين المتعاونين الذين يدعمون ترجمة وتوطين الدروس وأدوات السلامة الرقمية مثل تور (TOR) وسيغنال (Signal) وووني(OONI) وسايفون (Psiphon) تتناول هذه التقنيات الأمان والخصوصية وعدم الكشف عن الهوية عبر الإنترنت من خلال ضمان وجود مساحة آمنة لنشطاء اللغة الأصلية للوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت قام مخبر التوطين  بترجمة أكثر من 60 من أدوات السلامة هذه إلى أكثر من 180 لغة ولهجة مختلفة من جميع أنحاء العالم  من بينها السواحلية.

شبكة كوندوا المجتمعية (kcn [31])

(KCN) هي أول شبكة مجتمعية تجرّب استخدام المساحة البيضاء التلفزيونية (TVWS) و”تقنية لاسلكية تستخدم أجزاء غير مستخدمة [32] من الطيف الراديوي في نطاق التردد 470 إلى 790 ميجاهرتز” لمعالجة الاتصال بالإنترنت في المناطق الريفية في تنزانيا  وتدرب (KCN) السكان الريفيين على إنشاء واستضافة المحتوى المحلي المناسب لنصوصهم.

في مقابلة أجرتها غلوبال فويسز مع مؤسس شبكة كوندوا المجتمعية والمحاضر في جامعة دودوما في تنزانيا ماتوغورو جبيرا والذي يعتقد بأن المحتوى المحلي يعد دافع لمزيد من السكان الغير متصلين بالإنترنت لاستخدام الإنترنت حيث يمكنهم الإطلاع على أخبارهم مقارنة بالوضع الحالي الذي يسيطر عليه المحتوى الإنكليزي.

مستقبل استخدام الإنترنت لمليار مستخدم متعددو اللغات

يتوقع العالم ربط “مليار مستخدم التالي للإنترنت” [33] ومن المتوقع أن يتم توصيل 17 مليونًا [34] من هؤلاء المستخدمين عبر الإنترنت باستخدام اللغة كهويتهم الرقمية.

بالتالي يمكن أن يكون لنقص المحتوى المحلي الكافي آثار ضارة بقدر الإدماج الرقمي وسيؤثر هذا بشكل مباشر على الحقوق الرقمية إلى حد كبير والوصول إلى الإنترنت والحق في الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت والحق في استخدام لغتهم الأصلية لإنشاء المعلومات ومشاركتها ونشرها عبر الإنترنت.

من الضروري وضع خطط عمل هائلة من شأنها تعزيز وتطوير تطبيقات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالإضافة إلى استخدام اللغات المحلية  لضمان الشمول الرقمي للجميع.

من المرجح أن يؤدي هذا  إلى جانب الإجراءات المتعلقة بتوطين مواد التدريب والتعليم الرقمية وبرامج محو الأمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الريفية إلى تحفيز الثورة الرقمية، وبالتالي تعزيز الحقوق الرقمية لمستخدمي الإنترنت وسد الفجوة الرقمية.

في نهاية المطاف، ستعجل هذه العملية بحماية واحترام وتعزيز “جميع اللغات الأفريقية ولغات الأقليات على الإنترنت” كما هو منصوص عليه في مبادئ الإعلان [35] الأفريقي لحقوق وحرية الإنترنت.

يتم تمويل مصفوفة الهوية من قبل صندوق الحقوق الرقمية [36] لأفريقيا التابع للتعاون في السياسة الدولية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لشرق وجنوب إفريقيا(CIPESA [37])