- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

وَسَمَ مستخدمو الإنترنت الصينيون استراتيجية شي جين بينغ للعلاقات الدولية بأنها دبلوماسية المحارب الذئب

التصنيفات: شرق آسيا, الصين, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية

يشارك كلاً من شي جين بينغ ودونالد ترامب في المعركة الدبلوماسية الحالية بين الصين والولايات المتحدة. صورة من موقع ستاند نيوز، مستخدمة بإذن.

تواصل الصين تأكيد أهمية دبلوماسيتها، للتأكيد على دورها المركزي في العلاقات الدولية، حيث حدثت آخر حلقة في يوليو / تموز 2020 مع افتتاح مركز شي جين بينغ للأبحاث الدبلوماسية [1]، ومع ذلك صنعت دبلوماسية الصين عددًا من الأعداء الأشاوس، كما يشير بعض مستخدمي الإنترنت الصينيين؛ وذلك نتيجةً لموقفها المعتز بالنفس والذي غالبًا ما يكون عدوانيًا، والذي يشير إليه النقاد باسم “دبلوماسية المحارب الذئب“.

يهدف المركز الذي أنشأته وزارة الخارجية الصينية إلى تطوير ودراسة شكل من أشكال الدبلوماسية التي تقوم على تفكير وتصريحات شي جين بينغ. قال وزير الخارجية وانغ يي في خطابه الافتتاحي المكوّن من 5000 كلمة [2] في 20 يوليو / تموز 2020:

今日之中国,正前所未有地接近实现中华民族伟大复兴梦想,前所未有地走近世界舞台中央。…面对风云激荡的国际形势,习近平总书记以伟大战略家的远见卓识,准确把握人类社会发展规律,全面判断国际形势走向和我国所处历史方位,提出了一系列富有中国特色、体现时代精神、引领人类进步潮流的新理念新主张新倡议…

تقترب الصين اليوم بشكل غير مسبوق من تحقيق حلمها بإعادة إحياء الأمة الصينية العظيمة والاقتراب من مركز المسرح العالمي … ووسط تيار قاسٍ في العالم الدولي، لجأ الأمين العام شي جين بينغ برؤيته الاستراتيجية الكبرى إلى قانون تنمية المجتمع البشري،  حيث أصدر حكمًا شاملًا حول الاتجاه المستقبلي للعالم والموقع التاريخي لبلدنا، فلقد ابتكر عملا يجمع بين النظرية والتطبيق، ويظهر شخصيته الصينية وروح عصرنا، لقيادة العالم البشري إلى مرحلة تقدمية …

كما أشار وانغ إلى „Belt and Road Initiative [3]“ (“مبادرة الحزام والطريق”) الصينية، ونجاحها في خلق الفرص في ظل الفوضى الاقتصادية الحالية التي سببها وباء كوفيد -19، بأنها إحدى إنجازات شي.

دبلوماسية “المحارب الذئب”

لكن خطاب وانغ يي لا يشير إلا لقليلٍ مما تشهده العديد من الدول في علاقاتها مع الصين، ففي الواقع يصف الكثيرون استراتيجية بكين الدولية بأنها شكل من أشكال “دبلوماسية المحارب الذئب [4]“، وقد أُخذ هذا المصطلح من الفيلم الصيني الشهير “Wolf Warrior [5]” لعام 2015 – وهو فيلم أكشن وطني محفوظ في الذاكرة بسبب إحدى مقولاته الشهيرة وهي: “كل من يسيئ إلى الصين سيتم القضاء عليه مهما كان بعيدًا.” (犯 我 中華 者 雖 遠 必 誅).

استخدمت مجموعة كاملة من الدبلوماسيين الصينيين عدوانية أسلوب “المحارب الذئب”، فعلى سبيل المثال نشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان نظرية المؤامرة [6] على تويتر في مارس / آذار ومفادها أن الجيش الأمريكي ربما يكون قد جلب كوفيد-19 إلى الصين، وقد جاء ذلك ردًا على استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البداية لمصطلح “فيروس الصين” في وصف فيروس كورونا الجديد.

قال [7] سفير الصين في السويد، غوي كونغيو في فبراير / شباط بكل صراحة “إننا نقدم لأصدقائنا النبيذ الجيد، ولكننا نمتلك أيضًا البنادق لأعدائنا”، وذلك عند تعليقه على الاختطاف الصيني والحكم بالسجن لمدة 10 سنوات على الناشر جوي مينهاي [8]، المواطن السويدي المولود في الصين.

كما يشير البعض إلى دبلوماسية الصين العدوانية على أنها “دبلوماسية الرهائن”، حيث اعتُبِر اعتقال [9] الكاتب الأسترالي الصيني، يانغ هينغ جون، واتهامه لاحقًا بالتجسس في يناير / كانون الثاني 2019، نتيجة لقانون مكافحة التدخل الأجنبي [10] في الصين، الصادر في نوفمبر / تشرين الثاني 2018.

من الأمثلة الأكثر وضوحًا على الرهينة الدبلوماسية، إحتجاز مواطنَيْن كنديَيْن، مايكل كوفريغ ومايكل سبافور، واتهامهما لاحقًا بالتجسس في ديسمبر / كانون الأول 2018، وتُعتبر هذه الخطوة خطوة انتقامية [11] إلى حد كبير لحبس المدير المالي لشركة هواوي [12] مينغ وانز هو [13] في كندا، بناءً على طلب من السلطات الأمريكية.

لأن إقرار قانون الأمن القومي لهونج كونج مؤخرًا قد هدم الإلتزام بنظامَي دولة واحدة [14] في الإعلان المشترك بين الصين والمملكة المتحدة، وكذلك توسيع نطاق الولاية القضائية خارج الإقليم لاعتقال المواطنين الأجانب، فقد أنهى عددٌ من البلدان اتفاقية تسليم المجرمين مع هونغ كونغ، ومن بينهم كندا، وأستراليا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، وقّع ترامب على أمر تنفيذي لتعليق المعاملة الخاصة لهونغ كونغ [15]، مما يعني أن سياسة الولايات المتحدة بشأن البر الرئيسي للصين فيما يتعلق بقضايا مثل طلبات التأشيرة، والرسوم الجمركية، وصادرات التكنولوجيا الحساسة، سيتم توسيعها الآن لتشمل هونغ كونغ.

النزاعات الإقليمية مع الدول المجاورة

بالإضافة إلى الصراعات مع الدول الغربية، اشتبكت الصين مع جيرانها المباشرين في السنوات الأخيرة. ففي عام 2013 بدأت بكين في بناء جزيرة اصطناعية في بحر الصين الجنوبي في جزر سبراتلي وجزر باراسيل، وقد أدت هذه الخطوة إلى نزاعات إقليمية [16] مع فيتنام، والفلبين، وبروناي، وماليزيا.

تطالب كل من الصين واليابان بحقوقهما على بحر الصين الشرقي في عدد من الجزر المعزولة والتي تُدعى دياويو باللغة الصينية وسينكاكو باللغة اليابانية، حيث يمارس على كلاهما تدريبات بحرية بانتظام [17].  كما طبقت الصين “تكتيكات نزاع المنطقة الرمادية [18]” في مضيق تايوان من خلال إجراء تدريبات عسكرية بالقرب من المجال الجوي والمياه التايوانية.

قد يتصاعد أيًا من هذه التدريبات فجأةً إلى اشتباكات عنيفة، كما حدث في معركة مؤخرًا بين الجنود الصينيين والهنديين [19] في منطقة لاداخ المتنازع عليها في 15 يونيو / حزيران، وقد أسفر الحادث عن مقتل 20 جندي هندي، وهو أول صراع مميت بين البلدين منذ 45 عامًا على الأقل.

مستخدمو الإنترنت ودبلوماسية شي

لم يتم ذكر أيًا من أحداث الدبلوماسية الصينية المذكورة أعلاه في خطاب وانغ يي. من ناحية أخرى كتب مستخدمو الإنترنت الصينيون قائمتهم الخاصة بإنجازات شي الدبلوماسية على تويتر لتعكس الواقع الذي تواجهه الصين، حيث غرد EvanLi2020:

أدى “One Belt One Road” ( الحزام الواحد والطريق الواحد) إلى ديون لا تُحصى.
ساعد [صنع في الصين 2025] الولايات المتحدة على اعتقال أولئك الذين جنّدتهم الصين ضمن إطار برنامج ابتكار يسمى “خطة الألف موهبة”.
هيّج الالتهاب الرئوي في ووهان العالم بأسره.
زعزع الأمن القومي لهونغ كونغ العالم بأسره.
تحولت الحدود الصينية الهندية إلى معركة شرسة.
تحياتي لمركز شي جين بينغ للأبحاث الدبلوماسية!
يجتمع الكثير من الخبراء معًا بسعادة، فهل يعرفون حتى ما معنى الحياء؟

يؤكد Hongkonger @wwp_5110 على أبعاد دبلوماسية المال الصينية

أفكار شي حول الدبلوماسية – كل شيء عن التبرع بالمال في جميع أنحاء العالم

يقول المعارض السياسي @chanweijian2011 إن وزارة الخارجية الصينية تحولت إلى وزارة تكوين الأعداء الأجنبية:

تم افتتاح مركز أبحاث شي جين بينغ للأفكار الدبلوماسية، حيث أن دبلوماسية شي ليست أكثر من دبلوماسية “المحارب الذئب” على غرار أسلوب الحرس الأحمر [25]، فعناصره الأربعة هي السب والكذب والعمل الماهر والخداع. المعرفة والاختبار والبحث WTF، أهذا ما يسمى بالبحث؟ فقط استمع للأوامر. تم حل وظيفة وزارة الخارجية وتحولت إلى فرع من إدارة الدعاية يقوم بالتشجيع. هذه نهاية الأيام الخوالي في الدبلوماسية، فقد أصبحت وزارة الخارجية وزارة تكوين الأعداء في الخارج.