أشعل مونولوج من سلسلة فامالام على البي بي سي 3 ،الذي يصفه القائمين عليه بأنه “عرض مونولوجي فائق الحدة ببطولة موهبة إنجليزية من السود”، انتقادًا واسعًا من جانب الجامايكيين المهاجرين والمتواجدين في الوطن– بالإضافة إلى دفع بعض وزراء الحكومة الجاميكية إلى التعبير عن استيائهم.
يعرض المونولوج المعنون باسم “العد التنازلي للجامايكيين” كاريبيًا يقدم لعبة تلفزية كلاسيكية عن التهجئة”. تحاول ثلاث شخصيات من رجلين (أحدهما رستافاريان مدخن للماريجوانا) وامرأة تخمين كلمة على لوحة تعرضها امرأة أخرى مستخدمة الحروف المتحركة والساكنة، وتوجد ساعة كبيرة على الحائط تصور خيالاً لرجل يقف ورجليه منفرجتان الذي يعرض في أول المونولوج استذكارًا لموقف يجسده اللامع المشهور يوسين بولت:
نشر مستخدم لتويتر مقيمًا في بربادوس رد فعل كامينا جونسون سميث وزيرة الشئون الخارجية لجاميكا:
JUST IN – Jamaican Foreign Minister Kamina Johnson Smith calls controversial BBC 3 comedic sketch “outrageous & offensive” & will write formal complaint; “Jamaican Countdown” critics felt it provided negative portrayal of Jamaicans through usage of stereotypes pic.twitter.com/FLY269Kiye
— Kevz Politics (@KevzPolitics) August 22, 2020
الآن- وصفت كامينا جونسون سميث وزيرة الشئون الخارجية المونولوج الكوميدي للبي بي سي 3 المثير للجدل بالمسيء والفظ وستكتب شكوى رسمية ضدها، فذلك أشعر ناقدي العرض “العد التنازلي للجامايكيين” بأنه يقدم صورة سلبية عن الجامايكيين خلال استخدام قوالب نمطية.
كما توافقت أفكار كريستوفر تافتون، وزير الصحة والعافية، مع أفكار زميلته:
Agree. Who decided this was funny? Absolute disrespect and disgrace https://t.co/tSWymY0apx
— Dr. Chris Tufton (@christufton) August 22, 2020
اتفق مع ذلك. فمن قال أن ذلك كان مضحكًا؟ فهذا أمر مهين وحقير.
شكا العديد من المعلقين بأن المونولوج يصف الجامايكيين بأنهم مهووسون جنسيًا ومسيئو استعمال المخدرات ذو تعليم محدود واضعهم في أنماط عدّة قد عفى عليها الزمن، فكتب مهاجر من أعضاء موقع تامبلر على الصفحة:
This short clip is full of negative, harmful, and oppressive stereotypes and tropes regarding black men, and specifically, those of Jamaican heritage. It depicts clear race-based sexual stereotyping with its depiction of a black man’s oversized genitalia. One of the show’s actors, Tom Moutchi, has claimed it is ‘banter’, and has not as of yet offered an apology – he claims that he and his friends joke about this stuff all the time.
The thing is, though – this is not a trope that has originated within the black community. This trope stems from the hypersexualisation and fetishization of black men, a concept which can be seen in existence just after the abolition of slavery, in which black men were perceived by white society to be hypersexual, lusting after white women, deeply promiscuous with no self-control. The fact that this programme was co-written by white men may offer even more reason as to why this is damaging and not ‘comedy’ […]
This is actually a very harmful piece of work, and its release seems to have completely ignored the current state of the world in which people are tirelessly campaigning for racial equality. Read the room, BBC.
هذا الكليب القصير مليء بالأنماط والمجازات السلبية والمؤذية والاضطهادية للرجل الأسود، وبالتحديد ممن يحملون التراث الجامايكي، فهو يصف صورة نمطية واضحة عن الميول الجنسية قائمة على العرق مع وصفها للعضو التناسلي الكبير للرجل الأسود. وصرح أحد ممثلي العرض توم ماوتشي بأن تلك مزحه ولم يقدم اعتذاره وقال إنه وزملائه يمزحون حول تلك الأمور طوال الوقت.
لكن هذا ليس مجازًا أتى أصله من المجتمع الأسود إنما أتى هذا المجاز من مفهوم الإثارة الجنسية المفرطة والشهوة الجنسية المريضة المنسوبة للرجل الأسود، وهذا المفهوم ظهر على الساحة فور إلغاء الرِّق فقد وصف المجتمع الأبيض الرجل الأسود بأنه مهووس جنسيا ويلهث وراء المرأة البيضاء وشديد الاضطراب ولا يتحكم في نفسه، والحقيقة أن ذلك البرنامج تشارك في كتابته رجال بيض قد يقدمون أكثر من سبب […] ولذلك فهذا أمر مؤسف وليس بمضحك.
هذا بالفعل عمل خبيث ويعد إصداره تجاهلاً كاملاً للوضع الحالي للعالم الذي يعمل بلا كلل للمطالبة بالمساواة العرقية، على البي بي سي إدراك هذا الأمر.
واختلطت ردود أفعال مشاهدي اليوتيوب وأحدهما كتب ما يلي:
As a Jamaican this is very offensive, […] belittling and seeks to mimic something that's not reflective of my country [….] I am in total agreement with the Minister of Foreign Affairs to bring an injunction on [the] BBC to desist from further airing this asinine show. Its full time people stop thrusting their disgusting vulgarity on Jamaica. Jamaica is a brand and this does not reflect my country's culture.
بصفتي الجامايكية أقول أن ذلك هجوم حاد، [..] و استهانة ويسعى لتصوير أمر لا يعكس بلدي [….] فأنا على اتفاق تام مع وزيرة الشئون الخارجية في رفع قضية على [مجموعة] البي بي سي للكف عن بث هذا العرض التافه مرة أخرى. فطوال الوقت يعمل الناس على إيقاف هجوم ابتذالهم المهين على جامايكا، فجاميكا ذات شأن ولا يعكس ذلك ثقافة بلدي.
بينما اعترض آخرون قائلين بأن ذلك نكتة ففي تعليق أحد المشاهدين:
So far the overly sensitive people looking to be offended at anything crowd are just edging out those who appreciated it for what it is.
حتى الآن مازال يتذمرالأشخاص مفرطو الحساسية الذين يتأذون من أي أمر يخصهم من الأشخاص الذين يرون هذا الأمر على قدره.
دافع توم ماوتشي أحد ممثلي العرض عن المونولوج على تويتر:
It’s only funny when it’s not you that’s the butt of the Joke. The cast consist of Africans and Caribbean’s. We’re not trying to single out or outrage anyone – we are just poking fun on our truths and stereotypes.
— Tom Moutchi (@TomMoutchi) August 22, 2020
ما هي إلا نكتة، لكنك ليس لديك حس للفكاهة، فالطاقم يتألف من أفارقة وكاريبيان، ولا نحاول التقليل من غضب أي فرد لكننا لا نعمل إلا لإضفاء المرح على الحقائق والصور النمطية.
ورد عليه إحدى الناقدين:
This looks like a 70s comedy sketch , which at the time was regarded as acceptable and now racist. Here we are in 2020, because it’s black actors it is ‘banter’. That’s the same defence, used against BAME people everyday. Ditch these outdated tropes and let’s have ‘new comedy’.
— David Lee (@DavidLee668) August 22, 2020
كما لو أنه مونولوج من السبعينيات في الزمن الذي كان يعتبر فيه الأمر مقبولاً بينما الآن يعد عنصريًا. أما نحن بالرغم من أننا في عام 2020 إلا أنها تعد مزحه لأن الممثلين سود، وهذا نفس التبرير الذي يستخدم يوميًا ضد الجنس غير الأبيض. فلنتخلص من تلك المجازات التي عفي عليها الزمن ولنأتي بكوميديا “جديدة”.
“بام” اختصار يعبر عن العرق الأسود والأسيوي والأقليات، واستخدم في المملكة المتحدة للإشارة إلى أى شخص سوى من الجنس الأبيض.
وصف منتج العرض أكيمنجي نيدفورنين الكوميديا البريطانية الحديثة لأصحاب البشرة السوداء بأنها جزء من جيناته الأصلية التي نمت في المملكة المتحدة، وألهمته لإنتاج “قامالام” وهذا المصطلح هو مصطلح عامي بريطاني يطلق على العائلة والأصدقاء المقربين.
سلطت المناقشة الساخنة حول ذلك المونولوج الضوء على التعقيدات الخاصة بالهوية العرقية والوعي الثقافي والشتات الواسع الذي يعانيه أصحاب البشرة السوداء، كما أثيرت سؤال حول ماهو الشكل الكوميدي لأصحاب البشرة السوداء المفترض أن يكون عليه في عام 2020 وما حدث بعد ما أظهرت احتجاجات “حياة السود مهمة” مدى إسهام الأنماط السيئة والعداوات الفردية في خلق سوء التفاهم والعنصرية المنظمة.
ومن المقررعرض المسلسل لعرضه مساء 23 أغسطس-آب في بريطانيا.