- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

منع القانون الجديد المواطنين الحديث عن الزلزال الذي ضرب تنزانيا على الإنترنت

التصنيفات: جنوب الصحراء الكُبرى - أفريقيا, تنزانيا, احتجاج, الإعلام والصحافة, النشاط الرقمي, انتخابات, تقنية, حجب, حرية التعبير, حقوق الإنسان, حكم, سياسة, صحافة المواطن, كوارث, أدفوكس

زلزال في دار السلام، تنزانيا، في 12 أغسطس/آب 2020. تصوير تشين هوالين، 1أبريل/نيسان 2011، عبر ويكيميديا ​​كومنز CC BY 3.0.

عندما ضرب زلزال بقوة 6.0 درجات على مقياس ريختر شرق الساحل الأفريقي في حوالي الساعة 8:15 يوم 12 أغسطس/ آب، سرعان ما انتقل التنزانيون إلى تويتر للإبلاغ عن حدث طبيعي غير عادي أدى إلى تأرجح التريات والنوافذ المحطمة والجدران المتصدعة.

ضرب الزلزال تحت قاع المحيط الهندي، على بعد حوالي 82 كيلومترًا [1] من شواطئ جنوب شرق دار السلام، تنزانيا، العاصمة الثقافية والمالية للبلاد. حيث شعر سكان أرخبيل زنجبار وكينيا الساحلية أيضًا بالهزة الأرضية. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى. بحسب ما ورد شعرت بهزة ارتدادية [2] متوسطة في اليوم التالي.

زلزال اليوم هنا في دار السلام بتنزانيا. فيديو من مطعم دوار أكيمي.

استحوذ الزلزال غيرالمسبوق في التاريخ الحديث على انتباه التنزانيين في تويتر، لكن سرعان ما تم تخفيف أخبار الهزات من خلال قوانين المحتوى الجديدة على الإنترنت [7] التي تحذر المواطنيين من الإبلاغ عن “حدوث كوارث طبيعية “مثل الزلازل” دون موافقة السلطات المعنية.

وقع الدكتورهاريسون مواكيمبي، وزيرالإعلام والثقافة والفنون والرياضة التنزاني الشهر الماضي، على قوانين “الاتصالات الإلكترونية والبريدية (المحتوى عبر الإنترنت)، 2020″ [8] الجديدة، والتي استبدلت عن قانون 2018 مع بعض الشروط الإضافية التي تقيد حرية التعبيرعبرالإنترنت.

وفقًا لإتحاد LEX Africa [8]، وضعت قوانين المحتوى عبرالإنترنت لعام 2020 غرامات لا تقل عن 5 ملايين شلن تنزاني (حوالي 2151 دولارًا أمريكيًا)، أوالسجن لمدة 12 شهرًا،أو كليهما. “تنطبق على جميع المحتويات التي تبث للجمهور من خلال مواقع الويب، وبرامج التطبيقات، والمنتديات، والمدونات، ومدونات الويب، والمدونات المصغرة، والحساب العام وأدوات المراسلة الفورية مثل واتساب والبث المباشرعبرالإنترنت والمجمعات والمنصات الأخرى ذات الصلة مثل يوتيوب”.

بموجب تصنيف القانون “للمعلومات العامة التي قد تسبب البلبلة أوالفوضى العامة”، لا يُسمح للمواطنين التنزانيين من الناحية الفنية بذكر وقوع زلزال قبل أن توافق الحكومة رسميًا على الرسائل المتعلقة به.

لكن هل يمكنك أن تتوقع من الناس التزام الصمت عند تعرضهم لزلزال؟

بعد حوالي ساعة من وقوع الزلزال الذي ضرب تنزانيا، غرد مستخدم الإنترنت جوران ميدي بتغريد ساخرة من القوانين، ولكن” تحذير” لأولئك الذين يعتزمون التغريد عن الزلزال:

تحذير لمن يذكر زلزال تنزانيا

الذي تبعه بسرعة بعض التغريدات المضحكة مثل هذه:

كل الأشخاص الذين يتحدثون “شعرت بالهزة الأرضية  أو الزلزال!”- يرجى التأكد من أن مسؤول حكومي قد تحقق من تغريدتك.

التكتم على الوباء

الزلازل ليست هي الأمور الوحيدة التي يتم تجاهلها.

تحظر قوانين المحتوى الجديدة على الإنترنت المواطنين من مشاركة أي “محتوى به معلومات حول تفشي مرض مميت أو معدي”، دون موافقة الحكومة، بما في ذلك الخطاب المتعلق بالأدوية والعلاجات.

تمت إضافة هذا التعديل بعد أن ضرب فيروس كورونا الجديد المعروف باسم كوفيد-19 تنزانيا في مارس/آذار 2020.

بحلول أبريل/ نيسان، قرر البرلمان التنزاني الترويج لاستراتيجية التبخير بالأعشاب لمحاربة الفيروس المعروف باسم كوبيجيا نينجو [14]، والذي يترجم  إلى اللغة الإنجليزية على نحوغير دقيق على أنها “اشرب الجرعة”، لتشجيع المواطنين على تبخير الوجه بالأعشاب وتناول جرعات مخلوطة من الليمون والفلفل الحار والزنجبيل.

كما حث الرئيس جون ماغوفولي المواطنين التنزانيين على التضرع إلى الله، وأصر على بقاء دور العبادة مفتوحة. [14] في أوائل مايو/ أيار، أوقف ماغوفولي المختبر الوطني في تنزانيا [15]، الذي أجرى اختبارات كوفيد-19، بعد التشكيك في دقة اختباراته.

منذ 29 أبريل/نيسان، لم تنشر تنزانيا بيانات كوفيد-19 الرسمية، وفي نهاية المطاف، أعلن الرئيس ماغوفولي في أوائل يونيو أن تنزانيا خالية من كوفيد -19 [16]. يصف صحفي بي بي سي، سامي أوامي، كيف عانى المواطنون من وضع فيروس كوفيد-19 في تنزانيا. [17]

في مساء يوم حدوث الزلزال، قال مستخدم الإنترنت جيمس رات ساخرًا:

هل وافق ماغوفولي على وقوع زلزال هائل في تنزانيا ؟ قد تكون خدعة من أعداء الدولة# الهزة [18] الأرضية.

كما سأل مستخدم الإنترنت ويفينيا كياجري في اليوم التالي:

هل تريدون منا التظاهر بأن ذلك لم يحدث، بذات الطريقة التي تتظاهرون بها جميعًا بعدم وجود كوفيد -19

مازح جاكوم مستخدم تويتر ساخرًا، مستخدمًا إشارة كيفية أعلان الرئيس في وقت سابق أن تنزانيا خالية من فيروس كورونا:

أعلن ماغوفولي أن تنزانيا خالية من الزلزال أغسطس/آب 2020

بغض النظرعن النكات، أشار بعض مستخدمي الإنترنت أن الحكومة فشلت في إصدار تحذير من تسونامي محتمل في أعقاب الزلزال، وجازفت بالإشارة إليه في تويتر:

وقع زلزال بقوة 5.9 درجة على عمق 12 كم في بلدة كيليندوني الواقعة في أقليم بواني وشعر به في جميع أنحاء شرق أفريقيا. هناك حاجة إلى التحذير من تسونامي ولكن ما يزال ميكو ماغفولي لا يهتم بالمواطنين.

الهزات الانتخابية

صدرت القوانين الجديدة قبيل الانتخابات الرئاسية في تنزانيا في أكتوبر/تشرين الأول. الحزب الحالي، تشاما تشا مابندوزي، أو الحزب الثوري، السلطة منذ عام 1961. لقد ضاعفت الانتخابات الأخيرة من التحديات التي تواجه منصبهم .

تحظر القوانين الجديدة دعوات الإحتجاج عبر الإنترنت [31]، بما في ذلك أي “محتويات تتعلق بالتخطيط والتنظيم والترويج والدعوة إلى المظاهرات أو المسيرات أو ما شابه ذلك والتي من شأنها أن تؤدي إلى الفوضى العامة.”

تتمتع سلطة الهيئات التنظيمية التنزانية، التي أصدرت قوانين المحتوى الجديدة عبر الإنترنت، بصلاحية التدخل في أي محتوى يُعتبر “تهديدا للأمن القومي”. يقول النقاد إن هذه القوانين تنتهك الدستوربما في ذلك المادة رقم 13والمادة رقم 18، اللتين تحميان حرية المعلومات، وفقًا لموقع ذا سيتيزن. [31]

يصف النقاد هذه القوانين الجديدة بأنها محاولة لزيادة خنق أصوات المعارضة في الفترة التي تسبق انتخابات 2020، مما يجعل من شبه المستحيل على المواطنين والمرشحين على حد سواء التحدث بصراحة عن القضايا أو المتنافسين. اختفى في السنوات الأخيرة، صحفيون [32] ومدافعون عن حقوق الإنسان [33] أو اعتقلوا أو سُجنوا بتهم مشكوك فيها.

بينما تسير الحملات الانتخابية على قدم وساق، كما يزعم أن الحكومة حظرت أيضًا تداول وسائل الإعلام الأجنبية [34] حول تنزانيا في البلاد دون موافقة الحكومة، مما ترك النقاد يتساءلون كيف يمكن للصحفيين تغطية انتخابات 2020 بشكل عادل وحر.

تلقى ماغوفولي كلا من الثناء والنقد [35] بسبب منهجه الصارم في القيادة بشعاره “hapa kazi tu”،”كل شيء يعمل هنا”. لكن عدد القوانين واللوائح الجديدة التي تقيد حرية التعبير وتكتم المعارضة في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا تتجاوز هذا الحد.

يقترح الكاتب ساباثو نيامسندا أن “Magu-phoria” تبعها “Magu-phobia”. [36]

يعد فيروس كوفيد-19، والزلزال والانتخابات القادمة ثلاث قضايا مختلفة تمامًا، لكن لكل منها القدرة على التأثير بشكل خطيرعلى حياة الناس. هل من الممكن بالفعل التحكم في المحادثات عبر الإنترنت بشأن القضايا الأكثر أهمية للناس؟ وإذا كان الأمر كذلك، بأي ثمن؟