- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

احتفال مستخدمو الإنترنت في يوغوسلافيا السابقة بمرور 75 عامًا على حق المرأة في التصويت

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, البوسنة والهرسك, الجبل الأسود, سلوفينيا, صربيا, كرواتيا, كوسوفو, مقدونيا الشمالية, النساء والنوع, تاريخ, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن
[1]

صورة زوجان من “جيش التحرير الوطني ومفرزة بارتيزان يوغوسلافيا”، مُلتقطة في “سلوفينيا” عام 1944. المصدر: znaci.net. Public Domain.

صادف يوم 11 من أغسطس/آب مرور 75 عامًا على منح يوغوسلافيا – التي تم حلّها الآن – حق التصويت للمرأة. تذكر نشطاء ونسويات حقوق الانسان من دول الخلف هذا التاريخ عن طريق مشاركة صور من هذه الفترة على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهزوا فرصة هذه المناسبة للدعوة للمساواة في الحقوق.

كان الحق العام في الانتخابات جزءًا من البرنامج السياسي الخاص بالمقاومة التي يقودها الشيوعيون بيوغوسلافيا ضد الاحتلال النازي الألماني وحلفاؤه. أصبح الانتخاب العام قانوناً في عام 1945 بعد هزيمة النازية، وأدلت النساء بأصواتها للمرة الأولى في انتخابات نوفمبر البرلمانية [2] مما عزز سلطة الحزب الشيوعي في يوغسلافيا.

مُقارنةً لدول أوروبا الشرقية والوسطى الأُخرى، كانت يوغوسلافيا متأخرةً قليلاً عنهم في تطبيق الانتخاب العام — فطبقت روسيا الانتخاب العام في عام 1917، وبولاندا في عام 1918، وتشيكوسلوفاكيا في عام 1920. كما منحت كلاً من بلغاريا الشيوعية وألبانيا النساء حقهم في التصويت بعد الحرب العالمية الثانية، أما يونان المُعادية للشيوعية قامت بذلك في عام 1952.

احتفل مستخدمو “تويتر” بهذه المناسبة هذا العام عن طريق مشاركة بعض الصور– بعضها يتعارض بشدة مع النزعة القومية للإبادة الجماعية التي ابتُليت بها المنطقة أثناء الحرب العالمية الثانية و الحروب اليوغوسلافية في التسعينيات.

شارك مستخدم “تويتر” @arthurgordonpy3 صورة لناشطة ألبانية العِرق تُلقي خطاباً عاماً في يوم المرأة العالمي [3] في عام 1945. كان التعليق بجاب الصورة باللغة المقدونية كالتالي:

حظيت المرأة في يوم 11 أغسطس/آب عام 1945 بحق التصويت في يوغوسلافيا. صورة: المتحف التاريخي بيوغوسلافيا، تُلقي “منسورا شاقيري” خطاباً في اجتماع الجبهة النسائية لمناهضة الفاشية [6] يوم 8 مارس/آذار عام 1945.

نشرت بعض الحسابات صورًا لنساء مُحاربات كانوا عضوات في جيش التحرير الوطني المناهض للفاشية والوحدات الحزبية اليوغوسلافية [7]. أبرزت التعليقات الاحتفالية كيف كان للمرأة أن تحصل على حقها في التصويت من خلال مشاركتها الفعالة في الكفاح المُسلح وإعادة الإعمار بعد الحرب — على عكس اللغة المُستخدمة مُشيرةً إلى أن المرأة “مُنحت” هذا الحق.

في هذا اليوم، 11أغسطس/آب عام 1945، حاربت المرأة و نجحت في اكتساب الحق في التصويت!

في هذا اليوم من عام 1945، فازت المرأة بحق التصويت في “كرواتيا” التي كانت جزءاً من يوغوسلافيا في هذا الوقت!

قام البعض الأخر بتذكير الناس بمعلومة أخرى تاريخية مُبهمة ألا وهي عندما حظيت المرأة بحق التصويت مؤقتاً في مناسبةٍ ما، حيث حدث ذلك قبل إعلان الحق العالمي للاقتراع بثمانية وعشرين عاماً في بعض في مقاطعة “فويفودينا” [13] في “صربيا” التي كانت جزءاً من الامبراطورية النمساوية المجرية [14] حتى عام 1918.

في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1918، أُقيمت انتخابات النواب لمنح الجمعية الشعبية القادمة في 200 مركز اقتراع في المقاطعات التالية: “باكا”،و”بانات”، و”بارانجا”، حيث أُعلِن انضمام هذه المقاطعات لمملكة “صربيا”، كما انضمت المرأة للانتخاب لأول مرة في تاريخ الأوروبي.

البطلات

احتفل الفنان التصويري المقدوني ” زوران كارديولا” بالسنوية عن طريق جذب انتباه العامة لعمله الفني “بطلات يوغوسلافيا” [17]. يُقدم هذا الفن سلسلة من لوحات البوب الفنية لوجوه واحدٍ وتسعين امرأة حصلن على اللقب التشريفي “البطل الشعبي” [18]، أعلى وسام عسكري في يوغوسلافيا السابقة. قدَّم “كارديولا” هذا العمل خصيصاً في يوم المرأة العالمي عام 2018.

أعرب الفنان في مقدمة المجموعة الفنية للوحاته عن هدفه لتقديم هذه السلسلة ألا وهو إعادة تنشيط الاهتمام بقصص هؤلاء السيدات المناضلات “اللاتي رفعن أصواتهن ضد المحتل وضد الفاشية، ودفعن العديد منهن حياتهن ثمناً مقابل الحرية، وبعد انفصال يوغوسلافيا لم يعُد يتذكرهن أحد، حتى وصل الأمر للتقليل كلياً لما مرّوا به من معاناة “.

تحتوي اللوحات على تعريف صغيرللسيدات المناضلات، بما في ذلك الاسم الحركي والسنة التي حصلن فيها على الميدالية.

[19]

“بطلات يوغوسلافيا” لزوران كاردولا. هذه مجموعة صور لمقاتلات محترمات مناهضات للفاشية من الحرب العالمية الثانية ، قُدمت الصور جنبًا إلى جنب مع الاسم الحركي. مُصرح استخدامها بإذن.

غرَّد “كاردولا” على تويترإحياءاً للذكري الخامسة السبعين للاقتراع العام قائلاً:

На денешен ден 11 август 1945 година жените во Југославија се изборија за право на глас. Во Втората светска војна загинаа 600.000 жени, се бореа 110.000 жени а загинаа 25.000, 40.000 ранети,3.000 неспособни за работа, 2.000 официри, Партизанска спом. 3.344, а Народни хрои 91.

في هذا اليوم 11 من أغسطس/آب في عام 1945، فازت المرأة بحقها في التصويت. إبان الحرب العالمية الثانية، قُتلت 600 ألف إمرأة، و حاربت 110 ألف مُقاومةً للفاشية، قُتلت منهم 25 ألف مُناضلة، وأُصيبت 40 ألف، وأصبحن 3000 غير قادرات على العمل (لديهن إعاقة دائمة). كان هناك 2000 ظابطة جيش، وحصلت 3.344 على وضع المحاربين القدامى في 1941، وأُعلن 91 بطلة قومية.

ردود أفعال اليمينيون

كان رد فعل مستخدمو التواصل الاجتماعي اليمينيون سلبياً، حيث أدانوا الافتقار للديموقراطية تحت الحكم الشيوعي. جادل الكثير بأن حق التصويت لا فائدة منه في ظل نظام الحزب الواحد السياسي. أثار هذا نقاشاً حول معنى الديموقراطية:

تغريدة 1: تذهب حماقة أي شيوعي إلى حد الادعاء أن المرأة كلن لها حق التصويت في عام 1945.أخبرني لو سمحت، ما نوع المناقشات التي يجب على المرء أن يناقشها مع مثل هؤلاء الأشخاص؟

تغريدة 2: يا أخي، أحاول التحدث معهم منذ الصباح، ولكن لا فائدة. أقول لهم بطريقةٍ لطيفة أنه في ظل نظام سياسي أحادي الحزب لا يوجد أهمية ولا تأثير للتصويت. فيرد البعض أن الديموقراطية كانت موجودة أكثر في ذلك الوقت.

ردّ أنصار المساواة في الحقوق بالدفاع عن أهمية التنمية في ضوء سياقها التاريخي:

في مثل هذا اليوم من عام 1945، نالت المرأة حق التصويت لأول مرة، و فيما يتعلق بهذه القضية، كالعادة، زحف العديد من ” مناهضي الشيوعية” من تحت صخورهم ليُعلنوا عن نظريتهم أنه لا أهمية لكل ذلك لأنه قد تم إنشاء نظام الحزب الواحد في هذه السنة، والذي بدوره لم يسمح بإجراء انتخابات حرة.

أنت شخصٌ جاهل. فازت المرأة بحق التصويت مساواةً بالرجل. هذه هي النقطة الرئيسية. لقد فازت بحق التصويت بغض النظر عن طبيعة الحزب السياسي. هذا هو جوهر الموضوع، أتفهم؟ وتمكنت المرأة من فوزها بهذا الحق — احرص على ألا يُغمى عليك — تحت ظل الحكم الشيوعي.

لا يشير حق المرأة في التصويت للانتخابات فحسب، بل لدورهم العام في المجتمع و مؤسسات الدولة والهياكل السياسية لهذه الدولة.

لا أفهم احتياج الناس لتفسير- بشكل رجولي – هذا الأمر. حتى مع الأخذ في الاعتبار لافتقار الدولة للديموقراطية، فإن حقيقة فوز المرأة بحق التصويت في يوغوسلافيا ( الذي حدث مبكراً بشكل نسبي، مقارنةً بالعديد من الدول الأخرى) لهو شئ مهم بطريقة رمزية. مع ذلك، لا يستطيع بعض الناس كبح عداوتهم تجاه جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية [25] حتى عند مناقشة قضايا من هذا النوع.

امتد الحديث أيضًا إلى مقارنات مع دول أوروبا الغربية:

معلومة طريفة: حازت المرأة في سويسرا بحق التصويت عام 1971. هذا من أجل [ريبلي] صدق أو لا تصدق [27].