- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

اقتراح فرض الضرائب على الكتب في البرازيل قد يضر القراء في الأحياء الفقيرة

التصنيفات: أمريكا اللاتينية, البرازيل, آداب, الاقتصاد والأعمال, صحافة المواطن, فنون وثقافة

تستعد حكومة “بولسنارو” لفرض ضرائب جديدة على الكتب في البرازيل. تصوير “رومولو كابريرا” /”وكالة  أجينسيا مورال”.

كتب هذا المقال “رينان كافالسناتي” و “لوكاس فيلوسو”. تم النشر بموجب اتفاقية شراكة المحتوى بين “جلوبال فويسز” ووكالة أجينسيا مورال [1]

افتتح الكاتب “أليساندرو بوزو” في عام 2007 مكتبة “سابربانو كونفيكتو”، ولم يكن يوجد في حي ” ايتايم بوليستا”، شرق “سان باولو”، أي مكتبات عامة في نفس الوقت — المدارس هي المنشآت الوحيدة المتاحة لوصول الناس إلى الكتب.

يقول “بوزو” بعد عدة سنوات من افتتاح المكتبة، أصبح من السهل وجود أماكن عامة للقراءة، ولكن ما زالت تُشكّل تكلفة الكتب عائقًا للعديد من الناس في الحي الذي يعيش فيه. أصبحت إمكانية حصول البرازيليين أصحاب الدخل المنخفض، على الكتب ذات الأسعارالمعقولة، عسيرًا إذا تم تمريراقتراح فرض ضريبة [2] 12% في الكونجرس البرازيلي على شراء الكتب.

الكتب في البرازيل وفي أغلب [3] دول أمريكا اللاتينية معفاة من الضريبة في الوقت الحاضر. تم تقديم الاقتراح في يوليو من قِبل وزير المالية البرازيلي “باولو جيدز”.

ردت شركات النشر مثل شركتي “تودافيا” و”كومبانيا داس ليتراس” على تلك الأخبار بالاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد فترة وجيزة، قدم السيناتور البرازيلي “راندولف رودريجز” مشروع قانون [4] يمنح الكتب والمنشورات حصانة كاملة من الضرائب، كما أن هذا القانون مفتوح للاستشارة العامة.

تجد الآن عبر الإنترنت الاستشارة العامة لمجلس الشيوخ حول ضمان الإعفاء الضريبي لكل ما هو مطبوع، مثل الكتب والجرائد والمجلات الدورية والصحف. إذا كنت ضد فرض ضريبة 12% على الكتب، فلتصوِّت بنعم #defendthebook

تم عرض PEC 31/2020 في مجلس الشيوخ الذي يهدف لضمان الاعفاء الضريبي للكتب والجرائد والمجلات الدورية والصحف المطبوعة. إذا كنت ضد فرض ضريبة 12% على الكتب، فقم بالتصويت بنعم وادعم العرض.

يخشى النقادُ الضريبةَ لأنها ستجعل فكرة الوصول إلى الكتب أكثر صعوبة لفئات الدخل المنخفض، كما أنها ستُعرقل المشاريع التي تُعزِّز القراءة لدى المجتمعات الفقيرة.

في عام 2019، كان متوسط سعر الكتاب الواحد 19 ريال برازيلي (3.54 دولار أمريكي) أي ما يُعادل 1.8% من الحد الأدنى للأجور [12] في البلاد. كما أوضح استطلاع قامت به وكالة (أجينسيا ميورال) بأن الكتب الأكثر مبيعًا في البرازيل ستكون تكلفتها أغلى بمعدل 5.48 ريال برازيلي (حوالي 1 دولار أمريكي). هذا أغلى من أجرة [13] الحافلة في مدينة “سان باولو”.

سوف تُصَعِّب الضرائب القراءة على القُرَّاء في المناطق الفقيرة. تصوير “رومولو كابريرا، Agência Mural.

أشعلت الضريبة المُقتَرَحة ردودَ أفعالٍ عنيفة من هيئات لها علاقة بسوق النشر. يقول البيان الرسمي [14] الذي وقعته بعض المنظمات مثل غرفة الكتاب البرازيلي والرابطة القومية للمكتبات: “تُدرك الوكالات تمامًا الاحتياج للإصلاح الضريبي وللتسهيلات في البرازيل، ولكن رفع أسعارالكتب ليس حلًا مناسبًا لهذه المشكلة”.

كما أن المنظمات والمشاريع التي تهدف إلى تشجيع القراءة والتعليم في الأحياء الفقيرة لا تأخذ الضريبة في عين الاعتبار.

يقول “بوزو”: إن [رفع أسعارالكتب] يجعل من افتتاح مكتبات في مراكز التسوق والأحياء ذات الدخل المرتفع أولويةً عن غيرها من الأماكن”.

إن مكتبات المدينة في الأحياء المركزية الموجودة في ” سان باولو” لديها أكبرعدد متاح من الكتب للبالغين، حسب للبيانات التي تقدمها Observatório Cidadão [15] (مرصد المواطن) [15]. نجد هنا مقارنةً صارخة بينها وبين إتاحة الكتب في الأحياء المتطرفة من المدينة التي أغلب سكانها من المجتمعات الفقيرة مثل “مارسيلاك” و”سان لوكاس” و”أناجيورا”.

ألا يقرأ الفقراء في البرازيل؟

ناقش وزير الاقتصاد “باولو جيدز” اقتراح فرض الضريبة على الكتب أثناء جلسة استماع [16] أقيمت في الكونجرس الوطني في بداية شهر سبتمبر/أيلول. فقد قام “باولو” بالدفاع عن البرامج التي يمكنها التبرع بالكتب للفقراء، ويرى أن ذلك أكثرفاعليةً من أن تتمتع دور النشر بمنحها مزايا ضريبية كما ذكرت وكالة Agência Brasil. كما ذكربرامج الدخل المُحوَّل، مثل مساعدات الطوارئ التي أُنشئت أثناء جائحة كوفيد-19، حتى يقول أن الناس مهتمة أكثر بشراء الطعام أكثر من الكتب. 

“سنقوم بالتبرع بالكتب للفقراء المحتاجين، فعندما أشتري كتابًا سأقوم بدفع الضريبة أيضًا، لهذا عليك أن تنتبه أكثر لفكرة المساعدة”. يقول “جودز”: “أما إعفاء الناس الذين لديهم القدرة على شراء الكتب من الضريبة تمامًا فهو شيء آخر”.

لم يتفق “بوزو” مع الوزير في وجهة نظره، فقال: “لا أعتقد أن الأغنياء يقرءون أكثر من الفقراء. اذهب إلى أي حدثٍ مُقام في ضواحي المدينة سترى العديد من الناس يقرءون هناك. نعم، يمكن للأغنياء الحصول على الكتب لقُرب المكتبات من منازلهم وبسبب وفرة المال لديهم للشراء، لكن القراءة أمرٌ آخر”.

وفقًا لنتائج [17] النظرة العامة على استطلاع القراءة المسؤول عنه جمعية “برو بوك” بالشراكة مع جمعية الاستطلاع “أيبوب”، أن السعر له تأثيرعلى 22 بالمئة من القراء البرازيليين عند شراء الكتب، وأنه العامل الرئيسي في انتقاءهم للكتب. مع هذا، تُشير الأبحاث أن 27 مليون برازيلي من الفئات [18] الاجتماعية ذات الربح الشهري الأقل من 8.640 ريال برازيلي (أو 1.611 دولار أمريكي) يشترون الكتب.

المُصححة اللغوية الحاصلة على شهادة الدراسات اللغوية “لاتيشيا سوزا”، والتي شجعتها والدتها وجدَّتها على القراءة منذ الطفولة، تقول مُعارضةً لرأي “جيدز”: “هذا النوع من التفكيرمُشوَّش تمامًا، كما أعتقد أن اعتبارأولئك الذين يشترون الكتب هم [فقط] من لديهم القدرة الشرائية الأكبر يساهمون في إبعاد الفقراء عن القراءة والثقافة بشكل عام”.

تخاف “سوزي سوارز” من فكرة تحكُّم الحكومة فيما يجب أن يقرأه الناس. تصوير “جوزيه” كلوديو دي سينا”/ مُصرح باستخدامها.

“سوزي سوارز” منظمة مناسبات [19] مثل “ساراو دو بينهو” و”فيليسز” (أسماء معارض أدبية للمنطقة الجنوبية)، ينتابها الشعوربالشك من فكرة الحكومة بخصوص التبرع بالكتب كوسيلة لتوفيرها في المناطق الفقيرة، فتقول: “يجب أن يقرأ الناس ما يريدونه، لا أن يُحدد الآخرون ما تقرأه”.

كانت الكتب التي تقرأها “سوارز” مُستعارة من صديق حتى حصلت على وظيفة، فتقول:” عندما توفرلدي بعض المال المتبقي شعرت بالفرح للذهاب إلى المكتبة وشراء الكتاب الذي أريد، كنت حقًا سعيدة حين أُتيحت لي الفرصة”.

على الرغم من كل شئ، تعتقد “سوارز” أن الناس في ضواحي المدينة سيستمرون في القراءة. تقول “سوارز”: سينتهي بنا الأمر في البحث عن بدائل مثل إعادة التدوير وتمريرالكتب لبعضنا البعض ونتبادل الكتب المتراصّة على الأرفف حتى نتمكن من القراءة”.