- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

المحكمة السعودية تخفف عقوبة طبيب بارز مسجون منذ العام 2017

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, السعودية, حجب, حرية التعبير, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن

صورة للطبيب والمقدم التلفزيوني البارز د. وليد فتيحي، من حسابه على فيسبوك

بعد ثلاث سنوات من السجن وحظر السفر والتعذيب، وصلت مؤخرًا قضية الطبيب والمقدم التلفزيوني السعودي الأمريكي إلى نهاية سعيدة، في ما اعتُبر حصيلة تغير الرياح في واشنطن وبالتالي خسارة الرياض حليف قوي لها داخل البيت الأبيض.

في شهر يناير/كانون الثاني، أصدرت محكمة استئناف سعودية حكمًا خفض إلى النصف تقريبًا [1] عقوبة السجن لست سنوات التي صدرت في ديسمبر/كانون الأول بحق الطبيب المتخرج من هارفرد بعدة تهم، من بينها [2] “التخلي عن الولاء للحاكم عبر التعاطف مع منظمة إرهابية” و”الإساءة إلى دول أخرى وقادتها” و”الحصول على جنسية أجنبية [أمريكية] بدون موافقة مسبقة من السلطات السعودية”.

أفادت وكالة رويترز أن المحكمة أوقفت أيضًا تنفيذ ما تبقّى من عقوبته، ما يعني أنه لن يمضي أي وقت إضافي في السجن. كما تم أيضًا تقصير مدة حظر السفر الذي فُرض عليه في ديسمبر/كانون الأول لست سنوات، لتصبح بذلك 38 شهرًا.

يُشار إلى أن هذا المتحدث التحفيزي الشهير اعتُقل بعد نشره تعليقات على تويتر مناهضة للدول العربية الأخرى وقادتها.

جاء اعتقال فتيحي خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في إطار حملة اعتقالات أمر بها الأمير السعودي محمد بن سلمان لمكافحة الفساد، وشملت أفرادًا من الأسرة الحاكمة ورجال أعمال وأثارت إدانة عالمية. احتُجز الطبيب من دون محاكمة أو توجيه تهم لمدة 21 شهرًا تعرّض خلالها للتعذيب. في الوقت نفسه، صدر قرار حظر سفر بحق سبعة من أفراد عائلته.

لكن التقدم الذي شهدته قضيته حدث بالتزامن مع قضية مواطنيَن أمريكيين آخرين آلت إلى حلول مفاجئة وسريعة.

صرّحت وزارة الخارجية يوم الخميس أن المملكة أفرجت بإطلاق سراح مشروط عن شخصين يحملان الجنسيتين السعودية والأمريكية كانا قد اعتُقلا في حملة قمع ضد المجتمع المدني في البلاد، وخففت حكمًا بالسجن كان قد صدر بتهمة “عصيان” الحكومة بحق مواطن ثالث هو الدكتور وليد فتيحي.

بعد صدور الحكم المخفف عن محكمة الاستئناف بأيام قليلة، نال مركز الدكتور وليد فتيحي الطبي في السعودية جائزة [4] مرموقة، ما أثار ردود فعل ساخرة وحائرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كتب المواطن السعودي معن الشريف مع أكثر من 6400 متابعًا على تويتر:

تفاعل مواطن سعودي آخر يدعى عمر بن عبد العزيز بطريقة ساخرة مع الخبر حيث قال:

الجدير بالذكر أنه في الأشهر الأخيرة، وتحديدًا في فترة ما قبل وما بعد انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، حدثت تطورات إيجابية في عدة قضايا لمعتقلين سعوديين اكتسبت تعاطفًا واسعًا من العالم إنما تغاضت عنها إدارة ترامب.

فمن المقرر إطلاق سراح الناشطة في حقوق المرأة لجين الهذلول [9] خلال شهر مارس/آذار بعد أن حكمت عليها المحكمة في ديسمبر/كانون الأول بالسجن قرابة الست سنوات، علمًا بأن النائب العام طالب بعقوبة السجن القصوى التي تصل إلى 20 سنة. قد سبق أن أمضت الهذلول غالبية عقوبتها في الحجز السابق للمحاكمة.

في الآونة الأخيرة، تم في 7 فبراير/شباط تخفيف [10] عقوبة ثلاثة مواطنين شيعة كانوا قد اعتقلوا كقاصرين وحُكم عليهم في البداية بالإعدام.

في الوقت نفسه، كثيرٌ من الذين احتُجزوا بسبب التعبير عن آراء متعارضة مع القيادة السعودية لا يزالون خلف القضبان، ومن ضمنهم رجل الدين البارز سلمان العودة [11] وعبد العزيز الطريفي [12] وعوض القرني وعمر المقبل [13] وغيرهم.

في الواقع أن سلسلة التطورات الإيجابية رُبطت بالإدارة الأمريكية الجديدة التي تعهدت بإعادة تقييم علاقاتها مع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، سيما وأنها أوقفت [14] الدعم ومبيعات الأسلحة للمملكة الغنية بالنفط بسبب حربها الدموية في اليمن التي أسفرت عن أزمة إنسانية.

قد ارتأى عدة مراقبين أن الغرض من الإنهاء القانوني السريع لتلك القضايا التي تهم واشنطن هو تجنب استخدامها “كأدوات مساومة [15]” مع بدء العلاقات بين الحليفين التاريخيين بالتراجع.