- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

تداعي صحة المعتقل الجزائري رشيد نكاز تزيد من المطالبات بالإفراج عنه

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, الجزائر, احتجاج, حرية التعبير, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن

صورة لرشيد نكاز في إحدى التظاهرات. سُمح بنشرها من قبل حركة الشباب والتغيير، والتي يرأسها نكاز.

تدهورت صحة الناشط السياسي الجزائري المعتقل رشيد نكاز، وبات الوضع خطيراً على حياته منذ نقله الشهر الماضي إلى سجن الأبيض سيدي الشيخ، البعيد عن العاصمة، مما زاد من الأصوات المطالبة بالإفراج عنه.

 يعتبر نكاز، رجل الأعمال البالغ من العمر49 سنة، أحد أبرز الشخصيات المعارضة للنظام السياسي الجزائري وكان أحد الفاعلين والناشطين في حراك فبراير 2019 الذي أطاح بحكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، والذي تشهد اقتراب ذكراه الثانية – يوم 22 فبراير- دعوات بتجديد [1] مطالبه والعودة للتظاهر الشعبي بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد في ظل الوتيرة البطيئة [2] نحو التغيير الفعلي الذي كان يطالب به الملايين من الجزائريين. 

فيقول المدون والصحفي عبد المنجي خلادي [3]  تعقيبا على ما يحدث لرشيد نكاز والكثير من معتقلي الرأي في الجزائر:

تم اعتقال [5] نكاز في 4 ديسمبر 2019 في مطار الجزائر الدولي هواري بومدين قادما من إسبانيا، وتم تقديمه أمام قاضي التحقيق لدى محكمة الدار البيضاء، الذي أمر بإيداعه الحبس المؤقت على خلفية تهم عدة منها تحريض السكان على حمل السلاح، والإضرار بنواب المجلس الوطني، والشروع في منع المواطنين من ممارسة حق الانتخاب، والتحريض على التجمهر.

وقد تأكد مرض الناشط السياسي بمعاناته من تضخم في البروستات، وتكيس كبدي كبير قد يتحول الى ورم.

فبحسب تصريح [6] نُشرللأستاذ خليفي ياسين، عضو هيئة دفاع المتهم، على الصفحة الرسمية للناشط السياسي في منصة الفيسبوك بتاريخ 28 يناير، فإن “رشيد نكاز مريض بالبروستات ومرض على مستوى الكبد وتحويله الى سجن أخر خرق واضح للقانون”. وقد أوضحت الصفحة نفسها أنه تم تحويل نكاز من المؤسسة العقابية بالقليعة إلى سجن سيدي الشيخ بولاية البيض في 26 يناير، وذلك بعد تأييد غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء العاصمة قرار أمر إيداع الناشط السياسي الحبس المؤقت مع رفض الإفراج عنه في 4 إبريل 2020. وتقدمت [7] هيئة دفاع نكاز بشكوى يوم 11 يناير 2021 إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان بشأن حبس موكلها تعسفيا، وأضافت الهيئة في رسالتها أن موكلها يقبع في السجن منذ ديسمبر 2019 دون محاكمة، وهوما يعتبر تعسفا في حق الناشط السياسي.

 وقال بيان صحفي [8] بتاريخ 29 يناير، لحركة الشباب والتغيير(MJC)، التي يرأسها نكاز:

شيء واحد مؤكد، رشيد نكاز لا يستفيد من الإشراف الطبي والعلاج لشفائه، والأكثر إثارة للدهشة أن أقرب مستشفى يبلغ 125 كيلومتر عن السجن.

كما أضاف نفس البيان: “يحق لنا أن نسأل إذا كان سجن الأبيض سيدي الشيخ هذا لن يتحول الى موت لرشيد نكاز”، مشيرا أن مرض رشيد نكاز تم تأكيده من طرف سبع أطباء على مستوى سجن القليعة بالجزائر وأن والده الحاج العربي نكاز توفي بنفس المرض سنة 2011.

وأضاف البيان الصحفي للحركة أن رشيد نكاز في حالة حرجة ورغم هذا تم نقله من سجن القليعة إلى سجن الأبيض سيدي الشيخ بولاية البيض، والتي تبلغ 756 كيلومترا جنوب غرب الجزائر العاصمة عند مدخل الصحراء الكبرى الجزائرية، بهدف تصعيب التواصل بين رشيد نكاز ومحاميه.

و قد أرسل رشيد نكاز رسالة من سجن سيدي الشيخ تم نشرها [9] على صفحته الرسمية في الفيسبوك في يوم 31 يناير، وصف فيها كيف كُبلت يداه طوال رحلة اقتياده إلى سجن سيدي الشيخ والتى استمرت تسعة ساعات في برد قارص بسبب غياب التدفئة، ثم وضعه في عزلة تامة في غرفة ضيقة وصفها بأنها شبيهة بسجن تزمامارت سيئ السمعة في المغرب. وقال في رسالته:

كان الرجل الذي يُدعى بلقاسم زغماتي قد سجن 8 من إرهابيي داعش في سجن قليعة مثل سجن غوانتانامو. في حين أنني لم أقتل أو أسرق أي شخص في حياتي وأنني قدت منذ عدة سنوات معركة من أجل التغيير السلمي في الجزائر وضد الفساد من أجل جزائر جديدة ، أجد نفسي في وضع أقل ملاءمة من هؤلاء الإرهابيين. 

وأضاف نكاز في رسالته:

على الرغم من حالتي الصحية السيئة للغاية والتي تتدهور يومًا بعد يوم لأنني أعاني من ظهور سرطان البروستاتا وكيس 19 ملم في الكبد مع احتمالية الإصابة بالسرطان. رغم كل شيء، أواصل الإضراب عن الطعام لمدة 29 يومًا لإنقاذ الجزائر وتغييرها والذي سيبدأ يوم الجمعة 19 فبراير 2021 ، ذكرى اندلاع الحراك في خنشلة. أنا لا أخاف من الموت لأن الأحرار الذين لديهم قناعات لا يخشون الموت لإنقاذ الجزائر وتغييرها. 

وفي حملة تضامنية مع السياسي المعتقل، أطلق بعض مُستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في أواخر يناير حملة #انقذوا_رشيد_نكاز أو #save_rachid_nekaz تنديدا بسجنه ومطالبين بالإفراج عنه، وغيره من المعتقلين الساسيين، كما كثرت الدعوات لتنظيم وقفات تضامنية معه.

كتبت هيام ميناجر، إحدى مدونين تويتر:

رشيد نكاز ترك الراحة التي كان يعيش فيها في فرنسا و ذهب للدفاع عن الجزائر ضد المافيا الاستعمارية التي تسارعت منذ مجيئ بوتفليقة. سجيناً لأنه ندد بالنظام، فإنه جداً مريض وصحته تتدهور يوما بعد يوم.

وفي مقطع مصور [16] نشرته سيسل رو، زوجة نكاز، بتاريخ فبراير 7، قالت فيه أنها قد خرجت عن صمتها الذي طال أعواماً وابتعادها عن المجال السياسي وذلك نزولاً على رغبة رشيد لأن صحته في خطر، مناشدة الحكومة الجزائرية تفعيل مواد من القانون تتيح الإفراج المؤقت عن سجين لدواع صحية.

ويعتبر نكاز من أكبر المعارضين [17] لمشروع الغاز الصخري في الصحراء الجزائرية، كما اتخذ من منصته على الفيسبوك منبرا لفضح المسؤولين [18] السابقين المتورطين في قضايا الفساد. وعلى الصعيد الدولي، فقد تضامن رشيد مع قضايا عدة، من بينها الأقلية المسلمة في ميانمار [19] وما تتعرض له من انتهاكات وعنف، كما أنه لقب “بنصير المنقبات [20]” في أوروبا عقب توليه تسديد غرامات طائلة عن المسلمات المنتقبات في القارة.  

وقد حاول رشيد، الذي كان يحمل الجنسية الفرنسية، خوض الانتخابات الرئاسية في فرنسا عام 2006، إلا أنه فشل في جمع الأصوات المطلوبة للترشح، كما خاض الانتخابات الرئاسية في الجزائر ضد بوتفليقة بعد التنازل عن الجنسية الفرنسية.