- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مدونون، صحفيون، وإبداعيون في مرمى نيران الحكومة البيلاروسية

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, روسيا البيضاء, أخبار عاجلة, احتجاج, الإعلام والصحافة, النشاط الرقمي, حجب, حرية التعبير, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن, أدفوكس, Belarus In Turmoil
[1]

صحفيات بيلاروسيات تحت وطأة الضغط (من اليسار إلى اليمين): إيكاترينا أندريفا، داريا تشولتسوفا وايكاترينا بوريسيفيتش. حقوق الصورة مركز حقوق الإنسان “فياسنا” [2].

قامت السطات البيلاروسية بوضع المدونين، الصحفيين ومحررو المحتوى نصب أعينها وسط أعمال القمع المستمرة على مظاهرات سنة 2020 المناهضة لأليكساندر لوكاشينكو، الذي ترأسَ الحكم لفترةٍ طويلة.

عملياتُ الإعتقالِ جاريةٌ بحق آلافِ المُتظاهرين [3] منذ أغسطس/آب الماضي، تلقى العديد منهم غراماتٍ وحتى أحكامًا جنائية [4] بتهمة “الإخلالِ بالنظامِ العام” ومن ضمن أولئلك من تلقى عقوباتٍ قاسيةٍ [5] بسبب التغطيةِ الإعلامية وما تم مشاركته على الإنترنت عن المسيراتِ الحاشدة.

لا تزالُ موجةُ السخطِ العام مندلعةً على درجاتٍ متباينةٍ من الحدة ضد حكومةِ (لوكاشينكو) منذ أغسطس/آب، بعد سعي الرئيس للترشح لدورةٍ رئاسيةٍ سادسة. على الرغم من استمرار زعيمة المعارضة المنفية (سفيتلانا تيخانوفسكايا) بمطالبته [6] بتقديم استقالته وإعادةِ إجراءِ الإنتخابات التي يُرجَح فوزها فيها، إلا أنه لم يتزحزح عن منصبهِ وعرض بدلاً عن هذا إصلاحاتٍ دستورية [7] وأنصافِ حلولٍ أخرى.

في هذه الأثناء، استمرت الحكومة بقمع المسيرات وتجريم مظاهر التعبير عن السخط الشعبي. في يوم الثامن عشر من شهر فبراير/شباط، سربت العديد من قنوات [8] التيلغرام [9] ما يُزعم أنها مشروع قانون يقترح توسيع التعريف القانوني لمفهوم “التطرف” كما نشرَ [10] موقع “راديو فري يوروب”.

بموجب التغييرات المقترحة، ستقوم أجهزة أمن الدولة بالإحتفاظ بقائمة بأسماء الأفراد والمنظمات التي تراها “متطرفة”. يمكن أن يُمنع كل من كان على القائمة السوداء من مزاولةِ عملهِ، أو اتمامِ معاملاتٍ ماليةٍ ضخمة بدونِ موافقةٍ حكومية، أو المشاركة بالنشاطاتِ الطبية، والتعليمية وأنشطةِ النشر.

أربعُ سنواتٍ ونصف بتهمة التدوينِ المرئي

في اليوم الخامس من شهر فبراير/شباط، حكمت محكمة في منسك على المدون المحلي بافل سبيرين بالسجن لأربع سنواتٍ ونصف بتهمة انتقاد نظام لوكاشينكو في مدونتين مرئيتين. ضَمَّنَ أحدُ هذين المقطعين معلوماتٍ عن الاتجار بالمخدرات في بيلاروسيا، بينما كان يتعلق المقطع الآخر بالمظاهراتِ التي اندلعت في الثامن من شهرِ أغسطس/آب 2020، والعنفِ الذي استخدمه رجال الشرطة ضد المتظاهرين.

ألقت هيئة الإدعاء على المدون البالغ من العمر ستة وثلاثون عامًا تهمة [11] “الأفعال المتعمدة التي تهدف إلى التحريض على الكراهية العنصرية والقومية وغيرها من الكراهية الاجتماعية” (في القسم الأول من المادة 130 من القانون الجنائي لجمهورية بيلاروسيا).

يقول المدون بأنه قد تعرض “لأقصى درجاتِ الإذلال” بعدما قضى أكثر من خمسةِ أشهر في الحبسِ الإحتياطي منذ شهرِ سبتمبر/أيلول 2020، ومنعه عن الزيارات العائلية. قال [11] سبيرين في المحكمة في اليومِ الخامس من شهر فبراير/شباط بأن تدوينه “مجرد نقد، وإن كان شديد اللهجة”.

Например, газета администрации Александра Лукашенко тиражом 300 тысяч экземпляров критикует гораздо более жестко, чем я, призывая отбирать детей у протестующих, сравнивая их с фашистами. И никто не обвиняет этих журналистов и редакторов в разжигании ненависти, это просто резкая критика.

على سبيل المثال، تنشر الجريدة التابعة لحكومة اليكساندر لوكاشينكو 300 ألف نسخة، وتنتقد بلهجة أكثر حدة من تلك التي استخدمها، من خلال الدعوة إلى سحب الأطفال من المتظاهرين ومقارنتهم بالفاشيين. لم أرَّ أحداً يتهم اولئك الصحفيين والمحررين بالتحريض على الكراهية، إنه مجرد نقد لاذع لا أكثر.

العقوبة بالسجن لتوثيق المظاهرات

حكمت [12] محكمة في منسك على الصحفيتن داريا تشولتسوفا وإيكاترينا أندريفا بالسجن في معسكر تأديبي يوم الثامن عشر من شهرِ فبراير/شباط. تم احتجاز الصحفيتين، التي يعملُ كُلاً منهما لصالح قناةِ بيلسات المستقلة، أثناءِ بثٍ مباشرٍ يوثق تفريق تجمع باستخدام العنف [13] في يوم الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وجهت لهما تهمة [5] “تنظيمِ أعمالٍ تنتهك النظام العام انتهاكًا صارخًا والمشاركة الفعالة فيها” وفقًا للجزء الأول من المادة 342 من القانون الجنائي لجمهورية بيلاروسيا.

غردت الزميلة الصحفية آنا ليوباكوفا على حسابها في تويتر [14] بأنها ترى أن أعمال القمع ستتصاعد ضد العاملين في مجالِ الإعلام مستقبلاً.

وصف [19] رئيس مكتب برلين لمنظمة مراسلون بلا حدود المعنية بحرية الصحافة، كريستيان ميهر، الحكم بكونه “وحشيًا” وأفاد لدوتشيه فيليه بأنها هذا يشير إلى “مرحلةً جديدة من تصعيد أعمال القمع”:

В прошедшие недели и месяцы с начала протестов после президентских выборов в августе мы наблюдали многочисленные аресты журналистов, однако во всех случаях речь шла о кратковременном заключении под стражу, например, на 14 дней. Сегодня же, впервые с момента августовских выборов, речь идет о приговоре, срок которого исчисляется годами.

 شهدنا اعتقال العديد من الصحفيين خلال الأسابيع والأشهر منذ اندلاع المظاهرات بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر أغسطس/آب، لكن في جيمع تلك الحالات كانت مدةُ الاحتجازِ قصيرةً لا تتجاوز الأربعة عشرَ يومًا، على سبيل المثال. لكننا اليوم نتكلم، وللمرة الأولى منذ شهر أغسطس/آب، عن عقوبةٍ تُقاس بالسنين.

أفادت [20] رابطة الصحفيين البيلاروسيين (BAJ)، وهي منظمةٌ محليةٌ تُتابع الإنتهكات لحرية الصحافة في بيلاروسيا، أن مجموع المحتجزين من العاملين في المجال الإعلامي قد بلغ عشرة أفراد وهم الآن بين من ينتظر محكامته ومن يقضي عقوبته لقيامه بعمله. من بين اولئك إيكاترينا بوريسيفيتش، صحفية تعمل في موقع Tut.by المستقل، والتي بدأت [21] محاكمتها في التاسع عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ولا تزالُ جاريةً. إلى جانب بوريسيفيتش، اتُهِمَ الطبيب ارتسيوم سوروكين “بإفشاء السر الطبي” (وفق الجزء الثالث من المادة 178 من القانون الجنائي لجمهورية بيلاروسيا)، وقد يُحكم عليه بالسجن لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات.

تبعاً لهيئة الإدعاء، فإن سوروكين قام بتقديم مساعدةٍ طبية  للمتظاهر رومان بوندارينكو، الذي مات أثناء احتجازه لدى الشرطة خلال المظاهرت. أشار موظفوا إنفاذ القانون في البدء بأن بوندارينكو كان ثملاً، لكن لم تُظِهر السجلات الطبية المرفقة مع التقرير الذي أعدته باريسسفيتش عن موته، والتي يُزعم بأن سوروكين زودها بها، وجود أي نسبة من الكحول في دم بوندارينكو وقت وفاته، يشتبه ناشطون في حقوق الإنسان بأن موته كان نتيجة للضرب المبرح الذي تعرض له من قبل قوات مكافحة الشغب.

تضييق الخناق على التعبير الإبداعي

بجانب الصحفيين والمؤثرين على الانترنت الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة من قبل السلطات، يواجه الفنانون وغيرهم من الإبداعيين الذين أعربوا عن دعمهم للمظاهرات وضعًا صعبًا، وفقًا للموجز [22] الذي نشرته منظمةُ العفو الدولية.

تم إنهاء عقود عمل بعضهم، مثل بافل لاتوشكو [23]، المخرج السابق لمسرح يانكا كوبالا الأكاديمي الوطني. كما واجه البعض لآخر ما هو أسوأ. فقد أدلت [24] المغنية والراقصة الشعبية فوليا سيمشينكو القادمة من موغيليوف لمنظمة العفو بأنها واجهت الكثيرمن الاعتقالات والغرامات منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020، لمشاركتها في اجتماعات “غيرُ مُرخصٍ بها”، وما تزال تعاني من المضايقات الحاصلة في مكان العمل. في المرة الأولى، اُعتُقِلَت سيمشينكو حين كانت تقود دراجتها وقضت سبعة أيام في الاحتجاز. في المرة الثانية، تم احتجازها لثلاثة أيام واتهامها “بالاحتجاج بأغنية” حين كانت واقفةً على قارعة الطريق تغني أغنية بيلاروسية شعبية غنائية خلال تظاهر سلمي.

قالت سيمشينكو لمنظمة العفو: “بعد المرة الأولى التي تم احتجازي فيها شعرت بالخوفِ من العودةِ إلى بيتي، فقمت بالمبيت عند أصدقائي أغلب الليالي. الآن أنا معتادة على الشعورِ الدائمِ بالخطر. جميعنا مستعدون لنصبح ضحايا للاضطهاد من قبل الحكومة في أيِّ لحظة”.

تبعًا لعائشة يونغ، إحدى كبار منظمي الحملات لدى منظمة العفو في بيلاروسيا، فإن السلطات تقوم “بتدمير روح الحياة الثقافية في بيلاروسيا وأكثر ساكنيها إبداعًا بطريقةٍ ممنهجة، بهدفِ القضاءِ على كل آثار حرية التعبير والمعارضة”.

بالرغمِ من الضغط المستمر من قبل الحكومة التي قامت بتغريم، إحتجاز ونفي العديد منهم، إلا أن الصحفيين، الفنانين، الموسيقيين، والمؤثرين على الإنترنت لا يزالون يعربون عن تأييدهم للاحتجاج ولحركةِ المعارضة مُتحدِّين حكومة لوكاشينكو.

اقرأ التغطية الخاصة للأصوات العالمية [25]عن مظاهرات بيلاروسيا.