- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

قضية اغتصاب نجمة سينمائية من قبل سياسي بارز تشعل حركة «أنا أيضًا» في صربيا

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, صربيا, النساء والنوع, حقوق الإنسان, صحافة المواطن, فنون وثقافة
[1]

الممثلة والمخرجة دانييلا أوتاجنفيلد في لقطة من فيلمها الوثائقي “Hold me right” حول الناجيات من الاغتصاب. الصورة نشرها أحد المعجبين [2] على تويتر.

تم نشر [3] هذه القصة في الأصل [4] في موقع Meta.mk. يتم هنا إعادة نشر نسخة معدّلة بموجب اتفاقية مشاركة المحتوى بين جلوبال فويسز وMetamorphosis Foundation.

أدلت الممثلة الصربية دانييلا أوتاغنفيلد [5]، 37 عامًا، بشهادتها أمام مكتب النائب العام الأعلى في بلغراد في 22 مارس/آذار، بأن الممثل والسياسي المعارض ووزير الثقافة السابق في الحكومة، برانيسلاف ليتشيتش [6]، 65 عامًا، اغتصبها منذ تسع سنوات.

تأتي الفضيحة في أعقاب تطور مماثل أطلق حركة #MeToo مجددًا في صربيا [7] في يناير/كانون الثاني، حيث اتهمت ممثلة أخرى المخرج ميكا أليكسيتش باغتصابها في سن المراهقة، بينما كانت طالبة في مدرسته الخاصة بالتمثيل.

من الجدير بالذكر انتشار حركة #MeToo [8] (أنا أيضًا) بصورة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمكافحة وإدانة مرتكبي جرائم الاغتصاب الجنسي واستنكار الاعتداء والتحرش الجنسي.

Branislav Lečić [9]

برانيسلاف ليتشيتش في تجمع “1 من 5 ملايين [10]” في بلغراد في عام 2019. الصورة من مستخدم ويكيبيديا Dzindzer. استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي.

وفقًا لشهادة أوتاغنفيلد، بعد 40 يومًا من الاعتداء الجنسي عليها من قبل ليتشيتش في عام 2012، غادرت صربيا وهاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية. خلال تلك الفترة، أدلَت أوتاغنفيلد أنها أصيبت بمشاكل عقلية وحملت أفكار انتحارية، وشخصها الأطباء في النهاية على أنها تعاني من متلازمة ما بعد الصدمة.

في عام 2016، أنتجت الممثلة فيلمًا وثائقيًا بعنوان “Hold me right” [11] كشفت فيه عن تعرضها للاغتصاب من قبل رجل بارز في مجال صناعة الأفلام، لكنها لم تكشف عن هوية الجاني المزعوم.

فيلم Hold Me Right هو فيلم وثائقي يناقش قضية كلًا من الناجين والجناة خلال الرحلة المروعة التي تتضمن الحديث والشفاء والمضي قدمًا للأمام. شاهد الإعلان الجديد للفيلم.

في نقاش مع مستخدم آخر على تويتر في يناير/كانون الثاني، صرحت أوتاغنفيلد أنها قدمت فيديو مسجّل إلى مكتب النائب العام، حيث يعترف فيه الرجل الذي اغتصبها بفعلته.

“سيكون من الجيد الآن أن تتخذ دانييلا أوتاغنفيلد الخطوة الشجاعة وتكشف عن اسم النذل الذي أساء إليها … ليس فقط لأجلها بل لجميع ضحايا ذلك الوحش …”

“هذا ما أقوله أنا أيضًا. قبل ثلاثة أشهر قدمت تسجيلًا صوتيًا للشرطة والنيابة العامة، يحتوي على اعتراف مغتصبي. قدمت إفادة ولم أسمع منهم منذ ذلك الحين. الأمر متروك للشرطة ومكتب النيابة العامة. أرجو أن توجهوا أسئلتكم إليهم، من أجل مصلحتي ومن أجل مصلحتنا جميعًا!”

في 23 مارس/آذار، نشرت المواقع الإخبارية الصربية مقتطفات من محادثة هاتفية بين أوتاغنفيلد وليتشيتش حول الاغتصاب. جرت المحادثة بعد عدة سنوات من الحادثة وسجلتها أوتاعنفيلد سرًا. تم نشر [18] التسجيل الصوتي [19] للمحادثة بواسطة البرنامج التلفزيوني الاستقصائي Insajder في 23 مارس/آذار.

في المقطع الصوتي [19] الذي نشرته وسائل الإعلام المختلفة، تسأل فيه الشابة الرجل الذي يُزعم أنه اغتصبها ما إذا كان يتذكر أنها بكت وأنها لم ترغب في أن تكون معه، وأنها شعرت بالتهديد وقولها “لا”:

I can understand, but that is a big mistake! The way I express gentleness is not an expression of disrespect, that is your achievement! That is meant to serve as honor and not to give a sense of threat. I say this sincerely. Why should I put my sexual organ into someone I don't respect? In order to humiliate this person, to underestimate it? On the contrary, I do it with a person that deserves my affection! Do you have any idea who am I?!!

أستطيع أن أتفهم ذلك، لكن هذا خطأ كبير! الطريقة التي أعبر بها عن اللطف ليست تعبيرًا عن عدم الاحترام، هذا هو إنجازك! من المفترض أن يكون ذلك بمثابة شرف وليس إعطاء إحساس بالتهديد. أنا أقول هذا بصدق. لماذا يجب أن أضع عضوي الجنسي في شخص لا أحترمه؟ من أجل إذلال هذا الشخص والاستخفاف به؟ على عكس ذلك، أفعل ذلك مع شخص يستحق عطفي! هل لديك فكرة من أكون ؟!!

في برنامج “Pressing” الذي يعرض على تلفزيون N1، قالت أوتاغنفيلد إنها لم تبلّغ عن الاغتصاب لأن بعض الأصدقاء المقربين الذين كشفت لهم عن سرها، أشاروا إلى أنها قد لا تكون طرفًا بريئًا في القضية. كما أوضحت [20] الممثلة -خلال المقابلة التلفزيونية- أنها تعمدت عدم الكشف عن اسم الشخص الذي اغتصبها في فيلمها الوثائقي لعام 2016 خشية أن ينقل تركيز الفيلم بالكامل إلى الجاني.

Razlog zbog kog nisam dala ime u filmu je taj što ako bih iznela ime ko mi je to učinio, ceo fokus filma bi se sveo na to. Ali priča filma ‘Hold me right’ ima misiju da skrene pažnju na iskustvo i poziciju žrtve.

سبب عدم تسمية [المغتصب] في الفيلم بسيط. إذا قلت اسم الشخص الذي فعل ذلك بي، فإن التركيز الكامل على الفيلم سينتقل إلى مغتصبي. كانت مهمة فيلم “Hold me right” هي لفت الانتباه نحو تجربة الضحية وموقفها.

شددت الممثلة على أن مرتكبي جرائم الاغتصاب هم في الغالب أشخاص من محيط الضحية وأن الضحية تعرفهم وتحترمهم وتثق بهم، وهي حقيقة لا تكاد تؤخذ في عين الاعتبار.

فيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إليه من قبل أوتاغنفيلد، قال ليتشيتش إنه على استعداد لتقديم تقرير إلى مكتب النائب العام للرد على التهم الموجهة إليه.

كما قال ليتشيتش في بيان صحفي “أحترم تمامًا القوانين والمؤسسات القانونية في هذا البلد وأنا مستعد للرد عليها في النيابة بشأن هذه الاتهامات. إنها كذبة شريرة تهدف إلى تشويه سمعتي”.

دعوى أخرى ضد ليتشيتش

بعد أن أصبح اتهام دانييلا أوتاغنفيلد ضد برانيسلاف ليتشيتش علنيًا، تقدمت الصحفية هريستينا ستويلجكوفي بادعاء مماثل.

تدعي ستويلجكوفي أنها قابلت ليتشيتش في عام 2019 أثناء تصوير البرنامج التلفزيوني “One minute until 12 o'clock” [21]، وبعد ذلك بدأ الممثل في مطاردتها.

على تويتر، شاركت ستويلجكوفي لقطات شاشة للرسائل التي تلقتها من ليتشيتش، موضحة:

أولًا، يعتبر ليتشيتش نفسه كما لو أنه يشرفك بإعجابه بك … “

“… ثم أرسل مجموعة من الرسائل تلتها مكالمات هاتفية شبه يومية. لم يكن مهتمًا على الإطلاق من حقيقة أن جميع مكالماته ورسائله ظلت عدة أسابيع دون ردود، ويستخدم جُملًا مخادعة بمستوى طلاب الابتدائية مثل “أحتاجك مهنيًا” أيتها الساقطة، من فضلك!

ممثل ذو إطلالة ساحرة، غالبًا ما لعب شخصيات تدعو للعدالة الاجتماعية ولعب دور البطولة في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الناجحة [26] وعلى المسرح، كان برانيسلاف ليتشيتش أحد أكثر الشخصيات العامة المحبوبة في العقد الأخير ليوغوسلافيا السابقة. كان رد الفعل الأولي للعديد من المشاهير على الفضيحة، بما في ذلك بعض الزميلات، هو الابتعاد. على سبيل المثال، أعربت [27] الممثلة إيفا راس [28]، 80 عامًا، عن استيائها واتهمت المتهم باللعب الفاسد، ووصفت الوضع برمته “الإعدام خارج نطاق القانون”. من ناحية أخرى، كتبت [29] الممثلة ميريانا كارانوفيتش [30]، 65 عامًا، رسالة إلى مسرحها تقرّ بعدم تمثيلها مرة أخرى في الإنتاج معه.

كما تقضي الصحف الشعبية الصربية الموالية للحكومة يومًا احتفاليًا يشمّت فيه المغتصب المزعوم وهو أيضًا سياسي معارض. ونشرت مجلة Hello! مقالًا تم الاستشهاد به كثيرًا [31]، يفيد بأنه في وقت قريب من الاغتصاب المزعوم، كان ليتشيتش يحتفل بالذكرى السنوية الثانية لزواجه الأشبه بـ “الخرافة” من مقدمة البرامج التلفزيونية نينا رادولوفيتش [32]، التي تصغره بـ 31 عامًا. انتهى الزواج، وهو الزواج الثاني لليتشيتش، بالطلاق في عام 2017.