- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

دعم مستخدمو الإنترنت الهنود بعضهم أثناء موجة كوفيد-19 من خلال شبكات التواصل الاجتماعي

التصنيفات: الهند, الدعم الإنساني, النشاط الرقمي, صحافة المواطن, كوفيد19
COVID-19 antigen testing centre Warora, Maharashtra, India. Image via Wikipedia by Ganesh Dhamodkar. CC BY-SA 4.0. [1]

مركز اختبار اللقاح المضاد لكوفيد-19 في وارورا، ماهاراشترا، الهند. الصورة عبر ويكيبيديا بواسطة غانيش دامودكار. [1] (CC BY-SA 4.0 [1])

نظرًا لأن كل ولاية في الهند تقريبًا تتعرض لموجة شرسة أخرى [2]من جائحة كوفيد 19، أصبح المواطنون مصدرًا لدعم بعضهم البعض. وصل عدد حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 في 23 من أبريل/نيسان إلى أكثر من 332 ألف حالة في غضون 24 ساعة فقط [3] وهو أعلى رقم يسجل في العالم في يوم واحد، وبلغ عدد وفيات ذلك اليوم 2263 وفاة.

تعد ولايات ماهاراشترا وكيرالا وكارناتاكا وتاميل نادو وأندرا براديش وأوتار براديش ودلهي والبنغال الغربية من أكثر الولايات تضررًا [4] ولكن نظرًا لعرقلة نظام الرعاية الصحية في ظل ارتفاع عدد الحالات يتقدم المواطنون للمساعدة في التخفيف من بعض المعاناة، وعلى الرغم من حجم المأساة، يقف الهنود متضامنين مع بعضهم البعض من خلال تعاملهم الإنساني.

عندما أُجبرت المستشفيات على إبقاء مرضى كوفيد-19 في قائمة الانتظار بسبب نقص الأسرة وأسطوانات الأكسجين الطبية [5]، فتح معبد قوردوارا [6] أبوابه وهو (مكان عبادة للسيخ) في غازي أباد بالقرب من دلهي، تعاون قوردوارا مع منظمة خاصة ونظّم “مقصف الأوكسجين” [7] (المقصف هو قسم الطعام لمعبد السيخ والذي يقدم وجبات مجانية)، لأي شخص يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي وتم إعطاء المرضى الذين يعانون من مشاكل في التنفس الأوكسجين إلى أن يتم إدخالهم إلى المستشفى.

في الوقت الذي تكون فيه البنية التحتية الصحية في البلاد مثقلة بالأعباء والأجواء مليئة بالخوف والقلق لعدم إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية، يقوم العديد من الناس بتوفير الخدمات الصحية المهمة للمجتمع. في خضم هذه الأزمة يقدم هذا النوع من الدعم بصيصًا من الأمل – وظهرت منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر [8] وفيسبوك وتطبيق واتساب باعتبارها بعض الوسائل التي يسعى الناس من خلالها للحصول على المساعدة وتقديمها.

تكلمت موباني سانغوبتا [9]، طالبة علم الأحياء الدقيقة من كولكاتا، عن كوفيد-19 في أغسطس/آب 2020 بعد أن شاهدت الفوضى التي أحدثتها الموجة الثانية وأخذت على عاتقها تسجيل ونشر مقطع فيديو على فيسبوك حيث حددت فيه الخطوات التي يمكن للناس اتخاذها لمنح أنفسهم أفضل فرصة للشفاء في حالة الإصابة.

موباني ليست وحدها من تدعم مصابي كوفيد-19، تعمل العديد من مجموعات فيسبوك، مثل مؤسسة الهند الخيرية للبلازما وكوفيد-19 [10]، حيث ينشر الأشخاص متطلباتهم من البلازما، كخطوط مساعدة ومراكز معلومات لكوفيد-19. يعد العلاج بالبلازما [11] إحدى الطرق المستخدمة حاليًا لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا وتقدم مجموعة أبطال كورونا المتعافين [12] خدمات مماثلة حيث توفر المعلومات وأنواع الدعم الأخرى التي يحتاجها مرضى كوفيد-19.

تحول تويتر أيضًا إلى خط مساعدة يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع [13] للوصول إلى الرعاية الطبية حيث يشارك مستخدمو الإنترنت من جميع أنحاء الهند المعلومات حول دور رعاية المسنين والأطباء والمستشفيات وتوافر الأدوية وأسطوانات الأكسجين.

قالت الصحفيّة المشهورة عالميا رنا أيوب:

يجب أن تأخذ الحكومة الهندية دروسًا في التعاطف من مستخدمي تويتر في الهند، تويتر هو خط مساعدة كوفيد الجديد في الهند، حيث يحصل المرضى على البلازما والأكسجين وأسرّة المستشفيات وأماكن الطعام المجاني، ويبذل الجميع قصارى جهدهم للتوسع وإنشاء جداول بالمعلومات. شكرًا للجميع

أعربت إحدى مستخدمات تويتر، والتي استفادت بدورها من المعلومات المنشورة، عن امتنانها:

احدثكم من على سرير عادي مزود بأكسجين في جامعة ستيفن، ساعدني العديد من الأشخاص الطيبين في العثور على سرير العناية المركزة، الأمور في تحسن، شكرا لكم جميعا لمساعدتنا

بصرف النظر عن المرضى الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى، هناك العديد ممن نصحوا بالعزل الذاتي في الحجر الصحي المنزلي [17]، وهناك حالات تصاب فيها عائلات بأكملها لكن مجتمعاتهم ساعدتهم [18] من خلال توصيل وجبات مطبوخة لمنزلهم وإحضار السلع الأساسية.

بحلول 23 من أبريل/نيسان طلبت [19] الحكومة الهندية – نقلاً عن قانون تقنية المعلومات لعام 2000 [20] – من تويتر حذف عشرات التغريدات التي بدا أنها تنتقد استجابتها لتفشي فيروس كورونا الحالي.

أفاد الصحفي والناشط الحقوقي الرقمي نيخيل باهوا أن تويتر قام بدوره وأن ما يصل إلى 52 تغريدة من هذا القبيل [21] لا يمكن لمستخدمي المدونات الهنود الوصول إليها بعد الآن:

امتثل تطبيق تويتر للطلبات الحكومية بفرض رقابة على 52 تغريدة تنتقد إلى حد كبير طريقة تعامل الهند مع جائحة كوفيد-19 وتشمل الحسابات المتأثرة النائب ريفانث ريدي ووزير البنك الدولي مولوي غاتاك والممثل فينيت كومار سينغ ومن بينهم آخرون.

كما علق كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان:

لقد تعلمت الهند الدرس الخطأ من الصين، تؤدي الرقابة على تهديدات الصحة العامة الى استجابة كارثية، ومع ذلك، تصر الحكومة الهندية الآن على أن يقوم تويتر بإلغاء بعض التغريدات التي تنتقد استجابتها لوباء كوفيد-19.

في الوقت نفسه، استمرت مجموعات واتساب [27] بمشاركة المعلومات حول علاج كوفيد-19 الأساسي وتقديم خدمات غذائية على مدار الساعة تعتمد على المتطوعين في مناطق مختلفة.

وسط فوضى صافرات سيارات الإسعاف وتضاؤل الأمل، تروي استجابة مستخدمي الإنترنت الهنود لهذه الموجة الأخيرة من أزمة كوفيد-19 المستمرة، قصة المرونة البشرية والرحمة مما يشير إلى أن كل هذا لم يذهب سدى.