- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

تأثير انهيار البنية التحتية ونقص الأوكسجين على تعامل الهند مع كوفيد-19

التصنيفات: جنوب آسيا, الهند, الإعلام والصحافة, تقنية, حقوق الإنسان, حكم, سياسة, صحافة المواطن, صحة, علاقات دولية, علم, كوارث, كوفيد19
Image by Raam Gottimukkala from Pixabay. Used under a Pixabay License. [1]

الصورة لرام جوتيموكالا [1] من بيكساباي. تستخدم بموجب ترخيص بيكساباي [2].

تسبب فيروس كورونا (كوفيد-19) [3] في الهند [4] بوفاة أكثر من ألفي شخص خلال يومٍ واحد. يوم الأربعاء، المصادف 21 أبريل/ نيسان، أدى توقف إمدادات الأوكسجين [5] إلى وفاة أربعةٍ وعشرين مريضًا آخرين، مما يعكس الأثر المدمر للجائحة على البنية التحتية لثالث أكبر اقتصاد في آسيا.

وسط حالة الطوارئ في مجال الصحة العامة في أعقاب الموجة الثانية لانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، انكبت الحكومة على زيادة حملات التطعيم وزيادة إجراءات الحجرالجزئي المنزلي، بدلاً من فرضِ حظرٍ شامل.

إذ سجلت وزارة الصحة في يوم 21 من شهر أبريل/ نيسان 2023 حالة وفاة [6]، وهو أعلى رقم مسجل منذ بداية انتشار الوباء قبل أكثرِ من عام. من شح الأدوية الهامة لإنقاذ حياة الناس مثل (ريميديسيفر [7])، إلى النقص بإمدادات الأوكسجين [8]، وحتى تدني عدد الأسرّة المتاحة في المستشفيات، تواجه المدن والبلدات والقُرى الهندية أزمةً يصعبُ تخطيها.

أبلغ [9] الخبراء عن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في المدن من الدرجة الثانية والثالثة [10] في أرجاء البلاد (يضم ذلك المدن الصغيرة والقُرى، بموجب التصنيف السكاني للبلاد، والتي تفتقر غالبًا إلى البنية التحتية الأساسية للرعاية الصحية)، وبالرغم من الإفتقار إلى البيانات الكافية، يفترض العلماء [11] الهنود أن الطفرة الحالية تسبب بها الفيروس المتحور في الهند الذي يُعرف (B.1.617) في الأوساط العلمية، والذي انتشر في خمس عشرةَ دولة أخرى.

كشفت صورعن مستشفيات تواجه تسربات اوكسجين [12]، ومحارق جماعية [13] وجثث ملقاة على الأرض بينما يحاول أفراد الأسرة إيجاد عربات لنقل الموتى [14]، في هذه الأثناء، وكما نقلت رويترز، وجد الهنود في منصة تويتر وسيلة بديلة لجمع أسرّة المستشفيات واسطوانات الأكسجين [15]، مما يكشف عن افتقار الحكومة الهندية للجهوزية.

غرد المصور الصحفي لرويترز دانيش صديقي مُرفِق مصور لمشاهد مؤلمة من مستشفيات نيودلهي :

مشاهد من داخل وخارج مستشفى الحجر، وسط انتشار المرض في نيودلهي في الهند في 15 أبريل/ نيسان 2021.
سجلت الهند اليوم أكثر من مئتي ألف حالة إيجابية وأكثر من ألفِ حالة وفاة.

في مجلة النيويورك تايمز شرح [19] عالم الأوبئة رامانان لاكسمينارايان كيف انتقلت الهند من وضعٍ قابل للسيطرة إلى وضعٍ مُزرٍ في غضون عدة أسابيع فقط مُبينًا أن هذا الوضع “هو نتيجة مباشرة للامبالاة الحكومة وعدم استعدادها”.

إذ استعجلت الحكومة الهندية بإعلان انتصارها على المرض، حتى أنها ترأست اجتماعًا للاحتفاء بنجاحها. فالرسالة التي أوصلتها الحكومة الهندية، من خلال التجماعات الانتخابية والاحتفال بالمهرجانات، كانت، أقل ما يمكن أن يُقال عنها، متضاربة، الأمر الذي أدى بالحكومة لتخفيف إجراءات الحظر من أجل إنعاش الاقتصاد.

وُجهت لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي انتقادات لاذعة [20] وذلك لسوء إدارته لوضع البلاد أثناء الوباء [20] وحضوره عدة تجماعات انتخابية [21] بمشاركة عشرات الآلاف في غرب ولاية البنغال. مع ارتفاع معدل الإصابات إثر الموجة الثانية [22] بشكل ملموس، صرح مودي أن الفيروس يأكل الهند [23] “كما تأكل النار الحطب” لكنه ترفع عن القيام بمؤتمر صحفي للتحدث عن الأزمة.

ارتفعت حصيلة الوفيات من 1700 حالة يوم الثلاثاء لتصل إلى 2023 حالة  صباح يوم الأربعاء، لو حصل هذا في أي دولةٍ ديمقراطية أخرى لقام رئيس وزراء تلك البلاد بعمل مؤتمرٍ صحفي، وتلقى اسئلة الصحفيين حول القضايا الملحة لتبديد المخاوف.

كما قال علماء الأوبئة بأن دوامة من العوامل المتمثلة بالمتغيرات الوبائية للفيروس، والتجمعات السياسية الحاشدة والاحتفالات الدينية لكومبه ميلا [25]- والتي استقطبت أكثر من عشرةِ ملايين شخص [26]- ساهمت في تفاقم انتشار عدوى فيروس كورونا (كوفيد-19). كما أثبتت تحاليل الفا فيتو بروتين [27] أن الموجة الثانية التي تمر بها البلد تشكل خطرًا أكبر على صغار السن ومن هم تحت سن الخامسة والأربعين بعد أن كان المرض يهدد حياة من هم أكبر سنًا.

توزيع اللقاح والصراعات السياسية

من أجل ضمان التطعيم الشامل، بعد أن أبلغت عدد من الولايات عن استنفاذ الجرعات، أعلنت الحكومة الهندية بأن تلقيح الأفراد الذين تجاوزوا [28]الثمانية عشر عامًا سيبدأ من مطلع شهر مايو/أيار. أعلن مركز مصل الهند [29] القائم في بيون أن السعر الثابت [30] للجرعة الواحدة من اللقاح هو أربعمائة روبية (ما يقابل خمسة دولارات وثلاثين سنتًا) للمستشفيات الحكومية- أي 2.7 ضعف السعر المتفق عليه مع الحكومة الهندية من قبل المركز.

I lost my beautiful friend today. She was the greatest, funniest, biggest hearted person who’d always stand you for a rum and Coke with a plate of kabobs. Shaoli was extremely high risk because of her underlying health conditions, and had been trying to get a vaccine 1/n https://t.co/q7nqT1eFa1 [31]

— Naheed Phiroze Patel is on hiatus (@bookwalee) April 22, 2021 [32]

فقدتُ صديقتي الجميلة اليوم. كانت الأروع، الأظرف، من أطيب الناس، كانت تلك التي تقف لك من أجل مشروب رم وكوكاكولا مع طبقٍ من الكباب. شولي كانت معرضةً للخطر بسبب حالتها الصحية المتدهورة، وقد كانت تحاول الحصول على لقاح.

نظرًا كون مسؤولية شراء اللقاح تقع على عاتق الحكومة الهندية، فإن خبر إعفاء حكومة مودي من المسؤوليات الرئيسية المتعلقة بالتطعيم أدى  [33]إلى استقطاب رداتِ فعلٍ عنيفة من قبل التشريعيين وحكومات الدول.

غرد رئيس وزراء ولاية كيرالا بينارآيي فيجين:

نطالب بالتلقيح على نطاقٍ واسع للتغلب على الموجة الثانية من فيروس كورونا (كوفيد-19). أطالب حكومة مودي أن تعيد النظر بسياستها الجديدة بخصوص توزيع اللقاح من أجل ضمان توفر اللقاح دون تحميل الناس أعباء مالية إضافية، وتمكين ولايات الهند من أداء الالتزامات الدستورية في قطاع الصحة.

كما كتب رئيس الوزراء السابق مانموهان سينغ [38] إلى مودي مقترحًا للرفع من جهود الهند بشأن التطعيم. إذ أسدى للحكومة نصيحة بأن تنظر إلى النسبة الإجمالية من الذين قاموا بأخذ اللقاح بدلاً من النظر إلى الأرقام المطلقة. صرح رئيس الوزراء السابق، سينغ البالغ من العمر ثمانية وثمانين عامًا والذي شُخِص بفيروس كورونا (كوفيد-19) فيما بعد، بأن الهند تستطيع تحسين طريقة استجابتها من خلال رسم سياسات أفضل. وقد قوبلت نصيحته بالرفض [39] من قبل وزير الصحة الهندي هارش فاردهان، والذي كتب مجيبًا بأن على سينغ توجيه النصيحة لحزبه، الكونغرس الوطني الهندي، والذي اتهمه بمحاولة عرقلة حملة التطعيم الشاملة. كما صرح فاردهان بأن الحكومة الهندية تشدد أيضًا على أهمية التلقيح وأشار إلى أن أعضاء حزب الكونغرس الهندي “لا يوافقون” سينغ الرأي إذ أنهم روجوا للتردد [40]في أخذ اللقاح ووتمنعوا عن “التفوه بكلمة شكرٍ واحدة لعلمائنا ومصنعي اللقاح لقاء عملهم في ظل ظروفٍ قاهرة”.

في الأسبوع الماضي، مات الصحفي فيناي سريفاستافا، من مدينة لكناو، جراء إصابته بفيروس كورونا (كوفيد-19) بينما كان يبث تفاصيل من خلال تغريدات [41] عن معدلات انخفاض مستويات الأوكسجين في جسمه راجيًا المساعدة من السلطات الحكومية. كما مات سريفاستافا، البالغ من العمر خمسة وستين عامًا، بدون تدخل طبي حين انخفضت مستويات الاوكسجين إلى 52 بالمئة – بينما مؤشرات الأوكسجين للشخص السليم هي 95 بالمئة أو أكثر. وقد زعم بأن المستشفيات والأطباء لم يستقبلوا اتصاله.

كما تخلو محارق وبيوت العزاء في الهند من أماكن لدفن الموتى، بالإضافة إلى افتقار العاملين لمستلزمات السلامة والقوى العاملة للقيام بطقوس الدفن [42]. أظهرت تقارير إخبارية أن عمل محارق الجثث على مدار الساعة [43] أدى إلى ذوبان الأجزاء المعدنية من الأفران [44] وانهيار المداخن نتيجةً للاستخدام المستمر لمدة أربعة عشر يومًا، مؤديًا بهذا لارتفاع حصيلة الوفيات.

في هذه الأثناء، هنالك أنباء عن أن بعض الولايات لا تقوم بالتبليغ عن الحصيلة النهائية للوفيات. فقد كتب [45] رائد الأعمال التكنولوجي بيري ماهيشوار على فيسبوك:

An analysis by Financial Times across seven districts in 4 states, 1,833 people died while only 228 have been officially reported.

في تحليل أجرته فاينانشال تايمز على سبع مقاطعات في 4 ولايات ، توفي فيها 1833 شخصًا بينما تم الإبلاغ رسميًا عن 228 فقط

في الوقت الذي يتجه فيه النظام الصحي في الهند نحو الانهيار، يلقى العديد من المرضى أجلهم  في بيوتهم أو على الطرقات جراء المرض، بدون الحصول على أي مساعدةٍ طبية. وفقاً لصحيفة فاينانشال  تايمز [46] لا يتم إحتساب هذه الوفيات على أنها متعلقة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، ولذلك تقوم الولايات بالإبلاغ عن أعداد أقل بكثير من الأرقام الفعلية.

لكن مع خروج الهند من معدلات النمو السكاني، الذي يجري كل ثلاثة أشهر [47]، جراء التراجع الهائل في عدد السكان، يأبى [48] السياسيون القيام بفرض حظرٍ شاملٍ على نطاقٍ واسع والذي يمكن أن يوقف الأعمال التجارية ويضطر بالمهاجرين إلى العودة لقراهم- طلب مودي من قادة الولايات [49] أن يقوموا بفرضِ حظرٍ على القُرى والجيوب الهندية بدلاً عن هذا.

ساهم أورفاشي كابور في كتابة هذا المقال