- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

في تركيا، تتنافس مقاطع الفيديو لرئيس المافيا مع نتفلكس على المشاهدات

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, تركيا, حكم, سياسة, صحافة المواطن

لقطة من فيديو [1] من قناة يوتيوب لزعيم الجريمة المنظمة التركية سِدات بيكر.

بقميصه الأبيض ومن وراء مكتبه، حيث يبدو كل شيء – بما في ذلك مسبحة وكتاب (مختلف في كل فيديو) – قد اختير ووضع بعناية فائقة، يبدأ رئيس المافيا في الكشف عن معلومات حول الروابط بين الحكومة التركية والجريمة المنظمة؛ لكن لا تخطئوا، هذه حقيقة وليست عرضًا جديدًا على نتفلكس Netflix – على الرغم من أن سلسلة مقاطع الفيديو التي بدأت بالظهور على يوتيوب في أوائل مايو/ايار، والتي حصدت ملايين المشاهدات، في تنافس شديد مع عروض نتفلكس، الأكثر شهرة في تركيا.

تم إعداد ملصق نتفلكس فكاهي لسِدات بيكر على وسائل التواصل الاجتماعي.

أقسم أن نتفلكس لم تبث حتى الآن مسلسلًا مثيرًا مثل هذا المسلسل. الحلقة الخامسة من سِدات بيكر تبث الآن على الإنترنت.

بدأ بطل الفيديو، سِدات بيكر، بنشر مقاطع فيديو على موقع يوتيوب في 2 مايو/أيار، ومنذ ذلك الحين، قام برمي “اتهامات بالاغتصاب، والاتجار بالمخدرات، ووفيات مشبوهة ضد مسؤولين مقربين من السيد أردوغان”. حتى الآن، استهدف وزير الداخلية الحالي، سليمان سويلو، والمدير السابق للأمن الذي أصبح سياسيا، محمد أغار، وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان السابق، بيرات البير. لكن السؤال الرئيسي الذي يطرحه بيكر هو: “لماذا تخلت [6] عنه الحكومة التركية وكبار ضباطها وقاموا بخيانته”.

أدين بيكر (49 عامًا) بنشاطٍ إجرامي منظم مرتين وهو موضوع اشعار احمر من الانتربول. في الفيديو الرابع، قال بيكر [7] أنه أمضى 16 عامًا ونصف العام خلف القضبان ككل.

حسب التقارير [6] يعيش بيكر الآن في دبي بعد أن غادر تركيا في عام 2020 وبعد فترة وجيزة قضاها في البلقان. ارتفعت شعبيته في عام 2016، عندما هدد [8] “بالاستحمام بدم” الأكاديميين الذين وقعوا عريضة تندد بالعمليات العسكرية ضد الأكراد في جنوب شرق تركيا. تمت تبرئة بيكر آنذاك، كما تمت تبرئته في مناسبتين أخريين [9] على الأقل؛ مرة في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة في عام 2016، عندما هدد بشنق الانقلابين في زنازينهم، ومرة أخرى عندما هدد الصحفي فاتح الطايلة.

مما يستدعي الذكر أن لا شيء مما قاله بيكر حتى الآن في مقاطع الفيديو الخاصة به يعتبر خبرًا جديدًا، ولكن لا شك بأن تكرار بيكر للروابط الغامضة بين كبار مسؤولي الحزب والعصابات يضر بحزب العدالة والتنمية الحاكم؛ والأهم من ذلك، أن قصص بيكر تستهدف رجالًا بارزين بدوا منيعين للتهديدات، كما كتبت الصحفية، بينار ترمبلي في مقالها الأخير في “مونيتور”، مضيفة أن “كلماته [بيكر]، بصفته أحد المطلعين من الداخل، تحمل قيمة عالية خاصة مع تضاؤل شفافية الأنشطة الحكومية إلى حد كبير”.

أضاف الفيديو الذي نشر في 20 مايو/أيار إلى خيبة الأمل المتزايدة من حكومة أردوغان، وخاصة مع مزاعمه [10] بأن الصحفيين الموالين للحكومة تصرفوا كوسطاء بين بيكر ووزير الداخلية، سليمان سويلو.

حتى الآن، لم يتم رفض ادعاءات بيكر إلا من قبل المسؤولين الذين تم استهدافهم، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية حتى تطرق بيكر لوزير الداخلية، سليمان سويلو الذي قام بدوره بتقديم شكوى جنائية ضد بيكر في 17 مايو/أيار بسبب سلسلة الاتهامات الأخيرة؛ في حلقة حول سويلو، قال [11] بيكر إن الوزير وافق على التفاصيل الأمنية التي تم تعيينها له منذ عام 2015، وأنه ساعده على تجنب الملاحقة القضائية بعد بدء التحقيق في أنشطته كرئيس للجريمة المنظمة في أوائل عام 2020.

من المثير للدهشة أن الرد العام من الحزب الحاكم على الادعاءات الجارية كان فاترًا ومراوغًا إلى حد ما، كما كتب [12] الصحفي زلفيكار دوغان، وهذا يتناقض مع الطريقة التي ردت [13] بها الحكومة على الانتقادات [14] في السابق. على العكس من ذلك، هذه المرة تم إلقاء اللوم على المعارضة، التي اتهمها المتحدث باسم الرئاسة، إبراهيم كالينفي 13 مايو/أيار بلعب ألعاب صغيرة بسبب ادعاءات زعيم عصابة المافيا.

من المؤسف أن تنخرط المعارضة بالافتراء والشتائم في أمل إجراء حسابات سياسية صغيرة بناء على أوهام شخص من المافيا، في حين أن وزير الداخلية قد طرح القضية بشكل علني. آمل أن يشعروا بالحرج من هذا.

بعد أسابيع من الصمت، تناول الرئيس أردوغان أخيرًا اتهامات بيكر في كلمة [18] ألقاها في اجتماع لمجلس الوزراء في 18 أيار/مايو، متعهدا “بإحباط هذا السيناريو القذر”. قد لا يرقى مثل هذا الوعد إلى قضية أكبر بكثير في وقت تلوح فيه أزمة اقتصادية [19] في الأفق وسط صراع [20] الحكومة مع معركة كوفيد-19 [21]، حيث يتعرض حزب العدالة والتنمية الحاكم لفضيحة أخرى قد لا يكون إحباطها [22] كافيًا.