نُشر هذا المقال في الأصل على موقع Dokuz8Haber. ويتم هنا إعادة نشره بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه بموجب اتفاقية مشاركة المحتوى.
منذ أوائل كانون الثاني/ يناير، كانت جامعة بوغازجي الشهيرة في اسطنبول مركزًا للاحتجاجات من قبل الطلاب ضد تعيين حزب العدالة والتنمية الحاكم (AK) للأمناء المرتبطين بالحكومة ليحلوا محل مسؤولي الجامعات المنتخبين، بما في ذلك عمداء الجامعات.
بعد ستة أشهر، لا يزال الطلاب والخريجين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة يحتجون على رئيس الجامعة المعين من قبل الحكومة مليح بولو وسياساته التي يزعمون أنها تقوض الثقافة الديمقراطية داخل الحرم الجامعي. كجزء من الاحتجاج، كان أعضاء هيئة التدريس يديرون ظهورهم لقاعة الجامعة كل يوم كتعبير جسدي.
على الرغم من أن الرئيس التركي عين بولو، إلا أنه لم يتم التصديق على القرار من قبل المجلس الأعلى للجامعة، لذا فإن قراراته تفتقر إلى الشرعية بموجب المبادئ التوجيهية للجامعة.
لتجاوز شرط موافقة أغلبية المجلس الأعلى للجامعة، عين بولو نفسه عميدًا لكلية الاتصالات بالجامعة، والتي تم إنشاؤها مؤخرًا بقرار رئاسي. بالإضافة إلى ذلك، تم تعيين ناسي إنسي، الذي يشغل أيضًا منصب مدير معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ومعهد الدراسات العليا في العلوم والهندسة، واحدًا من نواب بولو، وآخرون تم تعيينهم كنواب له يشغلون أيضًا مناصب مختلفة داخل الجامعة. في ظل الظروف العادية، تتطلب هذه الوظائف انتخابات داخل الحرم الجامعي والتشاور مع أقسام الجامعة.
ينظم الطلاب منذ كانون الثاني/ يناير محاضرات مفتوحة وورش عمل وعروض فنية وحفلات موسيقية وتجمعات في الحرم الجامعي، بينما تنظم منظمات خريجي بوغازجي في جميع أنحاء العالم احتجاجات تضامنية في مدن مختلفة. كثيرًا ما تم استهداف الأنشطة في حرم بوغازجي من قبل الأمن الجامعي وكذلك الشرطة السرية.
في الآونة الأخيرة، علق بولو الفصول التي يقدمها المحاضرون غير المتفرغين. وكان من بينهم فيزي إرتشين، المحاضر في قسم اللغات الغربية والأدب الذي درّس دروسًا في برنامج دراسات الأفلام. كما كان إرتشين يقدم خدمات المشورة القانونية للطلاب الذين تم اعتقالهم خلال مداهمات الشرطة.
بعد صدور أمر التعليق من بولو ضد إرتشين في 31 أيار/مايو، انضم الطلاب إلى أساتذتهم خارج قاعة الجامعة، معلنين: “لم تتخل عنا عندما كنا بحاجة إليك، والآن لن نتخلى عنك أيضًا”.
أقام الطلاب أيضًا خيامًا في المساحات الخضراء داخل الحرم الجامعي، ليتم إجبارهم على الخروج من المساحات الخضراء إلى الطريق بعد أن أمرت إدارة المديرية بتشغيل رشاشات المياه داخل الحرم الجامعي. وعندما انخرط الطلاب في اعتصام داخل الحرم الجامعي، تجمعت الشرطة خارج بوابة الحرم الجامعي. ثم، في الساعة الواحدة صباح 1 حزيران/ يونيو، اقتحم الأمن الجامعي والشرطة السرية وشرطة مكافحة الشغب الاعتصام.
Following #BoğaziçiUniversity students setting up tents in solidarity with the suspension of part time lecturers including @feyzi_ercin, riot police and detention vehicles are deployed at the campus gate.
Police is said to be preparing for intervention.https://t.co/Fuw5b3gzss pic.twitter.com/uEhz3LGDcq
— dokuz8NEWS (@dokuz8news) May 31, 2021
بعد أن نصب طلاب جامعة بوغازجي خيامًا تضامنًا مع تعليق المحاضرين بدوام جزئي بما في ذلك فيزي إرتشين، انتشرت شرطة مكافحة الشغب ومركبات الاحتجاز على بوابة الحرم الجامعي. وقيل للشرطة أن تستعد للتدخل.
Police continues rallying outside the #BoğaziçiUniversity South Campus gate as the students are still on campus ground with tents. pic.twitter.com/MY6eF4h4NJ
— dokuz8NEWS (@dokuz8news) May 31, 2021
تواصل الشرطة الاحتشاد خارج بوابة الحرم الجامعي الجنوبي لجامعة بوغازجي حيث لا يزال الطلاب في الحرم الجامعي داخل الخيام.
After #BoğaziçiResistance started Tent Resistance on #BoğaziçiUniversity‘s South Campus in protest of part time lecturers’ suspension, intervention began at 1 am.
Midnight raid on campus started with Private Security Guards’ intervention.https://t.co/NonPGAcsyv pic.twitter.com/NXSvjdah1O
— dokuz8NEWS (@dokuz8news) June 1, 2021
بعد أن بدأ الاعتصام داخل الخيام في الحرم الجنوبي لجامعة بوغازجي احتجاجًا على تعليق المحاضرين بدوام جزئي، بدأ التدخل في الساعة الواحدة صباحًا. بدأت مداهمة منتصف الليل على الحرم الجامعي بتدخل قوات الأمن الخاصة.
أرجعت “مداهمة منتصف الليل” لحرم بوغازجي أصداء اقتحام الشرطة لمنتزه غيزي في عام 2013، سواء من حيث التوقيت أو الإجراءات، بالإضافة إلى تزامنه مع الذكرى الثامنة لاحتجاجات غيزي. أثناء هذه المداهمة، أضرمت شرطة مكافحة الشغب النار في خيام المتظاهرين في الساعات الأولى من يوم 30 أيار/ مايو 2013. سارعت وسائل الإعلام الموالية للحكومة إلى إلقاء اللوم على المتظاهرين في الحريق، متهمة إياهم بتخريب الممتلكات العامة.
أفاد العديد من الطلاب بأنهم أصيبوا على يد الشرطة التي اقتحمت حرم بوغازجي في جنوح الليل، لكن لم يتم اعتقال أي طالب في المداهمة.
مع اقتراب تركيا من انتخابات عامة في غضون عامين، فإن الاحتجاجات المستمرة في جامعة بوغازجي هي أحدث وأبرز علامة على أن حزب العدالة والتنمية الحاكم قد يفقد شعبيته وسيطرته.