ٍانتهت حياة مدافعة إماراتية عن حقوق الإنسان بشكل مفاجئ، لكن إرثها باقٍ

المدافعة الإماراتية عن حقوق الإنسان آلاء عبدالرازق الصديق. مصرح باستخدام الصورة.

 كتب هذه المقالة خالد إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان، وهي منظمة مستقلة غير ربحية وغير حكومية تعمل على تقديم الدعم والحماية للمدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

توفت المدافعة الإماراتية عن حقوق الإنسان آلاء الصديق، 33 عاماً، المديرة التنفيذية لمنظمة القسط لحقوق الإنسان ومقرها لندن وباحث أول في مركز وجهة للدراسات، في حادث سيارة في 19 يونيو 2021، مما أثار حالة من الصدمة والحزن بين الكثيرين في جميع أنحاء العالم العربي، كما أثار مطالبات بأن تحقق المملكة المتحدة في وفاتها المفاجئ. إحياءاً لمساهماتها الهائلة، قمنا بإعادة النظر في فصولٍ من مذكراتها الافتراضية لتوضيح شجاعتها الملهمة وإيمانها الراسخ بأخلاق الإنسانية وقيم الحرية.

التدوينة الأولى

في 10 يونيو 2010، وعمرها 22 عاماً فقط ، دشنت آلاء هاشتاغ inaljnah#،أو “في الجنة”، للتعبيرعن اهتماماتها الرئيسية، موضحة في سلسلة من التغريدات المؤثرة كيف تخيلت الجنة، وهو المكان الذي لا تبكي فيه والدتها وتُحترم فيه الحقوق المدنية والإنسانية للبشر.

 

 

 

 

 

 

 

 

كما قامت بالتغريد باستخدام نفس الهاشتاج لتحديد الأسئلة الفلسفية والرغبات المستوحاة من احترامها العميق لحرية التعبير وحرية بلدها والازدهار والسلام لدول المنطقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

التدوينة الثانية

بتاريخ 10 ديسمبر 2012، كتبت مقالة بعنوان “ابدأ بما هو صحيح وليس بما هو مقبول” في مدونتها، نقلت فيه عن رواية “عزازيل” الذي صدرت للكاتب المصري يوسف زيدان سنة 2008 ما يلي:

لماذا أخاف الموت؟ خليق بي أن أخاف من الحياة أكثر، فهي الأكثر إيلاماً.

التدوينة الثالث

مع سجن والدها في الإمارات العربية المتحدة، واستقرار عائلتها في قطر بعد سحب جنسيتهم الإماراتية، وجدت آلاء نفسها في المنفى بلندن، منفصلة عن كل من أحبته لأكثر من تسع سنوات. زوج أختها أسماء، عمران علي الرضوان الحارثي، هو أيضًا من سجناء الرأي ولا يزال وراء القضبان على الرغم من استكماله منذ ما يقرب من عامين، في 16 يوليو 2019، عقوبة سجن مدتها سبع سنوات.

في مارس 2021 ، طُلب من فريق الأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي التدخل لدى السلطات الإماراتية للمطالبة بالإفراج الفوري عنه، ومثل معظم الاعتقالات التي تعرض لها سجناء الرأي في دولة الإمارات العربية المتحدة، فكانت تليها أحكام بالسجن صدرت في محاكم صورية بتهم ٍباطلة.

في مثل هذه الظروف القاسية، كتبت آلاء في 30 أبريل 2020 تغريدة تكشف حنينها البالغ لمرتع صباها، مدينة الشارقة الإماراتية:

التدوينة الرابعة

في 31 أغسطس 2020، كتبت التغريدة التالية عن والدها:

كما أعادت ذكر هذا في مقابلة مع بي بي سي في وقت سابق من هذا العام ، وقد غردت عن اللقاء في 14 فبراير 2021 لتجذب أكثر من 2200 رد فعل.

بوجه يملأه الألم وعينان مغرورقتان بالدموع، بدأت آلاء المقابلة قائلة:

“أنا والدي لم أسمع صوته منذ عام 2013.”

التدوينة الخامسة

سجين الرأي الشيخ محمد عبدالرزاق الصديق. مصرح باستخدام الصورة.

في 14 فبراير 2020، نشرت رسالة كتبتها لوالدها، مرفوقة بعبارة “رسائلي التي لن تصل -كعادتها- إلى ابي”.

اختتمت آلاء الرسالة بقولها: “خرج أبي من المنزل منذ 7 سنوات ولم يعد حتى الآن، سموه معتقلاً أسكنوه سجناً، وسميته صقراً واسكنته قلبي.”

قبل عدة أيام من رحيلها، كتبت تغريدة من كلمتين وصورة لأبيها:

محمد عبدالرزاق الصديق ، الذي اعتقل في عام 2012 إلى جانب من أصبحوا يعرفون بمجموعة السجناء “الإمارات 94“، حُكم عليه عام 2013 بالسجن 10 سنوات في محاكمة وُصفت بأنها صورية، حيث تعرض للتعذيب والتهديد بالقتل، ولكن فشلت المحكمة في اتخاذ إجراء بشأن تعذيبه.

وهكذا، بدأت آلاء بالدفاع عن والدها، وانتهى الأمر بها وهي تدافع عن حقوق الجميع.

التدوينة السادسة 

في يونيو 13، كانت آخر تغريدة لها باللغة العربية تتضمن آية من القرآن الكريم:

تعكس التغريدة إنسانيتها والتزامها بحقوق الإنسان ومن يعانون من الظلم، وكل ذلك نابع من تواضعها وشعورها القوي بالمسؤولية.

التدوينة السابعة

في 19 يونيو 2021، توفت آلاء في حادث سيرٍ مأساوي في أوكسفوردشاير، بالمملكة المتحدة.

يشعر من عرف آلاء بحزن عميق على فقدان إنسانة فريدة، ومدافعة شجاعة عن حقوق الإنسان، ومواطنة إماراتية متمتعة بدرجة عالية من المعرفة، سخرتها في قول الحق والتصدي للظلم الذي فرضته السطات في أبو ظبي على المواطنين الملتزمين بالقانون في بلدها والدول المجاورة.

بالنسبة للكثيرين ، قدمت آلاء صورة دقيقة عن الإسلام واحترامه البشر، وكانت قد أعلنت التزامها بالقضايا الحاسمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب استعدادها لمساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم.

في منطقة أصبحت فيها انتهاكات حقوق الإنسان أمراً عادياً محلياً ومتجاهلاً من دول العالم، كانت هناك حاجة ماسة إلى قلب وشجاعة ونبل آلاء، وخسرت برحيلها الكثير.

 

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.