- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

نزاع مسلح واجتماعي-بيئي أجنبي يهدد شعب آوا في كولومبيا

التصنيفات: كولومبيا, أصالة, بيئة, حقوق الإنسان, صحافة المواطن

حراس السكان الأصليين لشعب أوا. صورة سيلفيو فرنانديز مستخدمة بترخيص.

نُشر هذا التقرير في أولا على موقع سرفيندي [1]، وقامت جلوبال فويسز بتحريره.

يشهد شعب آوا في كولومبيا نزاعًا مسلحًا واجتماعيًا-بيئيًا تسبب فيه آخرون، ولكن ضحاياه من شعب آوا. في يوم الاثنين، 7 يونيو/ حزيران، قُتل ثلاثة أفراد من آوا على يد جماعة مسلحة غير مشروعة، وهي واحدة من العديد من الهجمات الأخيرة.

يستمر العنف على الرغم من توقيع اتفاق سلام في كولومبيا في عام 2016. اعترفت المحكمة الدستورية في كولومبيا [2] والكيان المسؤول عن إدارة العدالة في المرحلة الانتقالية للنزاع المسلح الكولومبي [3]، العدالة الخاصة لأجل السلام [4]، بأن شعب آوا وأرضهم – التي يسمونها كاتسا سو (الإقليم العظيم) – ضحية لذلك الصراع. لقد نزح شعب “آوا” بحثًا عن حلول لأجل لبقاء.

يوضح سيلفيو فرنانديز، أحد أعضاء مجتمع محمية ماجوي لشعب آوا في ريكورتي نارينيو:

Si bien es cierto que las instituciones y organismos de derechos humanos conocen la realidad de los actores armados en el territorio y cada uno de ellos cumplen su misión de vigilar la violencia, en este último año hemos tenido masacres.

رغم أن مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان على دراية بواقع الجهات المسلحة في الإقليم، وأنها تقوم بمهمتها في مراقبة العنف، إلا أننا شهدنا مجازرًا في العام الماضي.

يعيش شعب آوا، وهو واحد من حوالي 115 شعبًا من السكان الأصليين في كولومبيا، في الجنوب الغربي من مقاطعة نارينيو وفي شمال غرب الإكوادور، بمنطقة تبلغ مساحتها حوالي 610 آلاف هكتار. هناك أكثر من 29 ألف شخص [5] يعيش معظمهم في كولومبيا. قُتل 41 شخصًا من آوا خلال اشتباكات بين الجماعات المسلحة من يناير/ جانفي إلى أبريل / نيسان 2021. إن الأرقام الدقيقة للمجازر التي ارتكبت ضد شعب آوا في السنوات الأخيرة غير معروفة.

في عام 2019، تم الاعتراف [6] بالمجالس 32 التابعة لوحدة السكان الأصليين لشعب آوا وإقليمه كاتسا سو، كضحايا للنزاع المسلح بسبب أعمال العنف بين عامي 1990 و2016، والتي يُزعم أنها ارتكبت من قبل مقاتلي القوات المسلحة الثورية لكولومبيا والقوات العامة.

حاليا، لا يُعد شعب آوا ضحية التهجير القسري ونزع ملكية أراضيه فقط نتيجة وصول “المستوطنين” من مناطق أخرى من البلاد، وإنما أيضًا بسبب الجهات المسلحة التي تتنازع على السيطرة على الأراضي، لاستغلالها في زراعة الكوكا غير المشروعة، والتعدين، وقطع الأشجار، والمشاريع العملاقة، والوقود الأحفوري، والزراعة الأحادية مثل زيت النخيل. في الوقت الحالي، يواجه آوا أيضًا استئناف الحملات الجوية لرش الغليفوسات [7]، وهو مبيد أعشاب يستخدم في القضاء على نبات الكوكا، وقد يكون له تأثير سلبي على الصحة، بما في ذلك التسبب في الإصابة بالسرطان.

كشف [8] شعب آوا هذا العام، من خلال العديد من المنشورات، عن أعمال عنف ترتكبها الجماعات المسلحة القانونية وغير القانونية، والتي لا تزال تحدث مثل: عمليات التهجير القسري، والقتل، والاعتقالات التعسفية، والألغام المضادة للأفراد، والتجنيد الإجباري، والحبس، وانعدام حرية السفر، والمضايقات، والمجازر التي تمنعهم من التواصل مع أرضهم كاتسا سو كما تعلموا من أسلافهم.

صورة من تصوير كلوديا باي، مستخدمة بترخيص.

“كاتسا سو وشعب آوا واحد”

يعتبر شعب آوا أن أي عنف ضد أرضه، كاتسا سو، هو أيضًا عنف ضده. تشرح ليدي باي، وهي امرأة من آوا، ما يلي:

Como familias Awá, creo que cualquier situación que afecte al territorio, al tejido social, cultural y espiritual de nuestro pueblo y nuestras familias Awá implica ser víctima directa.

لكوني جزءًا من عائلات آوا، أعتقد أن أي وضع يؤثر على الإقليم، والنسيج الاجتماعي، والثقافي، والروحي لشعبنا وعائلاتنا يقتضي أننا ضحية مباشرة.

إن العنف ضد “الإقليم العظيم” يؤثر على الجميع، كما تقول ليدي:

En el territorio es un daño que no se puede entender ni explicar porque el hecho de que los pueblos indígenas creemos en espíritus que viven allí, que convivimos con ellos; al suceder esas masacres y derramamiento de sangre, que hayan torturado a familias enteras, que hayan sacado niños del vientre de dos mujeres, desarmoniza.

لقد تضررت المنطقة بطريقة لا يمكن فهمها أو تفسيرها، لأننا نحن الشعوب الأصلية نؤمن بالأرواح التي تعيش هناك، فنحن نتعايش معها. هذه المجازر، وسفك الدماء الذي عذب عائلات بأكملها، وأخذ أطفالًا من رحم امرأتين، يجلب الفتنة.

صورة من تصوير ليدي باي، مستخدمة بترخيص.

عواقب التهجير القسري

يعطل هذا العنف الأحلام ومشاريع الحياة. حينما يتم تهجير شعب “آوا” قسرًا، فإنهم يتركون وراءهم إقليمهم العظيم، وثقافتهم، والحقول التي يزرعونها. في باستو، عاصمة مقاطعة نارينيو، حيث يصل بعض النازحين الذين يفتقدون لرعاية حيواناتهم، وزراعة الأرض، والطهي على الموقد، وهي أنشطة لا يمكنهم القيام بها في المدينة.

 

 

تقول كلوديا باي، مستشارة شؤون المرأة والأسرة في وحدة السكان الأصليين لشعب آوا:

Es difícil para los niños en la ciudad y las mujeres son más vulnerables. El rol de transmitir el legado cultural a sus hijos y estar en familia se rompe porque deben trabajar afuera y se aprovechan de ellas, a veces, por su condición de víctimas y desplazadas. Falta que el gobierno ayude en la parte de reparación y ayudas humanitarias porque las que no saben leer y escribir lo pasan peor.

الحياة في المدينة صعبة على الأطفال، والنساء أكثر عرضة للخطر. لقد زال دورهن في نقل الإرث الثقافي لأبنائهن، والتواجد مع أسرهن لأنهن مضطرات للعمل في الخارج، وفي بعض الأحيان يتم استغلالهن بسبب وضعهن كضحايا ومهجرين. من الضروري أن تساعد الحكومة في التعويضات والمساعدات الإنسانية لأن أولئك الذين لا يجيدون القراءة والكتابة هم في وضع أسوأ.

السكان خائفون، وسفرهم داخل كاتسا سو مقيّد. إنهم يعيشون في ضائقة، ولا يمكنهم زراعة الحقول التي يستخدمها المسلحون. هناك حظر ببعض الأماكن على الطرق العامة، ويمكنهم السفر خلال ساعات محددة فقط بسبب الأخطار التي تشكلها الجهات المسلحة.

تُعدّ العسكرة تأثيرًا سلبيًا آخر، إذ تتذكر ليدي باي:

El ejército llega a unos sitios donde nosotros los Awá no habíamos caminado. Llegaron a unos sitios vírgenes, selvas vírgenes, ellos se ubicaron derribaron árboles para descender sus helicópteros.

وصل الجيش إلى أماكن لم نمش فيها نحن، شعب آوا. وصلوا إلى بعض الأماكن البكر، غابات عذراء. لقد أسقطوا الأشجار للهبوط بطائرات الهليكوبتر.

تعرضت أورا لوبيز، عضوة في مجتمع آوا تبلغ من العمر 35 عامًا، وتعيش في ريسغاردو نونالبي ألتو أولبي ببلدية باربكواس (نارينيو)، للتهديد الشفهي عدة مرات وأجبرت على النزوح إلى مدينة باستو. إنها تعارض التجنيد الإجباري للقصر من قبل الجماعات المسلحة وتشرح ذلك بهذه الطريقة:

Fernandaperiodista [9] · Aura López [10]

شعب آوا يقاوم ويبحث عن حلول

رغم ذلك، فإن شعب آوا يقاوم. كما هو موضح في خطة الضمانات العرقية لشعب آوا، أدت الإجراءات المستمرة ضدهم إلى تنظيم أنفسهم، من خلال إنشاء وحدة السكان الأصليين لشعب آوا، والمجلس الرئيسي لشعب آوا في ريكورتي (كامواري)، ورابطة مجالس السكان الأصليين لشعب آوا  في بوتومايو للقيام بأعمال مشتركة لدعم مجتمعهم.

يقول سيلفيو فرنانديز:

Una alternativa de resistencia es no cometer el error de desplazarnos de un lugar a otro, implementar la guardia indígena como control social y territorial y capacitarlos. En Ricaurte, tenemos sitios de concentración en planteles educativos, adecuados para el alojamiento, para que la gente pueda estar y fomentamos la alimentación propia para no depender tanto del pueblo porque en caso de bombardeos y combates, no se puede salir a comprar.

إن بديل المقاومة لا يكمن في ارتكاب خطأ الانتقال من مكان إلى آخر، وإنما بجعل حراس السكان الأصليين سلطة اجتماعية وإقليمية، وتدريبهم. في ريكورتي، لدينا مواقع تجمع في مؤسسات تعليمية مناسبة للإيواء. نشجعهم على إحضار طعامهم كي لا يعتمدوا كثيرًا على الآخرين، لأنه في حالة القصف والقتال، لا يمكنهم الخروج لشراء الإمدادات.

وتضيف كلوديا باي:

Además, cumplir con los acuerdos de paz, la Ley 1448/11 de víctimas y el Decreto 4633 de 2011 de plan de reparación con enfoque étnico y de género. El sistema judicial es lento en atender las necesidades de los pueblos originarios.

إضافة إلى ذلك، الامتثال لاتفاقيات السلام، والقانون 1448/11 بشأن الضحايا، والمرسوم 4633/2011 بشأن خطة إصلاح من منظور عرقي وجنساني. النظام القضائي بطيء في تلبية احتياجات الشعوب الأصلية.

كما يوافق المحامي بويتراغو من لجنة الحقوقيين الكولومبية على ما يلي:

Es indispensable la implementación del Acuerdo Final de Paz, principalmente la aplicación del apartado sobre sustitución de cultivos ilícitos, los cuales mantienen a estas comunidades en constantes enfrentas con los grupos armados en Nariño y Putumayo al negarse a las dinámicas del narcotráfico, desconfigurando a su vez el tejido social y la preservación cultural Awá.

إن تنفيذ اتفاقية السلام النهائية أمر ضروري، ولا سيما تطبيق القسم الخاص باستبدال المحاصيل غير المشروعة، مما يبقي هذه المجتمعات في مواجهة مستمرة مع الجماعات المسلحة في نارينيو وبوتومايو من خلال رفض الاتجار بالمخدرات، مما يؤدي بدوره إلى تفكيك النسيج الاجتماعي والحفاظ على ثقافة آوا.

يقاوم شعب آوا وسط صراع يؤثر على صحتهم الجسدية، وثقافتهم، وعاداتهم، وعلاقتهم الروحية الموروثة مع الكائنات الأخرى التي تعيش في كاتسا سو. في مواجهة هذا الدمار، لا يزال هذا الشعب يزرع، ويحاول الدفاع عن سيادته الغذائية، واستعادة الطب التقليدي حتى تتحقق العدالة ويضمن ألا يتكرر هذا أبدًا.