- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

الترجمة الأدبية من جنوب آسيا تتأخر في الأسواق العالمية

التصنيفات: جنوب آسيا, الهند, آداب, صحافة المواطن, علاقات دولية, فنون وثقافة
Covers of Books written/translated by Jenny Bhatt. Used with permission. [1]

أغلفة لكتب ألفتها جيني بهات وترجمتها. مستخدمة بتصريح.

نسبة قليلة فقط من الكتب المترجمة من لغات جنوب آسيا تجد طريقها إلى القراء من مختلف أنحاء العالم، خاصة في أسواق الولايات المتحدة، وفقًا لما صرحت به الكاتبة الهندية الأمريكية والمترجمة الأدبية والناقدة جيني بهات [2].

تدرّس بهات الكتابة الإبداعية في ورش عمل “دالاس” للكتابة، وتقود منتدى “ديسي بوكس”، وهو منتدى عالمي متعدد الوسائط يعرض الأدب الآسيوي الجنوبي ويربط القراء والمؤلفين بإجراء المحادثات وتكوين مجتمع صغير. فازت أول مجموعة قصص لها بعنوان “كلانا نحن القاتلان” -والتي نشرها دار “7,13 كتابًا” للنشر- بجائزة مقدمة جزر الهند لعام 2020 لفئة القصص القصيرة، وكانت أيضا مؤهلة للنهائي في فئة الخيال المتعدد الثقافات للكبار.

جدير بالذكر أن ترجمتها الأدبية الأخيرة لكتاب “راتنو دولي: أفضل قصص قصيرة للكاتب دومكيتو” – الذي نشرته دار “هاربر كولينز إينديا” للنشر- رُشحت لجائزة PFC-VoW Book Awards [3] للكتب المترجمة من اللغات الإقليمية إلى الإنجليزية.

أدارت جلوبال فويسز مقابلة مع بهات عبر الإيميل عن أحدث ترجماتها الأدبية، وناقشت فرص الأدب الجنوبي الآسيوي في السوق العالمية.

جلوبال فويسز: أخبرينا عن تجربة ترجمة قصص دومكيتو

Jenny Bhatt. Image via author. Used with permission. [4]

جيني بهات. الصورة عن طريق المؤلف. مُستخدمة بتصريح.

جيني بهات: هذه أول ترجمة لي بحجم كتاب لأعمال مؤلف. كنت قبل ذلك أترجم قصص قصيرة مُختلفة لأفراد العائلة ولا شيء أكثر. من أجل هذا المشروع، قرأت نحو 600 قصة قصيرة للكاتب دومكيتو [الاسم المستعار للكاتب الغوجاراتي غوريشانكار غوفاردهانرام جوشي (1892-1964)] لأختار من بينها قرابة 26 قصة قصيرة للمجموعة. كانت هذه عملية طويلة.

تعلمت أيضًا الكثير من الأشياء عبر الطريق عن حرفة الترجمة الأدبية. وأؤمن أنني لا أزال أتعلم. كان الجانب التجاري طريقًا شديد الوعورة من ناحية الحصول على حقوق الطبع والنشر وما إلى ذلك. بدأت مشروع الكتاب عام 2017 ونُشر الكتاب أخيرًا عام 2020. لذا، علاوة على الجوانب الحرفية والتجارية، تعلمتُ فن الصبر والانضباط الذاتي للاستمرار برغم العوائق.

جلوبال فويسز: كيف كانت رحلة النشر؟

كانت رحلة نشر الكتاب تعليمية بالطبع. لم أبتدع فكرة ترجمة مؤلفات بحجم كتاب، بل كنت في الواقع أستفسر وحسب لدى وكيل في الهند بشأن مجموعة القصص القصيرة خاصتي [“كلانا نحن القاتلان” التي صدرت في الولايات المتحدة عام 2020]، وكنتُ قد ذكرت في البريد الإلكتروني أنني أقوم ببعض أعمال الترجمة، فاتصل بي الوكيل في ذات الساعة مهتمًا بأمر الترجمة.

بعد ذاك بدأت عملية طويلة للحصول على حقوق النشر والطبع، وإيجاد ناشر، وإتمام الترجمة ذاتها، وتدقيقها، إلخ. ما لم يتوقعه أو يتنبأ به أحد -بالطبع- هو أن الكتاب سيصدر في أثناء انتشار وباء عالمي، لذا فقد أضاف ذلك بعض التحديات، إذ كنتُ في الولايات المتحدة أثناء إصدار الكتاب في الهند، وكان العالم قد بدأ يعتاد على إقامة ندوات الكتب كلها عبر الإنترنت. لذلك -على أية حال- كما أقول للناس- جميعنا ممن جاء ظهورهم الأول أثناء فترة الوباء مستعدون لأي شيء تقريبًا طالما تستمر الكتب في الصدور.

جلوبال فويسز: أخبرينا عن التدوين الصوتي الذي تديرينه!

يصب منتدى “ديسي بوكس” تركيزه على الكتب من جنوب آسيا أو عنها. أرى أن كتبنا لا تحظى بالاهتمام اللازم تحديدًا في الغرب. كتب “ديسي” [وهي كلمة تصف شعب شبه الجزيرة الهندية وثقافاتها ومنتجاتها وجالياتها] التي تحظى بشهرة هي غالبًا تلك التي تتوافق مع متطلبات محددة يفرضها النقاد وحارسو بوابة الغرب، التي تؤكد القوالب النمطية والتحيزات لدى الأشخاص حول جنوب آسيا. لذلك، فإن هدفي هو تسليط الضوء على التنوع المذهل لتقاليدنا الأدبية. وكما أقول دومًا: المد الصاعد يرفع جميع القوارب. في النهاية، سيتجلى مدى قوة وغنى ثقافتنا الأدبية إذا ما دعمنا ورفعنا بعضنا البعض.

وأخيرًا، أريد أن أكون وأفعل ما أود رؤيته في العالم. فإذا كنتُ أريد مزيدًا من الكتب المتنوعة من جنوب آسيا تُقبَل وتُقرأ، فعليّ أن أقوم بواجبي من المواطنة الأدبية نحو الأمر. أرى أن بذل الطاقة الإيجابية في هذا العمل أكثر إنتاجيةً من مجرد الشكوى من تلك المشكلات التي أجدها عبر الساحة الأدبية. حاليًا، يُعد الأمر مجازفة فردية لأنني لا أقدر على الدفع لأحدهم، ولكنني أأمل العثور على بعض خيارات التمويل حتى أستطيع الدفع لبعض الشخصيات للقيام بمراجعات ومقابلات. لنرى.

جلوبال فويسز: هل سيصدر لكِ أية مطبوعات جديدة قريبًا؟ ما الذي تعملين عليه حاليًا؟

جيني بهات: أعمل حاليًا على رواية كمشروع طويل المدى، ولكن هناك أيضًا مراجعات كتب وترجمات جارية لقصص قصيرة تُصدر على نحو منتظم. تشكِّل ورشة الكتابة الإبداعية خاصتي كذلك جزءًا كبيرًا من عملي. ويوجد أيضًا -بالطبع- التدوين صوتي الذي يشغل قدرًا محددًا من الوقت اسبوعيًا. ولكن كل هذا بالنسبة لي هو جزء من انضباطي في الكتابة. أراهم جميعًا أجزاءً مختلفة وضرورية في حياتي الكتابية، وأنا ممتنة لكوني أستطيع القيام بكل هذه الأشياء”.

جلوبال فويسز: كيف ترين حاضر الأدب الآسيوي الجنوبي في السوق العالمية بصفتك ناشط فيه؟

جيني بهات: إنه يتحسن بمرور الوقت. ولكن عمومًا، لا تزال تلك الرمزية تتواجد في أغلب الأحيان؛ يُتوَّج أحد المؤلفين بوصفه “مؤلف العصر” من جنوب آسيا، فيطلب جميع حارسي البوابة الأدبية في الغرب المزيد من ذات مؤلفاته. لمدة طويلة كانت “جومبا لاهيري” هي هذا المؤلف، وهي كاتبة رائعة، ولكنها لا يجب أن تكون ممثلةً عن “كل” الأدب الآسيوي الجنوبي، أو أن تكون الكتب التي تحصل على تقييم ممتاز هي الكتب التي تمحو جوانب من ثقافاتنا -التي بشكلٍ ما لا تتماشى مع التحيزات المقبولة عمومًا هناك- أو تجعل منها شيئًا غريبًا. مرة أخرى: أؤمن أن الأمور في تحسن، إلا أن هناك المزيد للقيام به بالتأكيد.

ما الاقتراحات التي تقدمينها للمؤلفين والمترجمين الذين يبتغون إيجاد ناشرين دوليين؟

سأكون صريحة وأقول إن التراجم الأدبية عمومًا -وتلك من جنوب آسيا خصوصًا- ليست مشهورة كفاية في الأسواق العالمية. أعتقد أن الأفضل هو البدء مع ناشر من جنوب آسيا، ثم، إذا ما لقي الكتاب نجاحًا لا بأس به في المنطقة، تبدأ في البحث عن ناشرين دوليين. ستحتاج غالبًا إلى البحث والاستفسار لدى الناشرين الذين يريدون تحديدًا نشر تراجم وتحقيق سجل حافل بنشر ترجمات جنوب آسيا.

في حالتي، كان للناشر خاصتي في الهند “هاربر كولينز إينديا” حقوق عالمية لترجمتي، لذا فقد روّج لكتابي -مع بعض الكتب الأخرى- لدى ناشر في الولايات المتحدة. لم أضطر إلى الدخول في مفاوضات وكذا. وللأمانة، كل هذا جيد لي. يتطلب الأمر كثيرًا من الوقت والجهد لتقوم بذلك وحدك. ثمة خيار آخر وهو أن تترجم أعمالًا قصيرة وتسلمها إلى مجلات أدبية. من شأن هذا مساعدتك على بناء تاريخ نشر يمهد الطريق بعض الشيء وخصوصًا في السوق العالمية.

ظهرت كتابات بهات في العديد من الصحف والإصدارات العالمية. بعد أن عاشت وشقت طريقها في الهند، وانجلترا، وألمانيا، وسكوتلاند، وأجزاء عدة من الولايات المتحدة، استقرت في إحدى ضواحي دالاس، في تكساس.