- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مسؤول من كازاخستان يقرّ بأن “لعبة الحبّار” مرآة تعكس واقع الحياة اليومية في بلاده

التصنيفات: آسيا الوسطى والقوقاز, أوزبكستان, كازاخستان, أفلام, الاقتصاد والأعمال, صحافة المواطن, فنون وثقافة
The ominous card given to the participants in the Squid Game. A screenshot from Netflix's YouTube promotional <a href="https://www.youtube.com/watch?v=oqxAJKy0ii4&amp;ab_channel=Netflix">video</a>.

البطاقة المشؤومة المقدمة إلى المشاركين في “لعبة الحبّار”. لقطة شاشة من الفيديو الترويجي [1] الذي نشرته نتفليكس على يوتيوب

صرّحت شبكة البث الشهيرة نتفليكس بأن المسلسل الذي أصدرته حديثًا، “لعبة الحبّار”، من إنتاج المخرج الكوري هوانغ دونغ هيوك، حطّم الأرقام القياسية للمشاهدة على المنصة، وأصبح المسلسل الأكثر مشاهدة. أثار المسلسل، الذي يصوّر لعبة بقاء بين مجموعة من المقيمين الفقراء والمكبلين بالديون في كوريا الجنوبية، ضجة حوارية حيال الأنظمة الاقتصادية المجحفة التي تنفخ في نار معركة فتاكة من أجل البقاء.

وذكر أيكين كونروف، أمين حزب الشعب في كازاخستان وعضو مجلس الشعب، إن المنافسة الدامية المصوّرة في “لعبة الحبّار” تحاكي منافسة نراها في الواقع؛ حيث إن الشعب في كازاخستان يكابد من أجل التصدّي لمعدلات الفقر والديون المتزايدة.

وصرّح كونوروف في مؤتمر صحفي بأنه على الرغم من وجود هذه المشكلات في العالم أجمع، إلّا أن شعب كازاخستان غامر في هذه اللعبة منذ “زمن بعيد”.

نشأ حزب الشعب الكازاخستاني في 2004 بعد اتحاد فلول من الحزب الشيوعي وحزب الشعب. كان معروفًا في السابق بحزب الشعب الشيوعي حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما قرر الأعضاء التخلّي عن لقب “الشيوعي”.

إبان انتخابات يناير/كانون الثاني، حصد حزب الشعب 10 مقاعد في مجلس الشعب المكوّن من 107 أعضاء، بينما استأثر حزب نور أتان، الحزب الحاكم لفترة طويلة، بنصيب الأسد [2] من الأصوات على نحو غير مفاجئ.

استطرد حديثه واضعًا اللوم على حالة الغضب العام وأعمال العنف – مثل حادثة إطلاق النار [3] التي استهدفت المُحضرين في عملية استعادة منزل في سبتمبر/أيلول – بسبب ممارسات الاقتراض الانتهازي. أردف قائلًا إن “نظامنا المالي نظام فاسد؛ فهو يثير السخط في النفوس، ويخلق جوًّا من التوتر الاجتماعي”.

حسب البنك المركزي للبلد، زاد معدّل الدين الفردي بنسبة 17 في المئة [4] في الشهور السبعة الأولى من 2021. وصرّحت الجمعية المالية في كازاخستان، مجموعة ضغط قطاعي، في تقرير [5] بأن حافظة القروض في البنوك التجارية نمت نموًّا هائلًا في السنوات الثلاثة الأخيرة.

في نفس السياق، في بيان مشترك مع اتحاد العمال والمنظمة النقابية، ناشد حزب الشعب حكومة كازاخستان للتصديق على الاتفاقية رقم 131 [6] التي اعتمدتها منظمة العمل الدولي، فيما يخص تنظيم الحد الأدنى للأجور.

في مقابلة لاحقة مع موقع الأخبار Orda.kz [7]، قال كونوروف إن حزبه سيطالب الحكومة بزيادة الحد الأدنى من الأجور من الحد الحالي المقدّر بقيمة 42500 تينغ كازاخستاني (حوالي 100 دولار أمريكي) إلى 90 ألف تينغ كازاخستاني (ما يعادل 210 دولار أمريكيًّا) شهريًا. في وقت سابق من العام الحالي، تعهّد [8] السيّد الرئيس كاسيم-جومارت توكاييف بزيادة بنسبة 40 في المئة تصل إلى 60 ألف تينغ كازاخستاني اعتبارًا من يناير/كانون الثاني 2022.

انطلقت الحملة الرامية إلى زيادة الحد الأدنى للأجور، تحت عنوان “نحو أجورٍ كريمة”، من موقع العريضة الدولية Avaaz.org [9]. وجمعت حتى الآن حوالي 300 توقيعًا، وهو رقم يبعد كل البعد عن رقم 10000 الذي وعد الحزب به أثناء المؤتمر الصحفي.

في سبتمبر/أيلول، قدّم حزب الشعب للبرلمان مشروع قانون من شأنه صياغة مبدأ الإفلاس الفردي، مما سيغير من قواعد الاشتباك المعنية بتحصيل الديون. ومع أن القانون لا يزال قيد الاستعراض، فإن مقترحيه يزعمون أنه مع هذا القدر من الحماية، فإن الأفراد لن يحرموا من بيوتهم. وعقب حدوث طلق نارّي مميت [3] في ألماتي، أكبر مدن البلد، أشار المسؤولون إلى أن ممارسات تحصيل الديون “الوحشية [10]” كانت الدافع الرئيسي لمطلق النار.

في نقدٍ لاذع لسياسة “الدولة القادرة على الاستماع” التي أصدرها توكاييف في 2019، أو سياسة الباب المفتوح المعنية بالتزام الشفافية التي قدّمها الرئيس الجديد، أرسل حزب الشعب في يونيو/حزيران أجهزة المساعدة السمعية والنظارات الطبية [11] إلى أعضاء الحكومة. وكانت هذه الحركة، الرامية إلى إثارة الجدل، حركة استفزازية لدفع الحكومة إلى الإيفاء بوعدها والاستماع إلى مشكلات الشعب وأخذها في عين الاعتبار بشكل أكبر، وذلك وفقًا للنائبين عن الحزب.

مع الاختلاف الجذري بين المذبحة المروعة التي يصورها مسلسل “لعبة الحبّار” وبين الحياة اليومية في كازاخستان، إلّا أن الإقرار الغريب من نوعه بأن الظلم والفقر أصبحا متوغلين بشكل متزايد في كل أنحاء البلاد هو نقد اجتماعي في محله صادر من معارضة سياسية عرفت على مرّ التاريخ بجبنها.

في البلد المجاورة أوزبكستان، انطلق نوع آخر من النقد الاجتماعي في قناة مشهورة على تليغرام، Troll.uz [12]، التي قامت بمشاركة صورة تم التلاعب بها لأحد الألعاب المعروضة في المسلسل، مبرزة مدى صعوبة وتعقيد الحلول في أوزبكستان.

في المسلسل، يجد بعض اللاعبين أن الحل للعبة معقدة هو لعق الجانب الخلفي لحلوى السكر. وتلك اللحظة في المسلسل كانت مجازًا يشير إلى موقف ملهم من كتابات كافكا، حيث عليك “لتفوز، عليك اللعق جيدًا”.

View this post on Instagram

A post shared by TROLL.UZ (@troll.uz) [13]

يشير الاستقبال الصادق من دول وسط آسيا للمسلسل الذي يصور عالمًا مريرًا من إنتاج نتفليكس إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية-الاجتماعية المزرية في السنوات الأخيرة وتزايد أعباء الديون على كاهل الشعب.