استقالة فريق تحرير موقع إخباريّ بسبب ضغط السلطات في كازاخستان

Former Hola News editor Zarina Akhmatova during an interview about the blocking of their website. The caption reads "Every month, 1.5 million unique users visit the site Holanews.kz." Screengrab from the YouTube channel <a href="https://youtube.com/watch?v=Bop0QRycaEU">Dergachyov Insight</a>.

المحررة السابقة لموقع Hola News، زارينا أخماتوفا، خلال محادثة حول حجب موقعهم. كُتب في التعليق على الصورة “يزور 1.5 مليون زائر موقعنا  شهريًا Holanews.kz.” لقطة شاشة من قناة اليوتيوب Dergachyov Insight.

في تزامن مع ساعات العطل المفاجئ لموقع فيسبوك بتاريخ 4 أكتوبر/تشرين الأول، خرج واحد من أكثر مواقع الأخبار شعبيةً في كازاخستان موقع Hola News عن الخدمة، ولم يحدث ذلك بسبب عطل فنيّ. لم تقدّم الجهات الحكومية أية حقائق حيال أسباب قطع الاتصال أو مدته التي استمرت لعشرة أيام.

كان الموقع قد نشر في يوم 4 من أكتوبر/تشرين الأول مقالًا بصدد تحريّات منظمة الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد بخصوص الشركات خارج البلاد، التي قد تكون ذات صلة بالرئيس السابق للبلد.

خوفًا من أن يكون الانقطاع مرتبطًا بهذا المقال، قرر مؤسسو الموقع، أليشر كيداروف وأديليت تيرسينبيك، والمحررة زارينا أخماتوفا حذف المقال من خوادمهم في 5 أكتوبر/تشرين الأول. في اليوم التالي، لاحظوا أن الحجب ناتج عن التفتيش العميق لحزم البيانات، تقنية تستعين بها الحكومات لمراقبة المحتوى الإلكتروني.

عوضًا عن المقال الأصلي، قاموا بنشر مقال يخلو من الكلمات يمثل إخطارًا بالموت. تجد في صفحة الويب ذاتية المراقبة الآن: “هنا كان العنوان،” و”هنا كانت الصورة،” و”هنا كان متن المقال”. في نهاية الصفحة، كانت الإضافة الوحيدة هي مقطع فيديو من يوتيوب لأغنية البداية للنسخة السوفييتيّة من المسلسل الكارتوني “عازفوا بريمن”، أغنية ‘There's nothing better in the world!’ (التي تُترجم إلى ما من شيء أفضل في العالم!).

A screenshot of the censored article now at <a href="https://holanews.kz/news/179673">Hola News</a>.

لقطة شاشة من المقال الخاضع للرقابة على موقع Hola News.

بدا المقال على أنه رثاءٌ لموقع Hola News، الذي بدأ في عام 2018 وسط بيئة عدوانية لوسائل الإعلام في كازاخستان. بعد عودة الموقع على الفور، قدم كل من كيداروف، وتيرسينبيك، وأخماتوفا استقالتهم مع بيان عام يشجبون فيه الضغط والقهر الذي يعانون منه.

After being blocked for 10 days, we had to give up our basic principles [of honesty and objectivity]. We have removed the article from the site. […] That is why we believe that, in order to remain yourself, leaving is better than staying.

بعد حجب موقعنا لمدة 10 أيام، اضطررنا إلى التخلّي عن قيمنا الجوهرية [فيما يخصّ الأمانة والموضوعية]. لقد حذفنا المقال من الموقع. [] وهذا هو السبب وراء إيماننا بأن المغادرة خيرٌ لنا من البقاء، لنحافظ على أصالتنا.

قدمت The Adil Soz، وكالة محلية للدفاع عن حرية التعبير، بيانًا رسميًا مناوئًا لحجب موقع Hola News باستخدام البوابة الإلكترونية لوزارة الإعلام.

كان التدبير المتخذ ضد Hola News قاسيًا، بخاصة نظرًا لأن المنافذ الإعلامية الأخرى قامت بتغطية الخبر نفسه، بينما نسخ موقع Semey City وشارك النص الأصلي الذي نشرته Hola News.

اختلف المراقبون حيال إن كان هذا الإجراء “فريدًا من نوعه” أم أنه “إشارة تحذير للآخرين”. قام نورزهان، محلل سياسي طالب بعدم ذكر اسمه الثاني، بإعلام “جلوبال فويسز” بأن “الحكومة استهدفت موقع Hola News بسبب كثرة متابعيه”. بالإضافة لما مجموعه 1.5 زائرًا شهريًا، فإن للموقع جمهورًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعيّ.

وفقًا لآخر تقرير أصدرته منظمة فريدوم هاوس بخصوص “الحرية على شبكة الإنترنت”، صٌنفت كازاخستان على أنها غير حرة؛ بسبب صعوبات الوصول إلى الإنترنت والقيود المفروضة على المحتوى. ويشدد التقرير على أن المواقع غالبًا ما تلجأ إلى الرقابة الذاتية لتتلافى الحجب.

Self-censorship in the media is pervasive, even among independent online news outlets, because existing legislation often contains ambiguity.

تتغلغل الرقابة الذاتية في وسائل الإعلام، حتى في أوساط المنافذ الإخبارية المستقلة على الإنترنت؛ لأن التشريعات الحالية غالبًا ما تكون مبهمة.

من المنتظر أن تقوم وثائق باندورا— بما تنطوي عليه من 3 تيرابايت من البيانات الموزعة على 12 مليون وثيقةٍ من مزودي خدمة الإنترنت في مناطق واقعة خارج حدود البلاد — بالكشف عن خبايا الصفقات السرية التي تقوم بها الشخصيات السياسية البارزة في كازاخستان. من هذا المنظور فإن حجب الموقع قد يكون سابقة ليحتذي بها الآخرون، ويلجؤون إلى الرقابة الذاتية عند بدء التحريات المرتقبة.

إلى جانب التشريع الجديد وغياب أدوات الحماية المتوفرة في كل مكان آخر، برهنت كازاخستان على أنها بيئة عدوانية تحرق الصحفيين بنيرانها. بل إن بعضهم أُستهدف ببرامج تجسس، كما كشفت تحقيقات مشروع بيغاسوس في يوليو/تموز.

سيلقى موقع Hola News المصير ذاته الذي لاقته الكثير من منصات الإعلام الأخرى، التي اضطرت إلى اختيار الرقابة الذاتية والتخلّي عن الاستقلال؛ من أجل أن تنجو.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.