- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

التهديدات التي تواجهها غابات المنغروف في توباغو

التصنيفات: الكاريبي, ترينيداد وتوباجو, بيئة, صحافة المواطن
[1]

طحالب السرجس، الصورة من bibliomaniac15 على موقع فليكر. استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي النسبة الثانية

كتب هذه المقالة شون ماكون ونشرت في Cari-Bois News [2]. وتعيد جلوبال فويسز نشر نسخة منقحة منها كجزء من اتفاقية لشراكة المحتوى.

تسللت نسمات هواء خفيفة لكن ملوثة إلى غابات المنغروف في بحيرة Petit Trou [3] جنوب غرب توباغو، مما تسبب في بدء تحقيقات فريق البيئيين للمنظمة غير الحكومية إنفيرومنت توباغو [4]. أخل شيء ما بالنظام البيئي في المنطقة وتسبب في موت الأشجار، ويريدون أن يكتشفوه.

تحاول المنظمة منذ أغسطس/آب جمع معلومات حول حالة غابات المنغروف؛ وكشفت التحقيقات على الفور أن أشجار المنغروف تعاني من حالة تعرف “بالتدهور” الذي يصيب النباتات الخشبية ويتسبب بالموت التدريجي للأغصان والبراعم والجذور من أطرافها.

اكتشف الفريق العديد من العوامل التي تهدد سلامة غابات المنغروف مثل النفايات الصلبة المنزلية والتجارية، فضلا عن خلل عمليات فصل مياه الصرف الصحي المنزلية والتجارية عن مياه البحر، وكميات طحالب السرجس [5] الكبيرة المتعفنة وهي نوع طحالب بنية تطفو فوق الماء وتتكاثر بسرعة ويعود اسمها لبحر سارجاسو [6] التي نشأت فيه. تبين أن هذه الطحالب هي المتسببة في الرائحة الكريهة والتعفن؛ حيث تتراكم كميات كبيرة من طحالب السرجس في أماكن مغلقة وتتعفن مصدرة غازات ضارة وتتسبب في عدم استقرار النظام البيئي للحد الذي جعل من الصعب رؤية جذور أشجار المنغروف التي كانت كثيرة فيما سبق.

وفقًا لما قالته الدكتورة منى ويبر مديرة مركز علوم البحار في مخيم موندا بجامعة ويست إنديز في مدينة جامايكا، فإن تراكم طحالب السرجس في غابات المنغروف وقنوات الأعشاب الساحلية يجعلها تصبح سامة [7] عندما تبدأ في التعفن وإصدار غاز الهيدروجين الذي يتسبب في اختناق النظام البيئي.

أما في حالة Petit Trou، ثُبت أن التعرض لانبعاثات هذه الغازات يُغير من لون الأوتاد التي تُثبت ممشى المنطقة الثمين، والذي يعمل كجسر يمتد على طول أشجار المنغروف التي تحيط بمزارع توباغو ومجموعة متنوعة من منازل العطلات وملعب للجولف. إلا أن شكل ورائحة أشجار المنغروف المتعفنة يعكران الآن صفو المنازل الفاخرة المحيطة.

على الرغم من أن فريق إنفيرومنت توباغو يعتقد أن الاعتناء بالنظام البيئي والمناطق الحساسة داخل وحول القرية لا يقل أهمية عن الاهتمام بالممتلكات، لكن “الحقائق القاسية” التي رأوها أثناء زيارتهم للمكان جعلتهم يشعرون بالقلق. يعرض وجود البحيرات الصغيرة على طول ساحل المحيط الأطلسي لتدفق [8] كميات كبيرة من طحالب السرجس سنويًا، وتتسبب هذه الكميات في العديد من الأضرار، فبعضها يهدد بقاء أشجار المنغروف ويضر بالنظام البيئي والتنوع البيولوجي في المناطق المائية.

الدور الذي تلعبه أشجار المنغروف في التغير المناخي

تشكل أشجار المنغروف موردًا طبيعيًا غني ومتنوع وهي موطن للعديد من الكائنات المتنوعة بيولوجيًا. توفر هذه الغابات رابطًا مهمًا بين النظام البيئي البحري والبري، فهي توفر الاستقرار لموائل المنغروف وللأنظمة البيئية الساحلية المماثلة مثل الطحالب الساحلية والشعب المرجانية، كما هو الحال في بحيرة بون أكورد [9] الواقعة على طول الساحل الجنوبي الغربي للجزيرة.

تلعب هذه النظم البيئية دورًا مهمًا في إعادة توطين العديد من فصائل الأسماك الساحلية وأسماك البحيرات؛ حيث تُنقل المواد الغذائية التي تُعطيها النظم الإيكولوجية لأشجار المنغروف للبحيرات على هيئة مخلفات عضوية للمياه الساحلية عن طريق تيارات المد والجزر.

عملًا بمبدأ “الوقاية خير من العلاج”، ترى منظمة إنفيرومنت توباغو أن سياسة العمل لمعالجة هذه القضية تحتاج إلى إعادة النظر فيها على وجه السرعة، وكذلك وبالقدر ذاته من الأهمية يدعون إلى إنفاذ قوانين البيئة الموضوعة على مستوى محلي: “حان الوقت لتوقيع العقوبات القاسية على من ينتهك تلك القوانين”. كما أكد الفريق أنه الوقت للحد من سيلان النفايات الصلبة المنزلية والتجارية إلى غابات المنغروف، التي تُعد مع خلل عمليات فصل مياه الصرف الصحي المنزلية والتجارية عن مياه البحر “عاملان أساسيان في أي محاولة لإنقاذ غابات المنغروف في توباغو”:

Climate action through resilience building, conservation, and a keen sense of urgency to educate the public and all stakeholders not just within Tobago, but nationally and regionally, should be prioritised.

Tobago, being the smaller [island] of the twin island republic [of Trinidad and Tobago], is well positioned to be an example of what can become a climate resilient, protective and proactive society. However, Tobago also stands to lose from the fast-paced degradation and destruction of sensitive ecosystems. It is up to the authorities, civil society and the average citizen to understand their worth and to guard jealously what remains of nature’s gifts to us […]

A serious revisiting of our priorities is needed to properly understand how important sensitive ecosystems are for the longevity of not just biodiversity, but humanity as we know it on earth.

 علينا أن نضع التغير المناخي في أولوياتنا بالتدرب على مواجهة الكوارث والحفاظ على البيئة وزيادة الوعي بضرورة توعية الشعب والهيئات المعنية ليس فقط داخل توباغو بل أيضًا على الصعيدين الوطني والإقليمي.

تعتبر توباغو بصفتها [الجزيرة] الأصغر في جمهورية ترينيداد وتوباغو، مثال جيد لما يمكن أن يحققه مجتمع لديه القدرة على التكيف مع المناخ ويتخذ إجراءات استباقية ووقائية. لكن من الممكن أن نفقد توباغو هي الأخرى بفعل تدهور النظم البيئية الحساسة ودمارها السريع. الأمر الآن متروك في يد السلطات والمجتمع المدني والمواطن العادي، عليهم أن يعوا قيمتها وأن يحرصوا على الحفاظ على ما تبقى لنا من هبات الطبيعة بحرص شديد[…].

من الضروري إعادة النظر في أولوياتنا بجدية لكي نتمكن من فهم أهمية النظم البيئية الحساسة لاستمرار بقاء التنوع البيولوجي والإنسان على الأرض على النحو الذي نعرفه.

كانت توباغو متصدرة في القضايا البيئية، ووضعت تدابير لحماية مين ريدج؛ محمية الغابات الاستوائية الأقدم في نصف الكرة الأرضية الغربي. ووضعتها [10] منظمة اليونسكو مؤخرَا في برنامجها “الإنسان والمحيط الحيوي” إلا أنه حتى الآن لم تتمكن من الحصول على أي تعليق حول تقرير غابات المنغروف من مجلس نواب توباغو [11] أو الهيئة الإدارية للجزيرة أو أي سلطة أخرى في توباغو.