مطالبة عمال الصحة الأتراك بظروف عمل أفضل

هذه لقطة شاشة من الفيديو الذي نشرته الجمعية الطبية التركية على حسابها على يوتيوب 

هزًت سلسلة من الاحتجاجات تركيا في الأسابيع الأخيرة في خضم انهيار العملة الوطنية واستمرار العنف الجنساني.

خرجت مجموعة أخرى في الأسبوع الماضي إلى الشوارع كجزء من المسيرة البيضاء التي نظمتها الجمعية الطبية التركية. تظاهر العاملون في مجال الرعاية الصحية من إسطنبول لأنقرة لجذب الانتباه إلى ظروف العمل الشاقة التي واجهها العاملون في المجال الطبي أثناء الوباء بما في ذلك مضايقة، ونوبات عمل طويلة، وصعوبات اقتصادية.

بدأت المسيرة البيضاء في إسطنبول في 23 من نوفمبر /تشرين الثاني ووصلت ووجهتها، العاصمة أنقرة، في 27 من نوفمبر /تشرين الثاني.

الوقوع تحت نيران الحكومة

تُعتبَر الجمعية الطبية التركية والتي أُسسَت عام 1953 مؤسسة طبية مستقلة ومهنية صحية. واحدة من أهدافها العليا هي حماية وتعزيز الصحة العامة في تركيا بالإضافة إلى حقوق الأطباء. يُعد حوالي 88 في المائة من أطباء الدولة من أعضاء المجموعة. أصبحت الجمعية منذ الحالة الأولى المُسجًلة لفيروس كورونا- 19 في 14 مارس /آذار 2020 من أشد منتقدي سياسات الحكومة خاصة البيانات اليومية المُقدًمة من وزارة الصحة. جادلت الجمعية بأن الأرقام الحقيقية كانت أعلى بكثير من البيانات المُقدًمة من الوزارة. كانت الجمعية هي الأولى في نشر البيانات المتعلقة بفيروس كورونا في تركيا بعد جمع هذه البيانات من مكاتبها الإقليمية عندما لم تفعلها وزارة الصحة.

The TMA stressed that there were about 10 times as many active patients in society as those diagnosed with polymerase chain reaction (PCR) tests, and concluded that the government’s pandemic strategy was a failure.

أكًدت الجمعية الطبية التركية بوجود مرضى نشطين حوالي 10 أضعاف الذين شُخٍصوا باختبار تفاعل البوليميرات المتسلسل واختتمت بفشل استراتيجية الحكومة للوباء.

في سبتمبر /أيلول 2020 أقرً وزير الصحة فخر الدين قوجة أخيرًا بأن بيانات الوزارة المُصدَرة منذ مارس /آذار استبعدت أعداد المرضى الذين كانوا بلا أعراض والتي خفضت عدد تركيا لفيروس كورونا بشكل مصطنع.

لكن لم يمنع هذا من استهداف الجمعية وأعضائها من قبل الحكومة. عندما بدأت الجمعية في تحدي الأرقام التي أبلغت عنها الحكومة، اُتهمَت بالخيانة وهُددَت بالمقاضاة. قال دولت بهجلي، زعيم الحزب الوطني، في ذلك الوقت والذي في ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم بأن الجمعية خطرة وتنشر معلومات تهديدية.

أنا أدعو لهذا: تؤجج الجمعية الطبية التركية شكوكًا لا أساس الصحة وشبهات حول الصحة العامة والبشرية أثناء هذه الأوقات الحساسة ولهذا السبب يجب أن تُغلَق الجمعية الطبية، والتي تحمل “التركية” فقط في عنوانها، على الفور ودون تأخير. يجب أخذ إجراءات قانونية ضد قيادتها.

افترض بهجلي بأن الجمعية تعمل ضد اهتمامات تركيا. ردد نفس الآراء التي ردًدها الرئيس أردوغان الذي قال في أكتوبر / تشرين الأول 2020 “ينبغي علينا أن ننزع فورًا الامتيازات من الذين لا يستحقون التركية في العناوين” متحدثًا في اجتماع حزبه في البرلمان. قدم الرئيس تصريحات مماثلة في 2018 مقترحًا بأنه ينبغي عليهم أن يزيلوا كلمة “التركية” من اسم الجمعية الطبية لأنها عارضت تدخل الجيش التركي في سوريا.

الحقائق الموجودة على أرض الواقع

مرة أخرى في المسيرة البيضاء، كان أعضاء الجمعية مصممين على زيادة الوعي بالتحديات التي يواجهها الفريق الطبي، وأشاروا إلى دفع الوباء بالعديد من العاملين في المجال الصحي إلى حافة الهاوية حيث يستمرون بتلقي رواتب متدنية في مواجهة العملة الوطنية الغارقة، وتزايد الدوام، والإجهاد نتيجة الوباء، وزيادة حالات العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية.

قال فيدات بيوليت، أستاذ الطب وعضو مجلس إدارة الجمعية، في مقابلة مع “البلقان إنسايت” بأن عدد حالات العاملين في المجال الطبي الذين يواجهون العنف تستمر في النمو وكنتيجة لذلك “يستقيل الأطباء لوظائف أفضل في القطاع الخاص ووظائف في الخارج أيضا. أخبرنا وزير الصحة التركي بأنه ينبغي تطبيق محفزات وسياسات أفضل للحد من هذا الاتجاه، لكن لم يُتخَذ أي إجراء”. قال بيوليت.

ينشر اتحاد الرعاية الصحية والأخصائيون الاجتماعيون (Sağlık-Sen) شهريًا تقرير شهري عن حالات العنف. وفقا لتقريرها في شهر أكتوبر /تشرين الأول تعرض ما لا يقل عن 19 عاملًا في المجال الصحي إلى العنف في هذا الشهر ولكن يبلغ العدد الكلي للأطباء الذين تعرضوا للإيذاء الجسدي واللفظي خلال السنوات الإحدى عشرة سنة الأخيرة ما يتعدى 100 ألف.

وأُثيرَت نقطة أخرى أثناء المسيرة البيضاء وهو قرار وزارة الصحة الأخير في تقليل وقت الفحص الطبي إلى خمس دقائق في العيادات الصحية للأسر والمستشفيات العامة.

قال الأطباء الذين شاركوا في المظاهرة المُنظًمة عن طريق الجمعية التركية في أكتوبر /تشرين الأول 2021 “سيؤدي هذا الى استقالة أطباء أكثر أو الهجرة إلى الخارج بالإضافة إلى مشاكل صحية أكثر، وأمراض، وعنف في قطاع الرعاية الصحية” ذلك وفقًا لتقرير جازيت دوافير.

عندما وصلت المسيرة البيضاء إلى مقاطعة بورصة في 26 نوفمبر / تشرين الثاني قال رئيس دائرة بورصة الطبية ألباسلان توركان

“نريد إعادة ترتيب ساعات عملنا الأسبوعية وتقليلها. نريد بيئات عمل صحية وآمنة في مواجهة العنف والأمراض. نريد أن يُعترَف بفيروس كورونا -19 كمرض مهني حيث لا يمكن فحص مريض في خمس دقائق. نريد التخلي عن هذا الفرض. نريد أجورًا نستحقها والتي تؤثر على معاشاتنا التقاعدية وتضمن حياة إنسانية”.

تحيا. مسيرتنا البيضاء في أنقرة.

بعد الوصول إلى أنقرة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني كرًر المشاركون في المسيرة مطالبهم ولم ترد وزارة الصحة حتى الآن.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.