اليابان تخطط لصرف مياه «محطة فوكوشيما» في المحيط الهادئ دون إلقاء بالٍ للمعارضة الواسعة

A Screenshot from the <a href="https://youtube.com/watch?v=TFUrpHx4xIo&amp;t=63s">YouTube video</a> of the <a href="https://facebook.com/groups/315779711824317/members/admins" target="_blank" rel="noopener noreferrer">Manhattan Project for a Nuclear-Free World</a> featuring Japanese mothers from the townships of <a href="https://en.wikipedia.org/wiki/%C5%8Ckuma,_Fukushima" target="_blank" rel="noopener noreferrer">Okuma</a> and <a href="https://en.wikipedia.org/wiki/Futaba,_Fukushima" target="_blank" rel="noopener noreferrer">Futaba</a> protesting the plan to dump radioactive water into the Pacific Ocean.

لقطة شاشة من مقطع فيديو يوتيوب خاص Manhattan Project for a Nuclear-Free World تظهر بها أمهات يابانيات من مقاطعات أوكوما وفوتابا مناهضات لخطة إلقاء المياه المشعة في المحيط الهادئ.

ناهض سكان المجتمعات الساحلية في اليابان خطة حكومية جديدة لصرف المياه الملوثة من موقع حدوث كارثة فوكوشيما النووية في المحيط الهادي، وانضمت إليهم أصوات من أنحاء العالم. وتخشى المجتمعات المحلية وغيرها من دول المحيط الهادي أن يؤدي صرف المياه إلى تسميم البيئة وإعاقة صناعة الصيد والسياحة المحلية التي تعافت بالكاد من جراء الحادثة النووية في مارس/آذار 2011، التي وقعت في الساحل الشمالي الشرقي لليابان منذ ما يربو على عقد.

وفقًا لخطة رسمية نُشرت في 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، فإن شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) تعتزم صرف مليون طن متري من المياه المشعة الصادرة عن محطة فوكوشيما في المحيط الهادئ في عام 2023. تنص الخطة، التي ستكون قيد التطوير في الشهور القادمة، على بناء نفق تحت الماء لضخ المياه إلى البحر. كما تم تخصيص الأموال اللازمة لتعويض الخسائر “المحتملة” التي ستلحق بسمعة صناعتي السياحة والصيد المحليتين.

في مارس/آذار 2011، تسبب الزلزال وموجات تسونامي في انصهار ثلاثة مفاعل نووية تشغلها شركة تيبكو في فوكوشيما. ومع مرور السنين، كانت المياه الجوفية المتدفقة خلال المحطات ملوثة من المحتوى الإشعاعي. ولمنع هذه المياه من الوصول إلى المحيط، كان يتم ضخها من مباني المفاعل إلى أحواض هائلة تحتل الآن جزءًا كبيرًا من موقع المفاعل.

fukushima radioactive water storage tanks

أحواض الماء المعبأة بالمياه الملوثة أمام مباني المفاعل في فوكوشيما داييشي. مصدر الصورة: Susanna Loof / IAEA. رخصة الصورة: Attribution 2.0 Generic (CC BY 2.0)

بحلول ديسمبر/كانون الأول 2021، تم تخزين ما لا يقل عن مليون طن من المياه الملوثة في الأحواض داخل محطة فوكوشيما-داييشي لتوليد الطاقة النووية.

مع أن الملوثات عالية الإشعاع تخضع للإزالة، فإن المياه المخزنة التي تعتزم الحكومة اليابانية صرفها إلى البحر لا تزال تحتوي على كميات كبيرة من التريتيوم، وهو عنصر مشع، يفيد بعض الخبراء بخلوه من المخاطر عند تخفيفه في مياه البحر.

اقرأ المزيد: قصة جلوبال فويسز في أكتوبر/تشرين الأول 2020 تنشر فيها مقابلة مع عالم كيمياء بحرية بخصوص الأخطار التي تشكلها المياه المخزنة في مفاعل فوكوشيما.

من الجدير بالذكر أن خطة الحكومة اليابانية بصدد ضخ المياه الملوثة كانت قيد التطوير منذ 2020. وصرحت منظمة السلام الأخضر في أبريل/نيسان 2021 بأنها جمعت 183 ألف توقيعًا معارضًا لخطة صرف المياه من محطة فوكوشيما.

كذلك في أبريل/نيسان 2021، أصدرت مجموعات المجتمع المدني في كوريا الجنوبية بيانًا تشجب فيه خطة تيبكو، إذ تشير إلى حقيقة أنه “حتى في حالة تخفيفها، فإن الكمية الكلية للمواد المشعة الملقاة في البحر ستبقى كما هي. وفي حالة صرف المياه المشعة، سنكون على موعد مع كارثة لا رجعة فيها، ولن تنحصر عقباتها على نظام الحياة البحرية فقط، بل ستطول البشر كذلك.”

تمت مناقشة هذا البيان خلال اجتماع وزراء خارجية جزر المحيط الهادي في يوليو/تموز 2021، وأصدرت الهيئة الإعلان التالي:

Forum Foreign Ministers noted the concerns surrounding the seriousness of this issue in relation to the potential threat of further nuclear contamination of our Blue Pacific and the potential adverse and transboundary impacts to the health and security of the Blue Pacific Continent, and its peoples over both the short and long term.

يحيط وزراء خارجية المنتدى علمًا بالمخاوف المحيطة بمدى خطورة هذه القضية فيما يخص التهديد المحتمل من تعرض مياه محيطنا الهادي الزرقاء لمزيد من التلوث، والتبعات المحتملة الخطيرة والعابرة للحدود التي قد تلحق بقارة المحيط الهادي الأزرق، وسكانها على المدى القصير والطويل على حد سواء.

على صعيد آخر، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، صرّحت شركة تيبكو بأن تقييم الآثار الإشعاعية الخاص بها يظهر تبعات لا تُذكر على البيئة:

The assessment found that effects of the discharge of ALPS (Advanced Liquid Process System) treated water into the sea on the public and the environment is minimal as calculated doses were significantly less than the dose limits, dose targets, and the values specified by international organizations for each species.

وجد التقييم بأن التبعات الناجمة عن صرف المياه المعالجة بنظام معالجة المياه المتطور (ALPS) إلى داخل البحر لن تتخطى الحد الأدنى على السكان أو البيئة؛ حيث إن الجرعات المحسوبة كانت أقل بكثير من حدود الجرعات، وأهداف الجرعات، والقيم التي حددتها المنظمات الدولية لكل الأجناس.

طمأنت تيبكو العامة بأنها ستعمل على تحديث دراساتها العلمية باستمرار فيما يخص خطتها لصرف المياه المعالجة في المحيط الهادئ. ولكن الشكوك لا زالت تلاحق التقارير التي تنشرها؛ وهذا يعزى إلى قلة الخطط الملموسة بخصوص مكان صرف المياه الملوثة وكيفيته، مما يصعب على جهات المراقبة الخارجية تقييم المخاطر.

تدحض مجموعة المحيط الهادي فيما يخص القضايا النووية، التي تمثل منظمات المجتمع المدني في أوقيانوسيا، صحة هذه الدراسات. وخصصت أيضًا رسالة لشركة تيبكو والحكومة اليابانية:

The Pacific is not and must not become the dumping ground for nuclear wastes.

The Collective considers that TEPCO, and the relevant Japanese Government agencies, have wrongly prioritised convenience and costs over the short term and long term environmental and human cost of their planned actions.

المحيط الهادئ ليس مكبًا للنفايات النووية ولن يكون. ترى المجموعة أن تيبكو، والهيئات الحكومية اليابانية ذات الصلة، قد ارتكبت خطأً عندما وضعت الأولوية للسهولة وقلة النفقات على حساب التبعات طويلة المدى وقصيرة المدى على البيئة والإنسان التي ستنجم عن مخططاتها.

يعرب سكان اليابان باستمرار عن مخاوفهم حيال خطة تيبكو.

قامت منظمة السلام الأخضر بعمل مقابلة مع الصيّاد، السيد: أونو هارو، من قرية شينشي في فوكوشيما، الذي عبر عن مشاعر السكان المحليين قائلًا:

Fish are finally starting to return after ten years, but if they now pour tritium into the water, no matter how much they dilute it, who’s going to buy those fish? Who wants to eat poisoned fish?

The ocean is our place of work. Can you imagine what it feels like for that to be intentionally polluted?

It’ll be 30 or 40 years before we see the effects. The causal relationship will have become unclear and it’ll be impossible to prove anything. What’s going to happen to the future of our children, our grandchildren? It’s not even clear who will take responsibility.

بدأت الأسماك في العودة أخيرًا بعد مضي عشر سنوات، لكن إن قاموا الآن بإلقاء التريتيوم في المياه، فبغض النظر عن مدى تخفيفهم له، من سيشتري تلك الأسماك؟ من يريد شراء أسماك مسمومة؟ إن المحيط هو مكان عملنا. هل تعلم شعورنا ونحن نراه يتعرض للتلوث عن عمد؟ لن نرى التبعات قبل 30 أو 40 عامًا. وستغدو العلاقة السببية غير واضحة، وسنعجز عن إثبات أي شيء. ماذا يخبئ المستقبل لأطفالنا وأحفادنا؟ لا يمكننا حتى الجزم بمن سيتحمل المسؤولية.

قامت مجموعة من الأمهات في مدينة إيواكي، في فوكوشيما، بالمشاركة في مظاهرة مناهضة لخطة صرف المياه الملوثة في المحيط في نوفمبر/تشرين الثاني 2021. تعرضت مقاطعتا أوكوما وفوتوبا، اللتان يقع فيهما مجموعة مفاعلات فوكوشيما داييشي المنكوبة، لما يقرب من إخلاء كلي من السكان خلال العقد المنصرم.

في ربيع 2022، ستقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقييم الخطط المقررة بخصوص معالجة مياه فوكوشيما وستنشر تقارير عنها، بينما ستواصل الأطراف المعنية إشراك السلطات فيما يخص الخطة المشبوهة لشركة تيبكو.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.