احتفل ناجون من التعذيب في السجون السورية بحكم أصدرته محكمة كوبلنز الألمانية في الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس 13 يناير/كانون الثاني، أدانت فيه الضابط السابق في النظام السوري أنور رسلان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. طالب الكثيرون أيضًا بوقف تعذيب أحبائهم الذين ما زالوا محتجزين في السجون السورية.
بعد محاكمة استمرت قرابة العامين، حُكم على العقيد السابق رسلان بالسجن المؤبد بعد إدانته بقتل أكثر من 30 شخصًا، والاعتداء الجنسي وتعذيب على أكثر من 4 آلاف من نشطاء المعارضة في الفرع 251 سيئ السمعة لجهاز مخابرات الدولة، المعروف باسم الخطيب بين عامي 2011 و2012.
كتبت فدوى محمود، وهي سيدة سورية مقيمة في ألمانيا، على تويتر:
انا اليوم اتيت الى كوبلنز لاحضر جلسة حكم مجرم من المجرمين في سوريه ولكن هل هذا يحقق لي العداله انا كأم وكزوجه لا تعر ف مصير عائلتها من تسع سنوات .خطوه جيده ولكن نحن بعيدون عن العداله كما بعدي عن احبابي . بدنا العداله للمعتقلين
— فدوى محمود (@fadwa_mahmoud) January 12, 2022
أنور رسلان كان ضابط مخابرات سوري حتى عام 2012، ثم أصبح لاجئ سياسي في ألمانيا منذ 2014، حيث نشط في المعارضة السياسية بعد انشقاقه عن النظام السوري، وشارك في مفاوضات جنيف عام 2014.
إلا أن ذلك لم يحميه من مذكرة توقيف صدرت بحقه من المدعي العام الألماني، ولم يمنع اعتقاله في 13 فبراير/شباط 2019 مع ضابط مخابرات آخر أقل منه في الرتبة، وهو إياد غريب. منذ ما يقرب من عام، حُكم على غريب بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية.
#سماء_محمود تحمل صورة عمها حيان محمود الذي اعتقل في فرع الخطيب عندما كان أنور رسلان مدير التحقيق. :”العدالة أنو ما يشم الهوا والعدالة أنو (أنور رسلان)
ما يطلع طول ما في معتقلين” #الاسد #سوريا #سورية pic.twitter.com/lfDLmIPMHk— Fattum Abdulfattah (@fattumabdulfat1) January 13, 2022
حكم إدانة رسلان، الذي وصفته هيومن رايتس ووتش بأنه “تاريخي“، هو الأول ضد مسؤول رفيع المستوى من نظام بشار الأسد بتهمة التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان.
قال عمر الشغري، الناشط الذي خضع لثلاث سنوات من التعذيب في سجن سري بسوريا، في مقطع فيديو نشره على تويتر، إن الحكم يجدد الأمل لدى السوريين في إسقاط النظام:
مبروك للشعب السوري الحكم “السجن مدى الحياة” بحق مجرم الحرب أنور رسلان. #مية_وردة pic.twitter.com/MDrhS3kJwH
— Omar Alshogre (@omarAlshogre) January 13, 2022
بحسب تقارير إعلامية، أصدرت المحكمة الألمانية حكمها ضد رسلان بناءًا على شهادة 100 من الناجين من التعذيب في فرع 251، التقوا وجهًا لوجه مع رئيس قسم التحقيقات بالفرع أنور رسلان، وقدموا روايات مفصلة عن الإساءة الجسدية واللفظية.
بعد نفي كامل، عدل رسلان أقواله في مرافعاته الختامية واعترف بوجود تعذيب وقتل للمعتقلين داخل الفرع، لكنه نفى مسؤوليته.
كتب ياسين الحاج صالح، الناشط السوري:
الحكم على أنور رسلان شيء كويس، من أجل الضحايا المباشرين، ومن أجل تجريم مخابرات النظام عموما. وربما يساهم في جعل التطبيع مع النظام أصعب.
لكنه ليس خطوة نحو العدالة للسوريين.
ما في داعي للتهويل، ولا للتهوين.— Yassin Al Haj Saleh (@Yassinhs) January 13, 2022
كما كتب منصور العمري، ناشط حقوقي ومعتقل سابق، على فيسبوك:
محكمة كوبلنز العليا: السجن المؤبد لأنور رسلان لارتكابه جرائم ضد الإنسانية بما فيها التعذيب، و27 جريمة قتل، والعنف الجنسي. التعذيب من بين أخطر الجرائم الدولية. يجب إنهاء مؤسسات الأسد للتعذيب لا تطبيعها وتأهيل نظامها.
كتبت الصحفية نور الهدى مراد على تويتر:
أهم مافي محكمة #كوبلنز هو الأمل بأن عدالة ما من الممكن تحقيقها، عشرات الشهادات، وآلاف التفاصيل التي توضع في محكمة لأول مرة عما يحدث داخل السجون السورية.
قلوبنا مع كل شاهد اضطر لاستذكار مسلسل من الألم والإفصاح عنه ومواجهة سجانه.
وبانتظار خطوات قادمة ضد مجرمي النظام الطلقاء!— نور الهدى مراد (@Nour_H_Murad) January 13, 2022