- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

وفاة طالب تشعل الحديث حول السكن الطلابي الذي تديره الجماعات الدينية في تركيا

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, تركيا, أديان, تعليم, حرية التعبير, حكم, سياسة, شباب, صحافة المواطن, صحة, قانون

‘الالتفات حول نفسي’ [1] تصميم كرييتنج إن ذا دارك [2] متاحة برخصة نَسب المُصنَّف – الترخيص بالمثل 2.0 (CC BY-SA 2.0) [3]

تحذير: محتوى عن الانتحار والقتل وقضايا الصحة النفسية.

إيناس كارا، 19 سنة، كان يدرس في السنة الثانية في كلية الطب بجامعة الفرات بتركيا. وفي 11 يناير/ كانون الثاني، انتحر كارا البالغ من العمر 19 عامًا بعدما تركه وراءه مقطع فيديو يشرح فيه غرس القيم الإلزامي غير المحتمل الذي تعرض له في سكن الطلاب الذي ارسلته إليه عائلته ليعيش فيه. كما عبر عن فقدان الأمل في مستقبله موضحًا في الفيديو: “لقد فقدت كامل الحماس والسعادة في الحياة بسبب الموقف الذي وجدت نفسي فيه”.

انتشر مقطع الفيديو الخاص به على وسائل التواصل الاجتماعي مما ذكّر المشاهدين بحالات سابقة من التعنيف والإيذاء [4]والقتل الواقعة في المدن الجامعية الخاصة التي تديرها جماعات دينية في السنوات الأخيرة.

في ديسمبر / كانون الأول 2021، قطع طباخ رأس طالب [5] يبلغ من العمر 18 عامًا ويدرس هندسة كمبيوتر. عمل هذا الطباخ في السكن الطلابي الذي تديره إحدى الجماعات الدينية. ومع وفاة كارا، أُثير الجدل حول السكن الطلابي الخاص الذي تديره الجماعات الدينية [6] ودعا [7] النقاد حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى إلغاء هذه النوع من السكن تماما وتحويله إلى مساكن عامة للطلاب لانعدام الإشراف أو الرقابة الحكومية داخل هذه المجتمعات باعتبارها كيانات خاصة، مقارنةً بالإشراف على الإسكان الحكومي.

السكن الطلابي الذي تديره الجماعات الدينية

عاش كارا في مساكن طريقة [8] [المصطلح الذي يطلق على جماعة دينية] النورسية [9] الإسلامية (النورسية). هناك عدة مجتمعات سكنية دينية في البلاد تديرها الجماعات الدينية المعروفة الواحد منها يسمى “طريقة” والأخويات، الواحد منها يعرف باسم “جماعة” كما أوضحت [10] الصحفية أمبيرين زمان في تقريرها المنشور على المونيتور.

ووفقًا [11] لتصريحات الباحث سالم تشيفيك، فإن حزب العدالة والتنمية [12] الحاكم “له علاقة قوية مع هذه الجماعات الدينية، وتقوم هذه العلاقة على سياسة العصا والجزرة”. وفي رأي تشيفيك فإن هذه السياسة قوامها إلى حد كبير اتاحة الحزب الحاكم “موارد الدولة لهذه الجماعات في مقابل دعمها الانتخابي”. وأضاف أيضًا:

One typical aspect of such government support is providing land and direct finan­cial support for formal institutions built up by religious organisations. These include a wide range of institutions, including schools, universities, dormitories, Quran schools, and media organisations. A second type of support involves opening up state cadres exclusively to certain religious or­ganisations.

أحد الجوانب المعتادة لهذا الدعم الحكومي توفير الأراضي والدعم المالي المباشر للمؤسسات الرسمية التي تبنيها تلك المنظمات الدينية التي تضم مجموعة واسعة من الكيانات مثل المدارس والجامعات ودور السكن الطلابي والمدارس القرآنية والمؤسسات الإعلامية. وينطوي النوع الثاني من الدعم على فتح كوادر الدولة حصريًا لصالح منظمات دينية بعينها.

هناك ما يقرب من 30 طائفة ومجتمع ديني في تركيا وفقًا لنتائج أبحاث الأستاذة الجامعية إسرغول بالجي بجامعة تسعة أيلول [13]، الذي نشر ورقة بحثية [14] في عام 2018 حول الطريقة التي توثر بها الطوائف والجماعات الدينية في نظام التعليم في تركيا لوجود أكثر من 400 فرع و800 مدرسة إسلامية منتشرة في جميع أنحاء البلاد. ووفقًا لاستنتاجات الأستاذة بالجي، فقد ازدهرت [15] نشاطات هذه الطوائف الدينية خلال تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم.

وفي الوقت نفسه، أفاد الصحفي أمبيرين زمان [16] أنه أثناء عمل الرئيس السابق لقسم التعليم الديني، نظيف يلماز، الذي تم ترقيته مؤخرًا نائبًا لوزير التعليم وعمل في منصبه السابق منذ عام 2014، ارتفع عدد المدارس الإعدادية لتدريب علماء الدين الإسلامي من 1036 مدرسة إلى حوالي 3,427.

أثناء بحثها، وجدت بالجي أن أكثر من 2.5 مليون تركي منتمين بشكل أو بآخر إلى هذه الطوائف الدينية وأن “ثلث المدارس الخاصة التركية البالغ عددها 10000 مدرسة لديها روابط مع أخوية واحدة على الأقل. ونفس النهج ينطبق 2800 من أصل 4000 سكن طلابي خاص في البلاد.” وﻻ يزال العدد الدقيق للوحدات السكنية التي تديرها هذه الجماعات غير معروف [17]. ولذلك، “فيقال إن هذه الطوائف تدير الآلاف من [مساكن الطلاب] في البلد”، و “لا يمكن الإشراف عليها”، حسبما ذكر [6] موقع دوفار الإخباري.

في كتابه [18] لعام 2019 حول هذا الموضوع، قال الصحفي الاستقصائي تيمور سويكان إن هذه الجماعات تعيش “عصرها الذهبي” في ظل الحزب الحاكم.

هذه النوع من السكن الخاص يعتبر الأرخص [19]. وغالبًا ما لا يجد الطلاب من الأسر ذات الإمكانيات المالية الأقل، الذين لا يستطيعون العثور على فرصة في المدن الجامعية التي تديرها الحكومة، خيارًا سوى البقاء في مساكن الطوائف الدينية.

لكن السعر المنخفض لا يتوافر بدون شروط، فقواعد يجب اتباعها وواجبات التي يجب الالتزام بها. ففي مقابلة [6] مع جريدة دوفار، قال رئيس اتحاد أرباب العمل في جميع خدمات المبيت والإسكان الخاص، أوموت جيزيتشي، “إن الأهالي ليسوا على علم بالأخطار التي ينتظر أبنائهم مواجهتها في هذه النوع من السكن، ولكنهم دون خيار لأنها توفر بديل رخيص نسبيًا”.

قال كارا في مقطع الفيديو الخاص به إنه أجبر على الصلاة خمس مرات في اليوم بالإضافة إلى حضور الدروس الدينية. وكان يمضي وقت فراغه القليل المتبقي في الدراسة لصفوفه الخاصة.

شعر الكثير بالغضب والحزن في تركيا بعد انتحار طالب جامعي يبلغ من العمر 20 عامًا، إيناس كارا/ بعدما أسهب بشرح التفصيل الكرب الذي واجهه وهو يعيش في سكن تديره طائفة دينية. حسب الاستطلاع أدناه 82% من الناس في تركيا لن يرسلوا أطفالهم لمثل هذه المساكن https://t.co/RLVFmAAIH4 [21]

ردود الأفعال العلنية

قالت الجمعية التركية للطب النفسي [23] (PAT) في بيان، “إن الحكومة ملزمة بوجوب استفادة الشباب من التعليم الجيد والسكن والغذاء وخدمات الدعم النفسي”، نشرته المنصة الإخبارية [24] بيانيت.

قرأ أصدقاء جامعة كارا رسالة تعبر عن حزنهم. “كم من المزيد من الخسائر يجب أن نعانيها حتى نفعل شيئًا؟ كم عدد ضحكات الشباب التي يجب أن تتلاشى؟ نطالب بمعالجة هذا الوضع وأن تقوم الأسر والمعلمون والإدارة بشيء حيال الوضع. نحن هنا اليوم كطلاب كلية الطب بجامعة الفرات وكأصدقاء لإيناس. ستكون دائما ذا ال 19 عام”.

كما انتقدت أحزاب المعارضة غياب وقصور السكن الطلابي الحكومي والخيارات المتاحة للطلاب المجبرين على العيش في مساكن خاصة أو دينية. كتب زعيم حزب ديفا والسياسي الحاكم السابق علي باباكان على تويتر:

وإلى أن يتمكن شباب هذا البلد من التصرف على أساس معتقداتهم وقراراتهم، وإلى أن نتمكن من ضمان حرياتهم الفكرية والاقتصادية، لن يكون أيّنا حرًا.

وفي الوقت نفسه، اتهم الحزب الحاكم المعارضة بالدعوة عمدا [24] إلى “الانتقام والانقسام على أساس أيديلوجي.” خلال احتجاجات أزمة الإسكان في سبتمبر / أيلول 2021، اتهم الحزب الحاكم الطلاب بالكذب بشأن أزمة الإسكان [27]. ويقال إن وزير الداخلية سليمان سويلو وصفهم بأنهم “مستفزون مأجورين”، متهمًا إياهم بالانتماء إلى جماعات إرهابية مختلفة ومجتمع الميم (LGBTQ+)، كما ذكر الصحفي نازلان إرتان [28] في المونيتور.

وفقًا لتقرير [29] صادر عن SODEVA Genc – وهي مؤسسة شبابية تتبع حزب الشعب الجمهوري [30] بشكل غير رسمي — انخفضت سعة السكن الحكومي بشكل كبير في تركيا منذ عام 2020. “بين عامي 2020-2021، أغلق معهد الائتمان والإقامة الداخلية التابع لوزارة التعليم العالي ما لا يقل عن 20 مسكنًا”.

وفي مقابلة [28] مع المونيتور، قال سليم كانكارا، المتحدث باسم SODEV Genc وطالب يدرس العلاقات الدولية، “في العقد الماضي، شهدنا ارتفاعًا قويًا في عدد المساكن الطلابية التي تديرها المؤسسات الدينية. وقد وضع تقريرنا تقديرًا متحفظًا بأن 17٪ من جميع المساكن تديرها الطوائف الدينية، ولكن حتى هذا قد يكون أكثر من الواقع”.

السبب الأول للانتحار هو الاكتئاب غير المعالج. الاكتئاب قابل للعلاج والانتحار يمكن منعه. يمكنك الحصول على المساعدة من خطوط الدعم السرية لمن لديهم ميول انتحارية ومن هم في أزمة نفسية. تفضل بزيارة موقع بي فريندز [31] للعثور على خط مساعدة لمنع الانتحار ببلدك.