يوم 17 يناير/كانون الثاني، أشار مركز بكين للوقاية من الأمراض ومكافحتها (CDC) إلى احتمالية أن أول حالة أوميكرون محلية في بكين قد وصلت إلى المدينة من خلال رسالة بريدية تحمل الفيروس أُرسلت من كندا يوم 7 يناير/كانون الثاني.
بدأ ظهور الأعراض على امرأة تعيش في بكين، ثم أظهرت الفحوصات إصابتها بالفيروس في 13 يناير/كانون الثاني. لم تكن قد سافرت خلال فترة حضانة المرض التي استمرت 14 يومًا، وحسب الفحوصات فلم يصب أي من الذين تواصلوا معها عن قرب. عجز العاملون في الصحة عن تحديد طريقة إصابتها بالعدوى، ويرون أن رسالة بريدية تلقتها من كندا في يوم 11 يناير/كانون الثاني قد تكون مصدر العدوى.
ذكر بانغ شينغو، نائب المدير في مركز بكين للوقاية من الأمراض ومكافحتها (CDC)، أن العينات التي تم جمعها من الرسالة بها آثار لمتحور أوميكرون، مما يدفع السلطات إلى “عدم استبعاد احتمالية أن السيدة أصابتها العدوى من جراء لمسها لشيء من بلد أجنبي”.
حسب تصريحات بانغ، فقد انتقلت الرسالة من تورنتو إلى الولايات المتحدة وهونغ كونغ قبل أن تصل إلى بكين، ولكن من بين الأشخاص الثمانية الذين لمسوا الرسالة خلال فترة نقلها داخل الصين، لم يصب بالعدوى إلا المستلمة.
بناء على هذا الافتراض، قامت السلطات الصينية المعنية بالصحة والقنوات التلفزيونية الحكومية في الصين بحث العامة على تقليل استيراد البضائع وتلقّي البريد من الخارج.
حسب التحقيقات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، كوفيد-19 هو فيروس ينتقل عبر الجو، فمن غير المحتمل أن ينتقل عبر الأشياء. بشكل عام، يحتاج الفيروس إلى مضيف إنساني أو حيواني حي للتكاثر والبقاء، وحتى لو احتوى الطعام أو التغليف على بقايا من الفيروس، فهذا لا يعني أن أجزاء الفيروس قادرة على التسبب في الإصابة.
هذه ليست المرة الأولى التي تدّعي فيها الصين أن كوفيد انتقل إليها دوليًا من خلال الطعام المجمد أو الأدوات. في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أدعت السلطات الصحية أن اثنين من العمال في تشينغداو أصيبا بالعدوى الفيروسية من خلال أغلفة طعام ملوثة، مما أدى إلى حالة قلق شديدة من تنقل الفيروس عبر الطعام المستورد. إلا أن هذه المرة الأولى من نوعها لوصف الرسائل القادمة من الخارج على أنها معدية.
على موقع وايبو، يصدق أغلبية مستخدمي الإنترنت الصينيين تحقيقات وزارة الصحة، وأعربوا عن قلقهم حيال انتقال الفيروس خلال الأشياء القادمة من الخارج. لكنهم كذلك أثاروا بعض التساؤلات لديهم مثل:
物传人的概率,真的很低,否则中国早就遍地都是了,也不想想每年进口多少东西,哪里还能够动态清零。
إن احتمالية الانتقال عبر الأجسام ضئيلة للغاية، وإلا لكان فيروس كورونا قد انتشر في الصين بأكملها. تخيلوا فقط كمية البضائع التي نستوردها سنويًا. كيف كان بوسعنا أن نحافظ على سياسة صفر كوفيد حينها؟
في الواقع، وفقًا لسياسة صفر كوفيد، يجب تعقيم كل البريد والطرود الدولية الداخلة قبل توزيعها على المتسلمين.
أشار الكثيرون على موقع تويتر إلى أن متلقية الرسالة قد تكون مصابة من قبل ونقلت الفيروس إلى الرسالة. وأثار المستخدم AndyRubin20 الشكوك حول الاستنتاجات المريبة وغير العلمية التي أصدرها مركز الوقاية من الأمراض ومكافحتها في بكين:
疫苗就是病毒的尸体或碎片,保存温度都有严格规定,否则疫苗就会失效。如果信纸都能保存病毒四天还有活性,那么疫苗还用得着冷藏吗?
تُصنع اللقاحات من بقايا الفيروس ويجب تخزينها بعناية عند درجة حرارة معينة وإلا فقد لا تعمل. إن كان الورق قادرًا على حفظ الفيروس لأربعة أيام وإبقاء الفيروس حيًّا، لم لا نزال بحاجة إلى تجميد اللقاحات؟
أشار البعض إلى أن النتيجة التي أعلنت عنها السلطات الصينية مبنية على أبعاد سياسية لا علمية. مثلًا، قال @Terryhoo:
只能甩锅境外投毒,要是等到冬奥开幕再发现,那必须是美帝派运动员投的,现在只能说是邮件。国内出了本土的确诊,要问责官员,为保乌纱,就只好强行牵涉境外。
عليهم أن يلوموا البلاد الأجنبية على هذا. إن تم اكتشاف ذلك قبل بدء الألعاب الأولمبية الشتوية، لكانوا بالطبع لاموا الرياضيين القادمين من الولايات المتحدة المستعمرة. لكنهم يلومون البريد الآن. يجب على المسؤولين تحمل مسؤولية انتقال أي حالات محليًا [بموجب السياسة الحالية]، ولحماية أنفسهم فإنهم يقولون إن الحالة جاءت من خارج البلاد.
على صعيد آخر، رأى colacode_0812 أن النتيجة كانت تبريرًا لتضييق الخناق على أعمال التجارة الخاصة على الإنترنت من خلال النظام البريدي الدولي:
首先确定是境外输入,然后再来开会讨论要定什么理由好, 这是要打击代购。
في البداية، توصلوا إلى نتيجة أن الإصابة جاءت من الخارج، بعدها تجمعوا ليقرروا طريقة الانتقال. يترتب على هذه النتيجة أن أعمال التجارة الخاصة على الإنترنت ستكون الضحية القادمة للإجراءات التقييدية.
يسخر المدون الشهير @fangshimin من احتمالية أن السلطات قد تستخدم ذلك كذريعة لتفتيش الطرود والبريد الدولي:
国际邮件进入中国都是要经过消杀的,不过只能消杀表面,以后还得一件件拆开了消杀里面,才能万无一失,避免国外反华势力利用邮件传播奥密克戎。 pic.twitter.com/Y2ZB31gM9s
— 方舟子 (@fangshimin) January 17, 2022
يجب تعقيم جميع الخطابات البريدية الدولية قبل توزيعها داخل الصين. ومع ذلك، فإن الإجراءات الحالية مخولة بتعقيم السطح فقط. أمّا في المستقبل، قد يقومون بفتح الطرد وتطهيره من الداخل والخارج؛ للتأكد من أن الجهات المعادية للصين لن تتمكن من نشر أوميكرون من خلال البريد.
أما بالنسبة لمجتمع تويتر المتحدث باللغة الإنجليزية، وجد الكثيرون أن التفسير الذي أصدرته الصين مضحك وسخيف. ومن بين الذين استهزأوا بتلك الأخبار كان الطبيب الكندي ديفيد جيكوبز:
Maybe we should try mailing them democracy and human rights to see if we can spread that to them as well.#China #COVID19https://t.co/8t7gjblwqf
— David Jacobs (@DrJacobsRad) January 17, 2022
ربما نحاول في المستقبل أن نرسل إليهم الديمقراطية وحقوق الإنسان عبر البريد لنرى إن كان بوسعنا نشر ذلك عندهم كذلك.