- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

الصين تهدف إلى محو «أوميكرون» قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية

التصنيفات: شرق آسيا, الصين, حكم, رياضة, سياسة, صحافة المواطن, صحة, الألعاب الأولمبية, كوفيد19, عندما ينخرط الرياضيون في السياسة: الجانب الآخر من أولمبياد بكين 2022

الرئيس الصيني (شي جين بينغ) يتفقد الملاعب الأولمبية قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية مُلقيًا كلمة حول التوقعات والبروتوكولات الصحية المتبعة. لقطة شاشة من قناة (جريدة جنوب الصين الصباحية) على يوتيوب [1].

تستقبل الصين في الأسابيع القليلة المقبلة ما يصل إلى 27 ألف شخص استعدادًا لانطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في الرابع من فبراير/شباط.

الاستعدادات على قدم وساق، فلقد أعدت الصين حرمًا مغلقًا أو ما يُسمى “الفقاعة الأولمبية” [2] لاحتواء انتشار متحورات كورونا إلى بكين، إلا أن هذه الخطة مُعقدة بعض الشيء حيث ظهر متحور “دلتا” ومتحور “أوميكرون” مُؤَخرًا في البلاد ما أثار مخاوف جمة إزاء قدرة بكين على احتواء الفيروس قبل انطلاق الأولمبياد.

أطلقت السلطات حملة موسعة للفحص والاختبار – بعد اكتشاف حالتيّ إصابة محليتين بمتحور “أوميكرون” في مدينة تيانجين التي تبعد 100 كيلومتر عن بكين – وعُثر على 18 حالة مصابة [3] في التاسع من يناير، بجانب اكتشاف [4] 11 حالة مُصابة دون ظهور أعراض واكتشاف عشر حالات أخرى ظهرت عليهم الأعراض في اليوم التالي.

تواجه المدينة موجة ثالثة من الفيروس – وفقًا [5] لمركز تيانجين للسيطرة على الأمراض والوقاية منها – ما يعني وجود حالات إصابة غير مكتشفة بسبب فترة الحضانة التي تتراوح بين 14-21 يومًا، كما لم تُحدد السلطات بعد مصدر العدوى.

محاولات لاحتواء الفيروس

تعيش مدينة تيانجين حالة تأهب قصوى مع اقتراب انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، إذ يصطف سكان المدينة الساحلية – 14 مليون نسمة – لإجراء اختبار الحمض النووي (NAT) [6] ضمن استعدادات الحكومة الصينية لمنع انتشار “أوميكرون” خارج تيانجين، وعليه يُحظر على سكان المدينة مغادرة منطقتهم السكنية وفقًا لتصريحات شبكة “ويبو” الصينية.

بالرغم من جهود الحكومة الصينية المبذولة لاحتواء الفيروس، إلا أن هناك من يتوقع بأن متحور “أوميكرون” سبق وانتقل إلى بكين مثلما وجد طريقه إلى انيانغ [7] في مقاطعة خنان عبر حامل للعدوى قادمًا من تيانجين، فالعاصمة هي الوجهة الأكثر شهرة بين مواطني تيانجين كما أوضح إدوارد تشين:

أغلب الظن أن “أوميكرون” سبق وانتقل إلى بكين، فهي وجهة السفر الأولى للقادمين من تيانجين. ما يزيد عن 15% ممن يغادرون المدينة يتوجّهون إلى بكين مقارنة 0.5% فقط يتوجّه إلى انيانغ، ومع ذلك نقلوا العدوى.

لهذا فإن السلطات في (بكين) على أهبة الاستعداد:

أُغلقت كافة مراكز التدريس والرعاية النهارية والتدريب المهني، بينما غلّقت الجامعات والكليات حرمها الجامعي.

نجحت استراتيجية “صفر-كوفيد” – حتى وقتنا هذا – في احتواء انتشار فيروس كورونا في البلاد. بالعودة إلى مَنْشَأ الفيروس، نجد أن ووهان نجحت في اجتثاث الفيروس في غضون أربعة أشهر – بالرغم من الانتقادات المُوجهة للسلطات حول إجراءات الإغلاق الاستبداديّة المُتبعة [15] – بتعليق جميع خدمات النقل العام ووضع المتاريس وتطبيق الحجر الصحي المنزلي واستخدام نظام التتبُّع الذي يُقيد حركة المواطنين بجانب فرض عقوبات صارمة.

كما نجحت إجراءات الإغلاق التي فُرضت مؤخرًا على مدينة شيان التابعة لمقاطعة شينشي – بداية من الثالث والعشرين من ديسمبر/كانون الأول وعلى مدار ثلاثة أسابيع – في وقف انتشار متحور “دلتا” حيث انخفض عدد حالات الإصابة الجديدة للمحليين من 155 [16] في أواخر ديسمبر/كانون الأول إلى 13 [4] حالة فقط بحلول العاشر من يناير/كانون الثاني.

خيبة أمل المواطنين إزاء الإجراءات

بالرغم من فاعلية التدابير الوقائية في الحد من تفشي كورونا، إلا أن التكلفة الاجتماعية والسياسية باهظة. فلقد أعربت إفادات الشهود على وسائل التواصل الاجتماعي عن خيبة أمل المواطنين [17] – أثناء فترة الإغلاق في مدينة شيان – إزاء تقييد حريتهم وما يعانون من شحّ الطعام ونقص الرعاية خاصة للمُستضعفين من الحوامل والمُسنين ممن يعانون من مشاكل قلبية.

حاولت السلطات – في هذه الأثناء – تهدئة الجماهير إما بتقديم الاعتذارات:

نص البيان الصادر عن حكومة مدينة شيان يقول أن الحادث “أثار قلق المواطنين وكان له تأثيرًا اجتماعيًا بالغًا.”

أو بالقمع:

اعتقلت الشرطة العشرات في مدينة شيان بتهمة نشر “الإشاعات” على الإنترنت بعد أن منعت السلطات المواطنين – البالغ عددهم 13 مليون نسمة – من نشر أي أخبار تُعطي صورة سلبية عن إجراءات الإغلاق الجديدة المُتبعة.

الآن، وبعد أن انتشر متحور “أوميكرون” في الصين، سيُواجه نموذج القمع للبلاد المُتمثل في استراتيجية “صفر-كوفيد” اختبارًا حقيقيًا وفقًا لما أشارت إليه أستاذة الاقتصاد السياسي – شيرلي زي يو.

رُصد “أوميكرون” في تيانجين. هذا هو الاختبار الحقيقي لاستراتيجية “صفر-كوفيد” التي تتبعها الصين، لأن التكلفة الاجتماعية ستكون – وبكل تأكيد – باهظة مقارنة بما سبق نظرًا لطبيعة المتحور. يفصلنا أقل من 30 يوم عن انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية … هل بإمكان الصين اجتثاث “أوميكرون”؟!


للمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع، رجاء تصفح تغطيتنا الخاصة: عندما ينخرط الرياضيون في السياسة: الجانب الآخر من أولمبياد بكين 2022 [25]