إنّ رغبة السنغال في الفوز بكأس الأمم الإفريقية الشّهيرة، كتأكيد على كونها قوّة عُظمى قارّية، قد استعصت على الفريق لفترة طويلة جدًا. غير أنّ المُشجّعين يأمَلون هذا العام بأن تُصبح الصّعوبات التي اعتادوا على مُواجهتها في البطولة شيءً من الماضي، بالاقتراب بصعوبة من نهاية افتقارهم للألقاب.
في الثالث من فبراير/شباط، اتّخذ “أُسود التيرانغا” خطوة مُهمة لإنهاء بحثهم عن الكأس المرغوبة بشدّة بعد وصولهم الى نهائي كأس الأمم الإفريقية للمرّة الثالثة في التاريخ، كما قد تأهّلوا أيضًا إلى النهائيات سَنتَي 2002 و2019.
بعد الهزائم المؤلمة أمام الكاميرون والجزائر على التوالي، ستواجه الدولة الافريقية الغربية خصمًا آخر من شمال إفريقيا، حيث يواجه أبطال مصر في النهائي في ملعب أوليمبي الكاميروني في السادس من فبراير/ شباط.
قد تكون أعظم سنة في تاريخ البلاد، لحظة لطالما انتظرَتها الأُمّة بأكملها. كانت الاحتفالات بعد الانتصار على بوركينا فاسو في نصف النهائي هذا العام مجرّد لمحة عن مدى سعادة المشجّعين السنغاليّين في حال فوز فريقهم في النهائي:
Semifinal mood for #TeamSenegal 🥳 pic.twitter.com/BjyEKBnUvw
— B/R Football (@brfootball) January 30, 2022
مزاج نصف النهائي لفريق السنغال
Rond point Yoff 🔥#TeamSenegal ❤️ pic.twitter.com/4km8pSN9mX
— MLD 🇸🇳 (@mamadoulemind) February 2, 2022
قال صحفي كرة القدم السنغالي “سايكو سيدي” المتواجد في الكاميرون لتغطية دورة “مجموعة مستثمري ايميديا” للأصوات العالمية:
This can be our year. I think that since 2017, we have been asking if it is the right time. But there is more hope for this year. The main strength of the team this year is their spirit of togetherness. The entire nation is behind this team. We have never seen such support in the previous years and it shows they want to win this trophy.
يمكن أن يكون هذا عامنا. أعتقد أننا كنا نتساءل منذ عام 2017 ما إذا كان هذا هو الوقت المناسب. لكن، هناك أمل أكبر هذا العام. إن نقطة قوة هذا الفريق هذا العام هي روح الجماعة. إن الشعب ككل يقف خلف هذا الفريق. لم نشهد قط مثل هذا الدعم في السنوات السابقة وهو ما يبين رغبتهم في الفوز بهذه الكأس.
شفاء جروح الماضي
تميز منتخب السنغال 16 مرة خلال مشاركته في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تُقام كل سنتين ولم يخسر منذ عام 2000 سوى في نُسختين (2010 و2013)، وتُصنف السنغال حاليًا كأفضل دولة على مستوى القارة في كرة القدم مع أنهم لا يملكون أي لقب يؤكد على ذلك.
على الرَغم من كونهم عبئاً ثقيلاً على كرة القدم الإفريقية، ظلّ أُسود التيرانغا تحت ظِل منافسيهم الأكثر نجاحًا وهم نيجيريا، ساحل العاج، وغانا الذين فازوا بالكأس مرتين على الأقل.
على مَر السنوات، أصبحت السنغال مُعتادة على الفشل، لكن سايكو يعتقد أن الفوز بكأس الأمم الإفريقية “سيُخرج السنغال من الظّلام” كما سيعني الكثير لمشجعيهم حول العالم:
Senegalese fans are not the only people expecting Senegal to win the trophy. Many African nations believe Senegal has to be compensated because they deserve it. It would be a big relief. It would be a perfect reward to all the previous generations who fought hard to ensure football in Senegal attains this height. Our prayer is to see this current generation win the trophy. They are reaping the fruit of what they planted.
ليس المشجعون السنغاليون وحدهم من يتوقعون فوز السنغال باللقب، بل تعتقد الكثير من الشعوب الإفريقية أن السنغال تستحق أن يتم تعويضها عن ذلك. سيكون ذلك مصدرًا كبيرًا للراحة. سيكون ذلك بمثابة مُكافأة مِثالية لجميع الأجيال السابقة التي كافحت بجدّ من أجل ضمان وصول كرة القدم في السنغال إلى هذا المستوى العالي. دعواتنا أن نرى هذا الجيل الحالي يفوز باللقب. إنهم يجنون ثمار ما زرعوه.
كسر لعنة الأجيال؟
مثلت الكثير من الأجيال ذات اللاعبين المحترفين السنغال، لكن خساراتهم هي ربما مجرد قوّة تُحفّز الفريق الحالي. قال الحجي ضيوف الحاصل على لقب أفضل لاعب إفريقي مرتين، والذي لعب في نهائيات 2002، الشهر الماضي للاتحاد الافريقي لكرة القدم:
It’s hard. When you look at the generations of [talent] that have come and gone in the national team, it’s unbelievable that we haven’t yet managed to win the trophy. But I am convinced when Senegal wins their first trophy then it would be very difficult to dislodge them from the top.
إنه أمر صعب. عندما ترى الأجيال ذات [المواهب] التي قدِمت إلى المنتخب الوطني وغادرته، إنه أمر غير معقول أننا لم ننجح حتى الآن في الفوز باللقب. لكنني على يقين بأنه سيكون من الصعب إزاحة السنغال من القمة بعد الفوز بأول لقب لها.
إن ضيوف على ثقة من فُرص السنغال في الفوز، وقد أكّد على أن أي شيء غير ذلك سيكون فاجعًا، في ضوء حقيقة امتلاكهم مثل هذا الفريق الموهوب. كما أن بحوزتهم أعظم الأوراق الرابحة في كرة القدم الإفريقية مع إدوارد ميندي من نادي تشيلسي في حراسة المرمى، خاليدو كوليبالي من نادي نابولي في قلب الدفاع، إدريسا غي من نادي باريس سان جيرمان في خط الوسط، وساديو ماني يقود الهجوم.
Sadio Mané has three goals and two assists in six AFCON games for #TeamSenegal ✨ pic.twitter.com/d5uCMxMugm
— B/R Football (@brfootball) February 2, 2022
كان لـساديو ماني ثلاثة أهداف وتمريرتان حاسمتان لصالح المنتخب السنغالي في ستة مباريات من بطولة كأس الأمم الإفريقية
كان ساديو ماني، لاعب هجوم نادي ليفربول، أبرز لاعب في فريقه خلال البطولة، حيث سجل أكبر عدد أهداف (3) وصنع تمريرتين حاسمتين. كما ساعد ناديه على انهاء انتظار طال لمدة 30 سنة للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز والفوز بدوري أبطال أوروبا مع ريدز في عام 2019. وقد حقق صاحب 29 عاماً العديد من الألقاب على مستوى النادي، لكن الفوز بالكأس مع السنغال كان صعب المنال.
وضّح سايكو:
Having a player like Sadio in your team is hugely beneficial. [He] has always had an impact. If we [have been] able to get to this stage of the competition, it is thanks to him. We can really count on him to win this trophy.
إنّ تواجد لاعب مثل ساديو في فريقك هو أمر مُفيد على نحو هائل. [هو] لطالما كان له تأثير. إن قدرتنا على الوصول إلى هذه المرحلة من المنافسة هي بفضله. يمكننا حقًا الاعتماد عليه للفوز بهذا اللقب.
كان سقف التوقعات بشأن كأس الأمم 2021 لهذا السبب عاليا جدا، على الرغم من بعض قلة المؤشرات التي تؤكد امكانية تحقق مثل هذه التوقعات. كانت السنغال ضعيفة بشكل غريب في المباراة الافتتاحية للمجموعة الثانية أمام زيمبابوي، واحتاجت الى ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع للتغلب على المحاربين من أجل بداية ناجحة. بعد تعادلين بدون أهداف أمام غينيا ومالاوي، انتهى الأمر بهم في الصدارة بين مجموعتهم دون هزيمة أو تنازل.
عملوا بعد ذلك بجد خلال مرحلة الاقصاء في التصفيات، وتعززت ثقتهم حين تفوقوا على منتخب الرأس الأخضر المكون من تسعة لاعبين (2-0)، وتغلبوا بجدارة على غينيا الاستوائية (3-1) في مباراة ربع النهائي، ثم أقصوا بوركينا فاسو (3-1) للزئير في النهائيات.
يضيف سايكو:
I’m not surprised we reached the final. We have a good squad with most of our players on the books of most top European clubs. […] Our objective has always been to win the trophy.
لست متفاجئا من وصولنا الى النهائيات. نحن نملك فريقا جيدا ومعظم لاعبينا ينشطون في الأندية الأوروبية الكبرى. […] لطالما كان هدفنا الفوز باللقب.
حتى هذه اللحظة، اجتازت السنغال الصّعاب. نظرا للعديد من حالات كوفيد-19 المسجلة في المنتخب، فقد لعبوا نصيب الأسد من مبارياتهم دون معظم اللاعبين الأساسيين، بينما تم استبعاد آخرين بسبب الاصابات. كما كان هناك صراع بين اتحاد كرة القدم السنغالي وواتفورد، أحد نوادي الدوري الإنجليزي الممتاز، بشأن إطلاق سراح إسمايلا سار، الذي كان له تأثير مباشر، على الرغم من وصوله إلى منتصف المنافسة.
جائزة سيسيه؟
يمكن القول إنه لا يوجد شخص يريد فوز السنغال بكأس الأمم الافريقية أكثر من أليو سيسيه.
في عام 2002، كان القائد السابق لأسود التيرانغا أحد اللاعبين الذين أضاعوا ركلة جزاء من ركلات الترجيح في النهائي عندما خسروا أمام الكاميرون حاملة اللقب. بعد 13 عاما، تم تعيينه مدربا للمنتخب الوطني السنغالي، ومنذ ذلك الحين، ساعدهم في أن يصبحوا الجانب المهيمن — لكنه لم يَسلم من النقد طوال السنوات.
تضخّمت التساؤلات حول مدى مُلاءمته للوظيفة بعد الخروج السابق لأوانه من ربع نهائي بطولة 2017، عندما خسر الفريق أمام الكاميرون، وفي عام 2019 عندما خسروا أمام الجزائر. على الرغم من أن سيسيه كان قادرًا على كسب قلوب بعض النقاد، إلا أنه سيدافع عنه في حال فوز السنغال بكأس الأمم الإفريقية على الأراضي الكاميرونية.
يرى سايكو أن “أكبر كابوس لسيسيه كان ضد الكاميرون، وبالتالي سيكون الفوز [بالكأس] في الكاميرون أمرًا جيدًا. [سيكون] ذلك بمثابة مكافأة له.” كما ستكون كذلك جائزة للاعبين الذين عملوا بجد، وللعديد من المشجعين السنغاليين حول العالم الذين يرغبون في رؤية المنتخب يحقق قدراته.