- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

أذربيجان تلتزم الصمت بشأن الأزمة الأوكرانية مع زيارة الرئيس علييف إلى موسكو

التصنيفات: أذربيجان, أوكرانيا, روسيا, الإعلام والصحافة, حروب ونزاعات, حكم, سياسة, صحافة المواطن, علاقات دولية, الغزو الروسي لأوكرانيا

لقطة شاشة من تقرير مصور [1] لوكالة الأنباء الرسمية أزرتاج يظهر فيه الرئيس إلهام علييف والسيدة الأولى مهريبان علييفا أثناء وصولهما إلى موسكو في 21 فبراير / شباط 2022.

بعد أن وقّع [2] فلاديمير بوتين في 21 فبراير / شباط مرسومه الشائن الذي اعترف فيه باستقلال ما يسمّى بجمهوريتَي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين في أوكرانيا، وأمر القوات الروسية بدخول تلك المناطق الانفصالية لتنفيذ ما وصفه “بمهام حفظ السلام”، أخذ رؤساء الدول الغربية يدلون [3] بتصريحات تدين هذا القرار. لكنّ دولةً واحدة بقيت صامتة هي أذربيجان.

ففي اليوم نفسه، كان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والسيدة الأولى مهربان علييفا في زيارة رسمية [4] إلى موسكو حيث استقبلهما حرس الشرف ونائب وزير الخارجية الروسي. وكانت وزارة الخارجية الأذربيجانية ملتزمة الصمت أثناء الزيارة حيال التصعيد، شأنها شأن معظم وسائل الإعلام الأذربيجانية الموالية للحكومة.

تجدر الإشارة إلى أن خبر زيارة الرئيس علييف إلى روسيا صدر [5] أولاً عن المكتب الإعلامي في الكرملين. وحتى مع عدم صدور أي تصريحات رسمية حول تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، والتزام وسائل الإعلام الصمت بهذا الشأن، كان النقاش جاريًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول زيارة علييف، حيث انتقد البعض هذه الخطوة وأعرب البعض الآخر عن دعمهم لأوكرانيا ووضعوا العلم الأوكراني في صور ملفاتهم الشخصية.

في اليوم التالي، أي في 22 فبراير / شباط، وبدلاً من إصدار أي بيان رسمي، ذكرت تقارير [6] أن الرئيس الأذربيجاني زار ضريح الجندي المجهول في موسكو قبيل موعد اجتماعه المقرر مع بوتين.

وكان تصريح عضو مجلس النواب الأذربيجاني، إلمان نصيروف، من حزب أذربيجان الجديدة الحاكم، الذي جاء في وقت متأخر من بعد ظهر يوم 22 فبراير / شباط، أقرب ما يكون إلى البيان، حيث قال إن القرار الذي أعلنه الرئيس بوتين الليلة الماضية ليس مستغربًا البتة. ونقلت إذاعة راديو الحرية الأذربيجانية عن النائب قوله [7]: “على حد ما جاء في خطابه إلى الشعب الروسي، في ظل الوضع الراهن، اضطر (الكرملين) إلى اتخاذ هذه الخطوة بسبب قضايا أمنية”.

كان نصيروف يتحدث عن ادعاء بوتين بحماية أمن سكان دونباس. ومنطقة دونباس الواقعة في شرق أوكرانيا أشبه بقنبلة موقوتة بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2014 [8]. فبحسب [8] مجموعة الأزمات الدولية، “إن الحرب تضع القوات الحكومية الأوكرانية في مواجهة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا من أجل السيطرة على القسم الأكبر من المنطقتين الصناعيتين دونيتسك ولوهانسك، المعروفتين أيضًا باسم دونباس.”

منذ شهر واحد فقط، ذهب الرئيس إلهام علييف في زيارة رسمية إلى أوكرانيا وقّع خلالها الرئيسان إعلانًا مشتركًا ينص على “دعم وحدة الأراضي في كلا البلدين والرغبة في مواجهة التهديدات المختلطة بشكل مشترك”، وفق ما نقلته [9] وكالة رويترز. وخلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد بعد التوقيع على الإعلان، نقلت [9] الوكالة عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله إن الإعلان أعاد التأكيد على “رغبة الطرفين في ضمان السلام والاستقرار في منطقة البحر الأسود وبحر قزوين وخارجها”.

وبحسب المكتب الإعلامي للكرملين، ناقش الرئيس علييف مع الرئيس الروسي بوتين في 22 فبراير/شباط “مجموعة كاملة من المسائل المتعلقة بتطوير العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية بدرجة أكبر بين البلدين”. وأضاف [5] البيان الصحفي أنه “من المقرر أيضًا مراجعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة في 9 نوفمبر / تشرين الثاني [10] 2020 و11 يناير / كانون الثاني [11] 2021 و26 نوفمبر / تشرين الثاني [12] 2021 بشأن ناغورنو كاراباخ بين رؤساء روسيا وأذربيجان وأرمينيا، بما في ذلك التدابير الآيلة إلى استئناف العلاقات في مجال النقل والاقتصاد في جنوب القوقاز. وبعد المحادثات، سيوقع الطرفان إعلانًا بشأن تفاعل بين الحلفاء سيرفع العلاقات بين روسيا وأذربيجان إلى مستوى التحالف”.

لكنّ محتوى الاتفاقية بقي بمعظمه خفيًا على عامة الشعب إلى أن وقّع [13] أخيرًا الرئيسان على الوثيقة المكونة من 43 مادة [14].

ويُذكر أن الدبلوماسي الأذربيجاني السابق ناهد جعفروف كان قد كتب عبر صفحته الشخصية على فيسبوك [15]، قبيل الاجتماع بين الرئيسين، أن سياسة أذربيجان الخارجية غير الملائمة أدت إلى الاعتماد المفرط على روسيا في البلاد.

Azerbaijani state does not have a sound foreign policy. There is a foreign policy led by Ilham Aliyev's policy. This policy is unsuitable for the people and the state of Azerbaijan. It is suitable only for the leadership of Ilham Aliyev. He engages with countries like Russia to protect his leadership.

لا تمارس الدولة الأذربيجانية سياسة خارجية سليمة. سياسة إلهام علييف الخارجية لا تلائم الشعب ولا دولة أذربيجان، بل تناسب رئاسة إلهام علييف وحسب. فهو يتعامل مع دول مثل روسيا لحماية منصبه فحسب.

موقف جعفروف شاركه السجين السياسي السابق ورئيس منظمة محلية غير حكومية تعمل في مراقبة الانتخابات، أنار محمدلي، حيث كتب [16]: “يجب أن نقبل أن اتفاقيات الشراكة الموقعة بين الدول المحكومة من أنظمة استبدادية لا تعني شراكة مبرمة بين الدول، بل اتفاقيات مبرمة بين الأنظمة الحاكمة. وطالما تغيب الأنظمة السياسية التعددية المنتخبة عن دول مثل روسيا وأذربيجان، سنشهد المزيد من الاتفاقيات المماثلة”.

مع ذلك، لم تتبدل الآراء عن الاتفاقية بشكل يُذكر بعد التوقيع على الوثيقة. ففي حديث [17] عبر راديو أزادليك، وهي الإذاعة الأذربيجانية من راديو الحرية، قال الصحافي والمحلل السياسي رؤوف ميركاديروف إن ” أذربيجان أيّدت مبدئيًا سياسة روسيا الخارجية ليس بذهابها إلى موسكو فحسب، بل أيضًا بتوقيعها على الوثيقة”. وأضاف أن موسكو هي التي خططت لزيارة علييف لتُظهر لبقية العالم أنه ثمة قادة أجانب ما زالوا يدعمون بوتين.

جدير بالذكر أيضًا أنه خلال اللقاء بين الرئيسين، امتنع الرئيس إلهام علييف عن الإدلاء بأي تصريح أو تعليق مباشرة حول التصعيد الأخير بين روسيا وأوكرانيا، وذلك لسبب وجيه. فاعتبارًا من 22 فبراير / شباط، وبموجب الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، “يمتنع كلا الطرفين عن أي أعمال، بما فيها تلك المنفّذة عبر دول ثالثة، موجهة ضد أحدهما الآخر”.


للمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع، تصفح تغطيتنا الخاصة بالغزو الروسي لأوكرانيا [18].