اليوم العالمي للمرأة، لنقف معًا ضد العنف

International Women's Day logo, public domain.

شعار يوم المرأة العالمي، ملكية عامة

تقوم الأحداث الاحتفالية حول العالم سنويًا يوم الثلاثاء 8 مارس/آذار، اليوم العالمي للمرأة. يهدف موضوع هذا العام لكسر التحيز وتصور عالم خالٍ من التحيز والصور الشكلية والتمييز. بينما تقدم هذه العطلة الأمل للمساواة بين الجنسين، تعتبر أيضًا تذكرة لظاهرة العنف الوجودية ضد المرأة ويجب الحديث عنها بشكل أساسي.

تحتفل نيبال باليوم العالمي للمرأة بأحداث كبيرة وشعبية تترأسها النساء. تحصل النساء على يوم عطلة، ويظهر موظفو الحكومة في الحشد للإدلاء بتصريحات حول تعهد الدولة بالمساواة بين الجنسين، الغناء والرقص وشعور بإخضاع الشارع، ويجتمع مئات الغرباء في مسيرة ساحقة من الأخوات؛ مع الشعور بالحرية، ولكنه مختلف أيضًا بشكل ملحوظ عن بقية العام عندما يصعب نيل ذلك النوع من الحرية.

لا يزال المجتمع في نيبال مجتمعًا محافظًا وذكوريًا، رغم امتلاكها لقوانين متقدمة؛ فالتحرش في كل مكان، ولا يعد السير أو استخدام وسائل النقل العامة في الليل آمنًا للنساء والفتيات؛ هذا هو سبب كون اللجوء إلى الشارع، حتى لو ليوم واحد، أصبح نشطًا جدًا. إن أشكال العنف منتشرة على نحو غير مكبوح في نيبال، لتشمل الاغتصاب وتعدد الزوجات والعنف المنزلي، هناك قبول لهذا التصرف كونه مجرد جزء من الثقافة، فضلاً عن نقص الوعي الذي يقيد الاعتداءات الجسدية أو اللفظية.

وفقًا لبيانات صادرة عن شرطة نيبال، تم الإبلاغ عن إجمالي 4773 حالة عنف بين النساء والأطفال في فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر في 2021، 88% منها عنف منزلي أو اغتصاب. بالرغم من وجود قوانين في المنطقة لحماية النساء، إلا أنهن غير مدركات لحقوقهن أو خائفات من الذهاب للشرطة.

تتعرض الأرامل، البالغ عددهن حوالي نصف مليون امرأة في نيبال، للهجوم بشكل خاص. يواجهن وصمة عار وتمييز مروع. في غياب الزوج يواجهن تحديات متعددة للابتعاد قليلاً عن سبل الفقر، كالحصول على إذن قانوني للوصول إلى ملكية الزوج الميت.

بينما يحتشد الناس حول العالم للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ينبغي علينا أن نفكر مليًا حول وضع المرأة خلال 364 يوم الأخرى من العام، وأن نتضافر سويًا لتحقيق المساواة الحقيقة للمرأة في المجتمع، التي تبدأ بالتحرر من العنف.

صورة من  5K Fun Run نيبال، اليوم العالمي للمرأة، 2019، من قبل أوباسانا رانا، الصورة مستخدمة بتصريح.

بصفتي جزء من تحالف من آلاف نشطاء حقوق النساء حول العالم، أؤيد معاهدة عالمية لإنهاء العنف ضد المرأة والفتيات باعتبارها خطوة حاسمة للأمام. ستوفر المعاهدة الجديدة الحماية ليس فقط للناجيات أو الضحايا، بل أيضًا لناشطات خط المواجهة الأول بتزويدها بتعريفات موحدة لما يرتقي أن يكون عنفاً ضد النساء والفتيات، وتقديم تدريب للشرطة والقضاة والرعاية الصحية عن كيفية التعرف ومعالجة هذه الحالات. ستوحد مقاييس إعداد التقارير، وتعزز المساءلة. إذا امتلكت المعاهدات العالمية الأخرى أية إشارات أخرى، فإن لهذه المعاهدة إمكانية تحفيز التمويل الضروري لضمان التنفيذ السليم لتلك التدخلات المعادية للعنف، كيلا تبقى مجرد حبر على ورق.

كانت شبة القارة الاسيوية الجنوبية موطنًا لحركة حقوق المرأة النابضة بالحياة لآلاف السنين، ولكن لا يوجد إطار قانوني إقليمي يحمي النساء والفتيات من العنف عكس أوروبا والأميركتين وأفريقيا، مما يجعلهن معرضات له بشكل خاص، عانت أكثر من 37% من النساء في آسيا الجنوبية من العنف على يد شركائهن.

كان لانسحاب الولايات المتحدة وعودة طالبان تأثير مدمر على النساء والفتيات في أفغانستان، أما في بنجلاديش فإن ما يزيد على 70% من النساء المتزوجات أو الفتيات قد واجهن شكلاً من أشكال إساءة معاملة الشريك الحميم، وتبقى باكستان هي الدولة السادسة الأخطر في العالم بالنسبة للنساء، وتُغتصب امرأة كل 90 دقيقة في سريلانكا، بدون أي عواقب قانونية في الواقع.

في 8 مارس/آذار ينبغي إن نقيم تحالفات بين الدول لرسم خط ضد العنف، يجب ألا نحافظ على المعايير والتقاليد الضارة بالنساء، نحن نحتاج إلى المعايير الدولية لكيلا يكون هناك ارتباك حول كيفية وقف العنف المنزلي والاغتصاب وضروب الاعتداء الأخرى.

أعمل مع الناجيات، استمع لقصصهن، أحيانًا أتمكن من مساعدتهن لاجتياز الأزمة، وأحيانًا يتملكني شعور غامر بالعجز، وفي كلا الحالتين فالمخاطر التي تتعرض لها الناشطات ضخمة، فنحن نحتاج القانون الدولي ليدعمنا.

نحتاج تغييرًا ذو هدف إذا أردنا أن نكسر التحيز ونحدث المساواة بين الجنسين حقًا. على الرغم من اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد إنجازات المرأة، تتواجد الصور الشكلية بين الجنسين والتمييز في كل مكان: في الأديان والثقافات والأعراق، لا استثناء. يجب أن تعكس المعاهدة الجديدة قيمًا عالمية ستؤسس معاييرًا متفقًا عليها لحماية النساء والفتيات من العنف.

إن المسيرات ومسرح الشارع والتجمعات الشعبية التي تشرف صلاتنا كنساء ليست سبلاً سيئة لتمييز اليوم العالمي للمرأة، ولكن يومًا واحدًا ليس كافيًا، حيث تُنتهك حقوق النساء بقية العام. سنمتلك شيئًا حقيقيًا لنحتفل به عندما لا يكون هناك عنف ضد النساء والأطفال.

أوباسانا رانا مديرة عامة لبرنامج “نساء من أجل حقوق الإنسان في نيبال”، واحدة من مجموعة منظمات تقود المؤتمر القادم، صدى من آسيا الجنوبية إلى العالم: المعايير العالمية للتصدي للعنف ضد النساء والفتيات، الذي سيعقد في العاصمة كاتماندو في 15 و16 من آذار/مارس.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.