في يوم الأطباء في تركيا يضربون عن العمل

صورة من فيديو شاركته الرابطة الطبية التركية من يوم 14مارس / آذار الذي يوافق يوم الأطباء في تركيا.

تحتفل تركيا في 14 مارس / آذار بيوم الطب والمعروف أيضًا بيوم الأطباء. وبمناسبة العطلة أعلن العاملون في دوائر صحة المدينة نيتهم الإضراب لمدة يومين في جميع أنحاء الدولة اعتبارًا من اليوم الرابع عشر بالرغم من تحذيرات مسبقة من وزارة الصحة ضد الاحتجاجات، وأشار العمال إلى ظروف العمل السيئة وانخفاض الأجور والعنف المتزايد ضد ممثلي المؤسسات الطبية.

تصاعد معدل هجرة متخصصي الصحة بشكل خطير في السنوات الأخيرة بحثًا عن فرص أفضل، مما يسلط الضوء عن الحال البائس في البلاد. ففي السنوات العشر الأخيرة غادر البلاد ما يقرب من 4 آلاف طبيب وفقًا للرابطة الطبية التركية باعتبارها مؤسسة مستقلة طبية وصحية ومهنية.

أشار الرئيس رجب طيب أردوغان خلال خطاب اليوم العالمي للمرأة إلى قضية هجرة العاملين بالصحة بقوله “دعوهم يغادروا إن أرادوا الرحيل” ولكن لم تقدم كلماته شيء سوى مفاقمة الاستياء. واقترح تانر إشبير، عمدة أحد الأحياء وأحد أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة جوروم، بإسقاط جنسية العاملين في المجال الطبي المهاجرين عبر تغريدة سرعان ما حذفها بعد انتقادات.

قام الرئيس أردوغان بتغيير نبرة حديثه في يوم الأطباء، معبرًا عن امتنانه للعاملين في مجال الصحة مع الوعد بزيادة الأجور والاهتمام بحالات الاعتداء المذكورة.

لم يكن هذا الإضراب الأول للعاملين في مجال الصحة، فقد عبروا عن استيائهم منذ أكتوبر/ تشرين الأول للعام 2021 نتيجة ظروف العمل الرديئة، والصعوبات الاقتصادية الناتجة عن التضخم الشديد وانخفاض قيمة العملة، ثم تزايد حالات الاعتداء على الأطباء. وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي تظاهر العاملين في مجال الصحة من اسطنبول إلى أنقرة للفت الانتباه إلى ظروف العمل القاسية التي يواجهها الأطباء خلال الوباء من ضمنها المناوبات طويلة والصعوبات الاقتصادية وتعرضهم للسرقة، ووقع أيضًا إضراب آخر في فبراير / شباط 2022.

وفقا للدكتورة شيبنام كورور فينجانجي رئيسة الرابطة الطبية التركية، “إن انخفاض مستوى المهنة على مرور السنوات العديدة منذ بداية حكم حزب العدالة والتنمية هو السبب في ابتعاد الناس عن المهن الطبية في تركيا”، علاوة على المرتبات المنخفضة.

وذكرت الرابطة الطبية التركية في بيان أصدرته في 14 مارس / آذار: “في هذا الصدد، يتبين للجميع أن النظام الصحي أصبح معطلًا، وأن صحة المجتمع تتدهور يومًا بعد يوم وأن الحصول على الرعاية الصحية صار أصعب. فنحن نعمل في بيئة حيث النظام الصحي غير مستدام، مقابل أجور منخفضة مثقلين بالأعباء، تحت تهديد الاعتداء والإهمال الطبي. نحن في زمن اعتبر فيه عملنا وشرف المهنة بلا قيمة.

وفي غضون ذلك، لا يزال بعض المسؤولين في حالة انكار.

خاطب دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة القومية، وهو في ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، أعضاء حزبه في جلسة 15 مارس / آذار منكرا مشكلة هجرة الأطباء للخارج. بل اتهم الرابطة الطبية التركية بنشر الأخبار الكاذبة. “الآن تقول الرابطة أن أطباءنا يغادرون تركيا” وهم لا يعلمون شيئا عن أطبائنا الذين تنبض قلوبهم بحب وطنهم وأمتهم فهم لا يغادرون ولا يخططون للهجرة. إذا كان هناك أي أحد يجب أن يغادر هذه البلاد فهم حفنة الانفصاليين في إدارة الرابطة الطبية التركية. دعهم يذهبون، ودعهم يغادرون بلا عودة وإذا غادر أي شخص آخر فالأمرلا يعني غيرهم”. وقد أدلى بهجلي بملاحظات مشابهة على مر السنوات الماضية. ففي سبتمبر / أيلول 2020 قال رئيس الحزب بأن الرابطة التركية كيان خطير ينشر المعلومات بغرض التهديد.

وعلى الرغم من الوعود الجديدة التي قدمها الرئيس أردوغان في يوم الأطباء، إلا أن الأطباء المتظاهرين أعلنوا استمرار احتجاجهم حتى تلبية مطالبهم.

نريد خطوات ملموسة، لا الهاءات: وتستمر المقاومة.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.