- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

هل نعيش في فقاعة أخبار من صنعنا؟

التصنيفات: أوكرانيا, تركيا, روسيا, الإعلام والصحافة, حروب ونزاعات, صحافة المواطن, الجسر, الغزو الروسي لأوكرانيا
فقاعة معلومات, نوسيل على Flicker بواسطة Monceau (CC BY-NC 2.0)

‘ii – فقاعة معلومات، نوسيل’ [1] على فليكر من قبل Monceau [2]. [3] استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي نسب المصنف – غير تجاري (CC BY-NC 2.0) [4]

عندما قامت روسيا بغزو أوكرانيا في 24 فبراير / شباط لجأتُ إلى أصدقائي في أوكرانيا، معظمهم من الصحفيين أو العاملين بالأمن الرقمي، إضافة إلى منصات إعلامية أوكرانية محلّية ومراسلين عالميين كنت أتابعهم على تويتر لمعرفة المستجدات. وضعتُ قائمة لهذه الحسابات [5] وشاركتها مع الآخرين، خصوصًا الجديدين على المنطقة، أو ببساطة الذين لا يعلمون من أين البداية، كانت تلك حساباتٍ تقوم بمشاركة التطورات باللغتين الإنجليزية والروسية.

أمسكت بزمام الأمور كوني أتكلم الروسية، استطعت متابعة مواقع أخبار مستقلة باللغة الروسية (أجل، ما زال هنالك القليل منهم) ومشاركة تغطيتهم بترجمتها إلى الإنجليزية. ساعدني أيضًا كوني أتحدث التركية، كنت قادرةً على متابعة تصريحات أنقرة بناءً على موقفها من الحرب الدائرة. لكن كان الأمر كذلك حتّى أجريت محادثة مع نادلٍ في حدثٍ محلي هنا في تركيا عندما أدركت أنني كنت أعيش في فقاعةٍ من المعلومات.

هذا لا يعني أنني لست على درايةٍ بالمجتمع الذي تابعت وقرأت وشاركت قصصًا معه. ما أمتلكه أنا والكثير من زملائي في المهنة يُعد امتيازًا ولعنة. في مقدورنا متابعة الأخبار بلغاتٍ عديدة والتوصّل إلى نتائج، واختيار ما سنقوم بمشاركته وما نقوم بتصنيفه على أنه معلومات مضللة، ويمكننا أن نشير إلى حسابات تقوم بمشاركة قصص متحيّزة. في هذه الحرب يوجد الكثير من ذلك.

المحادثة التي أجريتها مع ذلك الشخص الذي كان على يقين بأن روسيا بالفعل تقوم بالدفاع عن نفسها [6] وبإنقاذ الشعب الأوكراني -الأمر الذي كان السردَ المهيمن [7] في الإعلام الموالي للكرملين [8]- أدهشتني. عندما سألته لما يعتقد ذلك، أخبرني أن ذلك ما قرأه على وسائل الإعلام، وعندما سألته عن أي وسائل إعلام، قال لي سبوتنيك [9]، روسيا اليوم [10] وبعض وسائل أخرى. بينما قامت أوروبا بحظر [11] هذه المنصات التي تمتلكها الحكومة الروسية من البث داخل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لا يزال الوصول إليهم في تركيا ممكنًا.

حاولت قدر استطاعتي أن أشرح له أن ما تفعله روسيا في أوكرانيا عبارة عن غزو، وليس أي غزو، لكن غزو دولة مستقلة ذات 44 مليون نسمة. أن هذه الحرب تقتل المئات [12] من الناس. كان ذلك الشخص متفاجئًا وقال لي: “لكن لم يكن هنالك أي بلاغات عن خسائر، الروس يستهدفون أماكن عسكرية فقط”.

لأن ذلك ما كان يقال في الأخبار التي كان يقرأها، أو التي كان يختار قراءتها بسبب عدم الثقة بمنصات الإعلام التركية (التي يمتلك [13] عددًا كبيرًا منها رجال أعمال معروفون بارتباطهم الوثيق مع الحكومة) وبسبب معتقدات سياسة.

كونه يساريًا، كان ذلك الشخص متأكدًا بأن الخطأ يكمن في السرد المهيمن [14] للعالم الغربي الإمبريالي الرأسمالي، الولايات المتحدة وحزب الناتو على وجه الخصوص. لم تكن تلك المرة الأولى التي أسمع فيها ذلك الانتقاد، وهذا المقال ليس عن اليسار أو اليمين، أو نظريات المؤامرة المعادية لحزب الناتو الشائعة [15] في تركيا (يا للخسارة، يستدعي هذا بحثًا مفصّلا). هذه مجرّد محاولة لأعكس كيف أننا نحن الصحفيون العالميون، الكتّاب، والمحللون، عالقون داخل فقاعتنا الخاصة من الصحفيين، والكتّاب، والمحللين، الذين يمتلكون نفس الفكر، ونسينا أنه حتى باختصار إذا كان ما نقوم بقراءته ومشاركته ومناقشته هو ليس ما يقوم الآخرون بفعله.

قد يقول أحد ما يقرأ هذا المقال “تحدثي عن نفسك” وسيكون ردّي على ذلك: بالطبع، ذلك ممكن أيضًا ولهذا أردت أن أكتب هذا الانطباع الشخصي، عندما تكون من المنطقة وتعرف السرد السياسي حق المعرفة، وعندما تكون قد قضيت السبع أيام الماضية على تويتر تقرأ وسائل إعلام مثل إيكو [16] موسكوفي [16]، ونوفايا غيزتا [17]، ودوزد [18]، وميدوزا [19]، وكييف اندبندنت [20] وعدد لا يحصى من وسائل الإعلام التي تنقل الحقائق التي تجري على الأرض مع بعض التذكيرات هنا وهناك حول الأمور التي (لا) تتحدث عنها وسائل الإعلام الروسية  [21]، ربما يكون قد انتهى بي المطاف داخل تلك الفقاعة وحدي.

بالعودة لذلك الحدث المحلي، بعد تبادل الحديث لبعض الوقت مع النادل، شعرت (أو قد يكون ذلك توقعًا ساذجًا مني) أنني استطعت تغيير تفكيره، حتى ولو لتلك الساعات القليلة. التفكير بأن هذه الحرب ليست بين روسيا وأوكرانيا فحسب، ولكنها حرب بين الخير والشر.

لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، اطلعوا على تغطيتنا الخاصة للغزو الروسي لأوكرانيا [22].