نجم البوب التركي يغني “سيمضي ذلك أيضًا”

لقطة شاشة من الأغنية المصورة التي أصدرها تاركان في السابع عشر من شباط/ فبراير

أطلق تاركان أحد نجوم البوب الكبار في تركيا أغنية مصوّرة جديدة في السابع عشر من شباط/ فبراير. أعلن المغنّي عن نشر الفيديو لمتابعيه على تويتر البالغ عددهم ٣.٩ مليون. حصد الفيديو المعنون “سيمضي ذلك أيضًا” ٣.٨ مليون مشاهدة منذ إطلاقه وحتى نشر هذا المقال. أثارت كلمات الأغنية موجة من ردود الفعل على شبكة الانترنت حيث ادّعى البعض أنها تعبر عن جائحة كوفيد ١٩ بينما ناقش البعض الآخر أنها تلمّح إلى الصراع السياسي في تركيا وقال آخرون أن المعنى قابل للتفسير.

الفيديو مباشر…
على قناتي على اليوتيوب.

البعض سيفهم وسيفسر الأغنية على أنها سياسية، بعضهم الآخر سيفسرها عن الوباء، والبعض الآخر عن كل الأمور السيئة التي تحدث في العالم وآخرون عن أشياء أخرى. تدور هذه الأغنية عن كيفية فهمك للأمور وبماذا تشعر. بدلًا من استجواب مشاعر الفنان ومبرراته، ركّز على ما تشعر به أنت. ذلك هو الفن.

تتناول هذه الأغنية عددًا من المشاكل الحالية في البلاد، كالوباء العالمي وتأثيره على المواطنين. في الفيديو المصور، هناك أشخاص تلازم المنزل لأغراض أمنية، تقوم باجتماعاتها على شبكة الانترنت وترتدي الكمامات في وسائل النقل العامة. يستمر الفيديو بعرض صور لعمّال معامل، طلاب، أطفال وحتى أناس عالقين في زُحام اسطنبول المروري المعروف. لكي يصل لجمهوره المتنوع، يدخل المغني غرفة مليئة بالحواسيب بشكل آلي حيث يخترق شبكة الانترنت ويبدأ ببث أغنية مصورة على أجهزة الناس، اللوحات الإعلانية وحتى داخل واقعٍ افتراضي حيث يغني تاركان ضمن لعبة افتراضية يلعبها طفل صغير في المنزل.

أفاد النجم البالغ من العمر تسعة وأربعين عامًا قبل إطلاق أغنيته بأن:

About a year ago, I went through a tough period when my mood was not very good. Many things such as the pandemic, the sad events happening in the world, the alarming course of humanity, the destruction of nature, affected me very negatively, and I felt like I was losing hope.

It was during that time, that the music and words for this song resonated inside me. ‘It shall pass, of course, this too shall pass, you will see, the day of hope’. I told myself, I have to write a song that will be good for all of us. I thought maybe this song would console us a little, give us morale and hope.

I hope ‘Geççek’ brings a smile to your face and will be good for all of us.

مررت بمرحلة صعبة قبل نحو عام. لم يكن مزاجي جيدًا آنذاك. تأثرت بشكلٍ سلبيٍ جدًا بالعديد من الأمور كالوباء، الأحداث الحزينة التي تحصل في العالم، مسار البشرية المريع وتدمير الطبيعة وشعرت وكأنني أفقد الأمل.
كان لكلمات وموسيقا هذه الأغنية صدى بداخلي في تلك الفترة. “سيمضي، بالطبع، سيمضي ذلك أيضًا، سترى، يوم الأمل.” أخبرت نفسي أن عليّ كتابة أغنية تكون نافعة لأجلنا جميعًا. اعتقدت أن هذه الأغنية ربما تواسينا جميعًا وتمنحنا الأمل والمعنويات.
آمل أن تجلب أغنية “سيمضي” الابتسامة لوجوهكم وتكون نافعة لنا جميعًا.

أصبح وسميّ #سيمضي و #سيغادر الأكثر تداولًا على تويتر في تركيا.

حطّم النجم التركي الكبير تاركان شبكة الانترنت بإطلاقه أغنيته الجديدة geççek والتي تعني سيمضي ذلك أيضًا.

يُعرف الموسيقيّون في تركيا بإبداء آرائهم في مواضيع حساسة في البلاد من خلال موسيقاهم. في عام ٢٠١٩، اجتمع عشرون مغني للراب وأصدروا أغنية بعنوان (لا يمكنني التزام الصمت) والتي تتطرق لعدة مشاكل في تركيا. أطلقت مؤخرًا المغنية وكاتبة الأغاني المخضرمة سيزن أكسو أغنية بعنوان “الصياد” تجيب بها عن الهجومات العنصرية الموجّهة لها بسبب أغنية أخرى أصدرتها في عام ٢٠١٧ والتي اُنتقدت لكونها أغنية “مُدنسة”.

من غير الممكن أن أكون الوحيد الذي يعتقد أن أغنية تاركان الجديدة سياسة للغاية.

“ستمضي هذه الأيام أيضًا…
عندما يحين ذلك الوقت، سنرقص بحماس…
ستمضي كما حلّت…
لكل شيء نهاية…
ستنتهي هذه الكارثة…
دعونا وشأننا فقط…”

وصف بعض الفنانين الأتراك أغنية تاركان الجديدة “البوب الاحتجاجي” بينما أبدى السياسيون المعارضون رأيهم حول الأغنية على تويتر.

دخلت أغنية تاركان “سيمضي” التاريخ كأول أغنية بوب احتجاجية. على الرغم من عدم ذكر الأغنية لاسم معين، إلا أن الشخص الذي وجهت له واضح! هنيئًا! أنت محق، سيمضي ذلك.

أغنية مفعمة بالأمل.

لكن الأغنية لم تنجُ من النقد. بحسب ما كتب الصحفي مراد أوزار لجريدة ديريليش المعروفة بقربها من الحكومة الحاكمة فإن حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي أذن بإصدار هذه الأغنية. في السابع عشر من شباط وبعد فترة وجيزة من إصدار الأغنية، تحدث الصحفي في برنامج تلفزيوني مباشر حيث قال عندما سُئل عن إثبات هذا البيان أن أعضاء حزب المعارضة شاركوا الأغنية على نطاق واسع.

على غرار أوزار، قال عضو البرلمان لحزب العدالة والتنمية الحاكم ألباي أوزلان في تغريدة أنه كان مشهدًا حزينًا للمعارضة. “ليس لدى [المعارضة] مشاريع أو برامج. يتم مواساتهم بمغني تحول لمشاغب. فئة معارضة لتاركان معلقة لأن أملهم لا يستطيع حكم حتى حظيرة ناهيك عن حكم دولة.”

اقترح حاجي ياكيشيكلي، صحفي آخر يكتب لصحيفة موالية للحكومة، أن الأغنية كُتبت بطلب من حركة غولين أو “FETÖ” التي اُتهمت بتنسيق محاولة للانقلاب عام ٢٠١٦ كما أفادت صحيفة بيانت الإلكترونية.

ليس مدهشًا أن يفسر الكثيرون كلمات الأغنية على أنها ليست أغنية عن الوباء فقط. كتب الصحفي محمود شينار لصحيفة دوار الإلكترونية في مقال يعبر فيه عن رأيه. “أعتقد أن هذا ما يترتب عليك كونك نجمًا. من غير السهل متابعة شؤون الوباء وإرسال رسالة إلى الناس المرهقين من الحكومة الحالية والأزمة الاقتصادية الناجمة عن سياساتها بأغنية أنيقة.”

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.