يجب تعزيز الوعي عن التلوث لمنع المزيد من التدهور في منغوليا

إطلالة على صحراء غوبي عند غروب الشمس، منغوليا. تصوير خاليون غانباتار، مجاملة من منظمة الحفاظ على الطبيعة. استخدمت الصورة بتصريح من مالكها.

تبلغ مساحة منغوليا واحد ونصف مليون كيلومتر مربع، وهي من بين أكبر البلدان على وجه الأرض، حيث تحتل المرتبة 18 من حيث المساحة. تشمل أراضيها الشاسعة الغابات الشمالية والنظم البيئية الجبلية والعديد من أنواع المراعي المعروفة باسم السهوب حيث يسكنها 3.3 مليون نسمة. منغوليا أيضًا من أكثر البلدان ندره في السكان على مستوى العالم، مما يجعلها اختيار جيد للحفاظ على التنوع البيولوجي.

لكن على مدى العقود الثلاثة الماضية، ظلت بيئة منغوليا تواجه تهديدات متعددة، بما في ذلك التعدين وتطوير البنية التحتية، والرعي المفرط، واستغلال الوقود الأحفوري، والتصحر، وتغير المناخ، وهي تهديدات تتجلى في زيادات غير مسبوقة في درجات حرارة الهواء ونمط غير طبيعي في هطول الأمطار.

يؤثر تغير المناخ على محصول العلف، وتكوين النباتات، وتنوع المراعي. وبالمثل، أدى إلى زيادة مستمرة في الكوارث الطبيعية مثل الجفاف وما يعرف في منغوليا بالدزود [شتاء قارص]، وهي حالة مناخية قاسية تتسبب في الموت الجماعي للماشية إما بسبب المجاعة أو البرد الشديد.

ثمة مصدر إضافي للتلوث، وهو الأنشطة اليومية للناس، ونهجهم إزاء البيئة.

مجرى النهر مليء بالزجاجات البلاستيكية والزجاجية. الصورة من قبل أميديو باستيانو، استخدمت بتصريح منه.

على سبيل المثال، من الشائع العثور على زجاجات الفودكا الفارغة في مجاري الأنهار التي تجف في الصيف. على التلال، هناك مذابح من العبوات البلاستيكية والعلب تقف بجانب المذابح الحقيقية التي أقيمت للصلاة إلى إله السماء تنجر، وهو شخصية رئيسية في المعتقدات الشامانية المنغولية.  خارج القرى، في منتصف السهول، يمكنك العثور على تلال من النفايات في الهواء الطلق. على بعد بضع كيلومترات فقط من منازلهم، يقوم سكان تلك القرى بتجميع النفايات التي ينتجونها خلال فصل الشتاء وحرقها. في المناطق المحيطة، من الممكن رؤية بقايا البلاستيك المشوه لعدة أشهر بعد ذلك.

وفقًا لخبيرة محلية، فإن السبب الجذري لذلك هو نقص الوعي البيئي لدى الشعب المنغولي. باتسورين إس. هي مهندسة بيئية تبلغ من العمر 37 عامًا تخرجت من واحدة من أفضل الجامعات المنغولية وأكملت دراسات عليا متخصصة في معهد مشهور في جنوب شرق آسيا، حيث تعمل الآن كباحثة. طلبت الحفاظ على سرية اسمها الأخير واسم مدرستها الأم. وفسرت ذلك قائلة:

People in Mongolia don’t realize that their actions have consequences. If they leave a bottle in a meadow, this bottle may reach a river, or be eaten by a yak and cause its death. But people are not educated to think this way. They just say: “I want to have a beer,” or some vodka, or some water. And they drink, then leave the bottle in the grass.

لا يدرك الناس في منغوليا عواقب أفعالهم. إذا تركوا زجاجة في المرج، قد تصل هذه الزجاجة إلى النهر، أو تؤكل من قبل ثور وتسبب موته. لكن الناس غير مدركين للتفكير بهذه الطريقة. يقولون فقط: “أريد أن أشرب البيرة” أو بعض الفودكا، أو بعض الماء. ثم يشربون، ويتركون الزجاجة على العشب.

المنغوليون هم شباب — مما يعني أنهم ليسوا على دراية كاملة، على المستوى الاجتماعي، وليس لديهم فهم عميق لمدى ضعف الطبيعة. كما تدعي باتسورين، ربط القضية بتغيير حديث في نمط الحياة:

People here have been almost exclusively nomads until a few decades ago. They started gathering in cities only recently, and even nowadays, approximately half of the population lives in the traditional nomadic way. In the past, nomads’ trash could be abandoned in nature without worrying too much. It consisted of carcasses of animals, furs, wood, and natural fabric used for clothing. After a few weeks, the environmental agents would consume it and let it return to what it was before without any damage for the soil.

كان الناس يعيشون حياة البدو بشكل دائم حتى بضعة عقود مضت. بدأوا بالتجمع في المدن مؤخرًا فقط، وحتى في الوقت الحاضر، يعيش ما يقرب من نصف السكان بالطريقة البدوية التقليدية. في الماضي، كان من الممكن التخلي عن قمامة البدو في الطبيعة دون القلق كثيرًا. حيث تكونت من جثث الحيوانات والفراء، والخشب، والنسيج الطبيعي المستخدم للملابس. بعد بضعة أسابيع، كانت العوامل البيئية تستهلكها وتتركها تعود إلى ما كانت عليه من قبل دون أي ضرر للتربة.

في الوقت الحاضر، تغيرت النفايات وتحولت إلى زجاج، وبلاستيك، ومعدن، وبنزين، ومواد كيميائية. لكن بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون المخاطر المتعلقة بهم، فإن التأثير الناتج عن التخلص من هذه المنتجات في الطبيعة ليس بهذه البساطة.

حسب غالا دافا من منظمة حفظ الطبيعة غير الحكومية، فإن معظم الناس على دراية بتغير المناخ، إلى حد ما. خاصة جيل الشباب. فسر ذلك قائلاً:

A part of the new ruling class of Mongolia is extremely concerned about it. And the herder communities also understand that some change is happening. They observe nature every day, and see that it behaves differently from the past. A lot of information is circulating through the internet. However, the institutions aren’t reaching out to the public in systematic way. And while people do agree on the importance of protecting nature, they still have a limited understanding of the ways to do so.

يشعر جزء من الطبقة الحاكمة الجديدة في منغوليا بقلق بالغ إزاء ذلك. تفهم مجتمعات الرعاة أيضًا أن هناك بعض التغيير يحدث. إنهم يراقبون الطبيعة كل يوم، ويرون أنها تتصرف بشكل مختلف عن الماضي. فالكثير من المعلومات تنتشر عبر الإنترنت. ومع ذلك، فإن المؤسسات لا تصل إلى الجمهور بطريقة منهجية. بينما يتفق الناس على أهمية حماية الطبيعة، لا يزال لديهم فهم محدود لطرق القيام بذلك.

وافقت الحكومة المنغولية في عام 1998 على برنامج عام للتثقيف البيئي سينفذ بين عامي 1998 و2005. لكن لم يضع أحد خطة لتحويله إلى إجراءات ملموسة لتحقيق نتائج طويلة المدى، وبالتالي فإن النتائج الإيجابية- ولكن غير المتكافئة- التي تم الحصول عليها في البداية تتلاشى الآن.

حسب ما قاله غالا:

Between 2019 and 2020, the government designated 32 new protected areas, for a total of 4.9 million hectares. It also committed to put under national protection 30 percent of the country’s total land. They already achieved the result of protecting 21 percent of it, which equals to almost 33 million hectares. On top of this, 31 additional million hectares are now designated as locally protected areas. All this took a lot of effort, yet, because of the absence of an organic program to spread information, many people remain uneducated, even among the scientific community. The country suffers [from] the lack of a science-based nature conservation approach, and the public tends to oversimplify matters related to the environment.

بين عامي 2019 و2020، خصصت الحكومة 32 منطقة محمية جديدة، بإجمالي 4.9 مليون هكتار. التزمت أيضًا بأن تضع تحت الحماية الوطنية 30 في المائة من مجموع أراضي البلد. لقد حققوا بالفعل نتيجة حماية 21 في المئة منها، وهو ما يعادل ما يقرب من 33 مليون هكتار. علاوة على ذلك، تم الآن تحديد 31 مليون هكتار إضافية كمناطق محمية محليًا. استغرق كل هذا الكثير من الجهد، ومع ذلك، بسبب عدم وجود برنامج عضوي لنشر المعلومات، لا يزال العديد من الشعب غير متعلمين، حتى بين المجتمع العلمي. وتعاني البلد من عدم وجود نهج علمي للحفاظ على الطبيعة، ويميل الجمهور للإفراط في تبسيط المسائل المتعلقة بالبيئة.

بالنسبة لكل من باتسورين وغالا، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتحسن بها الوضع هي تغيير أسلوب تفكير الشعب. ولكي يحدث ذلك، يجب على المؤسسات والحكومة الالتزام بسياسة تحسين التعليم البيئي.

كما يستنتج باتسورين، “هم [الحكومة] يحتاجون إلى الاستمرار في إطلاق حملات إعلامية مكثفة، ونشر الوعي بشكل أكثر تكافؤًا ومنهجية، ودفع الناس إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للبيئة “.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.