- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

هل تتملص تركيا من أزمة زيت دوار الشمس خاصتها؟

التصنيفات: أوروبا الشرقية والوسطى, الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, أوكرانيا, تركيا, روسيا, الاقتصاد والأعمال, حروب ونزاعات, سياسة, صحافة المواطن, طعام, الغزو الروسي لأوكرانيا

بروس فريتز، قسم الزراعة في الولايات المتحدة، المجال العام، من ويكيميديا [1]

في الأشهر الأخيرة، هزت تركيا حفنة من الأزمات المالية [2]، والسياسية [3]، والبيئية [4]، والدبلوماسية [5]، لكنها الآن تتصارع مع مشكلة جديدة: نقص في زيت دوار الشمس [6]. بعدما غزت [7] روسيا أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، وصلت الآثار الاقتصادية للحرب، بما في ذلك الاضطرابات في صادرات المحاصيل [8]، إلى تركيا [8]، وخاصة التأثير على إمدادات الدولة من بذور دوار الشمس. كنتيجة لذلك، في الأسابيع الأخيرة، شهد الأتراك صراعًا سياسيًا داخليًا حيث يتهم [9] الحزب الحاكم الأحزاب المعارضة بنشر الهلع، الذي امتد إلى محلات البقالة حيث يكافح المواطنون للحصول على علب نت زيت أرخص، وبارتفاع الأسعار لواحدة من أهم لوازم الطبخ في الدولة.

في هذه الأثناء، قالت [10] المديرة العامة للأمن أن حوالي 45 من أصحاب حسابات التواصل الاجتماعي يخضعون للتحقيق لمشاركتهم معلومات تحريضية ونشر معلومات مضللة عن نقص الزيت. في حين أنه لم تتضح بعد العواقب التي سيواجهها هؤلاء المستخدمون، فإن سجل تركيا الاستثنائي في محاكمة [11] ناقدي الحكومة يتحدث بالكثير [12]. أعلن [13] الحزب الحاكم السنة الماضية خططًا لتقديم مشروع قانون جديد سيجرّم نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت بحكم يصل إلى خمس سنوات.

يسحق المواطنون بعضهم حرفيًا لكي تصل أيديهم إلى زيت منخفض التكلفة.

حوالي 65 بالمئة من بذور دوار الشمس الخاصة بتركيا و64.6 بالمئة من قمحها يتم استيراده من روسيا، حسب تقرير بيانيت. في حين أن تركيا أيضاً تستورد بذور دوار الشمس من أوكرانيا، فأن الاعتماد عليه أقل أهمية، مع حاصل واردات 4.2 بالمئة. وبالمثل، تستورد تركيا 13.4 بالمئة من قمحها من أوكرانيا.

إركوت سنوميز، أستاذ في إدارة سلسلة الإمداد في جامعة نبراسكا في لنكولن قال لصحيفة واشنطن أنه في حين يوجد 30 سفينة محملة بالقمح وبذور دوار الشمس في بحر آزوف، متوقع أن تبحر إلى تركيا، توقفت العملية منذ منع روسيا للسفن التجارية في بحر آزوف في 24 فبراير/شباط.

بحسب طاهر بويوكهيلفاسيجيل، رئيس رابطة مصنعي الزيت النباتي (BYSD)، تستهلك تركيا ما يزيد عن 3 أطنان من زيت دوار الشمس سنوياً. في حين أن الدولة تستطيع تلبية 1.7 طن من هذا الطلب، فإن الحرب قد عطّلت سلسلة التغذية هذه حيث إنها كانت تعتمد على روسيا وأوكرانيا لتغطية الباقي.

أضاف بويوكهيلفاسيجيل أنه برغم نية تركيا للدفع بغض النظر عن علو السعر الذي وصل إلى 2000 دولار للطن، فإن معالجة هذه الدفعات يبقى معضلة نتيجة العقوبات الاقتصادية بحق روسيا، متضمنة معاملات سويفت SWIFT التجارية.

بينما اتهم ناقدو حزب العدالة والتنمية الحاكم الحكومة بارتكاب زلة أخرى، كانت الحكومة سريعة في الدفاع عن نفسها. وفقًا لغازيت دوفار، منصة إخبارية مستقلة على الانترنت، ورد [9] أن الرئيس رجب طيب أردوغان عيّر المعارضة على تحريضها وافتقارها للأخلاق. بينما قال رئيس حزب الحركة الوطنية (MH)، ديفلت باهسيلي، إن تأجيج الذعر هو أمر غير شريف وفقًا [9] لغازيت دوفار. حزب الحركة القومية في تحلف مؤقت مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.

لكن لم تكن الأحزاب المعارضة هي التي أججت أزمة شراء وتخزين زيت دوار الشمس. إنه التأثير الاقتصادي العالمي على الحرب في أوكرانيا؛ اعتماد تركيا الكبير على روسيا في الطاقة، والتجارة، والسياحة؛ والسياسات الاقتصادية غير [17]التقليدية لأردوغان. الشهر الماضي، تضخم سعر المستهلك وصل [18] إلى 54.44 بالمئة. تصاعدت [19] أسعار الطعام، المرتفعة أصلاً منذ بداية الحرب، حيث كانت الدولة مجبرة على زيادة [20] سعر النفط 7 أيام متتالية الأسبوع الماضي. “ارتفعت أسعار النفط 10 بالمئة في شباط/فبراير و131 بالمئة سنةً إثر سنة [21]، وفقًا لبيانات المؤسسة التركية للإحصاء. تنذر الزيادة السنوية بأن تصعد إلى 155 بالمئة مع حلول نهاية هذا الشهر،” أورد [22] المونيتور.

حذّر [23]علي أكبر يلدرم، كاتب في السياسات الزراعية في تركيا في اليوم الثاني من الغزو الروسي لأوكرانيا، 25 شباط/فبراير، أن سعر زيت دوار الشمس سيكون من بين الواردات الغذائية التي ستشهد زيادة كبيرة في التكلفة في ضوء اعتماد تركيا الكبير على البضائع المستوردة. ألقى حزب İYİ (الصالح) المعارض اللوم على السياسات الزراعية الحالية في التداعيات الاقتصادية للحرب في تركيا. في حديث ارجين كاهفيسي، نائب رئيس الحزب والمسؤول عن الزراعة والتنمية الريفية، مع غازيت دوفار “إن هذا الاعتماد مدفوع نتيجة قصورنا. سيأتي هذا إلينا بأزمة إمدادات القمح على المدى القريب، وخاصة في الإمدادات من بذور دوار الشمس وزيت دوار الشمس الخام.” في الوقت نفسه، لمعالجة الأزمة المحتملة في واردات القمح، قدّم [24] حزب الشعوب الديمقراطي الكردي التركي (HDP) اقتراحًا مفصلًا للبرلمان، يطلب مجموعة من الحوافز للفلاحين لتلبية مطالب القمح في حين تصاعد الحرب في أوكرانيا. الأخير، هو أمر ربما سيتوجب على مجلس النواب أخذه في عين الاعتبار، مع إعلان روسيا في 14 آذار/مارس إمكانية تعليق صادراتها من القمح، الشعير، الذرة، والشيلم [25] حتى 30 حزيران/يونيو وفقًا [26] لروترو.

شروط حزب العدالة والتنمية (AKP) المتهدمة يوميًا: طابور الخبز في الصباح. طابور زيت دوار الشمس بعد الظهر. طابور الخضروات الرخيصة في المساء. طابور البترول في الليل.

في 9 آذار، أعلنت المديرية العامة للعلاقات البحرية التركية في تغريدة أن سفناً محملةً بزيت دوار الشمس كانت في طريقها إلى تركيا ويتوقع أن تصل في 15 و17 آذار/مارس.

السفينة المحملة ب 60990 طن من زيت دوار الشمس، المنتظرة في ميناء ييسك في روسيا، قد غادرت الميناء ومن المتوقع وصولها إلى مرسين في 15 آذار/مارس. السفن الثلاث الأُخر المحملة بزيت دوار الشمس قد غادرت ميناء روستوف ومن المخطط وصولها إلى دولتنا في 17 آذار/مارس.

برغم التأكيدات من الحكومة أن الدولة امتلكت مخزونًا كافيًا من زيت دوار الشمس، أعلنت وزارة الزراعة في 9 آذار/مارس أنها تمنع كل الصادرات من الزيت والسمن.

في هذه الأثناء، تستمر الصور والفيديوهات من سلاسل محلات البقالة لأناس يصطفون في الطوابير ليشتروا زيت دوار الشمس بالانتشار على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

بعد ارتفاع سعر زيت دوار الشمس، تستمر الصور من المتاجر. عنوان مكان التقاط الفيديو هو فرع من سلسلة متاجر في إسطنبول. عبوات الزيت التي تجلب من المستودعات يتم التزاحم عليها حتى قبل بلغوها رفوف المتاجر.

لكن بينما يمكن تفادي أزمة زيت دوار الشمس، لا يمكن قول ذلك تجاه اقتصاد الدولة الهش [31].


لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع، راجع تغطيتنا الخاصة روسيا تغزو أوكرانيا [7].