- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

ماذا يعني الحياد البرازيلي حيال غزو روسيا لأوكرانيا؟

التصنيفات: أمريكا اللاتينية, أوروبا الشرقية والوسطى, أوكرانيا, البرازيل, حروب ونزاعات, سياسة, صحافة المواطن

بوتين وبولسونارو في اجتماع بالبرازيل عام 2019. الصورة الأصلية: ماركوس كوريّا [1] صورة جوية لجزء من الأراضي الأوكرانية: إيفان سيجال/ جلوبال فويسز [2]

قبل غزو أوكرانيا بأسبوع، ظهر فلاديمير بوتين أمام الكاميرات مصاحبًا لزائر رسمي [3] في روسيا، الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو [4].

كان الوضع على الحدود بين روسيا وأوكرانيا متوترًا بالفعل، وكان العالم في حالة تأهب [5]. وفقًا لقناة CNN البرازيل، قال بولسونارو خلال الزيارة أن البرازيل كانت متضامنة مع روسيا وأن الدولتان تتعاونان في عدة نواحي، واستشهد بالزراعة والبترول والغاز.

أكد الزعيم البرازيلي، بجانب الزعيم الروسي [6] أنه “كان يبشر بالسلام ويحترم من يتصرف بهذه الطريقة”.

بحسب صحيفة UOL [7] البرازيلية: في أوقات أخرى، قال إنه ترك له شعور زواج مثالي [8]، مناديا بوتين ب “صديقي [7]” وأعلن أن كلاهما يتشاركان القيم مثل “الإيمان بالله والعائلة”.

بعد أقل من عشرة أيام، مع مرور أسبوع على غزو أوكرانيا [9] بالفعل وصدمت صور الاعتداء على المدنيين العالم. كانت البرازيل من بين 141 دولة [10] صوتوا لصالح إدانة روسيا في الأمم المتحدة، حيث تشغل البرازيل مقعدًا في مجلس الأمن [11].  

وبرر السفير البرازيلي رونالدو كوستا فيلهو القرار وقال إنه “تم تجاوز الحد”. 

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الرئيس البرازيلي يتجنب التحدث عن الحرب علانية، ما يتسبب في توجيه اتهامات له من أنصاره المحافظين [12].

قال [13] نائب الرئيس هاميلتون موراو – جنرال على قوة الاحتياط – أن “البرازيل لم تكن محايدة”، حيث احترمت سيادة أوكرانيا [14] ودعمت الغرب في رد الفعل القوي ضد روسيا بعد الغزو. وتبرأ بولسونارو منه.

في البث المباشر الأسبوعي له عبر وسائل التواصل الاجتماعي في 24 فبراير / شباط، أشار الرئيس [15] إلى المسؤول عن إدارة البلاد في الدستور [16]، دون ذكر اسم نائبه، وقال إن البرازيل ملتزمة بالسلام.

فبحسب موقع بودير360 [16]، قال مؤكدًا: القرار لي، ولكن أريد سماع ممن يعتبرون وزراء بالفعل كيف يتعاملون مع هذه الأمور. نحن من أجل السلام ونريد السلام. ولنا موقفًا استثنائيًا مع الرئيس بوتين”.

وبعد ساعات، بدأ استراحة الكرنفال [17] الخاصة به في ساحل ساو باولو [18]، حيث تنزه [19] بدراجة مائية.

تحدد كلمات [20] بولسونارو – التي عززها [21] المستشار البرازيلي كارلوس فرنسا [22] في 8 مارس / آذار – أن الموقف الرسمي هو الحياد [23] وعدم الانحياز دون إدانة الغزو.

زيارة إلى موسكو

في بداية شهر مارس / آذار، نشر الصحفي البرازيلي جميل تشاد [24] أن خطة لإخلاء البرازيليين الذين يعيشون في أوكرانيا – حوالي 500 شخص – ألغيت قبل بداية الصراع حتى لا تؤثر على رحلة بولسونارو المخطط لها إلى موسكو.

كما قال تشاد أن نفي حكومة بوتين لنية للهجوم على أوكرانيا أدى إلى كون أي حركة لتحذير البرازيليين تقليل للثقة تصريحات الكرملين.

نتيجة لعدم تلقي بولسونارو [25] اللقاح ضد كوفيد-19 فقد خضع [26] لخمس اختبارات طبية ليستطيع لقاء بوتين [27] وإعادة “العلاقات التي كانت متوقفة بسبب الجائحة”. وأكد بولسونارو أن موضوع الاجتماع لم يكن أوكرانيا وأظهر تضامنه مع روسيا.

ناقش الزعماء ومترجموهم اتفاقيات [28]ثنائية في قطاعات الطاقة والبيئة والدفاع والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة.

أيضًا نوقش الإمداد المتزايد بالأسمدة الروسية، المنتج المستورد الروسي الأول في البرازيل. في بداية شهر فبراير / شباط، تفاوضت مجموعة روسية على شراء [29] مصنع أسمدة من الشركة الدولية بيتروبراس. ومازالت المفاوضات [30] مستمرة.

المنتجات المستوردة الرئيسية في البرازيل في 2021

الحياد البرازيلي

قبل غزو أوكرانيا، قام أنصار بولسونارو بنشر ميمز [31] عبر وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بزيارته مع انسحاب القوات الروسية من الحدود.

عندما بدأت الغارات، أوضح وزير السياحة البرازيلي [32] أن بوتين لم يستمع لرسالة بولسونارو عن السلام. وأكد نفس الوزير - جيلسون ماتشادو - أن الزعيم البرازيلي يمكن أن يقنع الاخير الروسي [33] بعدم بدء الحرب.

بحسب الإعلام البرازيلي، نصح العديد من القيادات العسكرية [34] ضمن الحكومة بولسونارو بتأييد بوتين.

أيضًا يؤكد تقرير من صحيفة Folha de S. Paulo [35] أن الحكومة والقطاع الزراعي للبلاد حددوا أنه سيتم إضافة "تلميحات لروسيا" في تصريحات "تتناول حجج للدفاع عن حكومة بوتين".

بالإضافة إلى ذلك، أكد التقرير: "يرى مفاوضون أجانب - عند الإشارة إلى قلق السلطات البرازيلية - أن البلاد ضد العنف على الحدود الأوكرانية، ولكن ذلك لا يعني الدعم الكامل لردود أفعال القوى الغربية وأن وضع وزارة الخارجية البرازيلية [36] أصبح مستقرًا".

مع ذلك، يقدر خبراء الاقتصاد [37] أن سياسة "الحياد" المتبناة بإمكانها أن تؤثر بالسلب على البرازيل.

في الثاني من مارس / آذار، نشر الصحفي لاورو جارديم [38] - في مقالته بصحيفة أو جلوبو - أن بولسونارو في مجموعات الواتساب أكثر انفتاحًا بشأن ما يفكر: كان يتحدث عن رسالة بنظرية المؤامرة حول نظام عالمي جديد، لا يستطيع مواجهته سوى روسيا، والصين، وجامعة الدول العربية.

وفقًا لكاتب المقال، قال في وقت سابق: "من يبغون اتخاذ الرئيس البرازيلي موقف صارم في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، هم نفسهم أولئك الذين يريدون الاستيلاء على منطقة الأمازون [39] الخاصة بنا".

أمن الانتخابات

بولسونارو مرشح لإعادة الانتخابات في شهر أكتوبر. ويظهر في استطلاع الرأي [40] تأخره وراء الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا [41]، المنتمي لحزب العمل الديموقراطي [42].

دعم بولسونارو في خطابه اتهامات بالتشكيك في أمن صناديق الاقتراع [43] الإلكترونية البرازيلية، وهو نظام ساري المفعول منذ أكثر من 20 عامًا [44]، حيث به تم انتخابه نائبًا. بالرغم من ذلك، نفى الرئيس مناقشة موضوع الأمن الانتخابي [45] مع بوتين. مؤكدًا في صحيفة Estado de S. Paulo [45] عندما كان في موسكو في فبراير / شباط: "إنه ليس موضوعًا للنقاش خارج البرازيل، مع كامل الاحترام. وإذا أراد أحد العمل على التأثير في أي اتجاه فأنا أرى أنه يتجاوز حدوده".

وأكد رئيس المحكمة الانتخابية العليا البرازيلي - إدسون فاشين - أنه يدرس الهجمات الإلكترونية الروسية [46] التي تحدث في الانتخابات حول العالم.

وجهات النظر الأوكرانية

تصدر"الحياد [47]" - الذي يدافع عنه الرئيس في الحرب - المواضيع الأكثر تداولا في تويتر البرازيل في 27 فبراير / شباط، وهو تاريخ بيان بولسونارو عن الوضع البرازيلي.

من المقدر أن ما يقرب من 600 ألف مواطن [48] من أصول أوكرانية [49] يعيشون في البرازيل حاليًا. نشر المجتمع الأوكراني في البرازيل (سوبراس) [50] منشورًا يؤكد أنه "كبرازيليين [كانوا ينتظرون] موقف لممثلينا".

قال رئيس التمثيل المركزي الأوكراني - البرازيلي فيتوريو سوروتيوك في صحيفة UOL [51] أن بولسونارو لم يرد على دعوة الرئيس فولوديمير زيلينسكي [52] لزيارة أوكرانيا، كجزء من رحلته لشرق أوروبا. لم تتحدث الرئاسة البرازيلية مع المراسل.

وأكد سوروتيوك: [أنه بذلك] "أهان بولسونارو الرئيس الأوكراني ولم يُلقِ لنا بالًا".

ردًا على الموقف البرازيلي، قالت السفيرة الأوكرانية لدى الأمم المتحدة - يفينييا فيليبينكو - في تصريحات لصحيفة UOL [53] أنه قد جاءت اللحظة لاتخاذ الحكومات موقف. بالنسبة لفيليبينكو "ليس هناك مجال سوى للعمل لإنهاء العدوان وإنهاء الهجمات".

بالنسبة لمسئول الأعمال بالسفارة الأوكرانية في البرازيل - أناتولي تكاش - فإن من الممكن أن يكون بولسونارو "مزود بمعلومات مضللة [54]" عن الحرب.

في النهاية، شدد أناتولي تكاش في مقابلة [55] في البرنامج الاخباري جورنال ناشونال على قناة جلوبو: " في هذا الوقت، لا يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا، وإنما بدعم قيم الديمقراطية والقانون الدولي، متضمنة الأساسيات، مثل: لا انتهاك للحدود، واحترام السيادة الدولية، وسيادة الدولة، وسلامة الأراضي".


لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، راجع تغطيتنا الخاصة روسيا تغزو أوكرانيا [56].