- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

هروب الروس المناهضين للحرب من الإجراءات الصارمة في البلاد

التصنيفات: آسيا الوسطى والقوقاز, أوروبا الشرقية والوسطى, الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, أرمينيا, تركيا, جورجيا, روسيا, احتجاج, الإعلام والصحافة, الاقتصاد والأعمال, الهجرة والنزوح, حجب, حروب ونزاعات, حرية التعبير, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن, فنون وثقافة, لاجئون, موسيقى, الغزو الروسي لأوكرانيا
الروس ضد الحرب، حفلة خيرية في إسطنبول،إذن الصورة للمؤلف

الروس ضد الحرب، حفلة خيرية في إسطنبول، إذن الصورة للمؤلف

اجتمعت زمرة من الصحفيين الروس الذين كانوا يستقرون في روسيا فيما مضى في غرفة الاجتماع في إسطنبول للحديث عن خططتهم للمضي قدمًا؛ كانوا منظمين، ولكن بدا عليهم القلق أيضًا. كان معظمهم من صحفيي القنوات التلفزيونية المستقلة على الإنترنت، وتلفزيون رين (دودج) [1]، وآخرين من منصة إنترنت تسمى ذا فيليدج [2]، وتلفزيون سمناسم [3].

كانوا قلقين على مستقبلهم [4] والحدود المغلقة، وأرزاقهم، بل أكثر قلقًا على أصدقائهم وعائلاتهم التي تركوها خلفهم، فما زال الخوف من الاضطهاد يلوح في الأفق.

تبنت روسيا في 4 مارس/آذار قانون جديد للأخبار المزيفة، يفرض عقوبة تصل إلى 15 سنة في السجن، علاوة على غرامات أكثر حدة كعقوبة نشر الأخبار “المزيفة” حول قوات الدولة المسلحة، وأيضًا منع [5] الكرملين المنظمات الإعلامية من استخدام كلمة “الحرب” عند وصف الغزو الحالي على أوكرانيا [6]، في السادس من مارس/آذار، وصف [7] الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هؤلاء الذين غادروا البلاد، أو يخططون للرحيل، والمواطنين ذوو الصوت الملفوظ، بشأن مشاعرهم ضد الحرب، بأنهم خونة وحثالة المجتمع.

“إذا كان هذا هو الثمن الذي ينبغي دفعه لإدانة الحرب، إذا فليكن كذلك” هذا ما قاله صحفي حر هرب من روسا إلى تركيا في الأسابيع الماضية في حوار مع جلوبال فويسز.

لكن ليس الصحفيون وحدهم من يهجرون روسيا تاركين خلفهم حياتهم، الطلاب والمدرسين [8] والعائلات مع أطفالهم، والنشطاء وحتى أن أول راقصة بالية [9]، كانت من بين هؤلاء الهاربين من البلاد التي أصبحت أكثر عزلة كل يوم في ضوء العقوبات الاقتصادية والسياسية. “هم لا يسلبون مستقبلنا فحسب، بل يسلبون ماضينا”،هذا ما قالته [10] كاتبة الروايات في موسكو، بولينا بورودينا، لصحيفة نيويورك تايمز، التي قدمت إسطنبول في بدايات مارس/آذار. تعتبر تركيا [11]، وجورجيا [12]، وأرمينيا [13]، وكازاخستان، و [14]وقرغيزستان، من بين الوجهات الأكثر التي يمكن للروس السفر إليها دون تأشيرة. يقول رجل الاقتصاد بجامعة شيكاغو كوستانتين سونين، هرب ما يقارب من 200 ألف روسي قبل 10 مارس/آذار.

لا أقارن مشقة الروس بمشقة بالأوكرانيين الذين يضربهم الجيش الروسي بالقنابل، ولكن أكثر من 200 ألف رجل هربوا خلال الأيام العشرة الأخيرة. إنها هجرة جماعية مأساوية لم تر منذ قرن.

حسب وزارة السياحة الجورجية [16]، وصل حوالي 20,876 روسي إلى البلاد في فبراير/شباط 2022. بالرغم من أن تركيا لا تمتلك [17] أرقامًا حديثة للمواطنين الروس الواصلين للبلاد، شكل الروس 134,215 قادم في يناير/كانون الثاني 2022، أما أرمينيا لم تعلن [13] الأعداد الحالية، ولكن غرد سونين في تغريدة أخرى عن دقة ملاحظات [18] تقديره، “أعطت الحكومة الأرمينية العدد 80 ألف هناك؛ وقال عمدة تبليسي أن هناك 20-25 ألف، كانت هناك رحلات جوية إلى اسطنبول، أكثر من الرحلات إلى يريفان كل يوم، وعلى طائرات أكبر، بالإضافة إلى تل أبيب، وألماتي، وبيشكك، وتدفق صغير، ولكن مستمر، عبر إستونيا ولاتفيا وفنلندا، لذا فإن 200 ألف هو الحد الأدنى”.

هناك شعور بمجرد التجول بشوارع بعض أحياء إسطنبول بوجود زائرين أكثر يتحدثون الروسية  في الأسابيع الأخيرة، وقالت امرأة روسية تحدثت إلى جلوبال فويسز، أنها كانت معلمة يوغا في موسكو، وأنها قدمت إلى هنا في 5 مارس/آذار، وتخطط الآن للرحيل إلى بالي؛ حيث تعرف أصدقاء تتمنى أن يساعدوها. مع كاميرا تقليدية معلقة على كتفها، تبتسم بلطف قائلة إنها تحب التقاط الصور، وتقول “بأنها قديمة، ولكنها عظيمة” وهي تقف خارج صيدلية محلية في مقاطعة الفاتح في إسطنبول مع مجموعة صغيرة من الروس الآخرين، يحاولون شراء إمدادات طبية، وغذائية لإرسالها إلى أوكرانيا، وتشرح إحداهن بأن هناك قائمة منتشرة على تيليغرام للإمدادات الطبية والغذائية التي تحتاجها أوكرانيا، التي مزقتها الحرب.

يساعد الآخرون بواسطة الموسيقى، حيث أطلق أوكسي ميرون فنان الراب الروسي والمعرف أيضًا بميرون فيودوروف، سلسلة من الحفلات الموسيقية، التي أسماها “روسيون ضد الحرب”، احتجاجًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، يجمع التبرعات من أجل اللاجئين الأوكرانيين الهاربين، فكانت المحطة الأولى في حي نابض بالحياة في منطقة كاديكوي في اسطنبول، حيث تجمع حشد من الروس في الغالب ممن فروا مؤخرًا من روسيا خارج مكان الحفلة.

يقاوم مغني الراب الروسي حرب الكرملين. ما سلاحه المضل؟ سلسلة من الحفلات الخيرية تحت عنوان “روسيون ضد الحرب”.

في الخارج، يبدأ الحشد الذي كان ينتظر الدخول الغناء تلقائيًا “لا للحرب”، واستمروا بترديدها خلال الحفلة أيضًا.

يغني الحشد “لا للحرب”

ألغى أوكسي ميرون 6 حفلات كاملة من حفلاتها القادمة في روسيا، وقال مغني الراب في رسالة فيديو شاركها [25] على صفحته على إنستغرام: “إن الحرب في أوكرانيا كارثة، بل هي جريمة، وهذا هو سبب تأجيلي 6 حفلات إلى وقت غير محدد، لا أستطيع إمتاعك بينما تفجر روسيا أوكرانيا، وتجبر سكان كييف على الاختباء في الملاجئن ويموت الناس”.

أما في الفيديو الثاني [26]، يخبر المغني مناصريه في روسيا بشكل قاطع برفضه لتلك الحرب، وتنظيمه سلسلة حفلات خيرية تسمى “روسيون ضد الحرب”، يقول فيه: “حسنًا، يستحيل تنظيم حفلة مناهضة للحرب في روسيا، لأن ذلك يبدو جنونيًا، فكل شي مناهض للحرب حاليًا غير قانوني، وهناك رقابة تامة، وأي أحد ينطق ضد الحرب بأي طريقة يصبح هدفًا للنيابة الجنائية.”

تذهب جميع عائدات الحفلات إلى اللاجئين الأوكرانيين.

ترى نيجينا بيروفا، الصحفية الحرة المتواجدة في إسطنبول منذ 3 مارس/آذار، أن احتمالية الاضطهاد تحوم بالقرب من المنزل، وتركت نيجينا عائلتها ومنزلها لتسقر في موسكو فيما وصفته بالقرار العاطفي، عشية تبني مجلس النواب قانون بشأن الأخبار الكاذبة. أخبرت جيفينا جوبال فويسز بأنه “وفقًا لهذا القانون لا يستطيع المواطنون الروس تسمية الحرب حربًا، ولا يستطيعون استخدام أية مصادر للمعلومات غير وزارة دفاع الاتحاد الروسي….. مما يجعل العمل تحت هذه الظروف أمرًا مستحيلًا. أما إذا خالفت هذا القانون فستواجه 15 سنة في السجن، نعم، لقد كان قرارًا عاطفيًا، نحن خائفون من إغلاق البلد، وخائفون من إلقاء الصحفيين في السجون”.

أما في الوقت الحالي، توثق نيجينا قصص الروسيين الفارين من بلادهم إلى إسطنبول، بالنسبة لها، كل حوار هو استماع لقصتها مرارًا وتكرارًا. “أنا أصور الناس، أصور قصصهم فأدرك أن هذه قصتي أيضًا، لن أكون قادرة على العودة بعد هذا التقرير، ولا يوجد مكان للذهاب إليه”.

في عودة إلى الحفلة الراقصة في كاديكوي، قد وقف يفجيني الواصل منذ أسبوع إلى اسطنبول في تضامن رجل واحد محتجًا على الحرب رافعًا لافتة تقول: “سمحنا لهذه الحرب بأن تحدث، ونحن منشغلون الآن جدًا” وشرح في مقابلة عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم [27]، كان الروس مهتمون جدًا بجذب الانتباه.” لم يكن أحد يتوقع أن ما حدث سيحدث الآن أيضًا، وأعتقد، بأنه هنا في اسطنبول، حيث يوجد العديد من الروس الذين لا يزالون منشغلين جدًا بشأن سير أعمالهم من فتح حسابات بنكية [28]، وتقديم تصاريح الإقامة. مازالت هناك حرب تشتعل في أوكرانيا، أرى أن الناس يملكون أشياء مهمة لجلبها، ولكن لا يمكن أن تكون أهم مما يحدث في أوكرانيا.

يفيني حاملا لافتة خارج شارع الحفلة .موافقة الصورة للمؤلف.

يفيني حاملًا لافتة خارج شارع الحفلة. الصورة من قبل للمؤلف.

تتفق نيجينا معه. في الشقة حيث تقيم مؤقتًا مع بعض الصحفيين الروس، تقول نيجينا: “إن المعضلات الأخلاقية التي يواجهها الروس الهاربين أكثر أهمية من بطاقات الائتمان المعطلة. كيف نتحدث مع الأوكرانيين؟ كيف نجيب عن الاتهامات؟

اعتبارًا من 10 مارس [29]/آذار، توقفت جميع التأشيرات والبطاقات الرئيسية الصادرة عن البنوك الروسية عن العمل بسبب العقوبات. مثل العديد من الأشخاص الآخرين الذين يخططون لحياتهم الجديدة خارج روسيا، لا تزل نيجينا غير متأكدة من المكان الذي ستنتهي إليه، وما إذا كانت ستعود. تقول “لا أعرف متى سأعود إلى المنزل وما إذا كان بإمكاني العودة “ربما أستطيع”. ما تعرفه حقًا هو أنها تعارض هذا الحرب، تمامًا مثل عدد كبير داخل روسيا وخارجها، كُتمت أصواتهم بواسطة تصرفات رجل واحد، ومساعدوه، وآلة دعايته.

لمعلومات أكثر حول هذا الموضوع، نرجو منكم زيارة تغطيتنا الخاصة روسيا تغزو أوكرانيا [30]